كوردستان الوطن المجزأ واشكالية الهوية ج2

دانا جلال

الحوار المتمدن-العدد: 543 - 2003 / 7 / 17 - 16:28
المحور: القضية الكردية
    

 

بعد ان سلبت( بضم السين) هوية الكرد ( مفهوم الهوية السلبية لرولان بارث) واعطيت لهم هوية اخرى ( مفهوم الهوية المعطاة لبيار بورديو) فان الكرد تعرضواالى ما هو اسوأ من الهوية  السلبية والمعطاة التي تعرضت لها الشعوب المستعمرة فالكرد تعرضوا الى مايمكن تسميته ب ( تشويه الهوية) ويمكننا القول ان تشويه الهوية هي الحالة الناتجة من عملية الاستعمار التي تعاني منها الشعوب المستعمرة والتي عانت من تشوهات العملية الاستعمارية بحد ذاتها فعلى سبيل المثال ان الشعب الفلسطيني  تعرض الى التشوه الناتج من التسلسل الزمني في العملية الاستعمارية فنشأ ما يعرف بفلسطيني عام 48 وفلسطيني عام 67 وما نتج عنه من اختلاف في الاوضاع السياسيةوالاجتماعية والاقتصادية للحالتين  ، اما الشعب الكردي فانه تعرض الى ما هو اسوأ لان تشوه الهوية كان ناتجا عن الجغرافيا السياسية وليس  الزمن السياسي كما هو الحال عند الفلسطينيين ،فبعد معركة جالديران عام 1518م بين العثمانيين والصفويين  والذي نتج عنه تقسيم كردستان لتتوزع ارض الكرد بين تركيا وايران والعراق وسوريا وأجزاء من ارمينيا بين دول تختلف في تاريخها وسياساتها ومستوى تطورها التاريخي وابجدية لغاتها التي انعكست على الكردية في أجزاء كردستان، ويمكننا ان نعطي مثالا عن تشوه الهويه ففي مدرسة اللغة السويدية سألت مدرسة اللغة الطلاب عن بلدانهم فكانت الاجابات ( ايران ، افغانستان ، الخ وكانت اجابات 5 طلاب من كرد العراق كالاتي ( من العراق ، من شمال العراق ، من كردستان العراق ،من جنوب كردستان ، من كردستان ) نعم 5 اجابات لحالة واحدة فهل يعمل الساسة والمثقفين الكرد من اجل اجابة واحدة لخمس حالات ، ولن يكون هذا الا بتحويل الاجزاء الخمس الى حالة واحدة لان الهوية تبنى وتتفكك ويعاد بناءها تبعا للحالات انها دائمة الحركة وكل تغير اجتماعي يقودها الى اعادة صياغة نفسها بشكل مختلف ، ومن الامثلة الاخرى عن تشوه الهوية عند الكرد حالة الكرد الفييلين فهم ايجاز الالم الكردستاني فهم المصلوبين مابين فاشيات قومية  وفاشيات  دينية فأيران تضطهدهم كونهم كرد  وعراقيين والحكومات العراقيية تضطهدهم كونهم شيعة وكرد وايرانيين ، اما الكرد في سوريا والتي مازالت مأساتهم بعيدة عن الاضواء لعوامل دولية واقليمية ضاعفتها انتهازية قادة بعض الاحزاب الكردية في شمال وجنوب كردستان فان مأساتهم تعبر عن غباء السياسات الشوفينية المستخدمة ضدهم فها يحرم جزء كبير من ابناء شعبنا الكردي في سوريا عن الجنسية السورية ومن  ثم يفقدوا حق المواطنة التي يتمسك بهاالكرد رغم تيزاب  وكيمياءالوطن المشوه الذي رسم حدودها حراب الاستعمار ، ان مايثير الانتباه هو ان الكرد وطنيين ضمن الحدود الحالية اكثرية  من القوميين العرب والفرس الذين يزايدون عليهم بل انهم اكثر عروبة من القوميين العرب وحكامهم في المسألة الفلسطينية ويمكننا ان نورد مقتطفا من تقرير للموساد الاسرائيلي نشر في جريدة الزمان اللندنية بتارخ 24-27 /1/2000 ( اننا تاكدنا جيدا من خلال تجاربنا مع الاكرد انهم مهما ادعوا من نزعات انفصالية معادية للعراق الا انهم عند المحك يكشفون عن نزعة وطنية عراقية غريبة تتجاوز حتى وطنية العرب ) ولتشويه الهوية الكردية عمد  طلبة الفاشية النجباء من الطورانيين والبعثيين التي خلق مفهوم جديد للهوية كي يمكنهم من تشويه الهوية الكردية وهوية كل القوميات التي تعيش مع الاتراك والعرب  فقد عرف عفلق مؤسس الفاشية العربية في كتابه نقطةالبداية ان العربي هو كل من سكن المنطقة العربية وتكلم العربية وبهذا التعريف يلغي كل الشعوب الغير العربية التي تعيش مع العرب اما الطورانيين فانهم ادخلوا مفهوما لايختلف كثيرا عن المفهوم البعثي للهوية ففي رسالة الي اليونسكو بعنوان (دفاعا عن الامة الكردية المستعبدة) كتبه الكاتب التقدمي التركي اسماعيل بيشيكجي( حسب قانون 1924 و1961 كل من يقول انه تركي هو تركي بغض النظر عن نوعية دمه ، كل من يتقبل باخلاص بانه تركي هو تركي ، يكفي فقط ان يتحسس بعقله وقلبه سعادة ان يكون تركيا ) ويمكننا القول(( ان الكرد يكونوا سعداء حينما يكونوا كردا ويتجاورون مع الشعوب العربية والفارسية والتركية ضمن عالم سيصبح قرية صغيرة وترفع الالوان الحمراء التي تفصل مابين الدول  والشعوب الى السماء لتصبح راية للتوحد الانساني  المشترك

دانا جلال / السويد

 

#دانا_جلال (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات