أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - ضرائب ترامب الجمركية ستلاحق جيوب العرب أيضا














المزيد.....

ضرائب ترامب الجمركية ستلاحق جيوب العرب أيضا


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8306 - 2025 / 4 / 8 - 18:50
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


ادهشتني بعض تحليلات العرب حول تأثير الضرائب الجمركية الي فرضها الرئيس الأمريكي ترامب على شركائه التجاريين من الدول الصديقة والعدوة له . حيث اتفقوا على ان الضرائب الجديدة التي فرضها السيد ترامب على العالم سوف لا تشكل تأثيرا كبيرا على العالم العربي. منهم من قال التأثير سيكون " منخفض", " طفيفا" " محدودا" " مفيدة " " لا تأثير كبير لها", و" عدم تأثير". وانفردت مصر بالقول ان الضرائب سوف تأثر على حجم الشحنات التي تمر عبر قناة السويس , فيما اعتبر العراق والسعودية , وهما دولتان مصدرتان للنفط , بان الضرائب الجمركية ستتحملها جيوب الأمريكان المشترين للبنزين .
صحيح , ان الضرائب التي فرضها ترامب على الدول العربية , حتى التي تعتبر عالية قد لا تؤثر مباشرة على اقتصادها , والسبب هو ان دولنا العربية ليس لها مركز تجاري كبير , عدا تسويق النفط , وبذلك عندما يفرض السيد ترامب ضريبة على صادرات السعودية النفطية الى بلده , انما يحمل جيب المواطن الأمريكي كلفة الضريبة , وليس السعودية , وهذا ينطبق أيضا على جميع الدول المصدرة للنفط .
وللعلم ان العرب مجتمعين لا يشكلون نسبة اكثر من 10% من حجم التجارة العالمية التي بلغت 33 ترليون دولارا عام 2024. اذا , كيف ستلاحق ضرائب السيد ترامب جيوب العرب ؟
الجواب هو ان العرب مستوردين وليس مصدرين , انهم يستوردون السيارة , الدشداشة والعقال , ويستوردون ما هو موجود في مطابخهم وغرف نومهم و صلات غرف استقبالهم للضيوف.
واذا لم تلاحق الضرائب الجمركية الامريكية الصادرات العربية غير النفطية لقلتها , فأنها تلاحق سلع دول أخرى قيمتها 2.3 ترليون دولار حسب إحصاء 2024. ولو فرضنا ان الدول الأخرى فرضت ضرائب انتقامية على استيراداتها بقيمة 2.3 ترليون , عقوبة بالمثل , فان مجموع السلع التي ستكون تحت طائلة الضرائب الجديدة هي 4.6 ترليون دولار. ما تأثير هذه الضرائب الجديدة على جيوب البشر , بما فيهم العرب ؟
هناك نظريات كثيرة تتعامل مع ترابط القطاعات الاقتصادية الداخلية والخارجية . على سبيل المثال , زيادة الامطار يقلل من كلف انتاج الأطعمة المعلبة . كيف ؟ هطول امطار غزيرة سوف يزيد الإنتاج الزراعي باقل الكلف , انخفاض أسعارها في السوق , ومن ثم انخفاض أسعار تعليبها أيضا. عالميا , هطول امطار موسمية في وقتها المناسب في روسيا , يكثر انتاج الحبوب فيها ويقلل كلفها , مما تشكل عبء مالي اقل على المواطن الافريقي الذي يستهلكها .
الأسعار أيضا . عندما ترتفع الأسعار في الولايات المتحدة الامريكية بسبب فرض الضرائب الجمركية المتبادلة سوف تؤدي زيادة كلفة كل شيء يصنع في الولايات المتحدة بما فيها المواد الكيمياوية , الصناعات الثقيلة , طائرات نقل الركاب , الادوية , والأجهزة الالكترونية . هذه المواد كثير الطلب عليها عالميا , وسوف لا يتحملها الأمريكي فقط وانما كل من يستخدمها في العالم . ثق سعر سيارة المرسيدس بعد اشهر قليلة سوف تكون اعلى من هذا اليوم .
اما اذا أصاب العالم مرض الركود الاقتصادي كما يتوقعه الكثير من الاقتصاديين , فان انتقاله الى أسواق الدول العربية سيكون بدون موانع . كيف ؟ الركود الاقتصادي يعني انخفاض الإنتاج في الدول الصناعية ,انخفاض الحاجة الى الطاقة بكل أنواعها , وعلى راس القائمة النفط الخام .وطالما وان اغلب الدول النفطية يعتمد اقتصادها على الصادرات النفطية , فان هذه الدول سوف تعاني الى انخفاض في واراداتها المالية , مما يعرض اقتصادها الى التجمد . لا يوجد توظيف جديد , ولا أموال كافية لدفع أجور موظفي وعمال الدولة , وتوقف المشاريع الحكومية . هل هذه قصة من قصص الف ليلة وليلة الخيالية ؟ لا . واليكم التفاصيل .
في النصف من عام 2014 انخفضت أسعار النفط في الأسواق العالمية حتى وصل سعره اقل من تكاليف انتاجه في بعض الدول . ماذا حدث في العراق ؟ رئيس الوزراء آنذاك الدكتور حيدر العبادي حتى يوفر أجور و رواتب موظفي الدولة العراقية جمد التعيين في الدولة العراقية , الغى جميع المشاريع الحكومية بما فيها المستشفيات والطرق والجسور , ورفع قيمة الدولار الأمريكي بوجه الدينار العراقي . بعض المشاريع ما زالت متوقفة منذ ذلك العام .
مثال خر . عندما طبق الحصار الاقتصادي على العراق بعد احتلاله لدولة الكويت , منع بموجبه استيراد العراق السلع والخدمات وتصدير النفط . وطالما وان العراق كان يعتمد على استيراد 70% من طعامه , فان منع الاستيرادات سبب شحة في المواد الغذائية في الاسواق , مما أدى الى ارتفاع أسعارها الى درجة لم تشهده منطقة الشرق الأوسط . التضخم المالي زاد بنسبة 24000% , أي صعد سعر كيلو السكر من " 200 فلس " عام 1990 الى 450 دينار عام 1998 , أي بزيادة نسبتها 225000%.
واذا كان هناك من درس مفيد من الكساد الاقتصادي ( العراقيون يسموه زمن القحط) الذي ضرب العالم في الثلاثينيات القرن الماضي , فان هذا الدرس يعلمنا , ان الأسعار التي عمت العالم قبل 2 نيسان ستكون غير الأسعار ما بعد ذلك التاريخ . صدقني



