أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - إدريس ولد القابلة - - غادي نكتب للملك تا يخافوا ما يحشموا-














المزيد.....

- غادي نكتب للملك تا يخافوا ما يحشموا-


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 1802 - 2007 / 1 / 21 - 12:52
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


حدث هذا ليلة عيد الفطر.. طفل من أطفال الشوارع بمدينة القنيطرة، وجدته منتصف الليل يلتحف "كارطونة" على عتبة المدخل الرئيسي للبريد المركزي بالساحة الإدارية على مرمى حجر من مقر الولاية...
كان مقرفصا يمسك بيده قلما وورقة.. استغربت للأمر، ودفعني فضولي إلى الاقتراب منه.. سلمت عليه، رد السلام.. وقبل أن أسأله عما يفعل طلب مني سيجارة، تجاهلت الأمر وبادرته بالسؤال: ماذا تفعل هنا؟ صمت ولم يرد علي. أعدت الكرة وطرحت عليه نفس السؤال بطريقة ملتوية لكنه لم ينبس ببنت شفة، متجاهلا وجودي تماما، ليستمر في رسم بعض العبارات والكلمات التي لم أفهم مدلولها رغم محاولاتي المتكررة لكشف شفراتها. وبعد حين، ناولته سيجارة، وبمجرد ما سحب منها نفسا عميقا، تغير تصرفه وفتح باب التواصل قائلا: ماذا تريد؟ استفسرته عما يفعل أمام مبنى البريد، فرد توا: "أكتب رسالة إلى الملك لأرجوه أن يبعث لي بلباس وهدية العيد". قلت له: لماذا الملك، وليس الوالي أو العامل أو رئيس المجلس الحضري؟ وقبل النطق بأي كلمة، تخلص من القلم والورقة، وعدل من جلسته فقال: "شوف هادوك كلهم غير شفارة، الواحد على خوه، تايقيلوا دوزوا من قدامي، وكلما رأوني والأطفال مثلي تايسيفطوا لينا "كرواتيا" لتلاحقنا.. هادشي علاش ما غديش نكتب لهوم، غادي نكتب للملك محمد السادس لي تايحكم فيهم، لأن هاذوك الناس تايخافوا ما يحشموا.."
رد عفوي يبدو بسيطا لأول وهلة بساطة أطفال الشوارع، لكنه كالرصاص يخترق كل الفواصل الاجتماعية ويلغي دفعة واحدة كل ألوان النفاق الاجتماعي والمكر السياسي.
لقنني كلام هذا الطفل المشرد درسا عميقا، مفاده أنه في هذا البلد السعيد إذا أردت أن تفعل خيرا من أجل هذا الوطن الحبيب، عليك التوجه مباشرة إلى "الدار الكبيرة" كما يقال، لأن الوسائط والأعوان والمكلفين بالمهام "تايخافوا ما يحشموا".
حاولت تطبيق محمول هذه الصورة على ما يجري ويدور في البلاد، فقادني التفكير إلى ما يلي:
هناك حكومة يترأسها وزير أول وتضم أكثر من 30 وزيرا و عشرات الكتاب العامين، وكل وزارة تضم عددا من المكلفين بمهام، وعشرات من رؤساء الأقسام والمصالح، لكل وزارة مندوبية ومندوب يمثلها بكل جهة وإقليم من المملكة، يعملون تحت إمرة الولاة والعمال كمنسقين وآمرين.. وبالرغم من وجود هذا الجيش العرمرم من هؤلاء الذين يكلفون ميزانية الدولة ما لا تطيق من أجور ورواتب ومكافآت وعلاوات وامتيازات وظيفية، تصرف بسهولة من عرق جبين الشعب المغربي "الصبار"، فإن معظم الانجازات الكبرى والقرارات الحاسمة التي عرفها المغرب خلال 5 سنوات الأخيرة، تم التوصل إليها أساسا من خارج دواليب الحكومة.
فهل دور حكومتنا وتوابعها يقتصر على الثرثرة ومجرد الظهور في المحافل المفبركة، التي لا يجني من ورائها الشعب إلا المزيد من التقصير والبؤس والتهميش...؟
نسمع عن لقاءات واجتماعات وسفريات ووفود تشد الرحال إلى هذا البلد أو ذاك. ولا نعاين، بخصوص ما تقوم به حكومتنا وتوابعها إلا المزيد من استنزاف الخزينة العامة وإثقال كاهل دافعي الضرائب دون معاينة فتح آفاق إيجابية على أرض الواقع المعيش. كل ما هو إيجابي وفاعل يأتي للأسف من خارج الجوقة الحكومية والعازفين على أوتارها.
فماذا يدور إذن في رؤوس حكومتنا وتوابعها، وهل للجيش العرمرم من الوزراء والكتاب العامين الشجاعة الأدبية للإقرار بهذا الواقع؟
لقد ظل المغاربة ينتظرون من الحكومة، ما ينتظره المنتظرون من حبلى تعسر عليها الطلق وهي في عسر المخاض، ومرت فترة الحمل المتعارف عليها مضاعفة ومازالوا ينتظرون مولودا، ولو معوقا، ولحد الآن لا زالوا ينتظرون؟ لكن الحبلى لم تنجب، وزاد الانتظار والشوق والمحنة دون جدوى! فمتى ستضع حكومتنا مولودها، إن هي كانت فعلا حاملا لأية فكرة أو مشروع أو رؤية في أي مجال من المجالات؟
أليس هذا الواقع هو الذي دفع طفل الشارع القابع أمام مدخل بناية البريد المركزي للتفكير في مكاتبة الملك مباشرة، مادام مقتنعا قناعة راسخة أن القاعدة السائدة، بخصوص القائمين على أمور الشأن العام والمسؤولين والمأمورين، هي: "تايخفوا ما يحشموا؟"



