أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-التّكيّف والتّهجير














المزيد.....

بدون مؤاخذة-التّكيّف والتّهجير


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 8305 - 2025 / 4 / 7 - 16:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


جميل السلحوت:
جاء في كتاب بنيامين نتنياهو الصادر بالإنجليزيّة عام ١٩٩٤ وترجم إلى العربيّة تحت عنوان " مكان تحت الشّمس" أنّ العرب يرفضون كلّ شيء يِعرض عليهم، ولا يلبثون أن يتكيّفوا معه، فمثلا قبل حرب حزيران ١٩٦٧ كانوا يطالبون بالقضاء على إسرائيل، وبعد الحرب صاروا يطالبون بالانسحاب من الأراضي الّتي احتلّت في تلك الحرب" وبعد تأكيده بأنّ إسرائيل ان تسمح بقيام دولة ثانية بين النهر والبحر، وأنّها لن تنسحب من أيّ شبر سيطر عليه الجيش الإسرائىلي عاد إلى "نظريّة التّكيّف العربيّ" وقال " وإذا ما احتلّينا مرتفعات السّلط في الأردن فإنّ العرب سينسون الأرض التي سيطرنا عليها في حرب العام ١٩٦٧م وسيطالبون بالانسحاب من مرتفعات السّلط!

ومن المعروف أن الأنظمة العربيّة ظلّت تطالب بحق عودة اللاجئين الفلسطينيّين إلى ديارهم التي شُرّدوا منها في نكبة العام ١٩٤٨ متّكئين على قرار الأمم المتّحدة رقم ١٩٤. وصار البعض يطرح حلّ الدّولة الواحدة على حدود فلسطين التّاريخيّة وكأنّهم ينصبون فخّا لإسرائيل معتمدين على نسبة التّكاثر الفلسطينيّة. وفي المقابل كانت إسرائيل وبدعم أمريكيّ تستوطن الضّفّة الغربيّة بجوهرتها القدس الشّريف ومرتفعات الجولان السّوريّة المحتلّ، وكانت إسرائيل وأمريكا تخطّطان لإسرائيل الكبرى وتديران الصّراع بحنكة وذكاء مقابل الجعجعة العربيّة، وتجلّى ذلك بمشروع الشّرق الأوسط الذي أعلنت عنه وزيرة الخارجيّة الأمريكيّة كونداليزا رايس عام ٢٠٠٦ في بيروت أثناء حرب اسرائىل على لبنان وقتذاك. وعندما وصل ترامب إلى الرئاسة الأمريكيّة في ولايته الأولى عام ٢٠١٦ بدأ بتطبيق خطط نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيليّة، فنقل السفارة الأمريكيّة من تل أبيب إلى القدس، وفرض ما سمّاه السّلام الإبراهيمي على الدّول العربيّة فاستجابت له أربع دول بشكل علنيّ " الإمارات، البحرين، المغرب والسّودان"فطبّعت وأقامت علاقات مع إسرائيل، في حين اكتفت دول عربيّة أخرى بالتطبيع والتنسيق الأمني مع إسرائيل بشكل شبه سرّيّ. وقامت إدارة ترامب بإغلاق مكتب منظّمة التّحرير الفلسطينيّة في واشنطن، وقطعت التّمويل المالي للسّلطة الفلسطينيّة وعن المنظّمات الدّوليّة التي تدعم الحقّ الفلسطيني. وفي الوقت ذاته شرّعت حكومة نتنياهو اليمينيّة المتطرّفة قوانين القوميّة والتي اعتبرت إسرائيل دولة اليهود فقط، وسارعت في الاستيطان ومصادرة الأراض العربيّة في الضّفّة الغربيّة، وإطلاق قطعان المستوطنين ليعيثوا في الضّفة الغربيّة كما يشاؤون وتحت حماية الجيش الإسرائيلي، وزادت الانتهاكات للأماكن المقدّسة وفي مقدّمتها المسجد الأقصى.

