التوازن التكاملي: نهج متعدد التخصصات للصحة والمرض (6)

عاهد جمعة الخطيب
باحث علمي في الطب والفلسفة وعلم الاجتماع
(Ahed Jumah Khatib)

الحوار المتمدن-العدد: 8310 - 2025 / 4 / 12 - 10:01
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

2.2 آليات الجهاز الصمّاوِي (الغُدّي)
يُعد الأداء الفعّال للجسم والتواصل المنسق بين أجزائه المختلفة أمرًا بالغ الأهمية لرفاه الكائن الحي (52، 53). ولتحقيق هذا الأداء، توجد شبكات إشارات معقدة، يُعد من أبرزها الجهاز الصمّاوي (54–56). ويُعد هذا الجهاز شبكة مترابطة للغاية من الأعضاء والغدد، ويختص بإفراز الهرمونات التي تُنظم مجموعة واسعة من الوظائف الحيوية الأساسية (57، 58). وتُمكنه درجته العالية من التعقيد واستجابته الدقيقة والسريعة من الحفاظ على التوازن الداخلي تحت ظروف متنوعة (59–61).

تُفرَز الهرمونات من الغدد الصمّاء إلى مجرى الدم، وتؤثر على أعضاء متعددة في الجسم، حيث تُنظّم العديد من الوظائف الأساسية مثل النمو، والتمثيل الغذائي، وتنظيم توازن السوائل (الأسموزية)، والاستجابة للإجهاد (53). تنتقل هذه الهرمونات عبر الدم لتصل إلى أنسجتها وخلاياها الهدف (62). وتُحدث الاستجابة الفسيولوجية من خلال ارتباط الهرمون بمستقبِل معين، مما يؤدي غالبًا إلى تغييرات في التعبير الجيني (63).

يقوم تحت المهاد (الهايبوثالاموس) بإنتاج الهرمونات الرئيسية المسيطرة على باقي الأنسجة (64). وتتحكم هذه الهرمونات الببتيدية في إنتاج وإفراز العديد من الهرمونات في الغدة النخامية الأمامية (65). وتُفرز هذه الهرمونات النخامية بعد ذلك في مجرى الدم، لتُنقل إلى مجموعة متنوعة من الأعضاء الهدف، وغالبًا إلى غدد صماء أخرى تُفرز هرمونات تؤثر مباشرة في وظيفة الأعضاء، وبالتالي تُعد هذه العملية جزءًا أساسيًا من تنظيم العديد من الوظائف الحيوية (66، 67).

يُعتبر الجهاز الصمّاوِي المنظومة التنظيمية الأساسية للتوازن الداخلي في الجسم (68). فعندما تصل تركيزات الهرمونات من الغدد الهدف إلى حد معين في مجرى الدم، تبدأ آلية التغذية الراجعة السلبية، والتي تُثبط إفراز المزيد من الهرمونات من تحت المهاد والغدة النخامية (69، 70). وتُعتبر هذه الآليات الراجعة المستمرة ضرورية للتنظيم الدقيق لمستويات الهرمونات، وبالتالي للحفاظ على استقرار النظام الداخلي. وهناك العديد من السلاسل الهرمونية التنظيمية التي تعتمد على هذه الآليات (71، 72).

#عاهد_جمعة_الخطيب (هاشتاغ)       Ahed_Jumah_Khatib#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات