أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - توفيق أبو شومر - في ذكرى المبدع جمال حمدان!














المزيد.....

في ذكرى المبدع جمال حمدان!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 8313 - 2025 / 4 / 15 - 23:37
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


سأظل أتذكر يوم السابع عشر من شهر إبريل 1993م، لا لأنه تاريخٌ ميلادي، أو تاريخ ميلاد أحد من أفراد عائلتي، بل لأنه تاريخ وفاة البرفسور المبدع، جمال حمدان، وهو عالم الجغرافيا المصري، وصاحب الرؤية العلمية الثاقبة في مجال استشراف المستقبل!
هو الحاصل على جائزة مصر عام 1959م وذلك عن إصداره كتاب (جغرافيا المدن)، جمال حمدان أكد بأن مصر هي مفتاح العالم العربي، إن سقطت سيسقط العرب كلهم! وهو أول مَن حذّر من الصراع على مياه النيل!
أكَّد الصحفي البارز محمد حسنين هيكل نبوغ، جمال حمدان حين سُئل: "هل تعتبر نفسِك مفكرِ ثورة يوليو 1952م أجاب: بل مفكرها هو جمال حمدان"!
أصدر جمال حمدان تسعة وثلاثين كتابا، وعدد كبيرا من الأبحاث المحكمة في مجال الجغرافيا والديموغرافيا!
العالم المبدع، جمال حمدان قال: "إن مصير الإمبريالية العالمية يتوقف على مصير العالم الثالث، ومصير العالم الثالث يتوقف على مصير العالم العربي، ومصير العالم العربي يتوقف على مصير فلسطين وإسرائيل"!
وقال أيضا: "من يسيطر على فلسطين يهدد خط دفاع سيناء الأول، ومن يسيطر على خط دفاع سيناء الأوسط يتحكم في سيناء، ومن يسيطر على سيناء يهدد أمن مصر كلها"!
وهو صاحب نظرية؛ إن الدفاع عن سيناء يعني حماية قناة السويس، وقال عن مصر إنها الدولة التي حُكم عليها أن تقود العالم العربي وفلسطين، بعد أن جمدتْ مصرُ التاريخ الفرعوني، فهي تقع في قلب هذا العالم (من كتاب استراتيجية الاستعمار صفحة 175)
وهو الذي قال أيضا: "فلسطين عين قلب العالم الإسلامي دينيا وليس جغرافيا فحسب، وإن يكن العالم العربي هو قلب العالم الإسلامي روحيا وموقعا جغرافيا، فإن فلسطين كمصر هي أرض الزاوية من العالم الإسلامي طبيعيا" (كتاب العالم الإسلامي المعاصر صفحة 208)!
قال في كتابه فلسطين أولا: "فلسطين هي مصر الشمالية، ومصر هي فلسطين الجنوبية بحكم الواقع التاريخي والجوار كقاعدة أنثروبولوجية، وفي معظم فترات التاريخ كانت مصر وفلسطين بلدا واحدا"
وقال أيضا: "قضية فلسطين لا تخص الفلسطينيين وحدهم، هم حقا ضحيتها الأولى، ولكنهم ليسوا الضحية الأخيرة، قضية فلسطين عربية بقدر ما هي فلسطينية"!
البرفسور جمال حمدان هو أول من تنبأ عام 1968م بتفكك الكتلة الشيوعية بزعامة الاتحاد السوفيتي، وهو الأمر الذي تحقق عام 1991م.
أما نظرية جمال جمدان الثانية التي تحققت فهي نظرية فوبيا الإسلام، قال: "بعد أن تتمكن أمريكا وأوروبا من القضاء على الشيوعية سيصبح الإسلام عدوا لدودا لأمريكا وأوروبا"!
وهو أيضا تنبأ بانهيار الهيمنة الأمريكية، لأن أمريكا تحولت إلى شرطيٍ قامع مكروهٍ في العالم أجمع!
لعل أروع ما كتبه المبدع جمال حمدان هو الكتاب الذي صدر في أربعة أجزاء هو كتاب (شخصية مصر) صدر من عام 1975-1984م!
جمال حمدان قضى ثلاثين عاما معتكفا مؤلفا مبدعا في شقته الصغيرة في القاهرة، وقيل إنه مات محترقا غير أن كثيرين أكدوا أنه مات اغتيالا، لأنه كان قد ألف مئات الصفحات التي اختفت بعد موته، وبخاصة كتابه الذي كان ينوي طبعه المكون من ألف صفحة وهو (اليهودية والصهيونية) كذلك اختفت مسودة كتابه (العالم الإسلامي المعاصر) ومسودة كتابه (علم الجغرافيا)!