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبناء غزة يقتلون ويجوعون في أيام عيد الفطر
- ضرائب ترامب الجمركية ستنشر الفقر حول العالم
- هل ستعود أوروبا صاغرة الى الحضن الأمريكي ؟
- العرب لا يستحقون كل هذا الذل
- فتنة ملعب كرة القدم الأردني
- وقاية الامراض الخطرة بالمناطق الخضراء
- خطاب حالة الامة العراقية
- تطبيع على الطريقة الامريكية
- يريدون عراقا مقطوع الراس
- لقد اختفى الهلال الشيعي , فاين القمر السني؟
- رسالة الى العرب من مواليد 2050
- الاعلام العربي لم يكن منصفا مع مذبحة العلويين
- سوريا .. تغير النظام وبقى الاعلام !
- لعنة شهداء العلويين تلاحق رجب طيب اردوغان
- هل ستصمد اتفاقية قسد مع احمد الجولاني ؟
- العلويون يذبحون في سوريا , فهل من منقذ ؟
- وتبين ان حرب أوكرانيا , حرب أمريكية – روسية
- معاوية
- كم ستكلف غزة الولايات المتحدة الامريكية ؟
- أوروبا تقاوم - التبعية السعيدة-


المزيد.....




- حمّى الذهب في السعودية.. مصدر جديد للثروة
- -بلومبرغ-: ترامب أنقذ -آبل-
- غرينلاند تحت رادار ترامب.. كم تبلغ تكلفة المعيشة بالجزيرة ال ...
- الصين تعلق تصدير معادن مهمة إلى الولايات المتحدة والعالم مع ...
- مصر تسعى لاستقطاب 8 مليارات دولار من قطر.. والسيسي يتحدث عن ...
- الرئيس الصيني يندد بالحمائية التجارية مع بداية جولة آسيوية
- ترامب: الرسوم الجمركية على أشباه الموصلات ستطبق قريبا
- 4.2 مليار دولار أرباح بنك مورغان ستانلي خلال الربع الأول
- الذهب يتجه لمستويات -مجنونة- بفضل سياسات ترامب
- الرئيس الصيني: -لا يوجد رابحون- في الحرب التجارية 


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - ضرائب ترامب الجمركية ستلاحق جيوب العرب أيضا