وليد خليفة هداوي الخولاني
كاتب ومؤلف
(Waleed Khalefa Hadawe)
الحوار المتمدن-العدد: 8308 - 2025 / 4 / 10 - 08:21
المحور:
دراسات وابحاث قانونية
وقعت في الاونة الاخيرة العديد من حوادث التشابك بالأيدي بين البعض من رجال المرور والسواق (الاجرة او الخصوصي)، كما انها تحدث بين الحين والاخر، وان النهضة الالكترونية تمكن الجميع مشاهدة تلك المشاجرات على وسائل التواصل الاجتماعي اولا بأول في حوادث يؤسف عليها . فوقوع مثل تلك الحوادث يسترعي الانتباه ويوجب دراسة اسبابها ومنع تكرارها . إذ إن الشرطة بكافة صنوفها تعمل تحت شعار " الشرطة في خدمة الشعب " ولم تكن في يوم من الايام تشتبك مع المواطنين الا في حالات ارتكاب الجرائم (كالقتول او السرقات او المخدرات وما شابهها ) من قبل بعض المواطنين وذلك التشابك اباحه القانون وبالقدر اللازم لتنفيذ نصوصه القانونية بالشكل المطلوب .اما في المخالفات المرورية فقد خول القانون ضباط المرور صلاحية فرض الغرامات على المخالفين او حجز سياراتهم في المخالفات الجسيمة .
وطالما ان فلسفة العقوبة تقوم على اساس الاصلاح فان التشدد في الاجراءات والعقوبات المرورية لن يؤدي الى الاصلاح قدر ما يخلق امتعاضا ورد فعل مناهض للقائم بفرض العقوبة وهو رجل المرور .
اما اسلوب القاء رجل المرور بجسمه على بنيد سيارة المخالف من اجل ايقافها عندما يحاول سائقها الفرار من رجل المرور اثناء فرض الغرامة بحقه ، فأنه ليس صحيحا ، فربما يؤدي لدهسه ووفاته او اصابته بعاهة .وذلك سيطور الجريمة التي هي بالأساس مخالفة وستتحول الى جنحة او جناية. فضرر هذا السلوك اكثر من نفعه ،ولا يستوجب التضحية بالنفس ،فهذه التضحية ليست لإنقاذ حياة انسان او منع جريمة تهدد السلم المجتمعي .وطالما ان جميع السيارات مرقمة فمن السهولة الرجوع الى هوية سائقها او مالكها والقبض عليه وفرض العقوبة المناسبة بحقه ومن خلال تعميم رقم السيارة المخالفة على السيطرات .
اظف الى ذلك ان اسلوب التخاطب بين رجل المرور والمخالف هو جوهر المشكلة ،إذ لا بد ان يكون اسلوبا اصلاحيا مهذبا بعيدا عن الزجر ، يتم باحترام وكلام طيب "الكلمة الطيبة صدقة "، كما ان لكل فعل رد فعل ، وان لا يكون أسلوبا استفزازيا. فالكلمة الطيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء. ان اطلاعي على العديد من المشاجرات بين البعض من رجال المرور وبعض المواطنين لا تستوجب هذه المشاجرات. ولا بد من تثقيف رجال المرور حول اسلوب التعامل مع مختلف شرائح المجتمع: رجال ونساء ،كبار السن والمرضى ، ضباط متقاعدون وفي الخدمة ، كبار موظفي الدولة وموظفيها الاخرون ،وذلك يتم دون التأثير على قرارهم بفرض الغرامة او الحجز في المخالفات التي تستوجب ذلك. والتساهل احيانا لظروف انسانية لا يضر المصلحة العامة . ففي القانون اعذار معفية و اعدار مخففة من العقوبة . وهذه متروك تقديرها للقائم بفرض العقوبة .
وبالمقابل لا بد من حث المواطنين حول التعاون مع رجال المرور والاسلوب الامثل للامتثال للقانون من خلال ارشادات تدمج مع اختبارات منح اجازة السوق او عمل ندوات توعوية للمخالفين .
ان تفهم ظروف وشخصية الانسان المقابل قبل الحكم عليه ضرورة ماسة وان المصلحة العامة تتحقق عندما يكون انزال العقوبة يحقق الصالح العام اكثر مما يوقعه من ضرر وافساد في نفسية وسلوك المحكوم .
#وليد_خليفة_هداوي_الخولاني (هاشتاغ)
Waleed_Khalefa_Hadawe#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