رياض هاني بهار
الحوار المتمدن-العدد: 8311 - 2025 / 4 / 13 - 09:30
المحور:
المجتمع المدني
علمتني الشرطة بانها مهنة وليس وظيفه و أن العدالة ليست مجرد قانون يُطبّق، بل قضية جوهرية تُدافع عنها بروحك قبل سلاحك، وبضميرك قبل صلاحياتك ، علمتني مهنة الشرطة أن العدالة ليست زياً نرتديه، ولا رتبة نعلّقها على الكتف، بل هي جوهرٌ نعيش من أجله، ونقف لأجله في وجه الجريمة وتحدياتها .
في هذا الطريق المليء بالتحديات، أدركت أن القوّة الحقيقية لا تكمن في السلاح واستخدام القوة ، بل في القدرة على اتخاذ القرار الصحيح في اللحظة الخاطئة ، وأن الشجاعة ليست في مطاردة الخارجين عن القانون فحسب، بل في مواجهة ظلمٍ قد يتسلل من داخل الجدران التي أقسمنا أن نحميها.
علمتني أن الإنسان مهما كان مخطئًا، يحمل في داخله حكاية تستحق أن تُفهم، لا أن تُدان فقط ، وأن العدالة الحقيقية تبدأ من احترام كرامة الناس، لا من قمعهم.
لقد اكتشفت أن الواجب لا يُؤدى فقط في الشوارع، بل في صمت الضمير عندما يرفض أن يغض الطرف عن الخطأ، وفي صوتك الداخلي حين يذكّرك أن خدمة الناس أمانة، لا سلطة.
فالشرطة بالنسبة لي لم تكن مهنة بل قضية جوهرية تتجدد كل يوم، في كل موقف، وكل قرار، وكل نظرة في عيون من ينتظرون منا أن نكون أوفياء لما أقسمنا عليه ، حين اخترت أن أكون رجل شرطة، لم يكن ذلك طموحًا وظيفيًا فحسب، بل كان التزامًا أخلاقيًا ورسالة إنسانية.
وأتذكر جيدا عام ١٩٦٧ عندما كان المرحوم ل صبري عبدالجبار عميد كليه الشرطة وكنا بعمر الزهور قبل التحاقنا بإعدادية الشرطة ( انتم كونوا بمستوى الاولياء الصالحين عقلا وعدلا وشرفا ) وهذه المقوله ترن بآذاني على مدار خدمتي، أدركت أن مهنة الشرطة لا تتعلق فقط بفرض القانون، بل بحماية القيم التي يقوم عليها القانون.
علمتني هذه المهنة أن القوة الحقيقية لا تُقاس بما نحمله من أدوات، بل بما نملكه من ضمير، وأن اتخاذ القرار الصائب في أوقات الشدة، هو ما يصنع الفرق بين من يؤدي واجبًا، ومن يجسد العدالة ذاتها ، لقد علّمتني الشرطة أن الشجاعة ليست في مطاردة الجريمة فقط، بل في مواجهة الفساد، وفي قول “لا” حين يكون الصمت خيانة، وأن احترام كرامة المواطن ليس مكرمة، بل واجب مقدّس ، إن العدالة إن العدالة الحقيقية لا تُبنى بالقسوة، بل بالرحمة المقترنة بالحزم ، ولا تتحقق بالسلطة وحدها، بل بثقة الناس وعدالة السلوك والنزاهه واخلاقيات المهنه .
لهذا أقول وبكل فخر:
الشرطة بالنسبة لي لم تكن وظيفه ، بل كانت وستبقى قضية جوهرية، نذرتُ لها نفسي، وأؤمن أن بناء دولة عادلة يبدأ من رجل شرطة ذات مواصفات مهنيه واخلاقية رغم تبدل القيم والمفاهيم والمباديءالحقيقية لا تُبنى بالقسوة، بل بالرحمة المقترنة بالحزم ، ولا تتحقق بالسلطة وحدها، بل بثقة الناس وعدالة السلوك والنزاهه واخلاقيات المهنه .
#رياض_هاني_بهار (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