التّهجير

وعندما استلم ترامب الرئاسة الأمريكيّة للمرّة الثّانية في يناير الماضي، أطلق يد إسرائيل لتعمل ما يحلو لها، وزوّدها بالأسلحة التّدميريّة الهائلة؛ لتلقي بجحيم نيرانها على قطاع غزّة تماما مثلما توعّد به ترامب؛ وليجد ترامب حجّة أن قطاع غزّة لم يعد صالحا للعيش. وبالتآلي طرح ترامب عمليّة تهجير الفلسطينيّين من قطاع غزّة ليعمل منه "ريفيرا" وفي الوقت نفسه قامت إسرائيل بحظر وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيّين. وهذا هو سلام القوّة الذي رفع شعاره ترامب، أيّ أنّ السّلام هو كيفما تريده أمريكا وإسرائيل بغضّ النّظر عن القانون الدّولي وقرارات الأمم المتّحدة، ولوائح حقوق الإنسان العالميّة. وعودة إلى نظريّة نتنياهو حول" التّكيف العربيّ" فقد اكتفت الأنظمة العربيّة برفض التّهجير إعلاميّا، وإن كان بعضها شريكا به و"متكيّفا" معه من باب عدم الخروج على بيت الطّاعة الأمريكيّ، وكما تبجّح نتنياهو بأنّه غيّر وجه الشّرق الأوسط، فهذه بداية تطبيق مشروع الشّرق الأوسط الجديد الّذي سيعيد تقسيم المنطقة إلى دويلات طائفيّة متناحرة وتصفية القضيّة الفلسطينيّة لصالح المشروع الصّهيوني التّوسّعيّ، ولا يزال الانقسام الفلسطينيّ والصّراع على سلطة تحت الاحتلال قائما، والضّحيّة هو الشّعب الفلسطينيّ وحقوقه العادلة. والحديث يطول.

٧٤٢٠٢٥



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- نحن سدنتها
- بدون مؤاخذة-القادة الكبار
- ندوة اليوم السابع شمس القدس الثقافي
- رواية -فلفل وجدّه الأسمر في ندوة اليوم السابع
- معلومات قيّمة في صيّاد...سمكة وصنّارة
- محمود شقير يدهشنا بمنزل ذكرياته
- رواية -فلفل وجدهّ الأسمر- تحارب العنصريّة
- حسناء د. روز اليوسف شعبان والفروسية
- الزّمن الجميل والأصالة
- قصة -حزمة نور- والحلم بالسّلام
- فرصة ثانية رواية تطرح قضايا اجتماعية
- قراءة في رواية تراتيل في سفر روزانا
- د. محمود صبيح قدوة يقتدى
- الرّومانسيّة والحبّ المتعثّر في رواية- في قلبي..- لرضوان صند ...
- رواية -ذاكرة في الحجْر- والعقول المتحجّرة
- قصّة الكوكب الأحمر والاكتشافات الحديثة
- بدون مؤاخذة-بلاد العرب أوطاني
- الثقافة العربية لا تزال بخير
- الخلط بين التّاريخ والخرافة في -وجه آخر للهويّة-
- بدون مؤاخذة- قطع التّمويل عن وكالة الغوث له أهدافه


المزيد.....




- إيران: قدمنا -عرضًا سخيًا- لإجراء مفاوضات مع أمريكا وننتظر ر ...
- تصعيد فلسطيني ضد هنغاريا بعد زيارة نتنياهو وانسحاب بودابست م ...
- الجزائر تقرر غلق مجالها الجوي أمام مالي
- استمرار جهود الإنقاذ وإزالة الأنقاض بعد الزلزال المدمر الذي ...
- دراسة تكشف علاقة جديدة بين السوائل وقصور القلب
- دمار بالممتلكات في عسقلان بعد سقوط صواريخ أطلقت من قطاع غزة ...
- RT ترصد آثار القصف الأمريكي على صنعاء
- بزشكيان: على واشنطن إثبات سعيها للتفاوض
- بعد قمة السيسي وماكرون والملك عبدالله.. بيان ثلاثي مشترك بشأ ...
- مجلس الأمن الدولي يعقد اجتماعا بشأن الأزمة الأوكرانية في 8 أ ...


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-التّكيّف والتّهجير