حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 1802 - 2007 / 1 / 21 - 12:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في يوم غائم أو مشمس, حار أو بارد, نادرا ما يبدأ نهاري بسلاسة ونعومة.
هذا اليوم لا يختلف عن سوابقه, سيمضي وكأنه نفخة دخان, إلا في حال حدثت مصيبة, وحتى في هذه الحالة سوف تتراكم أيام وسنين_غفل بلا لون ولا أثر_ فأنا لا أتذكر خمسة أيام خلال 47 سنة, وكأن شخصا آخر يجلس مكاني الآن, حائرا ماذا يفعل, وماذا يقول وماذا يكتب.
القلق الصباحي_الحيرة كيف تبدأ يومك وترتّب ألولوياتك_ المشترك بين الولد والكهل, والثابت في دوراني المحموم, بين الأفكار الثورية ومحاولات التوازن, توتّر واضطراب.
مطر ناعم مع قليل من البرودة, المناخ المحيطي بهذا اليوم 21|1 صباح السبت.
ليس أسهل على السوري من إلقاء التهم والشتائم العشوائية إلا عبادة الماضي ورموزه.
أستخدم كلمة_خبرة_ بخفّة وسهولة, مع أن خبرات حياتي حزمة من العادات, تشكّلت دون انتباه أو تفكير, أعيدها وأكررها بطريقة آلية, منها سهولة إطلاق الأحكام, فأنا أنعت السوري تبعا لمزاجي وانفعالاتي العشوائية,أفرح فأرى سوريا حديقة عشاق وأغضب فأراها قبر ضيق.
أسمع صوت المطر على النوافذ والجدران, وأفكّر بوضع كأس أو تناول مهدأ, لكنني مستسلم لخيالاتي وأوهامي, من أحببتهم ومن صارعتهم ومن عبرت بينهم بتجاهل متبادل, صور وأسماء مجردة, تسبح على هواها في فراغ حياتي وهويتي.
شدة المطر تزداد, وفريدة السعيدة تناديني للفطور, هذا أحسن شيء يمكن عمله.
*
حظ عظيم أن يتّصل ياسر من جبلة, في هذا الطقس يطيب الشراب مع الندماء القدامى.
هكذا إذن...القلق الصباحي سببه عدم وجود حدث سار, القلق التوقعي أو فراغ اليوم.
متأكد أن يوما عاديا سيمضي ويضاف إلى كتلة العمر, لكن ربما, من يعرف؟ قد يحدث تغيير مفصلي في الحياة, أليس كل يوم يصلح كبداية!؟
وقد يكون هو نفسه نهاية العمر, من يعرف!؟
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