أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - دعم بلا قيود..شحنات الموت وتمكين الاستعمار الصهيوني














المزيد.....

دعم بلا قيود..شحنات الموت وتمكين الاستعمار الصهيوني


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8314 - 2025 / 4 / 16 - 18:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، لا سيما في قطاع غزة والضفة الغربية، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن استلام جيش الاحتلال شحنة ضخمة من الأسلحة والذخائر من الولايات المتحدة، تضمنت ما يقارب ١٣ ألف قطعة من الأسلحة الجوية الحديثة، وذلك بعد أسابيع من دعم "تل أبيب" بنحو ٢٠ ألف قطعة من سلاح M4 تم توزيعها على المستوطنين في الضفة.

هذا الدعم، الذي يأتي في ذروة عمليات العدو العسكرية الدموية ضد غزة، يثير تساؤلات جدية حول الأهداف الحقيقية لهذا التسليح المكثف، وتداعياته على مستقبل الصراع الفلسطيني/الصهيوني وكذلك على احتمالات المواجهة الإقليمية مع إيران.

العلاقة العسكرية بين الولايات المتحدة وإسرائيل ليست وليدة اللحظة، بل تمتد جذورها إلى أعماق التاريخ الحديث، وقد أفردت لها سلسلة من المقالات في وقت سابق.
لكن بعد حرب ١٩٦٧، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تنظر إلى دولة الاحتلال باعتبارها حليفا استراتيجيا في خضم الحرب الباردة. وقد تجلى ذلك بوضوح خلال حرب أكتوبر عام ٧٣ عندما أنشأت الولايات المتحدة جسرا جويا ضخما لتزويد دولة الاحتلال بالسلاح، الأمر الذي أنقذها من هزيمة محتملة، ورسّخ لمعادلة جديدة في المنطقة.

هذه العلاقة تطورت عبر العقود لتصل إلى ما يشبه الضمانة الأمنية الأمريكية لتبقى دولة الاحتلال متفوقة عسكريا، كما تم تثبيت ذلك عمليا في مذكرة التفاهم التي وقعتها إدارة "أوباما" عام ٢٠١٦ والتي تنص على دعم عسكري سنوي بقيمة ٣,٨ مليار دولار حتى عام ٢٠٢٨.

غير أن التطورات الأخيرة، وخاصة بعد توزيع السلاح على المستوطنين، تشير إلى انحراف خطير في طبيعة هذا الدعم. فالأمر لم يعد مقتصرا على دعم ما يسمى بجيش نظامي، بل أصبح يشمل دعم جماعات مدنية في مستوطنات غير قانونية وفق القانون الدولي، وهو ما يُعد انتهاكا صارخا لاتفاقيات جنيف التي تحظر تسليح المدنيين في مناطق النزاع.

هذه الخطوة، التي تزامنت مع مجازر في غزة خلفت آلاف الشهداء، تُظهر بوضوح أن الدعم الأمريكي تجاوز مجرد الدفاع عن بقرة الاحتلال "الأمن"، وتعداه ليصبح أداة لتكريس واقع استعماري عنيف على الأرض.

إضافة إلى ذلك، فإن توقيت هذه الشحنات العسكرية يبعث برسالة ضمنية بشأن استعداد دولة الاحتلال لمواجهة عسكرية محتملة مع إيران، خاصة مع تصاعد التوترات بشأن البرنامج النووي الإيراني. وهذا ما يضع المنطقة كلها أمام سيناريوهات مفتوحة على التصعيد، في وقت تعاني فيه من أزمات إنسانية وسياسية حادة.

الولايات المتحدة، وإن كانت تعتبر هذا الدعم جزء من التزاماتها تجاه حليف تاريخي، فإنها تجد نفسها اليوم في موقف سياسي وأخلاقي بالغ التعقيد، خاصة في ظل تنامي الانتقادات الداخلية والدولية لدورها في تأجيج الصراع. إذ إن استمرارها في تزويد دولة الاحتلال بالسلاح في ظل ما تعتبره منظمات حقوقية "جرائم حرب" في غزة، قد يقوض من صورتها العالمية، ويضعها في موقع المدافع عن الاحتلال.

إن هذا الدعم وإن كان مبنيا على حسابات استراتيجية، فإنه ينتج واقعا دمويا في المنطقة. ومع كل شحنة سلاح جديدة، تزداد المجازر والإبادة الجماعية في غزة ويزداد قضم ما تبقى من الضفة الغربية من قبل المستوطنين.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقتحامات تدوس على كرامة الأمة وأقصى لا يحرره غير السلاح
- معتقل الموت..مجدو وحادثة تسمم الأسرى ابريل/٢٠ ...
- ليلة حرق المعمداني 13/أبريل/2025 وسياسة التدجين
- الضفة الغربية...إلى أين؟؟؟
- الشجاعية لم ولن تسقط...مجزرة ٩/إبريل/٢٠٢ ...
- بيت دراس...ذاكرة لا تنسى
- رأس حمزة شاهد في محكمة الآخرة
- البوابات الحديدية..ما قصتها؟؟
- ماذا بقي من الإنسانية؟ مجزرة رجال الدفاع المدني
- ليلة حرق الكلمة السادس من إبريل/٢٠٢٥
- هل ستكون رمال موراغ مقبرة أخرى؟؟
- متى نكسر الأقفال ونخرج من الأقفاص؟؟
- مجازر الثالث من نيسان/٢٠٢٥ في مدارس غزة
- لماذا رفح؟؟
- لو كانت جثة فرعون تنطق لأخبرته بذلك.
- حين ألبسته الكفن بدل ثياب العيد
- امرأة من رفح.. وجع يمشي على الأرض
- ستفشل كما فشلت كل مرة...
- الحرب الفاشية تعود إلى غزة ١٨/آذار
- القوانين الدولية والاتفاقيات تسقط في وحل حصار غزة


المزيد.....




- فوّت رحلته بسبب رقصة بالمطار..مسافر يُلهم صيحة رائجة في عالم ...
- قتلى ومصابون ومفقودون إثر انقلاب قارب قبالة سواحل سان دييغو. ...
- مخابئ محصنة للعائلة المالكة والحكومة.. بريطانيا تحدث خطة الط ...
- وزير إسرائيلي يطالب بتجويع سكان غزة لإجبارهم على الرحيل
- ناشطون مؤيدون لفلسطين يستولون على مبنى في جامعة واشنطن (فيدي ...
- الجيش الروسي يتسلّم دفعات من الدبابات قبيل عيد النصر
- لقاح -الحزام الناري- يذهل الأطباء.. حماية غير متوقعة للقلب و ...
- الجيش الكوري الشمالي يحصل على أحدث دبابة قتالية
- مآسي المناخ تتكرر في الهند.... 14 قتيلا في غوجارات بسبب أمطا ...
- تقرير: بريطانيا تتوقع ضربة روسية وتخشى الانزلاق إلى حرب غير ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - دعم بلا قيود..شحنات الموت وتمكين الاستعمار الصهيوني