أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - فتوى اقتصادية لإفلاس الحاج كريم














المزيد.....

فتوى اقتصادية لإفلاس الحاج كريم


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8310 - 2025 / 4 / 12 - 04:51
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


حاج كريم تاجر قماش من العيار المتوسط والذي يشتري قماشه بالجملة من محلات بيعها , ويبيعها على تجار المفرد و مصانع خياطة الملابس الجاهزة . الرجل , حاله حال بقية تجار شورجة بغداد , دخله يصعد وينزل حسب حجم مصاريف الدولة , والتي تعد من اكبر مصادر الدخل عند الشعب العراقي . حوالي 3 ملايين موظف وعامل يستلمون اجورهم الشهرية من وزارة المالية العراقية . حيث اصبح باعة المفرد والجملة ينتظرون نهاية الشهر , حتى يستطيع المواطن شراء ما يريده . هذه حقيقة الكل يعرفها في العراق , الدولة هي التي تسيير الاقتصاد العراقي وبدونها " يموت " السوق , ويضطر أصحاب الاعمال دفع أجور عمالهم وايجار محلاتهم من جيوبهم , مما يخلق نوع من الكأبة داخل بيوتهم , لا سفرة صيفية الى تركيا او ايران , ولا بدلة جديدة للزوجة , ولا حذاء نايكي للابن , و سوار ذهب لبنت ابنه .
صدقني , هذا هو حال المواطن العراقي , وربما حال جميع مواطني الشرق الأوسط , وهو انتظار رحمة وزارات مالية حكوماتهم , فعندما تكون الخزينة ملأنه , فهم بخير , واذا كانت لا , فانهم في موقف لا يحسدهم عليه أحدا.
وحتى اكمل الفكرة عن الاقتصاد العراقي , أقول ,ان هناك ترابط بين الوحدات الاقتصادية . وزارة النفط تبيع نفطها , وزارة المالية تستلم قيمة البيع , الحكومة توزع الايراد النفطية على موظفيها وعلى استهلاكها اليومي وعلى استثماراتها , ومن ثم تصرف هذه الأموال في الأسواق المحلية , لتكون مورد مالي لتجار المفرد والجملة و الموردين .
طبعا , لو عكسنا الآية , وقلنا اصبح ليس للحكومة القدرة على الصرف , ماذا سيحل في السلسلة التي تحدثنا عنها في الفقرة أعلاه ؟ كل شيء سينحدر الى الأسفل , كل شيء سيتراجع , ويصبح الحاج كريم , تاجر قماش الجملة , لا يتمكن من تحقيق متطلبات عائلته , وربما حتى الاستغناء عن خدمات عماله.
هذا بالضبط ما قراءة في وصية احد خبراء الاقتصاد في العراق وهو يطالب الحكومة التغلب على انخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية من خلال " العمل على تقليل النفقات و تقليل معدلات الانفاق وتحديدا الرواتب في القطاع الحكومي وإيقاف كل أنواع التعينات وإيقاف كل قوانين التي تفرض التعيين الالزامي".
ارجوا ان لا يفهم القارئ ان رواتب موظفي الدولة العراقية تجعل من موظفيها في بحبوحة من العيش , حيث ان الراتب الحكومي " لا يشبع ولا يجوع ", وثانيا , هل الأخ المحلل سيكون سعيدا وهو يرى ابنه دون عمل , ويقضي يومه في احد مقاهي بغداد يدخن النرجيلة مثلا, او بنته تقضي يومها بمراقبة المسلسلات التركية؟
صحيح ان أسعار النفط قد انهارت بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض ضرائب جمركية على سلع العالم . الا ان أسعار النفط رجعت بعض الشيء الى عافيتها بعد قراره بتأجيلها 90 يوما , حيث وصل سعر البرميل النفط حوالي 60 دولارا يوم 10 نيسان , كما وان اقل من هذا السعر سوف يؤذي الاقتصاد الأمريكي اكثر ما ينتفع به , لأنه يشكل خسائر مالية كبيرة لشركات النفط الامريكية العاملة في داخل البلاد وخارجها . اقرأ ماذا قال المحلل لسوق النفط اشلي كيلتي " أشار بعض المحللين الاميركيين الى ان البيت الأبيض يريد دفع أسعار النفط الى ما يقارب 50 دولارا , لان الإدارة الامريكية تعتقد ان القطاع النفط والغاز المحلي قادر على الصمود امام الاضطرابات لفترة " ,وأضاف " نرى ان هذا الهدف خادع الى حدا ما .. ولن يؤدي الا الى تقليص انتاج الولايات المتحدة وفتح الباب امام أوبك لاستعادة مكانتها كمنتج قادر على صنع الفارق في السوق". اذن , أوبك ستبقى منتج الأهم في العالم وبيدها تقرير أسعار النفط العالمية .
