شمخي جبر
الحوار المتمدن-العدد: 8307 - 2025 / 4 / 9 - 17:59
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
في التاسع من نيسان سقطت خرافة البطل الدونكيشوتي وسقط معها العقل الدونكيشوتي ..
لكن للاسف لم نتعلم من هذا الدرس ... لم نستعد وعينا ولم نسترد عقلنا لحد الان .. مازلنا اسارى الخرافة والجهل.
يقول علي الوردي (ان من يريد أن يواجه التطور الحضاري يجب أن يمتلك فكراً ومنهجاً علمياً لا أن يواجه بجهالة الأوليين، ومثله كمثل من يدخل معركة حربية حديثة ويلوح بسيف يماني ، انه يؤذي نفسه ويؤذي قومه في آن معاً وقد يمتنع المحاربون عن إطلاق النار عليه إذ هم يفضلون أن يضحكوا عليه بدلاً من أن يقتلوه).
مازلنا نغوض في حفرة جهلنا وتخلفنا بل نزيدها اتساعا كل يوم ، فنزيد الهوة بينا وبين الاخر رغم حاجتنا له.
يقول احد الحكماء : (إذا وجدت نفسك في حفرة ، فتوقف عن الحفر لان مزيداً من الحفر سيزيد من عمق المأزق الذي أنت فيه)
مأزقنا يكبر ويصبح اكثر خطورة يوما بعد آخر ، ومازالت طرائق تفكيرنا ذاتها .
مازالت تخدعنا اوهام الفارس البدوي صانع البطولات (الوهمية) ،فنفرح بهذا ونغيب عقولنا عن الحقائق المرة الاليمة وننخدع بالاوهام السعيدة ، لاننا نكره المواجهة والمصارحة مع انفسنا ، نكره مواجهة الواقع وحقائقه .
عقلنا البدوي الماضوي هو سبب ارتكاسنا وانتكاسنا ، فهل نستطيع ان نغير عدتنا العقلية او نحاول اصلاحها .
لن نتقدم ولن ننتصر مادمنا نعيش في الماضي وامجاده ونكره الحاضر ونعادي المستقبل ، فاصبحنا خارج التاريخ .
نعم سقط صنم الاستبداد والترويع، لكن شظاياه تحولت الى عشرات الاصنام .مازالت الصنمية قائمة في عقولنا وارواحنا.
سقط الصنم الصدامي لكن الصدامية لم تسقط،اذ مازلنا نصنع الاصنام لنقدسها،مازالت عصابات الإسلام السياسي تتنكب العقل الصدامي،فتمارس قتلنا كل يوم.
#شمخي_جبر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