أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عقيل الخضري - الهِنْد.. بلد المُعتَقدات الغريَّبة، ومآسِي الفَتَيات













المزيد.....

الهِنْد.. بلد المُعتَقدات الغريَّبة، ومآسِي الفَتَيات


عقيل الخضري

الحوار المتمدن-العدد: 8307 - 2025 / 4 / 9 - 06:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أقمت في الهند مع عائلتي لأكثر من خمس سنوات، ثم هاجرت إلى الصين وعدت إلى الهند، أمتلك علاقات صداقة وعمل مع هنود بمختلفِ معتقداتهم، ولا تزال علاقتي بالهنود دائمة وطيبة، والفنانة التشكيليَّة آرشي أحمد من أقرب أصدقائي..
في الهند قول مأثور: تعامل مع الجايني وأنت مغمض، وتعامل مع السيخي فهو لا يغش و لا يغدر، وانتبه بالتعامل مع الهندوسي والبوذي، وأحذر عند التعامل مع المسيحي أو المسلم! قولٌ له شيئا من الصحة، إلا أنه ليس صحيحًا بالمطلق. الجايني يبقى هو سيد اللاعنف تجاه كل الكائنات الحيّة في العالم، والمسالم في حياته مع الناس وتعاملاته مع الحيوان وحتى الحشرات، والجاينية والبوذية نشأتا في القرن السادس قبل الميلاد، بفلسفة لا تحيل الكون إلى خالق، مثل البوذية.. المتشدِّدون من الجاينية يمتنعون عن ركوب السيارة خشية دهس حيوان أو حشرة، ويتسامحون حتى مع القملِ في الشعر.
بينما خالفت البوذية، تعاليم بوذا و ارتكبت جرائم وحشيَّة في بورما بذبح الأطفال والنساء والاغتصاب.. بل وحرق الأطفال وهم أحياء!
الهندي بشكلٍ عام مسالم ويتجنّب المشاكل والصدامات.. لكن هذا الإنسان البسيط، وحتى الفقراء الذين يتَّخذون تحت الجسور والساحات الفارغة والطرق الفرعية، مأوى لهم ولعائلاتهم، قد تلهبهم عقدة الانتقام من المجتمع ومن السَيّد! فيرتكبون جرائم فظيعة، وما أن يلقى القبض عليهم يتصرّفون بمذلّة فيسجدون تحت أقدام رجال الشرطة والمحققين.
تشهد الهند بين وقت وآخر، حالات اِغتصاب واِغتصاب جماعي وقتل مروّعة.
فتاة مشرَّدة، متسوِّلة، تبلغ من العمر 16 عاما ، تقطن في منطقة بيد، بولاية ماهاراشترا، شارك 400 رجل باِغتصابها، ومن بين المغتصبين والدها! كما شارك عنصري شرطة باِغتصاب المراهقة!
اعتبرت الناشطة في مجال حقوق المرأة، "يوجيتا بهايان"، إن قصة الطفلة التي لم يكشف عن هويتها تعد "أكثر قضية اِغتصاب مأساويّة في تاريخ البلاد".

وقالت إن تلك الفتاة المراهقة كانت تعاني الأمرَّين كل يوم من خلال تعذيبها واِغتصابها، وأن الشرطة تقاعست عن حمايتها في الوقت المناسب، مضيفة: يجب اِتخاذ كافة الإجراءات الصارمة بحقِّ كل الجناة"... وقد فلت الجناة من العقاب!

ووفقًا لمكتب سجلات الجريمة الوطني في الهند، فقد جرى الإبلاغ عن أكثر من 28 ألف حالة اِغتصاب في العام 2020، بمعدل قضية اعتداء كل 18 دقيقة تقريبًا، بيد أن بعض الخبراء يعتقدون أن الرقم الحقيقي أعلى من ذلك بكثير، إذ لا يتم الإبلاغ عن الكثير من القضايا بسبب الخوف من الفضيحة أو الانتقام.
في ولاية ماهاراشترا أيضًا، القي القبض على 33 رجلًا شاركوا في الاعتداء على طفلة تبلغ من العمر 15 عامًا.
وفي قضيَّة أخرى وقعت في نفس الشهر، توفّيت امرأة بعد أن جرى اغتصابها والاعتداء عليها بقضيبٍ حديديّ في مدينة مومباي.
وتعرّضت فتاة تبلغ من العمر 9 سنوات للاغتصاب الجماعي ثم القتل في العاصمة دلهي.
خمسة رجال ومعهم مراهق - يقول إنه حدث يقل عمره عن 18 عاما- اجتمعوا على العشاء في حي فقير بجنوب نيودلهي ، ووضعوا خطتهم للعثور على ضحيّة.
وذكر تقرير الشرطة أن المتهمين "بيتوا النية على أن يبحثوا عن امرأة، وعزموا على اِغتصابها ثم قتلها".
ووفق التقرير فقد اِستقل هؤلاء الذئاب البشريّة حافلة يقودها "رام سينغ" من السيخ، وبدؤوا بحثهم عن ضحيّة.
وجاء بالتقرير المقدَّم للمحكمة، إنهم عثروا على طالبة العلاج الطبيعي "23 عاما" وبرفقتها صديقها، وكانا يبحثان عن وسيلة مواصلات تقلهما إلى المنزل بعد أن شاهدا معا فيلما بسينما أحد المراكز التجارية.
وذكر التقرير أنه بعد اعتقال الشرطة لرام سينغ، قدم قضيبين من الحديد عليهما دماء استخدما لضرب الضحية وصديقها، واِستخدماه في عملية الاغتصاب مما أصابها بتَهتّك.
وتمكَّنَت الضحيّة من عضّ مهاجميها، لكنَّ محاولاتها باءت بالخيبة.
وقد ماتت الضحيّة "جيوتي سينغ"، أثناء علاجها في سنغافورة، بعد أسبوعين من تعرضها للحادث، فخرجت مظاهرات في أنحاء الهند احتجاجًا على ما اعتبره المتظاهرون فشلًا من جانب الحكومة في القضاء على العنف المتزايِد ضد النساء، وهاجموا السجن حيث كان المجرمون وحاولوا اقتحام السجن للفتك بالمجرمين.
وقد أصدرت المحكمة حكما بإعدام المجرمين، بعد رفض طلب محاميهم استئناف القرار، و قال القاضي: إن الرجال ارتكبوا "جريمة وحشية" اهتز لها ضمير المجتمع.

.
في التاسع من آب الماضي، عثر على جثة طبيبة متدربة في مستشفى تديره الدولة في كالكوتا بشرق البلاد.
عثر على الطبيبة المقتولة "31 عاما" في قاعة الندوات التعليمية في المستشفى، مما يدل على أنها كانت في المكان لأخذ استراحة قصيرة خلال فترة دوام مدتها 36 ساعة.
وأكّد تشريح للجثة أنها تعرضَّت لاعتداءٍ جنسي. وفي شكواهم أمام المحكمة، أفاد ذوو الضحيَّة بأنهم يشتبهون بأن ابنتهم تعرّضت لاغتصاب جماعي، وفق شبكة "إن دي تي الهندية".
وقد اندلعت احتجاجات في أنحاء البلاد منذ العثور على جثة الطبيبة، شارك فيها ملايين المتظاهرين.. وأضرب مليون طبيب وعامل في قطاع الرعاية الصحية عن العمل، بالتزامن مع غضبٍ عارم في مختلف أنحاء البلاد.
وفي كالكوتا، شارك الآلاف في تجمع ليلي على ضوء الشموع استمر حتى ساعة مبكِّرة من اليوم التالي.
وحمل أحد المتظاهرين لافتة كتب عليها "الأيادي التي تُعالِج يجب ألا تدمى"، وكُتب على لافتة أخرى "كفى" في تظاهرة أطباء في العاصمة نيودلهي.
اِغتصاب القُصَّر..
وفق استطلاع الرأي الذي أجرته منظمة " هيومن رايتس ووتش" تتعرَّض 7200 قاصر للاغتصاب في الهند كلَّ عام، أي 1.6 من بين كل 100 ألف قاصر، وحتى هؤلاء الذين يتعرَّضون للاغتصاب لا يستطيعون الإبلاغ عن ذلك دومًا بسبب سوء معاملة الشرطة لهم! في الهند أيضًا يتمُّ الاتِّجار بالفتيات الصغيرات في الدعارة، وبالتالي فقد يختلط الاغتصاب الذي يتعرَّض له القُصَّر بالاتجار بالبشر، بسبب كلِّ ذلك احتلَّت الهند المرتبة السابعة على قائمة أسوأ الدول في مجال الاتجار بالجنس والجرائم الجنسيَّة ضدَّ القاصرين.
حالات الاغتصاب غير المبلَّغ عنها..
لا يتمُّ الإبلاغ عن معظم حالات الاغتصاب لأنَّ ضحايا الاغتصاب يخشون من الانتقام و الإهانة، سواءٌ في الهند أو في جميع أنحاء العالم، وقد ذكر برلمانيُّون هنود أنَّ مشكلة الاغتصاب في الهند غالبًا ما يتمُّ التقليل من شأنها لأنَّ عددًا كبيرًا من الحالات لا يبلّغ عنها، على الرغم من تزايد عدد الضحايا الذين يتواصلون معهم ويبلّغونهم عن حالات الاغتصاب والاعتداءات الجنسيَّة.
هناك اختلاف واسع حول تقدير عدد حالات الاغتصاب غير المبلغ عنها في الهند، ويشير مكتب سجلَّات الجرائم الوطني أنَّ 71% من جرائم الاغتصاب لم يتم الإبلاغ عنها في عام 2006، بالإضافة لذلك لا يعتبر الاغتصاب الزوجي عملًا إجراميَّا في الهند، على الرغم من أنَّ الاتصال الجنسي القسري مع الزوجات اللواتي تتراوح أعمارهنَّ بين 15 و 18 سنة يعتبر اغتصابًا، على كلِّ حال تشير دراسة أجرتها الأمم المتحدة على 57 دولة إلى أنَّ 11% فقط من حالات الاغتصاب والاعتداء الجنسي في العالم يتمُّ الإبلاغ عنها !!
حوادث شهيرة..
في آب 2013، تعرَّضت مصوِّرة صحفية ومتدرِّبة لغة إنكليزيَّة في مومباي تبلغ من العمر 22 عامًا للاغتصاب الجماعي من قبل خمسة أشخاص، حدث ذلك عندما كانت ذاهبةً إلى مجمَّع "شاكتي ميلز" المهجور جنوب مومباي برفقة صديقها في المجلَّة في مهمَّة صحفيَّة، وتسبَّب ذلك في احتجاجات واسعة في كلِّ أنحاء الهند، لأنَّ مومباي تعتبر ملاذًا آمنًا للنساء بسبب الحياة الليلة النشطة فيها، ألقي القبض على المُعتدين وحكمت المحكمة على ثلاثة منهم بالإعدام.
في 14 آذار 2015، زُعم أنَّ راهبة تبلغ من العمر 71 عامًا قد تعرَّضت للاغتصاب الجماعي في كنيسة غرب البنغال، لاحقًا تمَّ إلقاء القبض على ستة رجال مسلمين من بنغلاديش واتهموا بنهب الكنيسة والاعتداء على مكان ديني ونهب الأموال والاغتصاب الجماعي.
في 29 آذار ،2016 عُثر على جثة "دلتا ميغوال" التي تبلغ من العمر 17 عامًا في خزان للمياه في سكن شبابي، وألقت الشرطة القبض على مأمور بيت الشباب ومدير المدرسة ومعلِّم التربية الرياضيَّة، وفي نهاية المطاف انضمَّت الحكومة للتحقيق الذي رعاه البنك الأوروبي المركزي بعد أن أصبحت القضية مُسيَّسة.
في 17 كانون ثاني 2018، تعرَّضت "إيسيفا" التي تبلغ من العمر 8 سنوات للاغتصاب والقتل في قرية راسانا قرب جامو وكشمير، وتصدَّرت الحادثة الأخبار المحليَّة وأثارت ضجَّةً كبيرة، تمَّ توجيه التهم ضدَّ ثمانية رجال واعتقالهم في نيسان 2018 ممَّا أدى إلى اعتراضات وتظاهرات شارك فيها وزيرين من حزب "بهاراتيا جاناتا" الحاكم، أثارت جريمة الِاغتصاب والقتل والدعم الذي تلقَّاه المتهمون لموجة غضب شعبيَّة واسعة النطاق.
الأديان غير الإبراهيمية التي لا تؤمن بجنّةٍ ولا نار، لم تردع المجرمين عن ارتكاب عمليات خسيسة ووحشية، يرفضها الضمير الإنساني، كما لم يرتدع من يؤمن بجنةٍ وبنار، عن اِرتكاب مثل هذه الجرائم البشعة، والتي تصلنا أخبارها من مصر والمغرب والعراق والجزائر.. إلخ من بلاد الإيمان.



