ضياءالدين محمود عبدالرحيم
مفكر وداعية اسلامي و اقتصادي، مطور نظم، مدرب دولي معتمد، وشاعر مصري
(Diaaeldin Mahmoud Abdel Moaty Abdel Raheem)
الحوار المتمدن-العدد: 8311 - 2025 / 4 / 13 - 22:25
المحور:
الادارة و الاقتصاد
تناولت في مقالات سابقة فكرة توحيد عملة العالم وأبعادها وآثارها الايجابية والسلبية على الاقتصاد العالمى وفي ظلّ العولمة الاقتصادية والتشابك المتزايد بين الأسواق العالمية، تبرز فكرة توحيد عملة العالم كحلٍّ استراتيجي للتغلب على التحديات الناتجة عن السياسات الحمائية، مثل القرارات الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على العديد من الدول. هذه القرارات، التي هدفت إلى حماية الصناعة الأمريكية، ستخلّف آثاراً اقتصادية سلبية مثل ارتفاع الأسعار، اضطرابات في سلاسل التوريد، وحروبًا تجارية تضر بالنمو العالمي. فكيف يمكن لعملة موحّدة أن تكون من ضمن الحلول؟
1. القضاء على مخاطر تقلبات أسعار الصرف
أحد الآثار المباشرة للرسوم الجمركية هو زيادة تكلفة الواردات بسبب التغيرات في أسعار صرف العملات. مع عملة موحدة، تختفي هذه المشكلة، حيث لن تكون هناك حاجة لتحويل العملات، مما يقلل التكاليف على الشركات والمستهلكين، ويعيد الاستقرار إلى التجارة الدولية.
2. تعزيز التجارة العالمية وتبسيط المعاملات
الرسوم الجمركية تعيق تدفق السلع عبر الحدود، لكن العملة الموحدة ستجعل التبادل التجاري أكثر سلاسة، مما يحفز النمو الاقتصادي ويعوّض بعض الخسائر الناتجة عن الحمائية. الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي تعاني من تعقيدات التجارة الدولية، ستستفيد بشكل كبير من هذا النظام الموحّد.
3. تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي
فرضت الولايات المتحدة، تحت حكم ترامب، رسوماً جمركية باستخدام هيمنة الدولار كنفوذ اقتصادي. العملة العالمية الموحدة ستحدّ من هذه الهيمنة، وتوزع القوة الاقتصادية بشكل أكثر عدالة بين الدول، مما يقلل من تأثير القرارات الأحادية على الاقتصاد العالمي وهذا من أهم العناصر.
4. تحفيز الاستثمارات عبر الحدود
الرسوم الجمركية تثبّط المستثمرين بسبب عدم اليقين التجاري. في المقابل، فإن وجود عملة موحدة يخلق بيئة مستقرة تشجع الاستثمارات الأجنبية المباشرة، مما يعزز التنمية الاقتصادية ويخلق فرص عمل جديدة.
5. مواجهة التضخم وزيادة الكفاءة الاقتصادية
تؤدي الحمائية إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج والتضخم في بعض الدول. العملة الموحدة ستسهم في خفض التكاليف بسبب إزالة الحواجز النقدية، مما ينعكس إيجاباً على الأسعار والقدرة الشرائية للمواطنين.
التحديات والمستقبل
بالطبع، فإن تبني عملة عالمية موحدة يواجه عقبات سياسية واقتصادية كبيرة، مثل فقدان الدول لسيادتها النقدية وصعوبة التنسيق بين اقتصادات متباينة. لكن التجربة الناجحة لليورو في أوروبا تثبت أن الوحدة النقدية ممكنة إذا توافرت الإرادة السياسية.
في عالم يعاني من صدمات الحمائية والاضطرابات التجارية، قد تكون العملة الموحدة الطريق الأمثل لضمان استقرار اقتصادي دائم، وتعاون دولي عادل، يحمي الجميع من تداعيات القرارات الأحادية.
فهل نحن مستعدون لهذه الخطوة الجريئة؟
—
#ضياءالدين_محمود_عبدالرحيم (هاشتاغ)
Diaaeldin_Mahmoud_Abdel_Moaty_Abdel_Raheem#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