|
فضيحة أميركا الحقيقية تتضح في العدوان على اليمن
سعيد مضيه
الحوار المتمدن-العدد: 8305 - 2025 / 4 / 7 - 10:04
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
صحئافة الإلهاء تطرق القضايا التافهة
"يجب أن نكون واضحين بشأن ما يحدث في اليمن، لأن وسائل إعلامنا ملتزمة بإخفاء الحقيقة: كانت السياسة المتعمدة للولايات المتحدة هي تجويع اليمن - وقصف شعبه عندما لا يمكن تجويعهم حتى الموت. عندما تريد واشنطن قتل أعداد هائلة من الأبرياء دون عمل عسكري - لضمان حرمانهم من الغذاء والدواء والطاقة وضروريات الحياة الأخرى - فإنها تستخدم برنامجًا عالميًا للحصار الاقتصادي، بذريعة غامضة تُبررها بـ"الإرهاب... وحشية واشنطن في اليمن، ورد فعل الصحافة البازارية عليها، يُشيران إلى أزمة أخلاقية عميقة وفقدان البوصلة في الولايات المتحدة "، يكتب ديفيد داماتو. الكاتب محامٍ ورجل أعمال وباحث مستقل. وهو مستشار سياسي لمؤسسة مستقبل الحرية، ومساهم دائم بمقالات رأي بصحيفة "ذا هِل". نُشرت كتاباته في فوربس، ونيوزويك، وصحيفة "إنفستورز بيزنس ديلي"، وريل كلير بوليتيكس، وواشنطن إكزامينر، والعديد من المنشورات الأخرى، الشعبية والأكاديمية، من بين جهات أخرى.
في 24 مارس/آذار2025، علمت البلاد أن مجموعة من كبار مسؤولي إدارة ترامب (بمن فيهم نائب الرئيس، ووزير الدفاع، ومدير الاستخبارات الوطنية) أرسلوا عن طريق الخطأ تفاصيل سرية عن الضربات العسكرية ضد اليمن إلى جيفري غولدبرغ، محرر مجلة "ذا أتلانتيك". منذ أن كشف غولدبرغ عن القصة، سيلٌ من التعليقات حول "سيجنال جيت"، لم يُضف معظمها سوى الصخب والغضب. يكشف النقاش العام حول فضيحة "سيجنال جيت" عن أمرٍ مهم في السياسة الأمريكية - أهم بكثير من عدم الكفاءة الكامن في مركز الفضيحة؛ نادرًا ما يُذكر خلال النقاش الوطني الفيل بالغرفة : هجمات الولايات المتحدة على اليمن تنتهك القانون الدولي وتساهم في واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية في العالم. كابوس الطبقة الحاكمة في واشنطن هو أن نكتشف أخيرًا الجرائم الحقيقية الموثقة التي تُرتكب في بلدٍ لا يستطيع معظم الأمريكيين تحديد مكانه على الخريطة. يصعب المبالغة في تقدير مدى الوحشية والمعاناة التي فرضتها الولايات المتحدة على الشعب اليمني. ومن المستحيل فصل النهج الاستراتيجي للولايات المتحدة تجاه اليمن عن دعمها لهجوم الإبادة الجماعية في فلسطين. في العام الأول من الحملة الإرهابية الوحشية أحادية الجانب في قطاع غزة، قدمت الولايات المتحدة مليارات الدولارات من الأسلحة وغيرها من أشكال الدعم لإسرائيل، دون أي نقاش. ووفقًا لمشروع تكاليف الحرب بجامعة براون، يبلغ إجمالي الإنفاق الأمريكي على العمليات العسكرية الإسرائيلية والعمليات الأمريكية ذات الصلة في المنطقة ما لا يقل عن 22.76 مليار دولار، وما زال العدد في ازدياد. هذا التقدير متحفظ؛ فبينما يشمل تمويل المساعدات الأمنية المعتمدة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتمويل الإضافي للعمليات الإقليمية، والتكلفة الإضافية المقدرة للعمليات، فإنه لا يشمل أي تكاليف اقتصادية أخرى. يضيف ويليام هارتونج، وهو باحث أول في معهد كوينسي للحكم الرشيد، أن عروض