أما أُراء البرفسور جمال حمدان في العالم فتمثلت في رأيه المثير للجدل في أصول اليهود الحاليين، أكد في كتابه المشهور (اليهود أنثروبولوجيا) الصادر عام 1967م أن أصول اليهود لا تعود إلى اليهود الأوائل قبل أربعة آلاف سنه، بل هم من أصول قبيلة (خزرية) تركية تعود إلى القرن الثاني عشر والثالث عشر الميلادي، هؤلاء الخزريون هم من بقايا القبائل البائدة من سكان البحر الأسود وبحر قزوين، أي هم من السلالة التركية الذين تهودوا في القرن الثامن والتاسع الميلادي، ثم هاجروا إلى دول أوروبا الشرقية، في القرن الثاني عشر والثالث عشر الميلادي!
أي أن البرفسور جمال حمدان هو ملهم وأستاذ، القاص والروائي والباحث والمؤرخ اليهودي اليساري، آرثر كوستلر الذي كتب بعد سبعة أعوام عام 1976م كتابه (القبيلة الثالثة عشرة) وأرجع نسبة اليهود إلى قبيلة الخزر التركية، وقد أثبت نظرية جمال حمدان بالضبط حين قال في كتابه: "يهود اليوم هم خزريون من تركيا، من سكان بحر قزوين والبحر الأسود اعتنقوا اليهودية في القرن الثامن الميلادي، ثم هاجروا غربا إلى أوروبا الشرقية، إلى أوكرانيا وبولندا والمجر وألمانيا في القرنين الثاني عشر والثالث عشر عند انهيار امبراطورية الخزر"!
نشر، آرثر كوستلر كتابه بعد نظرية جمال حمدان بدون أن يذكر تأثره برؤية الباحث الأول، جمال حمدان، هذه النظرية التصحيحية دفعت يهود العالم إلى نبذ، أرثر كوستلر صاحب الكتاب وحظر تداوله، مما دفع آرثر كوستلر للانتحار هو وزوجته في حدث صادم، بسبب مرضه أو بسبب الحصار الشديد الذي تعرض له! مع أنه فسَّر نظريته تلك بأنها تهدف لمحو ما يسمى نظرية معاداة السامية من تراث اليهود، وتحريرهم من هذه التهمه الشنيعة ليعودوا أسوياء يتمتعون بالحرية!
مع العلم أن، أرثر كوستلر المتوفى عام 1983م هو يهودي من هنغاريا، عمل مع الانتداب البريطاني مراسلا صحفيا، وهو من رافضي الحركة الصهيونية، وقد أعلن البراءة حتى من العقيدة اليهودية!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين اختفى اليساريون الإسرائيليون؟!
- قصتان عالميتان عن مرض الحزبية!
- مخطط إسرائيل للسلطة!
- ماذا بعد اغتصاب الضفة العربية؟
- ما مخططهم لغزة؟
- احتفالاتهم، واحتفالاتنا!
- غزة وفندق الكمبردور!
- مباحثات نتنياهو وترامب!
- حزب الذبابة!
- نحلة طالبان اليهودية!
- نزوح بسبب قنبلة!
- من هي جان دارك دونالد ترامب؟!
- قصة جاري الحمار!
- شمال إسرائيل، أم جنوب لبنان؟
- طاحونة والدي!
- لماذا اختارت الحكومة العميقة ترامب؟
- جنازتان لم أحضرهما!
- لا تحولوا إعلام الكوارث إلى إعلام تسلية!
- كاوبوي البورصات، وأبطال الصناعات!
- مولودة في خيام النازحين!


المزيد.....




- نتنياهو يعاود الحديث عن حرب القيامة والجبهات السبع ويحدد شرو ...
- وزير خارجية إسرائيل: الاعتراف الفرنسي بدولة فلسطين -خطأ جسيم ...
- معلقون يتفاعلون مع قرار حظر الإمارات التحدث باللهجة المحلية ...
- بوتين يعلن عن هدنة في شرق أوكرانيا بمناسبة عيد الفصح وزيلينس ...
- المحكمة العليا الأمريكية تقرر تعليق عمليات ترحيل مهاجرين فنز ...
- وزارة الدفاع الروسية تعلن عن عودة 246 جنديا من الأسر في عملي ...
- البحرية الجزائرية تجلي 3 بحارة بريطانيين من سفينتهم بعد تعرض ...
- الأمن التونسي يعلن عن أكبر عملية ضبط لمواد مخدرة في تاريخ ال ...
- -عملناها عالضيق وما عزمنا حدا-... سلاف فواخرجي ترد بعد تداول ...
- بغداد ودمشق.. علاقات بين التعاون والتحفظ


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - توفيق أبو شومر - في ذكرى المبدع جمال حمدان!