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لازلنا في حاجة ماسة لثقافة الشباب
- استحقاقات 2007 قادمة
- الملك محمد السادس والإشاعة
- أتمنى أن أكون مخطئا!
- الصحافة الحزبية و انتخابات 2007 بالمغرب - حوار مع إدريس ولد ...
- ثقافة قول -لا- عند اللزوم
- لا مواطنة مع الإقصاء والتهميش
- هل يصرح الملك بممتلكاته ليكون قدوة للآخرين؟
- كيف يتحكم الجنرالات في السياسة بالمغرب؟
- جودة التعليم والسكن اللائق حلمان أجهضا منذ سنوات
- الجدال حول -لا إنسانية- عقوبة الإعدام لم ينضج بعد
- القضية رقم 502/2006 لماذا لم يجرد بيريتز من جنسيته المغربية؟
- مفهوم العمل التطوعي بالمغرب
- الشبابقراطية ضرورة تاريخية
- حل قضية الصحراء لازال بعيدا والخوف كل الخوف من تدخل أمريكي ب ...
- الأيدز بالمغرب إلى أين؟
- جولة سريعة في كتاب -ضباط جلالة الملك-
- هل ممكن محاكمة المغرب
- القضاة يحكمون باسم الملك لكن هل يثق المغاربة ب قضاءهم؟
- إعدام عقوبة الإعدام بالمغرب


المزيد.....




- أول وزير خزانة مثلي الجنس.. ماذا نعلم عن الملياردير سكوت بيس ...
- مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران ...
- -الدوما-: مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ستكشف مدى ا ...
- الداخلية الفنلندية توقف إصدار تصاريح الإقامة الدائمة للاجئين ...
- الإعلام الإسرائيلي يواصل مناقشة تداعيات أوامر اعتقال نتنياهو ...
- هذه أبرز العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
- الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق ...
- مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه ...
- كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم ...
- سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - إدريس ولد القابلة - - غادي نكتب للملك تا يخافوا ما يحشموا-