الأسلحة خلال هذه الفترة (أي ما يتجاوز 17.9 مليار دولار من المساعدات العسكرية، بما في ذلك العناصر التي لم يتم تسليمها بعد) تبلغ قيمتها أكثر من 30 مليار دولار. وقد هاجم الحوثيون في اليمن ممرات الشحن ردًا على الإبادة الجماعية التي تدعمها الولايات المتحدة في قطاع غزة، مما دفع إدارة بايدن إلى إعادة تعيين المجموعة على قائمة الإرهاب الزائفة. وقد بررت واشنطن مرارًا وتكرارًا جرائمها ضد الشعب اليمني بالإشارة إلى تهديد إيران، التي تُعامل كدولة راعية للإرهاب. سارعت إدارة ترامب الأولى، مستشهدة بحالة طوارئ أمنية وطنية أنشأتها طهران، إلى إرسال أسلحة إلى السعوديين في مواجهة مخاوف واسعة النطاق بشأن سلامة المدنيين - وتم فصل أعضاء من حكومة ترامب لإثارتهم المخاوف. يجدر السؤال: ما هي الدولة الراعية للإرهاب؟ عند تطبيقه على أحداث واقعية، يُعتبر هذا المفهوم بحد ذاته غير متماسك وغير مفهوم، أي أنه بروباغاندا تهدف إلى إرباك وتضليل الأمريكيين الميسورين. ويتطلب إعطاء معنى لهذا المعيار أن نتعامل مع حقائق مزعجة، وخاصةً بعد أفعالها غير القانونية ضد فلسطين واليمن، حيث يجب اعتبار الولايات المتحدة الراعي الأول للإرهاب في العالم. قتلت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 61 شخصًا منذ أن بدأت جولة جديدة من الضربات في 15 مارس، لكن هجماتها المتهورة وتجاهلها لحياة المدنيين يعود إلى أكثر من عقدين. في عام 2002 بدأت الولايات المتحدة للمرة الأولى عمليات الطائرات بدون طيار والغارات الجوية في اليمن ، مما تسبب في "أضرار جسيمة للمدنيين، ولم يُحاسب أحد على هذه الأعمال". ووفقًا للمركز العالمي لمسؤولية الحماية، فقد قتلت الغارات الجوية للتحالف وحدها ما يقرب من 20000 مدني، منهم أكثر من 2300 طفل. وقد نزح ما لا يقل عن 4 ملايين شخص قسراً. واليوم، تعد اليمن من بين أفقر دول العالم وأكثرها تمزقًا بالحرب. يجب أن نكون واضحين بشأن ما يحدث في اليمن، لأن وسائل إعلامنا ملتزمة بإخفاء الحقيقة: كانت السياسة المتعمدة للولايات المتحدة هي تجويع اليمن - وقصف شعبه عندما لا يمكن تجويعهم حتى الموت. عندما تريد واشنطن قتل أعداد هائلة من الأبرياء دون عمل عسكري - لضمان حرمانهم من الغذاء والدواء والطاقة وضروريات الحياة الأخرى - فإنها تستخدم برنامجًا عالميًا للحصار الاقتصادي، بذريعة غامضة تُبررها بـ “الإرهاب". لسنوات، حرمت الحكومة الأمريكية الشعب اليمني من الحد الأدنى الضروري للبقاء على قيد الحياة، بينما هاجمت ودمرت البنية التحتية الحيوية. ووفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن أكثر من 18.2 مليون شخص في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية وخدمات الحماية، منهم 5 ملايين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد. يحتاج حوالي 10 ملايين طفل في اليمن إلى نوع من المساعدة الإنسانية. وقد أدت الحرب والحصار المدعومان من الولايات المتحدة إلى كارثة اقتصادية في اليمن. وفي الصيف الماضي، ذكر تقرير للبنك الدولي أنه في الفترة ما بين 2015 و2023، خسر اليمن أكثر من نصف (54%) نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، مما وضع معظم سكان البلاد في فقر مدقع.
من هو الإرهابي حقا؟!
تُعدّ لغة "الإرهاب" محورية في محاولات واشنطن للسيطرة على الخطاب السائد وحشد الدعم الشعبي لحملتها غير القانونية في اليمن، أو على الأقل تجاهلها. وكما أشارت فيليس بينيس مؤخرًا، فإن الهجمات الأمريكية على اليمن "يُشار إليها دائمًا باسم قصف المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، لتجنب الاعتراف بأن القنابل، كما هو الحال في غزة، تُسقط على البنية التحتية المدنية، وأن المدنيين يواجهون بالفعل جوعًا مُدمرًا". اختبرت اليمن وفلسطين حدود النظام الإمبريالي - كم من النساء والأطفال الأبرياء يمكننا تصفيتهم قبل أن يرفّ جفنٌ للأمريكيين، أكثريتهم منطوون على الذات ، سائرون على غير هدى ، يتفرجون على نيتفليكس ويتغذون من النفايات. يبدو ان قصة سيجنال هي الرواية المثالية المناهضة لترامب، ظاهريًا عند الطبقات الثرثارة: فهم لا يحتاجون حتى إلى التظاهر باتخاذ موقف تقدمي معارض لترامب. وبما أن السكان الملتزمين بالقانون يُختفون من شوارعنا لمعارضتهم إبادة جماعية في فلسطين - بدعم كامل من كلا جناحي الطبقة الحاكمة - يمكن للطبقة الحاكمة أن تركز انتباهنا وولاءاتنا على المهمة العسكرية الأمريكية العادلة. الإمبريالية هي الإيمان المشترك للطبقة الحاكمة لأن النظام الاقتصادي والاجتماعي الأمريكي بأكمله يعتمد عليها - المتع الرخيصة التي تهدئنا وتخفي السمات الحقيقية لنظام الإنتاج: سرقة الأراضي، والعمل القسري، واستخراج الموارد الطبيعية، ونظام "الملكية الفكرية" القمعي الذي يمنح الأفكار نفسها لأصحاب الريوع للمتميزين من الشركات.إذا ما اثيرت التساؤلات بصدد الحروب المستدامة، فإن الأيديولوجيا المهيمنة و المفاهيم السياسية برمتها تطرح للتامل؛ لا يمكنها الصمود أمام نظرة مدققة، لأنها تمثل سلوكًا إجراميًا في أبشع صوره. إن وحشية واشنطن في اليمن، ورد فعل الصحافة البازارية عليها، يُشيران إلى أزمة أخلاقية عميقة وفقدان البوصلة في الولايات المتحدة. نبدو عاجزين عن مواجهة النفوذ الخبيث للحكومة في العالم وانتهاكاتها شبه المستمرة لأهم مبادئ القانون الدولي. لكننا لن نفهم فاشية "جعل أمريكا عظيمة مجددًا- ماغا" كظاهرة اجتماعية وسياسية الى ان ندرك بوضوح ارتباطها بالإمبراطورية الأمريكية وجرائمها ضد الأبرياء، بما في ذلك الأبرياء باليمن ."يجب أن نكون واضحين بشأن ما يحدث في اليمن، لأن وسائل إعلامنا ملتزمة بإخفاء الحقيقة: كانت السياسة المتعمدة للولايات المتحدة هي تجويع اليمن - وقصف شعبه عندما لا يمكن تجويعهم حتى الموت. عندما تريد واشنطن قتل أعداد هائلة من الأبرياء دون عمل عسكري - لضمان حرمانهم من الغذاء والدواء والطاقة وضروريات الحياة الأخرى - فإنها تستخدم برنامجًا عالميًا للحصار الاقتصادي، بذريعة غامضة تُبررها بـ"الإرهاب... وحشية واشنطن في اليمن، ورد فعل الصحافة البازارية عليها، يُشيران إلى أزمة أخلاقية عميقة وفقدان البوصلة في الولايات المتحدة "، يكتب ديفيد داماتو. الكاتب محامٍ ورجل أعمال وباحث مستقل. وهو مستشار سياسي لمؤسسة مستقبل الحرية، ومساهم دائم بمقالات رأي بصحيفة "ذا هِل". نُشرت كتاباته في فوربس، ونيوزويك، وصحيفة "إنفستورز بيزنس ديلي"، وريل كلير بوليتيكس، وواشنطن إكزامينر، والعديد من المنشورات الأخرى، الشعبية والأكاديمية، من بين جهات أخرى.
في 24 مارس/آذار2025، علمت البلاد أن مجموعة من كبار مسؤولي إدارة ترامب (بمن فيهم نائب الرئيس، ووزير الدفاع، ومدير الاستخبارات الوطنية) أرسلوا عن طريق الخطأ تفاصيل سرية عن الضربات العسكرية ضد اليمن إلى جيفري غولدبرغ، محرر مجلة "ذا أتلانتيك". منذ أن كشف غولدبرغ عن القصة، سيلٌ من التعليقات حول "سيجنال جيت"، لم يُضف معظمها سوى الصخب والغضب. يكشف النقاش العام حول فضيحة "سيجنال جيت" عن أمرٍ مهم في السياسة الأمريكية - أهم بكثير من عدم الكفاءة الكامن في مركز الفضيحة؛ نادرًا ما يُذكر خلال النقاش الوطني الفيل بالغرفة : هجمات الولايات المتحدة على اليمن تنتهك القانون الدولي وتساهم في واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية في العالم. كابوس الطبقة الحاكمة في واشنطن هو أن نكتشف أخيرًا الجرائم الحقيقية الموثقة التي تُرتكب في بلدٍ لا يستطيع معظم الأمريكيين تحديد مكانه على الخريطة. يصعب المبالغة في تقدير مدى الوحشية والمعاناة التي فرضتها الولايات المتحدة على الشعب اليمني. ومن المستحيل فصل النهج الاستراتيجي للولايات المتحدة تجاه اليمن عن دعمها لهجوم الإبادة الجماعية في فلسطين. في العام الأول من الحملة الإرهابية الوحشية أحادية الجانب في قطاع غزة، قدمت الولايات المتحدة مليارات الدولارات من الأسلحة وغيرها من أشكال الدعم لإسرائيل، دون أي نقاش. ووفقًا لمشروع تكاليف الحرب بجامعة براون، يبلغ إجمالي الإنفاق الأمريكي على العمليات العسكرية الإسرائيلية والعمليات الأمريكية ذات الصلة في المنطقة ما لا يقل عن 22.76 مليار دولار، وما زال العدد في ازدياد. هذا التقدير متحفظ؛ فبينما يشمل تمويل المساعدات الأمنية المعتمدة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتمويل الإضافي للعمليات الإقليمية، والتكلفة الإضافية المقدرة للعمليات، فإنه لا يشمل أي تكاليف اقتصادية أخرى. يضيف ويليام هارتونج، وهو باحث أول في معهد كوينسي للحكم الرشيد، أن عروض الأسلحة خلال هذه الفترة (أي ما يتجاوز 17.9 مليار دولار من المساعدات العسكرية، بما في ذلك العناصر التي لم يتم تسليمها بعد) تبلغ قيمتها أكثر من 30 مليار دولار. وقد هاجم الحوثيون في اليمن ممرات الشحن ردًا على الإبادة الجماعية التي تدعمها الولايات المتحدة في قطاع غزة، مما دفع إدارة بايدن إلى إعادة تعيين المجموعة على قائمة الإرهاب الزائفة. وقد بررت واشنطن مرارًا وتكرارًا جرائمها ضد الشعب اليمني بالإشارة إلى تهديد إيران، التي تُعامل كدولة راعية للإرهاب. سارعت إدارة ترامب الأولى، مستشهدة بحالة طوارئ أمنية وطنية أنشأتها طهران، إلى إرسال أسلحة إلى السعوديين في مواجهة مخاوف واسعة النطاق بشأن سلامة المدنيين - وتم فصل أعضاء من حكومة ترامب لإثارتهم المخاوف. يجدر السؤال: ما هي الدولة الراعية للإرهاب؟ عند تطبيقه على أحداث واقعية، يُعتبر هذا المفهوم بحد ذاته غير متماسك وغير مفهوم، أي أنه بروباغاندا تهدف إلى إرباك وتضليل الأمريكيين الميسورين. ويتطلب إعطاء معنى لهذا المعيار أن نتعامل مع حقائق مزعجة، وخاصةً بعد أفعالها غير القانونية ضد فلسطين واليمن، حيث يجب اعتبار الولايات المتحدة الراعي الأول للإرهاب في العالم. قتلت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 61 شخصًا منذ أن بدأت جولة جديدة من الضربات في 15 مارس، لكن هجماتها المتهورة وتجاهلها لحياة المدنيين يعود إلى أكثر من عقدين. في عام 2002 بدأت الولايات المتحدة للمرة الأولى عمليات الطائرات بدون طيار والغارات الجوية في اليمن ، مما تسبب في "أضرار جسيمة للمدنيين، ولم يُحاسب أحد على هذه الأعمال". ووفقًا للمركز العالمي لمسؤولية الحماية، فقد قتلت الغارات الجوية للتحالف وحدها ما يقرب من 20000 مدني، منهم أكثر من 2300 طفل. وقد نزح ما لا يقل عن 4 ملايين شخص قسراً. واليوم، تعد اليمن من بين أفقر دول العالم وأكثرها تمزقًا بالحرب. يجب أن نكون واضحين بشأن ما يحدث في اليمن، لأن وسائل إعلامنا ملتزمة بإخفاء الحقيقة: كانت السياسة المتعمدة للولايات المتحدة هي تجويع اليمن - وقصف شعبه عندما لا يمكن تجويعهم حتى الموت. عندما تريد واشنطن قتل أعداد هائلة من الأبرياء دون عمل عسكري - لضمان حرمانهم من الغذاء والدواء والطاقة وضروريات الحياة الأخرى - فإنها تستخدم برنامجًا عالميًا للحصار الاقتصادي، بذريعة غامضة تُبررها بـ “الإرهاب". لسنوات، حرمت الحكومة الأمريكية الشعب اليمني من الحد الأدنى الضروري للبقاء على قيد الحياة، بينما هاجمت ودمرت البنية التحتية الحيوية. ووفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن أكثر من 18.2 مليون شخص في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية وخدمات الحماية، منهم 5 ملايين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد. يحتاج حوالي 10 ملايين طفل في اليمن إلى نوع من المساعدة الإنسانية. وقد أدت الحرب والحصار المدعومان من الولايات المتحدة إلى كارثة اقتصادية في اليمن. وفي الصيف الماضي، ذكر تقرير للبنك الدولي أنه في الفترة ما بين 2015 و2023، خسر اليمن أكثر من نصف (54%) نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، مما وضع معظم سكان البلاد في فقر مدقع. تُعدّ لغة "الإرهاب" محورية في محاولات واشنطن للسيطرة على الخطاب السائد وحشد الدعم الشعبي لحملتها غير القانونية في اليمن، أو على الأقل تجاهلها. وكما أشارت فيليس بينيس مؤخرًا، فإن الهجمات الأمريكية على اليمن "يُشار إليها دائمًا باسم قصف المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، لتجنب