أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - الفصل الثانى : مدى الإلزام فى الشريعة الاسلامية















المزيد.....

الفصل الثانى : مدى الإلزام فى الشريعة الاسلامية


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 8314 - 2025 / 4 / 16 - 19:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كتاب الشريعة الاسلامية.القسم الثانى : عن الشريعة الاسلامية : الباب الثانى : العقوبات ومدى الإلزام
مقدمة :
نعيد التذكير بما سبق تأكيده من أن :
1 ـ الحرية الدينية المطلقة فى الاسلام ، وأن الحكم فى الاختلافات الدينية بين البشرمرجعها الى الله جل وعلا يوم القيامة . يكفى قوله جل وعلا : ( قُلْ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46) الزمر ).
2 ـ التقوى هى المقصد الأعلى لكل العبادات ولكل الأعمال الصالحة ، ولا يعلمها إلا الذى يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور .
3 ـ الاسلام نوعان :
3 / 1 : الإسلام الدينى تعاملا مع الله جل وعلا ، إيمانا به جل وعلا وحده وإخلاص الدين والعبادة له جل وعلا وحده ،والايمان بحديثه وحده ( القرآن الكريم وفقط ) .
3 / 2 : الاسلام السلوكى فى التعامل مع الناس ، بالسلام والأمن والأمان . وهنا فقط مدار التطبيق فى الشريعة الاسلامية .
4 ـ بالتالى فهاك :
4 / 1 : حق الله جل وعلا علينا فى أن نؤمن به وحده إلاها ، وبقرآنه وحده حديثا ، وهذا مرجعية الحكم له جل وعلا فى الدين الى يوم الدين .
4 / 2 : حقوق العباد ، ومنها تطبيق العقوبات ، وقد تعرضنا لها آنفا . وهذه هى وظيفة الدولة فى الاسلام ، والتى تكون فيها الأمة مصدر السلطات ، وتكون فيها المواطنة الكاملة لكل المواطنين وبالمساواة . فهم مالكو الدولة والوطن .
5 ـ نعطى تفصيلا :
أولا :
حرية إقامة بيوت العبادة لكل المواطنين ، من مساجد لله جل وعلا وحده ومن مساجد ضرار ، وحسينيات ومقامات وقبور مقدسه ومن معابد وثنية وكنائس وأديرة ومعابد لليهود ولكل الأفراد والطوائف .
نتذكر هنا إنّ:
1 ـ المقصد من القتال الدفاعى فى الاسلام هو :
1 /1 : منع الفتنة فى الدين أو الاضطهاد الدينى حتى يكون الدين لله جل وعلا وحده يحكم فيه يوم الدين ، قال جل وعلا : (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193) البقرة ) ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39) الأنفال )
1 / 2 ـ حصانة بيوت العبادة للجميع . قال جل وعلا :
( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً ) (40) الحج ).
2 ـ الأمر بالاجتناب تشريعا إسلاميا يعنى بقاء تلك المعابد غير الاسلامية وعدم التعرّض لها .
لقد أوضح رب العزة جل وعلا إن تلك المعابد المقدسة هى من ( عمل الشيطان ). الشيطان لا يقوم بنفسه بتصنيع الأنصاب ، ولكنه هو الذي يوهم الناس بأن مواد البناء في الضريح مقدسة وتختلف عن أى مواد أخرى تبنى بها البيوت والمساكن والصانع، وهو الذي يوهم الناس بأن المقبور تحت الرماد لا يزال حياً ولكنه معتقل تحت الأرض يري ويحس بمن يطوفون بالضريح من فوقه، وطبعاً فلا يشكو من طول فترة اعتقاله في زنزانة انفرادية تحت الأرض ولا يتضرر من آلاف الأقدام التى تسير دائماً فق رأسه. الشيطان هو الذى يحجب العقل عن التفكير السليم ويجعل الناس يؤمنون بأن هناك إلها محبوسا تحت الرماد يستجيب لهم ويرفع عنهم الضرر.. والشيطان هو الذي يقنع الناس بأن مملكة الأموات هى التى تتحكم في مملكة الأحياء. كل هذه المعانى وغيرها تندرج تحت قوله تعالى عن الأضرحة "من عمل الشيطان".
3 ـ فى الدولة الاسلامية فى المدينة ـ وقائدها هو النبى محمد عليه السلام ـ كان المؤمنون سلوكيا يعكفون على الأنصاب ويدمنون الخمر والميسر والأزلام . كل ما جاء هو الأمر بالاجتناب . قال جل وعلا :
3 / 1 : فى أوائل ما نزل فى المدينة : ( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) الحج )
3 / 2 : عصوا هذا ، فكان من أواخر ما نزل قوله جلّ وعلا فى سورة المائدة :
3 / / 2 / 1 :( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ )(3) المائدة )
3 / / 2 / 2 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ (91) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (92) المائدة )
