أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رياض سعد - الحبر تحت الحصار: حين تصير الكتابة جريمة ونقمة !!














المزيد.....

الحبر تحت الحصار: حين تصير الكتابة جريمة ونقمة !!


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 8310 - 2025 / 4 / 12 - 09:24
المحور: الصحافة والاعلام
    


يواجه الكاتبُ المستقلُ والقلمُ الحرُّ سلسلةً متشابكةً من التحديات، تبدأ من ضغوط الساسة وأجهزة السلطة، وتمتدُّ إلى تهديدات أصحاب النفوذ وعصابات الجريمة المنظمة ومافيات الفساد ، مروراً بخطر المجموعات الطائفية والإرهابية، وصولاً إلى مراقبة أجهزة الاستخبارات والسفارات الأجنبية التي لا تتوانى عن استهداف العناصر الوطنية ؛ وانتهاء بخطورة نقد الشخصيات الدينية او المساس بالخطوط الحمراء ... ؛ هذه المخاطر قد تُكلِّف الكاتبَ وظيفتَه واستقرارَه، بل وتصل أحياناً إلى التهديد المباشر لحياته... ؛ لكنَّ أخطرَ ما في هذه المعركة ليس خطرَ تصفية الجسد، بل خطرُ خنق الصوت ومحاصرة الشخصية ؛ فالحربُ على الكاتب لا تقتصرُ على محاولات الإسكات الجسدي، بل تتجاوزها إلى حصارٍ معنويٍّ وإعلاميٍّ مُمنهج .
ففي مواجهة الادعاءات الزائفة بالحياد والاستقلالية، تتحول المنصاتُ الإعلاميةُ والمواقعُ الثقافيةُ إلى أدواتٍ لقمع الرأي، حيث تُخفى خلف شعارات المهنيةِ شبكاتٌ من المصالح المشبوهة... ؛ هنا، يُمارس "مقصُّ الرقيب" سلطته بلا رحمة؛ فمقابل كل مقالةٍ تُنشر، تُحذف عشرٌ أخرى تحت حججٍ واهيةٍ كـ "الطائفية" أو "الإساءة للذوق العام"، في محاولةٍ واضحةٍ لإفراغ الساحةِ من أي صوتٍ حرّ... ؛ و الغريبُ أن هذه المؤسسات، رغم تنافسها الظاهري واختلافها الأيديولوجي ، تتواطأ أحياناً ضدَّ الكاتب المستقل، وكأنها أجنحةٌ متعددةٌ لجسدٍ واحدٍ يُحاصرُ المختلف.
ولأن تصفية كل الشخصيات الوطنية الحرة مهمةٌ مستحيلة ، يلجأ الخصومُ إلى استراتيجيةٍ أكثرَ قسوة: "الاغتيال المعنوي". فبدلاً من المواجهة المباشرة، يتمُّ عزلُ الكاتبِ إعلامياً، ومنعُه من الوصول إلى جمهوره، ثم تشويهُ سمعته عبر اتهاماتٍ مغلوطةٍ تمسُّ كرامته ومصداقيته... ؛ و هكذا يُحَوِّلون قلمَه من سلاحٍ للحقيقة إلى شاهدٍ على إرادةٍ تُكسرُ دون أن تنحني ، في حربٍ لا تُزهقُ الأجسادَ فحسب، بل تُحطمُ الروحَ قبلَها.
لا تنتهي معاناةُ الكاتبِ الحرِّ عند حدودِ المواجهةِ مع منصاتٍ إعلاميةٍ تُدار بأجنداتٍ مريبة، بل تمتدُّ إلى تعقيداتٍ أكثرَ إيلامًا... ؛ فهذه الصحيفةُ التي تَدَّعي الانتماءَ للوطنِ بينما تُموِّلها جهاتٌ انفصالية، وتلك المواقعُ التي تتخفى خلفَ شعاراتٍ طائفيةٍ أو عنصرية، وتلك القناةُ الفضائيةُ التي تتبعُ حزبًا فاسدًا… جميعُها تشكِّلُ متاهةً يصعبُ الخروجُ منها , او التعاون الايجابي معها ؛ و الغريبُ أنَّ بعضَ هذه المنصاتِ ينشرُ مقالتَيْك الأولى والثانيةَ بترحاب، ثم يَفاجئُك "آلهةُ الموقع" بحظرٍ مفاجئٍ لأنَّ رأيًا حرًّا هزَّ عرشَ أحدِ الزعماء، أو لأنَّ كلمةً صادقةً أزعجتْ أصحابَ النفوذ والاجندات .
الأمرُ لا يقفُ عند حدِّ الرقابة، بل يتجاوزُها إلى استغلالٍ فاضح؛ فبينما تدفعُ الصحفُ العالميةُ للكاتبِ مقابلَ إبداعه، تتحوَّلُ المنصاتُ والصحف هنا إلى سوقٍ للابتزاز، حيثُ يُفرضُ عليك "الدفعُ مقابلَ النشر" كشرطٍ لإيصال صوتك!
بل والأفظعُ أنَّ بعضَها يختزلُ قيمةَ الكاتبةِ في جمالها أو إغرائها، لا في فكرها أو موهبتها، فتُحوَّلُ المقالاتُ إلى مجردِ ديكورٍ لمفاتنَ جسدية، وتتحوَّلُ المؤسساتُ الثقافيةُ إلى مسارحَ للدعارةِ الفكرية والسمسرة .
ولا عجبَ أن تُدارَ بعضُ هذه المنصاتِ بتوجيهاتٍ خارجيةٍ تُحاكُ في الظلام، بعيدًا عن همومِ الوطنِ وقضايا الشعب، بينما يبقى الكاتبُ الحرُّ كالغريبِ في وطنه: مُحاصرًا بفضائياتٍ مؤدلجة، ومواقعَ مرتزقة، ومنصاتٍ تشبهُ أفخاخًا ذكيةً تُزيّنُ لكَ الحريةَ ثم تختنقُ بها.



