أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عبد الحسين شعبان - مظفر النواب وعبد الحسين شعبان و رحلة البنفسج














المزيد.....

مظفر النواب وعبد الحسين شعبان و رحلة البنفسج


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 8305 - 2025 / 4 / 7 - 12:02
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


وفاء عبد الخالق
كاتبة لبنانية

هكذا كانت بداية رحلتي الفريدة مع المفكر والكاتب عبد الحسين شعبان في كتاب أعاد فيه إحياء ذكرى صديقه مظفر النواب. كانت تلك أقرب إلى زيارة الشعر الشعبي العراقي. توقفت فيها عند كل حدث وكل فكرة. تمكنت من تحميل مخيلتي بآراء ملهمة وهادفة. رافقني عقلي وقلبي أثناء قراءته فشعرت بفيض من المشاعر، ودخل وجداني وذاكرتي الكثير من المعرفة.

الوفاء للصديق
صحيح أن هذا الكتاب يسرد حالة منفردة، وقيمة أدبية كبيرة إسمها مظفر النواب. لكن الدكتور عبدالحسين شعبان هو روح هذا الكتاب. ذلك الرجل الذي ذكر وكتب عن الكثير من الرجالات دون تردد أو تحفظ، لأنه واثق الخطى ويعطي كل ذي حق حقه. ربما يحن إلى تلك الأيام التي جمعته بهذه الأسماء والحالات الإبداعية التي زينتها سهرات أدبية مميزة وأفكار بارزة حتى لو كانت في بعضها لا تلاقي أفكاره الخاصة.
لم يسرد إبداع مظفر النواب كفنان وشاعر ورسام فقط، بل أفاض بعرض صفاته وشخصيته، التي أغنت كتابه بمزاياه الإنسانية والثورية والحياتية. سرد أهم انجازاته وموروثاته الشعبية والمتقدمة. وهذا ما يصعب جمعه في شخصية واحدة. نجد من خلال أعين الدكتور عبدالحسين شعبان توازن مميز في وجود صفات مضادة في شخص مظفر النواب. قلبا وقالبا، ظاهرا وباطنا، هكذا حلل صديق أخلاقه، ورفيق إنسانيته وصاحبه في المعرفة والنضال.

المعاني المتجذرة
مظفر النواب يلخص قاموسا من المفردات العميقة التي تحمل بين أكفها اللانهاية، بل البداية لكل متمرد على الجهل والغدر والإستسلام. محيطات من المشاعر الغائبة في عصرنا؛ الحاضرة في ذاكرتنا. شعر ، فكر، سياسة وعروبة. مدن احتلها وعاش كل ما فيها وعلى الأثر احتلت أيامه وسنينه.
عاش الكثير واختبر الصعاب، كان للقضايا المهمة حيزا كبيرا في حياته، فعرف كل شيء وعاش كل شيء. عاش السجن فعرف معنى الحرية، عاش الحرب وتحدث عن السلام، عاش الغربة فقدر الوطن، عاش حياة الغرب فنادى بالعروبة.

قراءة في قصائد النواب
قد لا أتقن اللهجة الشعبية العراقية، إلا أنني تمعنت بجمال قصيدة "ليل البنفسج" وأحببت الولع الذي يحييها، وفي قصيدة " روحي" وجدت المستحيل وانتظار المعدوم. وفي قصيدة " مو حزن لاجن حزن" شممت الياسمين ورأيت وجه أحبتي في كل وجهة وسفر، وفي قصيدة " حجام البريس" حاكت مشاعري كل الصعوبات ونادت على الجراح، آنست الليل والسواد، الموت وصعوبة الحياة. لأصل إلى قصيدة "زفة شناشيل" وتعانق مخيلتي الكثير من الصور، أتوه بين السماء والأرض وأطير بين الفرح والزعل. في محطتي التالية دخلت إلى قصائده الفصحى وتبدأ رحلتي مع قصيدة " المساورة أمام البيت الثاني" وأضيع بين الحق والباطل، بين المعصية والتوبة، بين الحلو والمر، بين العتمة والنور لأشفق على نفسي وأسحبها من دهاليز الشك وأقنعها بأن الانسان مزيج من مكائد ويعجز اللسان عن تبرير أفعال الدول، وبأن السلطة موجبة إذا بنيت على القوة وعرفت قيمتها كل الأمم.
قصيدة "قراءة في دفتر المطر" صاحبت الليل وسألته لماذا يحييك كل مغترب؟ كأنه يسهر خوفا على وطنه؟ أم أنه يعرف ما يحاك لوطنه في ظلمتك؟ من باع ومن اشترى؟ من خان ؟ من طبّع؟ أيحزن ؟ أيكتفي بالغربة دون النظر إلى الموطن الأم ويأمل بالمستقبل؟
ثم يترجل الفارس عن فرسه بعد أن ضاع الأمل أو ضعف الجسد وقلت الهمم، عشق للوطن وصعوبة في ايجاد القيم.....هكذا هي في قصيدة " المنفى كالحب" ثم يشتعل فيه الخوف على بلده ويحاول تفريغ اللوم وسحب الضحية من يدي الجلاد، ليضع المسؤول أمام محكمة الضمير الشخصية في قصيدة "وتريات ليلية". وها هو يريد العراق حتى لو لم يكن في أبهى حلة في ليلة عيد، بل يكفي أن يكون موجودا مع ندبات مر عليها ألف عيد. أمنيات وضعها وتواضع في محتواها، هكذا هي قصيدة "ثلاث أمنيات على بوابة السنة الجديدة".
إلى قصيدة " عروس السفائن" يناديها ويناجيها ويسرد لها مكنونات صدره والآهات، لوم وعتب ووجع كطفل، كلاجئ، كمنفي، كعراقي، كناصري، كعربي، كلها أسباب للتمرد والنواح.
يحدّثك الدكتور عبدالحسين شعبان، الشخصية اللبقة والمثقفة، في كتاب "رحلة البنفسج" كما في كلّ كتبه بوضوح وبنبرة واثقة في تحليل السياسة والأحداث الجديدة، فلديه رؤية واضحة حول التطور والحداثة، كما حول الأصالة والعراقة. يحمل الهدوء والنضج في رؤيته وأطروحاته، وبقدر ما هو عراقي نجفي، فهو بيروتيّ. وإن سألته عن مدينة عاش فيها، فهو ذلك المكتشف الذي يفضي أسرارها ومقوماتها بحديث شيق من موصوفات ودلائل.

