أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - للاإيمان الشباني - علامة استفهام وما تزيل من إبهام














المزيد.....

علامة استفهام وما تزيل من إبهام


للاإيمان الشباني

الحوار المتمدن-العدد: 8312 - 2025 / 4 / 14 - 09:06
المحور: المجتمع المدني
    


علامة الاستفهام: فلسفة السؤال ومفتاح المعرفة
الاستفهام هو بوابة العقل نحو المعرفة، وعلامة الاستفهام ليست مجرد رمز نحوي بل هي أداة التفكير والتأمل والتقصي إنها التعبير البصري عن الرغبة في الفهم والسعي إلى الإجابة، وهي التي تدفع الإنسان نحو البحث والاستكشاف، سواء في المجالات العلمية أو الفلسفية أو حتى في أبسط تفاصيل الحياة اليومية. فالسؤال كان بداية كل معرفة، وهو الذي يفتح الأبواب المغلقة نحو إدراك الحقيقة واستكشاف المجهول
منذ أن وُجد الإنسان وهو يسأل، كان ذلك غريزياً في طبيعته، فحتى الطفل الصغير يبدأ إدراكه للعالم من خلال الأسئلة، فتجده يسأل عن كل شيء يراه، لأن عقله لم يعتد بعد على القبول المطلق دون تمحيص، بل يريد أن يفهم كيف يعمل العالم من حوله. وهنا يكمن دور علامة الاستفهام، فهي ليست مجرد أداة لغوية، بل هي رمز لروح البحث والفضول الإنساني الذي لا يتوقف
إن الفلاسفة والعلماء لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه إلا بفضل الأسئلة التي انبثقت من عقولهم سقراط، على سبيل المثال، كان يعتمد في طريقته الفلسفية على الحوار القائم على التساؤل، فلم يكن يقدم إجابات جاهزة بل كان يدفع محاوريه إلى التفكير والتوصل إلى الاستنتاج بأنفسهم من خلال الأسئلة المتتالية التي تحمل في طياتها عمقاً فلسفياً أما في العلوم، فقد كانت كل اكتشافات البشرية نابعة من تساؤلات حول الطبيعة والكون والوجود. لماذا تسقط الأجسام إلى الأسفل؟ لماذا تشرق الشمس وتغرب؟ كيف تعمل الأعضاء داخل جسم الإنسان؟ كلها أسئلة أدت إلى ولادة الفيزياء والفلك والطب وسائر العلوم
ورغم أن الأسئلة تفتح أبواب المعرفة، إلا أنها أحياناً تكون مربكة، فقد تقود الإنسان إلى مناطق مجهولة من التفكير، وتثير الشكوك حول المسلمات. وهذا ما يجعل بعض المجتمعات تخشى كثرة الأسئلة، فالسؤال يُربك العقائد الراسخة ويهز الثوابت التي يعتاد عليها الناس. ولهذا السبب كانت بعض الأنظمة الفكرية تحاول تقييد حرية السؤال، معتبرة أن بعض الأمور لا يجب أن تُناقش. لكن في المقابل، فإن الحضارات التي ازدهرت كانت تلك التي فتحت المجال للأسئلة وشجعت البحث والتفكير النقدي
وعلامة الاستفهام ليست مرتبطة فقط بالبحث العقلي، بل هي أيضاً أداة قوية في الأدب والشعر، حيث يستخدمها الكتّاب والشعراء لإثارة التأمل والتفاعل العاطفي مع القارئ. حين يكتب شاعر بيتاً يحمل استفهاماً، فإنه يدفع القارئ إلى التفكير في الإجابة بنفسه، وربما يترك له مساحة ليجد في داخله معنى خاصاً يختلف عن الآخرين. والأسئلة في الأدب لا تهدف بالضرورة إلى الحصول على إجابة مباشرة، بل قد تكون غايتها إثارة المشاعر وتحفيز الخيال
وفي حياتنا اليومية، تلعب الأسئلة دوراً حاسماً في التواصل بين الناس. فالسؤال يفتح الحوار، وهو وسيلة لفهم الآخر وكسر الحواجز بين الأفراد حين تسأل شخصاً عن حاله، فأنت لا تبحث فقط عن إجابة، بل تعبر عن اهتمامك به. وعندما يسأل الإنسان نفسه أسئلة عميقة عن حياته وهدفه وسبب وجوده، فإنه يدخل في رحلة تأملية قد تغيّر مسار حياته بالكامل، لكن ليس كل سؤال يهدف إلى المعرفة، فهناك أيضاً أسئلة مغرضة تُطرح بغرض الإحراج أو التشكيك أو إثارة الجدل دون نية حقيقية للفهم، فالسؤال قد يكون سلاحاً يُستخدم للهجوم أو وسيلة للتلاعب، كما يحدث في كثير من النقاشات الجدلية حيث تُطرح الأسئلة بغاية استفزاز الآخر وليس للوصول إلى الحقيقة، وهكذا تظل علامة الاستفهام مفتاحاً للعقل، وسلاحاً في يد الباحث عن الحقيقة، وأداة للإبداع والتواصل. هي ليست مجرد رمز يُستخدم في نهاية الجمل، بل هي تجسيد حيّ لحالة عقلية تتحدى الجمود وتدفع الإنسان إلى الأمام. فحيثما وُجد السؤال، وُجدت إمكانية الاكتشاف، وحيثما وُجدت علامة الاستفهام، وُجدت الحياة



#للاإيمان_الشباني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النحت الذاتي
- كيف لا نصبح نسخة متكررة
- السريالية
- قيمة الأخوة
- نساء فوق العادة (فاطمة أحمد)
- من كتابي رجال ونساء (المصطفى الزموري)
- المصطفى الزموري
- القائد الزمبي
- الغضب
- الحب المستحيل
- الدين بين الأقارب والأصهار
- عدم التكافؤ
- ما المقصود بحسبي الله ونعم الوكيل
- وصية
- الصحة حرية
- ممارسة الرياضة برمضان
- السي رحال المحافظ بن محمد بن امبارك
- الحلقة 14(النميمة )
- ما قيل عن الفيلسوف حميد بركي
- المجتمع المدني


المزيد.....




- إصابات واعتقالات خلال اقتحام الاحتلال بلدتي إذنا والظاهرية ف ...
- -حماس-: غزة هي -أوشفيتز- القرن 21 ومن يتباكون على ضحايا النا ...
- الجنائية الدولية ترفض تعليق تنفيذ مذكرتي الاعتقال بحق نتنياه ...
- رئيس الموساد يزور قطر لبحث صفقة الأسرى
- الكابينت الإسرائيلي يجتمع لمناقشة اتفاق الأسرى ومساعدات غزة ...
- وزير خارجية إسرائيل: المحكمة الجنائية الدولية لا سلطة لها لإ ...
- لا تغيير في موقف نتنياهو وجالانت.. الدائرة الاستئنافية بالمح ...
- أزمة التمويل تحرم آلاف اللاجئين بمصر من العلاج
- المجاعة تتفاقم في غزة: أطفال القطاع يعانون سوء التغذية ونقص ...
- العفو الدولية تندد بـ-اعتقالات تعسفية- وتتبعات -جائرة- في ال ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - للاإيمان الشباني - علامة استفهام وما تزيل من إبهام