دموع الصمت

حميد الخنيشة

الحوار المتمدن-العدد: 1801 - 2007 / 1 / 20 - 11:58
المحور: سيرة ذاتية
    

لا أعرف ما أكتب , وعن ماذا أكتب عن الحياة , أم عن الموت ,أم عن الحب تائه وسط هذا الثلاثي الأفلاطوني , وكيف سأبني قاعدة انطلاقي من هذا الركام الدنياوي .
تبدأ الحياة بصرخة يصدرها فم صغير خرج للنور وكأنه يعرف مسبقا أن هذه الحياة ما هي إلا صراع فيه بكاء وصراخ لكن الفرق يكمن في نوعية الصراخ فالحياة فئتين فئة تبكي بدموع واضحة وأخرى تبكي بدموع صامتة لا تسمعها إلا هي , وما أصعب أن تبكي بصمت وحدك ...
عندما أتعب أعود إليك أيها الصديق الحنون , أشكي لك همي و صمتي ووحدتي .... أوراقك صدر رحب يضمني كلما كنت في حاجة للعطف والحنان.
في مساء هذا اليوم أنا ضيفك فتحملني خفف عني همي وحزني , فأنت من ساعدني ومسح دموعي فلا تبخل علي بكلمات تخيط جراح قلبي, هكذا كنت أكتب همساتي الليلية .
تجولت اليوم أبحت عن شيء ضاع مني , أبحت عنه منذ سنوات , جلت بنظري ناحية السهل تمنيت لو أصل اللحظة إلى سريري وغرفتي الوردية ....... لكن أعود مهزوما أجر ذيول الخيبة وأعد شهور هذه السنة الثقيلة على قلبي وعقلي , تكلمت لوحدي حدت نفسي بنفسي مللت نفسي وكل شيء في همسي وحلقي , رميت بالأحجار السراب فلم يصب سهمي قصدي.
حبيبتي دعيني أكتب عنك كلامي الذي لم تسمعيه , بعد الفراق سألت قلبي عنك أين هي صاحبة الشعر الطويل ؟ أجابني قلبي لازالت وردة يانعة في قلبك بل في حياتك فهل فهمت قصدي .
أمشي معك في خيالي , أراك في أحلامي أنت معي حتى مماتي , مرة أراك في ثوب الزفاف , مرة تبتسمين لي , ألامسك حتى وأنت بعيدة عني , قلبي ينبض بحبك حتى لو توقف قلبك عن حبي. لازلت تائها وسط ركام الحروف أبحث عن حرف مريحة أكتب بها قصيدتي الشعرية لأتحدى عيون حبيبتي الشاردة مني ناحية الغيب الأحمر والموج الصاخب , تجلس لوحدها تضع يدها اليسرى على خدها الوردي فتبدو لي حزينة باكية بدموع صامتة , أخاف أن أقترب منها فتخفي دموعها وراء حبها لي وتبتسم ..... لكن لم أستطيع أن أقطع عليها هذه النغمة والسمفونية الحزينة , اقتربت منها دون أن تراني تأملت جسدها النحيف وشعرها الطويل ..... لازالت تضع يدها اليسرى على خدها المبلل بدموع الصمت تمنيت لو أسألها ما بك يا حبيبتي لكن خفت أن أتلقى نفس الجواب لا شيء حبيبي , بدأت أبحث عن شيء أفعله حتى أخفف عنها حزنها لم أجد سوى اختيار نبرات فرحة وكلمات سعيدة , وعلى إيقاعات الحب النابعة من قلبي أخذت أنضم قصيدتي بكلمات الشوق والهيام والعشق للجالسة أمامي في حزن تام وصمت رهيب .
حبيبتي.....حبيبتي .... في صمت تام
أقول لك ....
ها أنا والمساء معا
أتيت عندك أهديك هدية
عطر ملفوف بورود ندية
حبيبتي .... حبيبتي .....في صمت تام
أكتب لك
أحبك ....أحبك....
هذا أخر سطر في رسالتي المسائية
دونته في همساتي الليلية.

#حميد_الخنيشة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات