أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - أيمن زهري - الهجرة والتعاون الأوروبي-الأفريقي: بين عملية الخرطوم وعملية الرباط














المزيد.....

الهجرة والتعاون الأوروبي-الأفريقي: بين عملية الخرطوم وعملية الرباط


أيمن زهري
كاتب وأكاديمي مصري، خبير السكان ودراسات الهجرة


الحوار المتمدن-العدد: 8308 - 2025 / 4 / 10 - 18:47
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


يُعد التعاون بين دول الاتحاد الأوروبي ودول الجنوب – لا سيّما في أفريقيا – أحد أهم محاور الحوكمة العالمية للهجرة في العقود الأخيرة. مع تفاقم أزمات الهجرة، وتزايد تدفقات اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين غير النظاميين، برزت الحاجة إلى أدوات سياسية تُنظِّم الحوار وتُقنّن التنسيق بين دول المنشأ، والعبور، والمقصد. في هذا السياق، ظهرت عمليتان محوريتان تُجسّدان هذا النوع من التعاون الإقليمي: عملية الرباط كمسار غربي يشمل شمال وغرب أفريقيا وأوروبا، وعملية الخرطوم كمسار شرقي يربط بين دول القرن الأفريقي، ودول العبور، ودول المقصد الأوروبية. تُشارك مصر، بوصفها دولة محورية في معادلة الهجرة الأفريقية والأورومتوسطية، في كلا المسارين، فهي دولة عبور رئيسية، ودولة استقرار نسبي لمئات الآلاف من اللاجئين والمهاجرين، ودولة منشأ لفئات شابة واسعة تبحث عن فرص في الخارج.

عملية الخرطوم: من مكافحة التهريب إلى بناء الشراكات
انطلقت عملية الخرطوم في عام 2014 كإطار سياسي وتنسيقي يجمع بين دول الاتحاد الأوروبي ودول من القرن الأفريقي (مثل السودان، إثيوبيا، إريتريا، جيبوتي، كينيا، والصومال)، بالإضافة إلى دول عبور رئيسية مثل مصر وليبيا. هدفت العملية منذ نشأتها إلى معالجة الأسباب الجذرية للهجرة، ومكافحة تهريب البشر والاتجار بهم، وتعزيز قدرات الدول على إدارة الحدود، وتوفير الحماية للمهاجرين واللاجئين. رغم الانتقادات التي وُجّهت إلى العملية، خاصة فيما يخص تغليب البُعد الأمني على حساب حقوق الإنسان، فقد شهدت تطورًا ملحوظًا خلال السنوات العشر الماضية، مع تزايد الاعتراف بالحاجة إلى مقاربة شاملة للهجرة، تأخذ في الحسبان أبعاد التنمية، والتشغيل، والتعليم، وتمكين الفئات المستضعفة.
تأتي أهمية عملية الخرطوم لمصر من موقعها الاستراتيجي كبوابة شمالية لهذا المسار، فمصر لا تتعامل مع الهجرة من القرن الأفريقي بوصفها تحديًا أمنيًا فحسب، بل كمسألة إنسانية وتنموية تتطلب تعاونًا متوازنًا مع الشركاء الأوروبيين والأفارقة على حد سواء. من هذا المنطلق، جاء انعقاد الاجتماع الوزاري الثاني لعملية الخرطوم بالقاهرة يوم 9 أبريل 2025 ليؤكد التزام مصر بقيادة هذا المسار وتعزيز الحوار متعدد الأطراف.
شهد الاجتماع اعتماد "إعلان القاهرة الوزاري"، الذي وضع خارطة طريق جديدة للتعاون الإقليمي، بالإضافة إلى "خطة عمل القاهرة"، التي تُحدّد أولويات المرحلة القادمة، مع تسليم الرئاسة الدورية من مصر إلى فرنسا. حرصت القاهرة على أن يتضمن البيان الوزاري بنودًا واضحة حول دعم تنمية المجتمعات المستضيفة، وتعزيز فرص العودة الطوعية الآمنة للمهاجرين، وتطوير آليات الحماية الإقليمية.

