أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله بولرباح - -تازة قبل غزة-، لا قياس مع وجود الفارق














المزيد.....

-تازة قبل غزة-، لا قياس مع وجود الفارق


عبدالله بولرباح
كاتب وباحث

(Abdellah Boularbah)


الحوار المتمدن-العدد: 8307 - 2025 / 4 / 9 - 21:03
المحور: القضية الفلسطينية
    


هل هناك شيء ولو بسيط جدا، يمكن ان يكون مشتركا في الوضع الراهن ما بين "تازة" وما يقع بغزة ليسمح لنا بقول "تازة قبل غزة"؟ هل هناك من يقصف أهل "تازة" بكل انواع اسلحة الدمار الشامل؟ هل هناك من يمعن في قتل أطفالهم ونسائهم وعجزتهم؟ هل هناك من يعمل على احتلال اراضيهم وطردهم منها عنوة؟ هل هناك من يدوس حرفيا على الكرامة الانسانية وعلى حق الحياة في "تازة"؟
لا لا... أبدا لا شيء على الإطلاق من هذا كله. صحيح ب"تازة". بعض التهميش، بعض الفقر، ضعف البنية التحتية، ضعف التشغيل، ضعف قطاع الصحة... جوانب ضعف اقتصادية واجتماعية قابلة للتدارك، قابلة للتغيير الى ما هو أحسن. يكفي ان تتظافر جهود القوى الحية ب"تازة".
الاحتلال الاستيطاني غير الشرعي لأراضي الشعب الفلسطيني، لغزة، من قبل قوة غاشمة لا تعترف بقانون دولي ولا بحقوق الانسان ولا بالمبادئ الانسانية، هي الفارق الكبير، الذي لا قياس معه، ما بين "تازة" وغزة.
في غزة أزيد من 50 ألف روح انسانية أهدرها العدو الصهيوني، خلال مدة وجيزة، دون رحمة، دون احترام لأي قانون او مبادئ انسانية، بأسلحة أمريكية وغربية، منها آلاف الأطفال والنساء!
ظلم تاريخي لا مثيل له أصاب فلسطين وأهل غزة، منذ أزيد من 75 سنة؛ عصابات قتلة وقطيع مهجرين بواسطة منظمات إرهابية صهيونية، من كل بقاع العالم ليحتلوا أرضا ليست لهم ويمعنوا في قتل وتشريد السكان الاصليين واحتلال اراضيهم وممتلكاتهم.
ماذا يفعل الفلسطينيون والغزاويون منهم؟ هل اعتدوا على جيرانهم؟ هل قرصنوا طرقا؟ ابدا. كل ما فعلوه هو مقاومة المحتل الصهيوني العنصري، الذي يخرق يوميا حقوق الشعب الفلسطيني، يشرد، يقتل، يختطف ويسجن، رجالهم ونساءهم، يخرب بيوتهم، يحرق مزارعهم ويحتل أراضيهم. مقاومة الاحتلال او العنصرية، مشروعة بصورة لا غبار عليها بموجب الشرعية الدولية. ميثاق الأمم المتحدة وقرارات عديدة لجمعيتها العامة واتفاقيات دولية تؤكد ذلك.
على سبيل المثال القرار رقم (3103) الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1973 بشأن المبادئ المتعلقة بالوضع القانوني للمقاتلين الذين يناضلون ضد السيطرة الاستعمارية والاحتلال الأجنبي والأنظمة العنصرية، يعتبرهم أسرى حرب، يلزم المحتل بحمايتهم من اي انتهاك لحقوقهم الانسانية. في نفس السياق أعطى القرار الأممي رقم 3236 الصادر بتاريخ 1974 للشعب الفلسطيني الحق في استخدام كافة الوسائل لنيل حريته المتاحة بما فيها الكفاح المسلح. وهناك قرارات عديدة أخرى في نفس السياق، لا يتسع المجال لذكرها.
علينا أن نخاف كل الخوف من كيان استيطاني توسعي، منفلت من عقال القانون الدولي ومن كل المبادئ الإنسانية ومحمي كل الحماية من الامبريالية الأمريكية ومدعم بقوة وبصورة مباشرة من قبلها، وهي توظفه لتهديد السلم والأمن العالمي، وهي التي لا زالت تحمل عقد هزائمها التاريخية في مناطق متعددة من العالم، والتي تحاول، بوسائل غير اقتصادية، ترميم اقتصادها المتهاوي أمام المنافسة الصينية القوية.
بكل تأكيد لولا هذه الحماية الأمريكية وهذا الدعم السخي للكيان الصهيوني ما تمكن من التمادي في جرائمه المتعددة. لنقف عند هذه النقطة. بلغت المساعدات العسكرية المباشرة لإسرائيل مستوى قياسيا منذ أكتوبر 2023، حيث قدرت بحسب مصادر أميركية بمبلغ 17.9 مليار دولار(ما يعادل 12,5% من الناتج الداخلي الخام للمغرب سنة 2023).
كما يبلغ متوسط حجم المساعدات العسكرية السنوية للكيان الصهيوني مبلغ 3.8 مليار دولار، والتي تستخدم لتمويل مشتريات المعدات العسكرية الأميركية. وبالإضافة إلى ذلك هناك تمديد استثنائي منحه الكونجرس الأمريكي بقيمة تزيد قليلاً عن 14 مليار دولار موزعة على عدة سنوات.
لتكتمل هذه الصورة، علينا أن نأخذ بعين الاعتبار نحو 4.9 مليار دولار من النفقات المرتبطة بإرسال الولايات المتحدة تعزيزات في شكل حاملات طائرات وأسراب طائرات وأنظمة دفاع جوي إلى البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر والخليج، بالإضافة إلى ارتفاع عدد القوات الأميركية في هذا القطاع من 34 ألف جندي إلى 50 ألف جندي خلال صيف 2024، مع ما يستتبع ذلك من أموال ونفقات.
على العالم أجمع ان يخشى من كيان كهذا، سبق للجمعية العامة للأمم المتحدة ان اعتبرت في قرارها رقم 3379 الصادر في 10 نوفمبر 1975، “الصهيونية شكلًا من أشكال العنصرية والتمييز العنصري”، ان يخشى من هذا التحالف الأمريكي-الصهيوني، الخطير لأنه لا شيء يمنعه من التوسع وسرطنة وشيطنة الشرق الاوسط وإفريقيا وغيرها. لنا في التاريخ دروسا علينا ان نستوعبها: دروس الاستعمار الذي كلما احتل بلدا حاول التوسع إلى أخرى ودروس النازية التي حاولت اكتساح اوروبا بكاملها وقتلت وعذبت وشردت الانسان دون حدود.
على "تازة" ان تقف، الآن ودائما، مع غزة، لان القيم الإنسانية المشتركة بينهما مهددة أيما تهديد من قبل الكيان الصهيوني العنصري، لأن القانون الدولي الذي يحمي الدول المستقلة من الاعتداء على اراضيها واستقلالها وسيادتها، والذي يحرم ويجرم قتل المدنيين في حالة الحرب، تدوسه بقوة اقدام الصهاينة وحماتهم. لان ما بنته واكتسبته الانسانية خلال تواجدها على الكوكب الأزرق من ثقافة وقيم ومبادئ وكرامة إنسانية، اصبحت في خطر حال وليس محتمل، أمام هذا الكيان السرطاني المصطنع الذي لا تاريخ له ولا ثقافة تحميه من الانفلات والتوحش والهمجية.