#عقيل_الخضري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذابح المسلمين في بورما.. تاريخٌ وحيثيَّات
- العلويُّون مرَّة أخرى.. بين الرَّحمن والشَّيطان
- إبادة الطائفة العلويَّة ..
- مآسِي المَسيحيَّة في باكستان..
- التشريب طعام أهل الجنّة..
- عائشة إبراهيم دوهولو
- دعاء خليل أسود
- الضمير والمعتقد..رؤية وتداعيات! (2-2)
- الضمير والمعتقد..رؤية وتداعيات! (1)
- سارة الجميلة...من يعيدها؟
- الانتماء واللعب بحقوق الآخرين!
- مكافحة الخوف الفردي...تجربة وتداعيات
- مطالبة الحكومة العراقية بالإلتزم بواجبها الوطني والأخلاقي تج ...


المزيد.....




- الشرطة الألمانية تعتقل شبانا حاولوا التسلق إلى كاتدرائية كول ...
- مستعمرون يقتلعون أشجاراً ويجرفون أراضٍ بالخليل وسلفيت
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يؤدون طقوسا تلمودية بالمسجد الأقصى ...
- مظاهرات حاشدة في مدن عربية وإسلامية دعما لغزة
- الخارجية الأمريكية تطالب الموظفين بالإبلاغ عن حالات التحيز ض ...
- أحد الشعانين: مسيحيو غزة يحتفلون في -ثالث أقدم كنيسة في العا ...
- أنور قرقاش يهاجم -الإخوان المسلمين- ويثير جدلا على منصة -إكس ...
- عاجل | أبو عبيدة: فلسطين وشعبها لن ينسوا الوقفة المشرفة من ا ...
- قائد الثورة الإسلامية: ضرورة الحفاظ على جاهزية القوات المسلح ...
- فتوى الجهاد المسلح دفاعاً عن فلسطين


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عقيل الخضري - الهِنْد.. بلد المُعتَقدات الغريَّبة، ومآسِي الفَتَيات