أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - الرأسماليّة نظاما: من دبلوماسيّة البوارج إلى دبلوماسيّة التعريفات














المزيد.....

الرأسماليّة نظاما: من دبلوماسيّة البوارج إلى دبلوماسيّة التعريفات


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 8310 - 2025 / 4 / 12 - 18:49
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


"شركة الهند الشرقيّة البريطانيّة" كانت شَرِكة "تجاريّة".
شرِكة "لُصَّة" مُتوحِشة، تحرسُ البوارجُ الحربيّةُ "الامبراطورية" سفنها الناهبةِ لكُلِّ أرضٍ تمرُّ بها من بحرِ الشمالِ إلى بحر الصين، مروراً بمصر والعراق وإيران، وبـ "قِلاع" و "حصون" حراسة مشايِخ الخليج "الفارسي- العربي" لـ "ممرّات" التجارة وما شابهَ ذلك.
وبانحسار هيمنة ونفوذ الإمبراطورية البريطانية عن العالم، وحلول الولايات المتحدّة الأمريكية محلّها، لم تتغير آليات النهب من خلال التجارة، فقط تحوّلت "المُستعمرات" القديمة إلى "دول وطنيّة" جديدة، وعملت الكثير من القوى المجتمعية(السياسية والاقتصاديّة) الأكثر قوّةً ونفوذا في هذه الدول كـ "وكيلة تجارية - كومبرادوريّة" للقوّة العظمى الجديدة، وتطوّرت الشركات "التجارية الكبرى" القديمة إلى شركات حديثة "عابرة للقوميّات"، وتحوّلت "البوارج التقليدية" إلى "حاملات للطائرات".
حروب التجارة هي أصلاً حروب للسيطرة على الأسواق.
لا نفوذ اقتصادي (وسياسي) مُهَيمِن، دون تفوّق عسكري ساحق.
هذا هو "قانون" الرأسمالية الرئيس، ولم يتغيّر مضمونهُ منذ القرن السادس عشر إلى القرن الواحد والعشرين.. التغيّر كان فقط في التفاصيل.
الصين الآن هي قوّة امبرياليّة صاعِدة، تخوض صراع نفوذٍ على السوق العالمية(من خلال التجارة) مع قوّة امبرياليّة ما تزالُ قويّةً وراسخةً وقادرةً على رسم المعاييرِ وبناء الحواجز وفرض الشروط.
والصين(كغيرها من الدول المُعارِضة للولايات المتحدة الأمريكيّة، لهذا السبب أو ذاك) لا خيار أمامها سوى اللجوء للتفاوض لتجنّب الحرب.
هل يمكن أن تنشُب الحرب عندما تفشل المفاوضات حول شروط التجارة وتقاسُم الأسواق؟
نعم.
التاريخ يقول.. نعم.
في التاريخ الاقتصادي للرأسمالية، فإنّ "المُرَكَّب العسكري- الصناعي"، كثيراً ما كانَ يلجأ إلى الحرب بعدّها الأداة الرئيسة لمواجهة الركود.
والولايات المتحدة الأمريكية قد تلجأ إلى هذا الخيار إذا وجدت نفسها في مأزقٍ يُهدّد مكانتها الدوليّة، أو ينزَع عنها قيادتها للنظام الاقتصادي الرأسمالي المُهيمِن حاليّا، بوصفها "زعيمةً" لهذا النظام.
توفِّرُ الحربُ للدول "العظمى" عادةً تلكَ المكاسب الأعلى مردوداً من تكاليفِ اشعالها، لأنّها لن تُخاضَ(على الأرجح) فوقَ أراضيها. كما تُحقِّقُ حروباً "محدودةً" مثل هذه مكاسبَ لاحِقةً من خلالِ الاستثمارِ في إعادة إعمار الخرابِ الناتجِ عنها.
راجِعوا تاريخ الرأسماليّة بمختلف مراحلها، من "الماركنتيلية" إلى الامبرياليّة، للتحقٌّقِ من أنّ ذلك قد حدثَ و قد يحدثُ مراراً وتكراراً (مع اختلافٍ في الأماكنِ و التفاصيل).
في مرحلةٍ ما كانت لدينا حروبٌ للأفيون والتوابلِ والنحاسِ والذهبِ والنفط.
لماذا لا تكونُ لدينا الآنَ حروبٌ للسجّادِ الفاخِرِ والكاربِت الرخيص؟
لماذا لا تكونُ لدينا الآنَ حروبٌ لسيّارات "بي واي دي" و"شاومي" و"لي أوتو" و"تسلا" و "بي إم دبليو" ؟
كُلُّ شيءٍ جائز.
هذه هي "الرأسمالية".. واختلاف "الأدوات" يرتبِط فقط باختلاف "المراحِل".
من "نهب" شركة الهند الشرقيّة للآخرين بحماية "البوارج"، إلى نهب "التعريفات الجمركَية" للآخرين بحماية "حاملات الطائرات".
ولأنّها الرأسماليّة.. ولأنّ هذه الرأسماليّة تشعرُ بالتهديد.. قد يحدثُ ذلك.
لمَ لا ؟



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران والولايات المتحدة الأمريكيّة: مُقارَبَة السُجّادِ الفا ...
- الهيكل السلعي لاستيرادات العراق الرئيسة (2020-2024): تراجُع ...
- مُجرَّدُ حُلمٍ رديء
- سلاماً لروحي
- هذا العراق العجيب الغريب
- دونالد ترامب: الحمائيّة والحِماية والرأسماليّة وأشياء أخرى
- النظام السياسي والأداء الحكومي: مفارقات السماح بالقتل واحتفا ...
- النظام السياسي والأداء الحكومي: مفارقات السلطة والسيطرة والا ...
- انخفاض أسعار النفط: تناقُص ريع السلطة وتزايد أعباء التخادُم ...
- طريقة احتساب الرسوم الجمركية الأمريكية على الشركاء التجاريين ...
- عن رسوم ترامب الجمركية والعراق
- ترامب ينطَح الاقتصاد
- عن عصبيّةِ الزَيِّ وغنيمةِ الولاءِ والمَكرَمة
- قُبلَةٌ كادحةٌ على السَطح
- عن هذا الذي يحدثُ في العالَمِ الآن
- هذا هو العالَم.. هذا هو العالَم
- أنا حيّ، أنا سعيد.. ولا أدري لماذا
- هل تشعرُ بالأمان حين تمشي وحدكَ في الشارع؟
- الماركسيّونَ المُفبرِكون والماركسيّونَ الحمقى
- خارجَ التُوَيج أسفلَ السُنبُلة


المزيد.....




- البيطار: فلسطين تحتضر اقتصادياً وتواجه حرباً مالية منظمة وقو ...
- عوائد السندات.. القلق الاقتصادي الذي أربك حسابات ترامب
- سعر الذهب اللحظي اليوم في مصر بعد أخر ارتفاع مفاجئ بتاريخ 13 ...
- أعلى من البنوك ب2 جنية .. أعلى سعر للدولار اليوم في السوق ال ...
- ميرتس يدعو إلى عقد اتفاقية حول التجارية الحرة بين الاتحاد ال ...
- مصر.. ما مصير سعر رغيف الخبز بعد زيادة أسعار المحروقات؟
- الكرملين ينتقد سحب دعوة مصور صحفي لحضور منافسة دولية
- وزير الصناعة: منافسة المنتج المحلي للبضائع المستوردة صعبة
- رسوم ترامب الجمركية.. خبير ألماني يحذر من شبح أزمة اقتصادية ...
- الجزائر تستعيد الصدارة في قائمة أكبر مصدري الغاز إلى إسبانيا ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - الرأسماليّة نظاما: من دبلوماسيّة البوارج إلى دبلوماسيّة التعريفات