أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين علي محمود - قيامة القطيع














المزيد.....

قيامة القطيع


حسين علي محمود

الحوار المتمدن-العدد: 8308 - 2025 / 4 / 10 - 08:19
المحور: المجتمع المدني
    


أزمة الوعي المعاصر التي يعاني منها كثيرون في ظل الانفجار الرقمي والمعلوماتي“سياسة القطيع” هي بالفعل ظاهرة خطيرة في عالم اليوم، حيث تُغلق الأفق الفكرية في مواجهة هجوم جارف من الآراء المسبقة التي تروجها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
ذلك الميل الجماعي نحو التفكير الموحد، حيث يسود رأي الأغلبية على حساب الحقيقة، ويُقصى الصوت الفردي المستقل لمجرد أنه يختلف.
يقول آرثر شوبنهاور "أكثر ما يكرهه القطيع هو إنسان يفكر بشكل مختلف، إنهم لا يكرهون رأيه في الحقيقة، ولكن يكرهون جرأة هذا الفرد على امتلاك الشجاعة للتفكير بنفسه ليكون مختلفًا."
الفيلسوف شوبنهاور كان حريصًا على الإشارة إلى أن الفكر الفردي هو ما يجب أن يُقدّر، ولكن المجتمع غالبًا ما يضغط لفرض حالة من التوافق الجماعي التي تجعل من الصعب على الفرد أن يظل مخلصًا لرؤيته الخاصة.
حيث وصف كيف يتخلى الإنسان عن تفكيره الحر ليتبنى آراء الجماعة، بدافع الخوف من العزلة أو الحاجة إلى القبول وهذا ما نشهده اليوم في مواقع التواصل الاجتماعي، بالنسبة له، كان “القطيع” رمزًا لفقدان الشجاعة الفكرية، ولسيطرة السطحية على العقول.
هذه الظاهرة تجعل من أي انتقاد للرأي السائد نوعًا من الهجوم على القيم الاجتماعية السائدة، ربما يكون التحدي الأبرز، كما ذكرت انفا، هو أن نتمكن من التفكير بحرية في مواجهة تيارات الميديا والمجتمع، ونحافظ على استقلالنا الفكري.
إن الانصياع والإذعان لهذه الظاهرة، تفقد الإنسان القدرة على التفكير بعمق في قضية ما أو الموقف الذي يتعرض له، هذا الذي يجعله يعجز عن الوصول إلى طريق التفكير الموضوعي إلى حل ذاتي ومن ثم يسير مع القطيع ويتخلى بذلك عن أهم ما ميزه به الله سبحانه وتعالى وهو "العقل"، حيث أنه يسمح لغيره بأن يفكر نيابة عنه، وينتظر من الآخرين بأن يحلوا له مشكلته أو قضيته، إنه تعطيل تام للعقل الفردي، الذي هو المنوط به وحسب أن يسيّر حياة الفرد.
حينما يفقد الفرد قدرته، بعد أن يسلم عقله لغيره، على اتخاذ موقف في أمر ما، فإنه بالبديهة يلجأ إلى هذا الغير بحثاً عن مؤشرات وعن القرار الصحيح والموقف المناسب، وهو هنا يقع فريسة سهلة لهذا الغير الذي يسيطر عليه سيطرة كاملة، ويدفعه دفعا إلى ما يريد وليس ما يريد الشخص ذاته.
وما ذلك إلا لأن هذا الشخص فقد إيمانه بنفسه، وإيمانه بقدراته العقلية، هذا العقل الذي أعتبره الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت أنه مُقَسَّمٌ قسمة متساوية بين جميع البشر وأن الفرق الوحيد بين الجميع هو في آلية عمل هذا العقل.
وهذا ما يحدث في وقتنا الحالي، إذ يعاني الفرد العاقل ازمة صراع مع هيمنة القطيع ويقاسي المر ليبقى حراً وينسلخ من مجتمع العقل الجمعي الذي غالبا ما يحاول فرض نفسه بصورة مباشرة او غيرة مباشرة وبالتالي الفرد الواعي مهدد بالعزلة والخوف من هذه الأدوات العمياء فكريا والمشبعة بضحالة الوعي، حينئذٍ تكون الوحدة بوعي افضل من العيش في جماعة مغلفة بأفكار القطيع لا تعلم اولها من آخرها مبنية على سياسة القطيع التي افرزها العقل الجمعي المغيّب ولن تنفع مئات الآلاف من حقن الوعي لإجهاضها.



#حسين_علي_محمود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوتر الأمريكي - الإيراني والتحشيدات العسكرية الامريكية في ...
- وشوم وزير الدفاع الأمريكي، رموز صليبية أم رسالة سياسية؟!
- أدلجة الشعوب فكريا ورياضيا
- الإمام علي قدوة خالدة بين الذكرى والتطبيق!!
- هل انتصر احمد الشرع على الجولاني؟!
- يوم المرأة العالمي نور الحياة وقوة لا تقهر
- ديمقراطية عرجاء أم دكتاتورية مشوهة !!
- ميزان الوعي بين تقديس الماضي وتحديات الحاضر
- مستقبل العراق بين ضغوط واشنطن وتدخلات طهران
- الإرث الحقيقي
- مزاد التكبيس
- متى يحلق الجولاني لحيته؟!
- الجيش العراقي، مئة وأربعة أعوام من المجد والتضحيات في سبيل ا ...
- القطاع السياحي بين تحديات الواقع وآفاق التطوير
- رسالة من إنسان إلى العالم في بداية السنة الجديدة
- بشار الأسد وعقلية البقاء في السلطة
- الكلاسيكو السنوي !!
- ميار
- النفوذ التركي في سوريا الجديدة ومدى تأثيره على العراق
- انترنت الطفولة وذكريات العالم الافتراضي


المزيد.....




- الأمم المتحدة: أكثر من 300 قتيل خلال يومين من القتال العنيف ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 300 قتيل خلال يومين من القتال العنيف ...
- الأمم المتحدة: غزة تشهد أسوأ أزمة إنسانية منذ اندلاع الحرب
- الأمم المتحدة: حال غزة -هو الأسوأ على الأرجح- منذ بدء الحرب ...
- قيادي في حماس: مستعدون لتسليم الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة ...
- قيادي بحماس: مقترح إسرائيل للهدنة لا يعلن التزامه بوقف الحرب ...
- تفاصيل المقترح الإسرائيلي لإنهاء الحرب في غزة: نزع سلاح حماس ...
- الأمم المتحدة تكذب -رواية الصناديق-.. كيف انتشرت في السودان؟ ...
- ترسيم حدود سوريا ولبنان وعودة اللاجئين يتصدران مناقشات الشرع ...
- ’الأونروا’ تصف أوضاع غزة بـ-الجحيم- وتحذّر من كارثة إنسانية ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين علي محمود - قيامة القطيع