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 9 نيسان يوم سقوط الصنم الاكبر والاخطر والاحقر
- الولاء للأغلبية العراقية : بين مسؤولية التمثيل وخيانة الانتم ...
- الوفيات تحت التعذيب : جرائم تخفيها الاجهزة الامنية ويكشفها ا ...
- سوريا تحت نير الحركات متعددة الجنسيات والعصابات الدولية
- من يوقف شلال الدم العلوي في سوريا ؟!
- قتلوا الطفولة العلوية في العيد !
- ثلاثة ايام من الالام والمعاناة في مديرية مكافحة المخدرات
- ثاني اوكسيد الكذب
- ترنح الأمة العراقية بين الأصالة والانحراف
- العراقي بين نعمة الحرية ومسؤولية الحفاظ عليها
- تدهور المحتوى الديني وانتشار الدجل والتفاهة
- الشر قائم و قادم لا محالة
- الطائفي يتنصل من الخيانة والمسؤولية ويتباكى على صدام ونظامه ...
- استحالة العيش مع التكفيريين والطائفيين
- لا مناص لنا من الايمان بالأمة العراقية وتعزيز دولة المواطنة ...
- تنهدات الاحرار لما سيؤول اليه امر العراق في المستقبل القريب ...
- وادي حوران محتل كالجولان من قبل الامريكان (4)
- ويستمر التحريض الطائفي في سوريا : وين الزلم يا حسين !!
- ابو عبيدة يكسر جدار التعتيم : ابادة العلويين ليست هدفا لثورت ...
- عدالة حكومة الجولاني المزيفة


المزيد.....




- أقدم غوريلا في العالم تحتفل بعيد ميلادها الـ68 عامًا.. شاهد ...
- السعودية تكشف 5 إجراءات قبل موسم الحج 2025 حفاظا على سلامة ا ...
- ترامب يتجاهل مصافحة زوجة وزير الصحة.. مشهد محرج خلال حدث ريا ...
- -تنذكر ما تنعاد-، صور من حرب لبنان الأهلية في الذكرى الـ50 ل ...
- قوة تدميرية غير مسبوقة.. واشنطن في طريقها لتطوير قنبلة ذرية ...
- الجزائر تعرب عن -احتجاجها الشديد- على حبس أحد موظفيها القنصل ...
- حماس: قصف الاحتلال مستشفى المعمداني جريمة حرب بغطاء أميركي
- الجزائر تحتج على توقيف فرنسا أحد موظفي قنصليتها
- طهران تعلن عن جولة جديدة وترامب يشيد بالمحادثات معها
- عاجل | مصادر طبية: 7 شهداء وعدد من الجرحى في قصف استهدف سيار ...


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رياض سعد - الحبر تحت الحصار: حين تصير الكتابة جريمة ونقمة !!