كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8305 - 2025 / 4 / 7 - 10:31
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا علاقة بين البابين من حيث التصنيف الجغرافي والملاحي والاستراتيجي، ولكن اصبر قليلا حتى ترى كيف تسقط عليك ورقة الدهشة، لأنك لو تعمقت بالأمر وتابعت الحملات الضارية التي تمولها وتغذيها المنصات المتأسلمة والمتأسلفة ضد آل بيت النبوة الأطهار، وكيف تعمدوا الاساءة اليهم بشكل عام، وإلى علي بن طالب بشكل خاص، وكيف جاءت هجماتهم متزامنة ومتوازية ومتسقة مع حملات الابادة، ومع الغارات الوحشية، ومع تحركات الأساطيل الحربية في البحر الأحمر وفي المحيط الهندي، ولو نظرت إلى المشهد من بعيد سوف تكتشف سر هذا الاصطفاف الذي يسعى لتشتيت افكار الناس، والتشويش على عقولهم وتضليلهم، ويسعى لإقحامهم في دوامات فتنة طائفية موروثة منذ سنوات بغية العودة بهم إلى القرن الهجري الأول، ومن ثم إشراكهم في محاور الخلافات القديمة. .
سوف يشهد التاريخ اننا كنا نعيش في أحلك مرحلة اجتمع فيها الاعداء والقتلة والسفلة والمرتزقة وقوم لوط واصحاب الوجوه الزئبقية. انظروا الآن إلى منشوراتهم في اليوتيوب والفيسبوك والإنستغرام والتكتوك تجدونها غارقة في مستنقعات التحريض والتشويش، فقط لإلهاء الامة وتوريطها في تراشقات هي في غنى عنها، ولا تصب في مصلحتها، وليس هذا وقتها. .
ثم اسألوا انفسكم: كيف توحدت برامج بسّام جرار، وبرامج صابر مشهور، وبرامج طه الدليمي، وبرامج وليد إسماعيل، وبرامج عثمان الخميس، وعبدالله النفيسي، كيف توحدت في اقحام الامة في مهاترات وثرثرات ومغالطات تلهي الناس وتشغلهم في الوقت الذي يتعرض فيه أشقاؤهم إلى الذبح والموت والقتل والتشريد والتجويع ؟. ما علاقة برامجهم وحملاتهم بما يجري في الساحات الساخنة، في درعا والسويداء والقنيطرة وخان يونس وفي الحديدة وصنعاء وفي ريف دمشق وفي جرف الصخر ؟. وهل هذا هو الوقت المناسب لطرح تلك الأفكار المسمومة ؟. ولماذا عرضت بعض القنوات مسلسلاتها الرمضانية المخصصة لإشاعة الفتنة الطائفية وتعميقها بالتزامن مع تحركات الأسطول البحري الخامس والسادس، وبالتزامن مع تحركات سفن الناتو، وتحليق القاصفات الاستراتيجية B52 فوق رؤوسنا ؟. .
كلا. . هذه ليست صدفة، وهؤلاء يعرفون كيف يتلاعبون بخلايا الأدمغة العربية التي هي في الأصل مشفرة ومهيأة لتقبل البرمجة، ومستعدة لتلقي إيعازات التشفير. . لم نعد نرى الكوابيس أثناء النوم فالإعلام العربي يقوم بالواجب. . ولا توجد اجهزة لرصد المشاعر داخل بيوتنا نحن العرب، لأننا في الأصل لا نستشعر المخاطر إلا بعد خراب البصرة، وربما نستيقظ في اليوم الذي نكتشف فيه ان جيوشهم انتشرت وتغلغلت بين النيل والفرات. .
ولات حين مندم
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