نرجو فقط تدبر قوله جل وعلا : ( رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) ( فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ )( فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ )
3 / 3 : هدم الأنصاب والأوثان في عقول الناس واعتقادهم نظرية صائبة . حين يتهدم ذلك الاعتقاد الخرافى من قلوب الناس تصبح هذه الأضرحة مجرد تماثيل صخرية، يتندر بها الناس على قلة عقولهم حين قدسوها. أما إذا بادر حاكم مسلم إلى تدميرها فإنها ستعود معززة بأساطير تزعم الانتقام ممّن سبق وهدمها .
4 ـ فى الدولة الاسلامية فى المدينة ـ وقائدها هو النبى محمد عليه السلام ـ كان للمنافقين الحرية المطلقة فى إعلان الكفر وممارسة المعارضة السياسية وفى التآمر والذى وصل بهم الى إقامة مسجد الضرار . قال جل وعلا : ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109) لا يَزَالُ بُنْيَانُهُمْ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (110) التوبة ). نلاحظ :
4 / 1 : كان وكرا للتآمر على الدولة .
4 / 2 : أن النبى محمدا لم يكن يعلم الغيب ، ولذا كان يقيم فيه ويصلى فيه .
4 / 3 ـ إن الله جل وعلا نهاه عن ذلك ، أى أمره بإجتنابه .
4 / 4 : لم يأمر جل وعلا بهدمه ، فظلّ دليلا على كفر من أقاموه .
5 ـ حكم رب العزة جل وعلا بأن المنافقين الصُّرحاء فى الدرك الأسفل من النار ، وإستثنى من يتوب منهم ويُبدّل سلوكه ودينة مخلصا لله جل وعلا . قال جل وعلا : ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً (145) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً (146) مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً (147) النساء ) . أما الذين مردوا على النفاق فقد حكم رب العزة جل وعلا مقدما عليهم بأنهم لن يتوبوا ، وتوعدهم بعذاب مرتين فى الدنيا ثم ينتظرهم عذاب عظيم فى الآخرة . قال جل وعلا فى أواخر ما نزل : ( وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101) و التوبة ). إنهم من تولوا الحكم بعد موت النبى محمد عليه السلام . إنهم الخلفاء الفاسقون وصحابة الفتوحات الشيطانية والحروب الأهلية .
ليس للدولة الاسلامية الإلزام فى العبادات وعمل الصالحات :
ليس لها إلزام أحد بالصلاة والصيام والحج وقيام الليل وذكر الله وتلاوة القرآن الكريم وعمل الصالحات ، فهذه الفرائض تعامل خاص ومباشر بين المسلم وربه. إن جوهر العبادة هو الإخلاص وبدونه تكون تأدية العبادة مجرد حركات بدنية ساخرة.
1 ـ الصلاة :
فرضها الله جل وعلا على المؤمنين كتابا موقوتا ، وأمر بإقامتها خشوعا فى تأديتها ، وتقوى فى غير أوقاتها . قال جل وعلا :( فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً (103) ) أى بأوقات خمس . كان المنافقون يؤدون الصلاة بدون إخلاص بل لمجرد المراءاة والنفاق فاعتبرها رب العزة خداعاً لله جل وعلا ، قال جل وعلا : ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً (142) النساء ).
2 ـ الصدقات والتبرع للقتال الدفاعى :
2 / 1 : يكفى تدبر وصف الله جل وعلا هذا بتعبير ( إقراض الله قرضا حسنا ) ( البقرة 245 ، الحديد 11 ، 18 . التغابن 17 ، المزمل 20 )
رفض المنافقون هذا وذاك مع ثرائهم ، فكانت عقوبتهم هى حرمانهم من التبرع مع توعدهم بعذاب فى الدنيا والآخرة قال جل وعلا : ( وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلا يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ (54) فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (55)التوبة ).
2 / 2 : تكاسل عنها بعض المؤمنين فنزل التهديد والتحذير . قال جل وعلا : ( هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38) محمد )( وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195) البقرة )
صيام رمضان
المقصد فيه التقوى ، وبدونها يصبح صيام رمضان مناسبة اجتماعية لممارسة اللهو والمجون ، ويصبح تحديد شهررمضان بالرؤية البصرية مجالا للتلاعب والأهواء السياسية . ومنشور لنا هنا كتاب عن الصيام وفتاوى كثيرة . وبإيجاز فان تدخل الدولة فى عبادة الصيام محظور وممنوع .
الحج للبيت الحرام
