أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - عندما يجري تجريم النقد..!














المزيد.....

عندما يجري تجريم النقد..!


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 8311 - 2025 / 4 / 13 - 10:50
المحور: القضية الفلسطينية
    


يبدو أن هناك من يعاني عسرا في مقارباته للقضايا العامة السياسية والفكرية، يبعث على الرثاء، وهذا العسر هو حالة عوز طبيعية لها علاقة بمستوى إدراك الشخص للوقائع في أبعادها وعلاقاتها المختلفة.
وهي حالة تصيب البعض من الناس، الذي يقحم نفسه، دون وعي منه في ممارسة دور المرشد الرباني، وهو لا يملك أساسيات القيام به، ولو اكتفى هؤلاء پأن يبقى هذا العسر ضمن حياته الخاصة، لجنب نفسه وغيره، الحرج على قاعدة رحم الله شخصا عرف حدود فهمه، وجنب نفسه القيام بدور الناصح، وهو لا يملك مقومات ذلك لا من قريب أو بعيد..
ولأنه لا يملك الفطنة، أو القدرة على القراءة والتحليل المستند إلي حصيلة معرفية، يعجز عن تحديد الفواصل بين الوقائع والأشياء، كنوع من "الفهلوة"، في محاولة لتغطية حالة العسر لديه، ويتجلى ذلك في محاولة الخلط بين المفاهيم، مثال ذلك الخلط بين المقاومة كمفهوم أصيل واسع شامل ثابت.. من حق الشعب الفلسطيني أن يمارسه في كل الأوقات كي يسترد وطنه، باعتباره حقا مشروعا أقره ميثاق الأمم المتحدة في سياق حق تقرير المصير، وبين حوامل المقاومة التي هي القوى المختلفة، وهي قوى متغيرة متحركة، قوة وضعفا وشيخوخة، وأيضا تنوع أساليب المقاومة، التي هي قانون ثابت، لا يمنع من تنوع أشكالها وأساليبها وفق شرطي الزمان والمكان والعاملين الذاتي والموضوعي، صعودا وهبوطا، لكن ضمن ثابت قانون حق المقاومة بتنوعها كمبدأ..
مع وعي أن حالة الصعود والهبوط هذه، التي هي أمر طبيعي ضمن قانون تطور الأشياء، يرافقها بشكل موضوعي عادة، حالة من الجدل والعصف الذهني، السياسي والفكري، الذي يتسع للنقد الذي ربما يطال أحد أساليب المقاومة وليس المقاومة كمبدأ ومفهوم، وعلاقته باللحظة التاريخية، وهذا النقد أيا كانت صحته من خطئه، هو حالة مشروعة يجب استيعابها وفهمها والتعامل معها، ضمن حالة العصف الذهني بين القوى السياسية وأصحاب الرأي في المشهد السياسي والثقافي الفلسطيني.. وإذا كانت أساليب المقاومة وتجلياتها، يمكن أن تكون محلا للنقد من موقع التسليم بمبدأ المقاومة وتنوعه، فمن الطبيعي أن تكون أيضا حوامل المقاومة في تلك اللحظة محلا للنقد، وهي ليست فوقه، كونها قوى بشرية تخطئ وتصيب.. مع وعي أن هذا حق مشروع وفضيلة يجب أن تمارس، في مواجهة من يمثل واجهة الفعل المقاوم في تلك اللحظة، وهو النقد الذي كانت القوى الراهنة قد مارسته ضد حركة فتح خلال العقود الماضية، عندما كانت هي الواجهة والمظهر العام للمقاومة منذ انطلاقها، وحتى واقعة خطيئة أرسلو. .
ومن ثم فإن أي نقد لحوامل الفعل المسلح في هذه اللحظة، لا يجب أن يفهم على أنه ضد مبدأ وخيار المقاومة، من أجل انتزاع حقوقنا الوطنية في التحرير والعودة.
لكن المثير للتساؤل وربما الشفقة هو عندما يجري الخلط بين مبدأ ومفهوم المقاومة وحواملها، بأن يعتبر هذا البعض أن تلك الحوامل هي المقاومة؛ حتى كمفهوم، وأن المقاومة هي تلك الحوامل التي هي أشخاص معنوية، في حين أن تلك الحوامل من القوى الراهنة تنطبق عليها شروط النمو الإنساني، من الشباب إلى الشيخوخة، كما هو حال العديد من القوى الفلسطينية التي غادرت مشهد الكفاح المسلح، إما بسبب العجز المتعلق بالنمو، أو أن ذلك تنفيذا لخيار سياسي كما هو حال حركة فتح حتى الآن.
