رواء الجصاني
الحوار المتمدن-العدد: 8312 - 2025 / 4 / 14 - 02:50
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
بمناسبة الذكرى 77 لمؤتمر "السبـاع" في 14 نيسان 1948
* رواء الجصاني
------------------------------------------------------------------------------
يَعدُّ الباحثون و المتابعون المتخصصون تنوعَ قصيد الجواهري بهموم وشؤون الفئات والقطاعات الشعبية، احدى سمات وميزات الشاعر العظيم، وتاريخه الحافل... فقد رصد ووثّـق لتضحيات تلكم الفئات الجماهيرية، ولنضالاتها من أجل أهدافها الوطنية والمهنية وغيرها، متبنياً حقوقها، بل ومتصدراً جموع المدافعين عنها...
وقد كانت لشباب العراق وطلبته حصة كبيرة، وأثيرة في قصائد الجواهري، ومنذ بدايات عطاءاته الأدبية والفكرية، ومنها: "درس الشباب" عام 1926 و"امم تَجدُّ ونلعبُ" عام 1944 و"يوم الشهيد" عام 1948 التي القاها خلال انعقاد في ساحة "السباع" وسط بغداد، بمناسبة انعقاد المؤتمر التاسيسي للحركة الطلابية العراقية، وانبثاق "اتحاد الطلبة العراقي العام" عنه.. وكذلك نونيته الفريدة عام 1959 حين ألقى في المؤتمر الثاني لذلك الاتحاد بقاعة سينما "الخيام" وبحضور عربي ودولي رفيع، قصيدة "أزفَ الموعد" التي جاء مطلعها:
أزف الموعد والوعـد يَعـنّ ... والغدُ الحلو لأهليه يحنُّ
والغـدُ الحـلو بنـوه انتم ... فإذا كـان لـه صـلبٌ فنحنُ
فخرنـا انا كشـفناهُ لكم ... واكتشافُ الغد ِ للأجيال فنُّ
وفي القصيدة ذاتها يتغنى الجواهري، ويتباهى بمواقفه الوطنية، وأفكاره التنويرية ومساعيه لاستثارة همم جماهير الطلبة والشبيبة، وحماستها في المسيرة الحافلة من أجل الازدهار والبناء والعطاء الوطني.. مذكراً بمشاركته الشخصية، المباشرة، في العديد من فعاليات وتجمعات تلك القطاعات الشعبية، ومؤتمراتها ولعل من أبرزها، بل هي الأبرز فعلاً: مؤتمر الطلبة العراقيين الشهير في ساحة السباع ببغداد عام 1948:
يا شباب الغد انا فتية ...، مثلكم فرقنا في العمر ســنٌ
لم يزل في جانحينا خافقٌ ... لصروف الدهر ثبت مطمئنُ
لا تلومونـا لأنـا لـم نكـن مثلكـم فيمـا تجنـن نجنٌ
البديع البدع ان يلحقكم ... في مضامير الصبا عود مسنٌ
وبالمناسبة، فقد تلت هذه القصيدة الباهرة، رديفات اخريات ومن بينها (انتم فكرتي) عام 1961 و(اطفالي واطفال العالم) عام 1962 و(يا فتية الوطن الحبيب) عام 1979. وفي جميعهن مواقف جواهرية تؤكد ايمان وثقة الشاعر، والرمز الوطني ، بأهمية دور الطلبة والشباب، وتضحياتهم الجليلة، لا من أجل حقوقهم المهنية، وطموحاتهم في المستقبل الزاهر فحسب، بل ومن اجل حياة حرة كريمة للبلاد وأهلها، بزعم انه المعني الأول بالأمر... أليس هو من صرح في قصيدة عصماء عام 1956:
انا العراق ُ لساني قلبه ودمي فراته وكياني منه اشعارُ..
---------------------------------------------------------------------* رواء الجصاني/ 2025.4.14
#رواء_الجصاني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