احمد جليل البياتي
الحوار المتمدن-العدد: 8306 - 2025 / 4 / 8 - 01:40
المحور:
المجتمع المدني
حرية التعبير تُعدّ من سمات هذا العصر التي لا يمكن تجاهلها، ولا يجوز تقويضها بذريعة ازدراء الأديان أو التحريض، وغيرها من المبررات. فمعاداة حرية التعبير هي امتداد لإرث طويل من الأنظمة الدكتاتورية التي فرضت ثقافة أحادية تُقصي التعددية وتُصادر الآراء. نظاما صدّام والأسد، على سبيل المثال، فرضا ثقافة قومية ومذهبية ضيقة لسنوات، حتى ترسّخت هذه الثقافة في وعي الناس، وصارت حرية التعبير مصدر قلق وخوف لكثيرين ممن لم يعتادوها ولم يعرفوها ولم يخطر ببالهم حتى التفكير بها. هذه الحكومات الدكتاتوريات قننت حرية المعتقد واقصته عن طريق منع حرية التعبير.
في عصر سهولة الحصول على المعلومة، لم تعد حرية التعبير خيارًا، بل واقعًا لا يمكن إنكاره. لم نعد بحاجة إلى سؤال السنة أو الشيعة أو المسيحيين أو الملحدين أو غيرهم عن موقفهم من التاريخ ورموزه ومقدساته؛ فإن كنا نعرف كيف يفكرون، فلمَ نمنعهم من التعبير علنًا عن معتقداتهم؟ لم نجبرهم على الرياء والنفاق؟
يقول البعض ان المجتمع غير جاهز لهذه الحرية, ولكن متى سيكون جاهزا"؟ الجواب لن يكون جاهزا ما لم يطبقها ويختبرها ولا بد من البدء من اليوم وعدم الانتظار.
القرآن الكريم نفسه تضمّن حوارات مع معارضي النبي، ممن اتهموه بالسحر والجنون، بل عرض آراء ملحدين ومشركين. فهل يُعدّ هذا ازدراءً؟ أم هو فتحٌ لمساحة نقاش تتيح للناس فهم الأفكار واختيار ما يقتنعون به؟
الذي يرفض حرية التعبير، غالبًا ما يعاني من ضعف الثقة أو المعرفة بمعتقده، فيلجأ لإسكات الآخر بدلاً من الحوار.
وأخيرًا، لا بد من التأكيد أن حرية التعبير لا تعني حرية التحريض. فالتعبير عن الرأي شيء، والتحريض على الأذى الجسدي أو المادي أو المعنوي شيء آخر يستوجب المساءلة القانونية.
#احمد_جليل_البياتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