عملية الرباط: نموذج غربي في التعاون الأورو-أفريقي
انطلقت عملية الرباط، عام 2006، لتمثل المسار الغربي للتعاون حول الهجرة، حيث تجمع بين دول شمال وغرب أفريقيا (كالمغرب، الجزائر، السنغال، ونيجيريا) ودول أوروبية مثل إسبانيا، فرنسا، وبلجيكا. يتميز هذا المسار بتركيزه الأكبر على الهجرة النظامية، وتعزيز فرص الشباب، ودمج الهجرة ضمن استراتيجيات التنمية الوطنية.
نجحت عملية الرباط في بناء شراكات مستدامة في مجالات التكوين المهني، وإدماج المهاجرين، وتعزيز دور الجاليات في التنمية، كما أنها تُعد منبرًا للحوار بشأن مكافحة الهجرة غير النظامية، وتفكيك شبكات التهريب، وحماية الحدود. تشارك مصر في هذا المسار أيضًا، إدراكًا منها لتقاطع المصالح الأمنية والتنموية عبر منطقة الساحل وغرب أفريقيا.

المساران والتقاطعات: نحو مقاربة شاملة للهجرة
إن الرهان على نجاح عمليتي الرباط والخرطوم لا يرتبط فقط بمدى الالتزام السياسي للدول المشاركة، بل بقدرتها على دمج أبعاد الهجرة ضمن استراتيجيات التنمية المستدامة، واعتماد نهج حقوقي يُراعي كرامة الإنسان. في ظل تصاعد التحديات المناخية، والنزاعات، وانعدام الأمن الغذائي في مناطق واسعة من أفريقيا، فإن الهجرة ستظل ظاهرة مركبة تتطلب تعاونًا عابرًا للحدود. بين المسار الشرقي (عملية الخرطوم) والمسار الغربي (عملية الرباط)، تتقاطع مصالح مصر مع القارة ومع أوروبا، ما يجعل من مشاركتها النشطة في كلا المسارين ضرورة استراتيجية. إن مصر، بحكم موقعها الجغرافي والديموغرافي، قادرة على لعب دور محوري في إعادة صياغة خطاب الهجرة، من مقاربة أمنية ضيقة، إلى رؤية تنموية وإنسانية شاملة.



#أيمن_زهري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمنة التشظّي
- اليوم الدولي للمهاجرين 2024: هل من جديد؟
- مؤتمر القاهرة الدولي للسكان والتنمية 1994 في ذكراه الثلاثين
- عصر الإتاحةِ المدمّرة
- سياحة التقاعد في مصر
- لا تجلدوا محمد حسين يعقوب
- هل زادت الرغبة في الهجرة؟
- سكان مصر في العشرية الأخيرة 2011-2021
- ذكريات العيد وحلوياته
- مصر ما بعد الكورونا
- فيروس كورونا ومستقبل الحراك البشري
- توضيح بشأن المدعو حمّو بيكا
- مصر وأفريقيا بين الماضي والحاضر!
- في مفهوم المواطنة والدين
- الخروج من المأزق: كيف يتقدم العرب؟
- هل مازلنا بحاجة لمعرض للكتاب؟
- لِباس رانيا يوسف ولِباس التقوى
- عُدتَ يا يوم مولدي
- ماذا لو عاد المصريون من الخليج؟
- التغيرات الهيكلية المجتمعية والمسألة السكانية ومكانة المرأة ...


المزيد.....




- -تاس-: السفير السوري لدى موسكو يطلب اللجوء في روسيا
- سلوتسكي يعلق على تصريح ميرتس بشأن تسليم صواريخ توروس إلى أوك ...
- نائب روسي: مقاطعة أوروبا لموارد الطاقة الروسية استنفدت غرضها ...
- لافروف: لولا الولايات المتحدة لما خرجت الصواريخ الأوكرانية ا ...
- تعثّر محادثات القاهرة لوقف إطلاق النار في غزة، والاتحاد الأو ...
- في هولندا بهجة غامرة بعيد الحزب
- إسقاط طائرة مسيّرة .. واقعة تؤجج التوتر بين مالي والجزائر!
- البرلمان الألماني يعلن موعد التصويت على انتخاب ميرتس مستشارا ...
- الاتحاد الأوروبي يستعد لحزمة العقوبات السابعة عشرة ضد روسيا ...
- ليبيا.. العثور على جثث مجهولة الهوية بالجفرة


المزيد.....

- الاقتصاد السياسي لمكافحة الهجرة / حميد كشكولي
- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - أيمن زهري - الهجرة والتعاون الأوروبي-الأفريقي: بين عملية الخرطوم وعملية الرباط