أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - الدكتور صالح الشيباني... من تُرابِ فلسطين تَكَوَّنَت رُوحُهُ














المزيد.....

الدكتور صالح الشيباني... من تُرابِ فلسطين تَكَوَّنَت رُوحُهُ


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8305 - 2025 / 4 / 7 - 16:14
المحور: القضية الفلسطينية
    


في زمنٍ عزّ فيه النُبل، وتوارت فيه الشهامة خلف ركام المصالح، برز الدكتور صالح الشيباني كالنجم في الليلة الظلماء، يشقّ درباً من ضوءٍ في عتمة الواقع.

هو الليبيُّ مولداً، الفلسطينيُّ هوىً وانتماءً، سكن قلبه حبُّ الأحرار، وارتوى وجدانه من نبع الأصالة والمروءة.
ما إن تراه حتى تلمح في قسمات وجهه سكينة العارفين، وفي صوته وقار الحكماء. جمع في شخصه بين العقل والرحمة، وبين الجِدّ والابتسامة.

ترأّس البعثة الليبية في بودابست، ثم مضى بسيرته الطيبة إلى غينيا، فكان هناك كما كان هنا... جبلاً لا تهزّه الرياح، وسحابةً لا تبخل بالمطر.

كرمه لا يُحدّ، لا بالسؤال ولا بالصمت؛ فمن سأله وجد، ومن لم يسأل فُوجئ بعطائه يطرق بابه بلا موعد.

يواسي المحتاج، ويمسح دمعة اليتيم، ويصنع من الأمل خبزاً يوزّعه على الجائعين. يجمع بين العطاء والكتمان، وبين السخاء والإحسان.

الشجاعة وُلدت باسمه، فهو لا يخشى في الحقّ لومةَ لائم.

يتقدّم إذا تأخّر الآخرون، ويقف إذا مال الجمع. كأن قلبه سيفٌ من نور، لا ينكسر ولا يصدأ.

أمّا فلسطين، فكانت له أمّاً ثانية، وقضيةً أولى. لم تكن بالنسبة له مجرّد أخبارٍ على الشاشات، بل كانت جُرحاً حيّاً يسكن في صدره، وهمّاً يوميّاً يتقلّبه مع الليل والنهار.

تحدّث عنها بدم القلب لا بحبر القلم، وناصرها لا من خلف المكاتب، بل من ميادين الدبلوماسية، حيث رفع صوتها عالياً في المحافل الدولية، وأعاد التذكير بحقّها في زمن النسيان والتخاذل.

كان يرى في التين والزيتون رمزيةَ الأرض المباركة، وعبقَ التاريخ العصيّ على الزوال. كما يرى في الزعتر والميرمية رائحة الجدّات، ونكهة الأصالة، ودواء الروح إذا أنهكتها الغربة.

فلسطين في وجدانه لم تكن فقط قضية، بل كانت رائحةً، وطعماً، ونبضاً... كانت خبزاً وزيتاً، وورقَ زعترٍ في كفّ طفلٍ يحلم بالعودة.

حمل همّ فلسطين فوق كتفيه كما تحمل الجبالُ ثقلَ الأرض، فلم تهن عزيمته، ولم تتراجع خطواته. كان لسانها الناطق، وقلبها النابض، وظلَّها الحنونَ في الغربة.

وعندما تتحدّث معه، تشعر وكأنك تُصغي إلى غسان كنفاني، وترى في ملامحه شيئاً من الفنان ناجي العلي.

تشعر بأنه موسوعة فلسطينية تمشي على قدمين؛ فلسطين بكلّ تفاصيلها تقيم في عقله كما تسكن في قلبه، من التاريخ إلى الجغرافيا، ومن المخيم إلى الميدان، ومن القصيدة إلى البندقية.

في مواقفه ترى الجِناسَ بين الأقوال والأفعال؛ فما قاله بالأمس طبّقه اليوم، وسيكرّره غداً ما دام في العمر بقيّة.

وفي طباعه، يتجلّى الطباق بين القوّة واللين، وبين الصرامة والرحمة.

أمّا في محيّاه، فترى التشبيه حيّاً: كأنّه كتابٌ مفتوح من الأخلاق، وشمسٌ تُضيء بغير أن تحرق.

من ليبيا انطلقتَ، ولكنّك نزلتَ في قلب فلسطين مقاماً، وبين أهلها خليلاً وناصراً.

أنت يا دكتور صالح، كالنخلةِ واقفٌ رغم الرياح، تعطي بلا انتظار، وتظلّ شامخاً وإن قُطِعت الجذور.

فسلامٌ على قلبك، وسلامٌ على دربك، وسلامٌ على كلّ حرفٍ قلته من أجل الحقّ.

سلامٌ على مَن حمل فلسطين في قلبه، ومضى بها في دروب العالم صوتاً وضميراً.

كتبنا عنك لا لنفيك حقّك، بل لنشهد بأننا عرفناك نبيلاً، وأننا عشنا زمنك فازددنا بك فخراً.



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أَحمد الشُّقيري... رجُلٌ صَنَعَ الثَّورة فخذلتهُ!
- نوح الفلسطيني: بين طوفانِ الخذلانِ وسفينةِ الصُّمودِ
- فرحان السعدي: الشَّيخ الذي صامَ عن الحياةِ وارتوى بالمجدِ
- اليمن: أَصلُ العروبة وَشُمُوخُ الجبالِ
- نافع محمد: من القامشلي إِلى فلسطين.. حكايةُ عشقٍ لا تنتهِي!
- الشَّهِيدُ مرعي الحسين: نَسرٌ حَلَّقَ في سماءِ المجدِ ولم يه ...
- حينَ يغيبُ الكبارُ... وداعاً أَبا سعيد!
- إبراهيم أبو خليل: عاشقُ الوطنِ الذي رَوَى الأرضَ بِدَمِهِ
- فاطمة فاعور.. أُمُّ الشهداء التي ودَّعتهُم ثُمَّ لحِقَت بِهِ ...
- عمر المحمود (أبو مروان): طائرُ الحُزنِ والحنينِ للوطنِ
- نمر كلّم وحَمَر.. قصَّةُ شهيدٍ لم يُخذِّلهُ كلبُهُ!
- وصيّةُ ندى لافي كلّم: حينَ تكتُبُ الأرضُ رسالتَها الأخيرةَ
- ندى لافي كلَّم (أم علي)... وصيَّةُ الأَرض التي لا تموتُ
- قمة العرب 7353: فلسطين على الرَّفِّ والتَّطبيع على الطَّاولة
- شربل فارس.. حين يُزهر البؤس كبرياءً
- أبو عرب: صوتُ الأرضِ وحارسُ الذاكرة الفلسطينية
- طائرُ السُّنُونُو.. صوتُ الشَّرفِ الفلسطينيِّ في زمنِ العارِ ...
- ثورةٌ بدأَت بالبنادقِ... وانتهت بالتَّنسيقِ الأَمنيِّ المُقد ...
- أمنٌ يَحرُسُ الكُرسيَّ... لا الوطنَ!
- صلاح الدين الكردي: سيفُ المجدِ في وجهِ خيانةِ العرب


المزيد.....




- إيران: قدمنا -عرضًا سخيًا- لإجراء مفاوضات مع أمريكا وننتظر ر ...
- تصعيد فلسطيني ضد هنغاريا بعد زيارة نتنياهو وانسحاب بودابست م ...
- الجزائر تقرر غلق مجالها الجوي أمام مالي
- استمرار جهود الإنقاذ وإزالة الأنقاض بعد الزلزال المدمر الذي ...
- دراسة تكشف علاقة جديدة بين السوائل وقصور القلب
- دمار بالممتلكات في عسقلان بعد سقوط صواريخ أطلقت من قطاع غزة ...
- RT ترصد آثار القصف الأمريكي على صنعاء
- بزشكيان: على واشنطن إثبات سعيها للتفاوض
- بعد قمة السيسي وماكرون والملك عبدالله.. بيان ثلاثي مشترك بشأ ...
- مجلس الأمن الدولي يعقد اجتماعا بشأن الأزمة الأوكرانية في 8 أ ...


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - الدكتور صالح الشيباني... من تُرابِ فلسطين تَكَوَّنَت رُوحُهُ