وربما كان هذا الخلط من البعض، خلطا واعيا، من أجل إضفاء بُعد متعالي على هذه القوى، يجعلها ليس فوق النقد وإنما فوق المساءلة، هي وممارساتها، التي هي فعل بشري يحتمل الصواب والخطأ.. لكن المضحك حد الرثاء، عندما يوجه النقد لقوى كونها في السلطة، وهي تمارسها حتى الآن، ليفاجأ من ينتقد من موقع وطني كحق مشروع، كونه أصبح ضحية سياسات تلك القوى كسلطة قبل أن تكون مقاومة، من ينعى عليه ذلك ويجرمه، بأنه كان عليه أن يوجه النقد إلى "إسرائيل" وليس إلى قوى فلسطينية مقاومة..
بؤس هذه المقاربة هي الخلط أيضا عند القياس، ذلك أن النقد مهما كانت درجته، هو من داخل الظاهرة الفلسطينية، التي تؤمن بالمقاومة بكل أشكالها، أي النقد داخل الوحدة، كونه هو الكفيل بحل التناقضات أو التعارضات الداخلية. بل إن هناك بعض القوى الفلسطينية الوازنة قد مارست النقد الذاتي، كي تتطهر من أخطاء قد وقعت فيها عبر مسيرتها، معتبرة أن هذا النقد هو ظاهرة صحية بامتياز.
في حين أن العلاقة مع الكيان الصهيوني لا محل فيها للنقد، كونها علاقة صراع تناحري بين محتل وشعب تحت الاحتلال، ولا يحل التناقض التناحري مع المحتل بالمناشدة عبر النقد، وإنما عبر المفاومة بكل أشكالها.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -بيكفي حرب-.. حراك كسر حاجز الخوف 2/2
- -بيكفي حرب-.. حراك كسر حاجز الخوف 1/2
- حتى لا تصبح غزة.. بيئة طاردة
- بعد تهديدها بمصير الحوثيين.. هل ضاقت مساحة مناورة حماس؟
- تغيرت أساليب التهجير.. والهدف واحد.. الاقتلاع
- حتى لا يبقى بيان قمة القاهرة حبرا على ورق
- بين الضفة وغزة. ودعم موقف حماس
- أبو مرزوق.. يجرد طوفان حماس من قدسيته
- كي الوعي.. وذاكرة اللقطة الأخيرة
- كما وصفته عائلته..-أحمق-..-مهرج-..-بلطجي-..-نرجسي-
- نوايا ترامب تجاه غزة.. جريمة موصوفة
- إرادة الفلسطينيين والأمة العربية.. وتحدي هذيان ترامب
- ترامب.. يكافئ مرتكبي محرقة غزة.. بمشروع تطهير عرقي للناجين
- قراءه في أهداف أبو مرزوق لطوفان حماس
- نعم للتهجير من قطاع غزة.. ولكن..
- وعد السنوار للأسرى.. أي ثمن؟!
- اتفاق وقف إطلاق.. وأوهام النصر التاريخي
- اتفاق وقف إطلاق النار.. والمفهوم الواسع للضمانات الأمنية
- عون الثاني.. يتوعد حزب الله وسلاحه
- هل يمثل وعيد ترامب لحماس .. النار التي تنضج الصفقة


المزيد.....




- الدفاع الروسية: قوات كييف استهدفت بنى الطاقة 8 مرات في 24 سا ...
- نواف سلام يبحث مع أبو الغيط الوضع في لبنان والمنطقة
- ليبيا.. حرائق غامضة تلتهم 40 منزلا في مدينة الأصابعة خلال 3 ...
- رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام يصل إلى دمشق حيث سيلتقي بال ...
- -يجب علينا تخيُّل العالم ما بعد الولايات المتحدة- - الغارديا ...
- الجزائر تمهل 12 موظفا في سفارة فرنسا 48 ساعة لمغادرة أراضيها ...
- -ديب سيك - ذكيّ ولكن بحدود... روبوت الدردشة الصيني مقيّد بضو ...
- انخفاض تعداد سكان اليابان إلى أدنى مستوى منذ عام 1950
- جدل في الكنيست حول مصر.. وخبير يعلق: كوهين أحد أدوات الهجوم ...
- وزير خارجية فرنسا يدعو لفرض -أشد العقوبات- على روسيا


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - عندما يجري تجريم النقد..!