أين أنا؟
عشت بين سطور الكتاب، جلست معهم في المقاهي وطلبت قهوتي بدون سكر(مرة) لأتناول معها الحلوى كما أحب، وهكذا كان هذا الكتاب فيه المر من الأحداث، كما الحلو من إلهام وعظمة. كبرت في داخلي قضايا كثيرة كانت مزروعة في تربة خصبة، إلا أن اهتمامهم بها وقوة وجودها أعطتها غنى أعظم في نفسي كالحرية والنضال، وفلسطين والعروبة. قواسم مشتركة لدى هذه الشخصيات المبدعة؛ مثل مظفر النواب والجواهري وعبدالحسين شعبان وغيرهم من الشخصيات الثقافية الكبرى التي أغنت حياتنا، وكانت جسرا يربط الثقافة العراقية بالثقافة العربية، وهذه الأخيرة بثقافة المنطقة والثقافة العالمية.
هكذا كنت أغوص في أعماق كل قسم من أقسام هذا الكتاب القيّم، لأعرف أكثر عن الشعر والشاعر والكاتب والناقد، فتحية للعراق ومجدا للشعر.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النجف تحتضن ابنها البار المفكر عبدالحسين شعبان
- عام التنابذ الطائفي: قراءة في خطاب الدكتور عبد الحسين شعبان
- الدكتور عبد الحسين شعبان: أنموذج للمفكر الحر
- عبد الحسين شعبان... المثقف النقدي والمشروع الثقافي
- وطن التغابن -الى د. عبد الحسين شعبان-
- تحديات بناء الدولة
- الشعبانية في الواقع والمآل
- النجف تكرّم مبدعيها - للمفكر شعبان ولدوحة آل سميسم وللنجف ال ...
- عبد الحسين شعبان: عطاء مميّز في شتى حقول الفكر والمعرفة
- عبد الحسين شعبان في ثمانينيته
- فم مفتوح .. فم مغلق - النجف تحتفي بإبنها
- النجف تكرم مبدعيها: عبد الحسين شعبان انموذجاً
- طائر في سماء الحرية وهب نفسه للفكر والحياة
- رائد التجديد والفكر الحر
- عرفاناً وتثميناً بذخائر ومأثر منجزاته ونبل مواقفه النجف الأش ...
- الشرق الأوسط وعواصف الجيوبوليتك
- من عمّان إلى بيروت حوارات عربية كوردية لتعزيز التعايش وإدار ...
- عبد الحسين شعبان - العقل المواجه والموازي للغرب
- الثقافة وثلاثية الظلام
- عينكاوة تحتفي بعبد الحسين شعبان


المزيد.....




- لمكافحة الفيضانات في كنتاكي.. مالك يغرق مطعمه بالماء العذب ع ...
- -قمة القاهرة- تدعو لوقف إطلاق النار في غزة.. وتتمسك بـ-مظلة- ...
- مسيرات روسية تخترق دروع دبابة -أبرامز- الأمريكية
- تقرير يكشف شهادات لجنود إسرائيليين حول التدمير الممنهج لغزة ...
- ماكرون في الحسين… زيارة رئاسية بطابع شعبي في قلب القاهرة
- لحظة احتراق الصحفي أحمد منصور
- محكمة روسية تخفف عقوبة السجن بحق جندي أمريكي... إشارة أخرى ل ...
- لم يحدث منذ 1929.. رسوم ترامب تهز بورصات العالم
- ترامب يهدد باستخدام -الفيتو- ضد مشروع قانون التعريفات الجمرك ...
- المبعوث الأممي غير ‏بيدرسون: ناقشت مع الرئيس أحمد الشرع الان ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عبد الحسين شعبان - مظفر النواب وعبد الحسين شعبان و رحلة البنفسج