عاهد جمعة الخطيب
باحث علمي في الطب والفلسفة وعلم الاجتماع
(Ahed Jumah Khatib)
الحوار المتمدن-العدد: 8311 - 2025 / 4 / 13 - 10:54
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
الفصل الثالث: العمليات الخلوية والجزيئية
يركز هذا الفصل على الأسس الخلوية والجزيئية التي تدعم الاتزان الداخلي (الاستتباب) على المستوى البيولوجي (73). إن الكائن الحي السليم يحافظ على حالة من التوازن بين أنظمته المختلفة، مما يمكّنه من التعامل مع الضغوط الداخلية والخارجية ومقاومة الانهيار (74-76). وتتمحور المناقشة هنا حول العمليات التي تحدث على المستوى الخلوي، مع التركيز على مسارات الإشارة التي تسهّل التواصل داخل الخلية وبين الخلايا (77). تعتبر هذه المسارات الإشارية ضرورية لتحقيق الاتزان الداخلي، وقد تم الحفاظ عليها عبر مسار التطور (78، 79). لقد تم تحديد العديد من مكوناتها باستخدام كائنات نموذجية، ومع ذلك فإن الفهم الشامل لهذه العمليات الحيوية لا يزال في تطور بفضل البحوث المستمرة في هذا المجال (81).
عند ارتباط الجزيء المُنشّط (ligand) بالمستقبل الغشائي، يحدث تزاوج (dimerization) في المستقبلات عبر الغشاء، مما يؤدي إلى تنشيط مجالات الكيناز الخاصة بها (82). يتيح هذا التنشيط لهذه المستقبلات أن تُفسفر بعضها البعض وتنقل الإشارة إلى بروتينات موصلة (adapter proteins) تقوم بدورها بإرسال الإشارة إلى الاستجابات المتسلسلة في الهيولى (السيتوبلازم) (83). يُعد بروتين Ras من البروتينات المشهورة ضمن عائلة GTPase، وهو محفوظ بدرجة عالية بين حقيقيات النوى. وعند إزالة جزيء GDP واستبداله بـ GTP من خلال بروتينات تبادل Ras، يقوم بالارتباط ببروتينات كيناز في مسار MAPK، وتحديدًا MAPKKK، مما يفعّل بدوره سلاسل إشارية جديدة (84). تنتقل الكينازات النهائية (MAPK) إلى النواة وتؤثر على العديد من عوامل النسخ، التي تحفّز في النهاية تغييرات في التعبير الجيني وإنتاج بروتينات جديدة، مما يتيح للخلية التكيف مع هذه الإشارة (85).
تستجيب هذه المسارات لعوامل النمو، وعوامل التمايز، وعوامل الموت، وغيرها من المنظمات خارج الخلية (85)، وذلك لأن هذه المسارات تشارك في التطور الأولي للكائنات، وفي استجاباتها لعوامل النمو والضغط، وتنظيم الاستماتة (apoptosis)، إضافة إلى العديد من العمليات الأساسية والمحافظة عليها اللازمة لتحقيق الاتزان الداخلي (86).
يمكن أن تتم الوساطة في تغيرات التعبير الجيني جزئيًا من خلال كيفية تغليف الحمض النووي (DNA) حول الهستونات (87). وتعتمد تعديلات الهستونات على إنزيمات تضيف أو تزيل أنواعًا معينة من المجموعات الكيميائية، وتشارك في تحويل الكروماتين بين حالات أكثر انفتاحًا أو أكثر انغلاقًا (88). وعلى الرغم من أن الجينات المستجيبة لهذه التغييرات لا يمكن أن تحتوي محفزاتها على مثيلة (methylation)، فإن الليسين في الموقع 27 يُخضع لعملية ثلاثية المثيلة ويتم التعرف عليه من قبل بروتين LEDGF، مما يوفر بيئة كروماتينية مناسبة لارتباط بوليميراز RNA II. وبهذه الطريقة، يمكن إنتاج الميكرو RNA من المناطق الإنترونية داخل الجينات الحاضنة (89).
#عاهد_جمعة_الخطيب (هاشتاغ)
Ahed_Jumah_Khatib#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