ان ما وعظ به الأخ الخبير من توصيات الى الحكومة العراقية , ما هي الا طبخة مثلجة يرفضها كل من يتذوقها . بكلام واضح , ان الخبير يريد ان يدخل الاقتصاد العراقي الى حالة ركود اقتصادي (جمود) فوق ما يعانيه الملايين من شباب العراق المتعلمين وغير المتعلمين . الكل يبحث عن عمل , ولا يجدوه.
ثم يحذر المحلل الاقتصادي عن مخاطر الاقتراض الداخلي والخارجي , وان هذا الاقتراض سوف يتحمله الأجيال القادمة. لا تصدق . الأجيال القادمة ستكون اول المستفيدين من تضحيات الجيل الحاضر . كيف؟
الدولة العراقية لها سمعة رصينة في أسواق المال العالمية , تدفع بالوقت , وعليه فأنها تستطع الاقتراض بأرخص الاثمان , نسبة فائدة قليلة , قل 5%. وقل ان العراق اقترض بموجب سعر هذه الفائدة مليار دولار من اجل بناء سد لحفظ مياه الامطار القادمة من المرتفعات الإيرانية . ما هي فوائد هذا السد على الاقتصاد العراقي ؟ انه يقلل شحة المياه التي يعاني منها العراق حاليا , ويطور القطاع الزراعي والحيواني . ولو احصيت هذه المنافع للاقتصاد الوطني لوجدتها تزيد عن ال 5% وهي الفائدة على القرض .
ان ما أقوله هو ليس بدعة اختلقها , وانما طريقة تمارسها جميع الدول الغنية في العالم . هل تعلم ان الولايات المتحدة هي من اكبر المقترضين في العالم , تتبعها اليابان , وألمانيا .
وعليه , لو كنت محللا اقتصاديا قريبا الى السيد محمد شياع السوداني , لكانت وصيتي له , لا تخف ولا تحزن , اقترض من الداخل والخارج من اجل بناء البلد وتطويره , لان العالم في حاجة الى النفط , ولن تنتفي الحاجة العالمية منه حتى الى مئة عام القادمة .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يرفع العرب شعار - العرب أولا- ؟
- ضرائب ترامب الجمركية ستلاحق جيوب العرب أيضا
- أبناء غزة يقتلون ويجوعون في أيام عيد الفطر
- ضرائب ترامب الجمركية ستنشر الفقر حول العالم
- هل ستعود أوروبا صاغرة الى الحضن الأمريكي ؟
- العرب لا يستحقون كل هذا الذل
- فتنة ملعب كرة القدم الأردني
- وقاية الامراض الخطرة بالمناطق الخضراء
- خطاب حالة الامة العراقية
- تطبيع على الطريقة الامريكية
- يريدون عراقا مقطوع الراس
- لقد اختفى الهلال الشيعي , فاين القمر السني؟
- رسالة الى العرب من مواليد 2050
- الاعلام العربي لم يكن منصفا مع مذبحة العلويين
- سوريا .. تغير النظام وبقى الاعلام !
- لعنة شهداء العلويين تلاحق رجب طيب اردوغان
- هل ستصمد اتفاقية قسد مع احمد الجولاني ؟
- العلويون يذبحون في سوريا , فهل من منقذ ؟
- وتبين ان حرب أوكرانيا , حرب أمريكية – روسية
- معاوية


المزيد.....




- البيطار: فلسطين تحتضر اقتصادياً وتواجه حرباً مالية منظمة وقو ...
- عوائد السندات.. القلق الاقتصادي الذي أربك حسابات ترامب
- سعر الذهب اللحظي اليوم في مصر بعد أخر ارتفاع مفاجئ بتاريخ 13 ...
- أعلى من البنوك ب2 جنية .. أعلى سعر للدولار اليوم في السوق ال ...
- ميرتس يدعو إلى عقد اتفاقية حول التجارية الحرة بين الاتحاد ال ...
- مصر.. ما مصير سعر رغيف الخبز بعد زيادة أسعار المحروقات؟
- الكرملين ينتقد سحب دعوة مصور صحفي لحضور منافسة دولية
- وزير الصناعة: منافسة المنتج المحلي للبضائع المستوردة صعبة
- رسوم ترامب الجمركية.. خبير ألماني يحذر من شبح أزمة اقتصادية ...
- الجزائر تستعيد الصدارة في قائمة أكبر مصدري الغاز إلى إسبانيا ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - فتوى اقتصادية لإفلاس الحاج كريم