#عبدالله_بولرباح (هاشتاغ)       Abdellah_Boularbah#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -تازة قبل غزة-، لا قياس مع وجود الفارق.
- ما التنمية؟
- السداجة السياسية
- كذبة ابريل، صدق ابريل
- التفكير الديمقراطي
- مدونة الأسرة، حماية للأسرة وللمجتمع
- فل تسمو المبادىء
- من أجل قراءة موضوعية للحساب الإداري للجماعات بالمغرب
- من اجل سياسة بيئية بديلة
- القيم الإنسانية في المحك: قراءة سريعة في رواية الطريق لكورما ...


المزيد.....




- حماس ترفض الاقتراح الإسرائيلي وتقول إن تسليم سلاح المقاومة - ...
- -بلومبرغ-: واشنطن تُعرقل إصدار بيان لمجموعة السبع يُدين الهج ...
- ما الذي يحدث في دماغك عند تعلم لغات متعددة؟
- الأردن يعلن إحباط مخططات -تهدف للمساس بالأمن الوطني- على صلة ...
- أبو عبيدة: فقدنا الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي عيدان ألك ...
- في سابقة علمية.. جامعة مصرية تناقش رسالة دكتوراة لباحثة متوف ...
- الإمارات تدين بأشد العبارات -فظائع- القوات المسلحة السودانية ...
- ديبلوماسي بريطاني يوجه نصيحة قيمة لستارمر بخصوص روسيا
- الحكومة الأردنية تكشف تفاصيل مخططات كانت تهدف لإثارة الفوضى ...
- -الحل في يد مصر-.. تحذيرات عسكرية إسرائيلية رفيعة من صعوبة ا ...


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله بولرباح - -تازة قبل غزة-، لا قياس مع وجود الفارق