هو فريضة مدين بها الناس لربهم جل وعلا طالما كانت لديهم الاستطاعة . يكفى تدبر قوله جل وعلا : (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ (97) آل عمران ). ولقد انتهك الخلفاء الفاسقون حُرمة البيت والأشهر الحُرم ، هذا مع ان الله جل وعلا توعّد الذى يريد ـ مجرّد إرادة ـ إلحادا وظلما فيه بعذاب أليم ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِي وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (25) الحج ) ومنشور لنا كتاب عن الحج ومافعله فيه الخلفاء الفاسقون ومن تلاهم وحتى الآن .
القتال الدفاعى فى سبيل الله جل وعلا
لا إلزام فيه ، والأوامر فيه وعظية لمن يتكاسل عنه ،كقوله جل وعلا مهددا محذرا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ (38) إِلاَّ تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ) (39) التوبة ) . رفض المنافقون الخروج دفاعا عن المدينة ، فكانت عقوبتهم حرمانهم من شرف الجهاد . قال جل وعلا:( فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ (81) فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82) فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِي أَبَداً وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِي عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ (83) التوبة )
وهكذا تنتقل سلطة الإلزام في تأدية الفرائض من الدولة إلى شخص المؤمن نفسه
ثانيا
حقوق العباد بالاسلام السلوكى
1 ـ الدولة الاسلامية ملتزمة بهذه الحقوق ، وهى إجراءات عقابية وإجراءات اجتماعية اقتصادية..
2 ـ تعرضنا للعقوبات من قبل وأيضا لحقوق اليتيم ومستحقى الصدقات وفى الاحوال الشخصية فى الزواج والطلاق وفى الميراث .
3 ـ وطبقا للشورى الاسلامية فللدولة أن تسنّ قوانين فى جمع الصدقات وتوزيعها على مستحقيها وفى التجنيد الاحترافى ورعاية الأسرة وتطبيق الاحوال الشخصية وفى سائر حاجات الناس كالطرق والتعامل التجارى ..الخ . وتكون هذه القوانين متسقة مع المقاصد التشريعية الاسلامية ، والتى هو موضوعنا التالى .
شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )
https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن ( موسى وفرعون وملحد )
- الفصل الأول : العقوبات فى الشريعة الاسلامية
- عن ( الزواج الأفشل / يتركون موقعنا / خرافات شيعية مضحكة )
- عن ( كوكب المحمديين / القصاص / لا لوم عليك )
- الفصل الثالث : ألفاظ التشريع ( الحلال والحرام ، الاجتناب ولا ...
- عن : ( يسير/ البيت الحرام / المزن )
- عن ( تحريفاتهم فى التوراة والانجيل / معنى الخلاق )
- الاستثناء بين القرآن الكريم وقواعد النحو العربى
- عن ( الجارية والجوارى )
- عن ( ترجمة كتاباتى للتركية / نعمة ، نعمت / ليست قرينة أبيها ...
- الفصل الثانى : ألفاظ التشريع ( فرض ، حدود الله ، الاعتداء وا ...
- عن ( معنى الريح والرياح / النفس والمخ )
- الفصل الأول : ( الأوامر والنواهى ، وقضى وأمر ، كتب ، وصّى )
- عن ( ثبت و اللهجة المصرية المعاصرة / أقنى / قهر اليتيم أو إك ...
- عن ( الفردية فى العبادات / الصيام / المباهلة / خليل الله / ج ...
- الباب الرابع : منهج التشريع القرآني : التشريع والقصص الماضى ...
- عن ( التفرق فى الدين )
- سحرة فرعون بين سؤال وجواب
- عن (عرض السماوات والأرض ، وما سيحدث يوم القيامة )
- الباب الرابع : منهج التشريع القرآني : التشريع الجديد والتشري ...


المزيد.....




- -الحصار الاقتصادي.. أحكامه وآثاره الفقهية-.. بين فقه الواقع ...
- مغردون عن جريمة المسجد بفرنسا: إرهاب غاشم نتاج خطاب كراهية م ...
- بدء الاجتماع المغلق لاختيار بابا الفاتيكان الجديد
- سلفي صلاح يأسر قلوب عشاق الريدز
- ألمانيا: المسيحيون الديمقراطيون يوافقون على اتفاق تشكيل الحك ...
- مغردون يجمعون على أن منشور رامي مخلوف محاولة لاستغلال الطائف ...
- الدولة الأردنية والإسلاميون من التوافق إلى الحظر
- ألمانيا: المسيحيون الديمقراطيون يوافقون على اتفاق الحكومة
- ثبت تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات لمشاهدة ...
- أغلبية من اليهود الأميركيين يعتقدون إن ترمب يُسيّس مكافحة مع ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - الفصل الثانى : مدى الإلزام فى الشريعة الاسلامية