الاعتراف بأن القنابل، كما هو الحال في غزة، تُسقط على البنية التحتية المدنية، وأن المدنيين يواجهون بالفعل جوعًا مُدمرًا". اختبرت اليمن وفلسطين حدود النظام الإمبريالي - كم من النساء والأطفال الأبرياء يمكننا تصفيتهم قبل أن يرفّ جفنٌ للأمريكيين، أكثريتهم منطوون على الذات ، سائرون على غير هدى ، يتفرجون على نيتفليكس ويتغذون من النفايات. يبدو ان قصة سيجنال هي الرواية المثالية المناهضة لترامب، ظاهريًا عند الطبقات الثرثارة: فهم لا يحتاجون حتى إلى التظاهر باتخاذ موقف تقدمي معارض لترامب. وبما أن السكان الملتزمين بالقانون يُختفون من شوارعنا لمعارضتهم إبادة جماعية في فلسطين - بدعم كامل من كلا جناحي الطبقة الحاكمة - يمكن للطبقة الحاكمة أن تركز انتباهنا وولاءاتنا على المهمة العسكرية الأمريكية العادلة. الإمبريالية هي الإيمان المشترك للطبقة الحاكمة لأن النظام الاقتصادي والاجتماعي الأمريكي بأكمله يعتمد عليها - المتع الرخيصة التي تهدئنا وتخفي السمات الحقيقية لنظام الإنتاج: سرقة الأراضي، والعمل القسري، واستخراج الموارد الطبيعية، ونظام "الملكية الفكرية" القمعي الذي يمنح الأفكار نفسها لأصحاب الريوع للمتميزين من الشركات.إذا ما اثيرت التساؤلات بصدد الحروب المستدامة، فإن الأيديولوجيا المهيمنة و المفاهيم السياسية برمتها تطرح للتامل؛ لا يمكنها الصمود أمام نظرة مدققة، لأنها تمثل سلوكًا إجراميًا في أبشع صوره. إن وحشية واشنطن في اليمن، ورد فعل الصحافة البازارية عليها، يُشيران إلى أزمة أخلاقية عميقة وفقدان البوصلة في الولايات المتحدة. نبدو عاجزين عن مواجهة النفوذ الخبيث للحكومة في العالم وانتهاكاتها شبه المستمرة لأهم مبادئ القانون الدولي. لكننا لن نفهم فاشية "جعل أمريكا عظيمة مجددًا- ماغا" كظاهرة اجتماعية وسياسية الى ان ندرك بوضوح ارتباطها بالإمبراطورية الأمريكية وجرائمها ضد الأبرياء، بما في ذلك الأبرياء باليمن .
#سعيد_مضيه (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المقاومة الشعبية كفيلة بإفشال خطة التهجير (1من2)
-
الدفاع عن الحريات المدنية معركةحاسمة
-
الامبريالية والصهيونية عنصرية التفوق العرقي افضت الى مجازر ا
...
-
الامبريالية والصهيونية ..عنصرية التفوق العرقي افضت الى مجازر
...
-
اعتقال محمود خليل أحد دلالات الفاشية في نظام ترمب
-
التعليم العالي حين يكرس للأغراض الحربية(3من3) معهد ماساتشوست
...
-
التعليم العالي حين يكرس للأغراض الحربية معهد ماساتشوستس للتك
...
-
التعليم العالي حين يكرس للأغراض الحربية معهد ماساتشوستس للتك
...
-
التطهير العرقي جار جنوب الضفة الغربية
-
فيضان الثقافة العادمة يغرق الولايات المتحدة(3من3)
-
فيضان الثقافة العادمة يغرق الولايات المتحدة(2من3)
-
فيضان الثقافة العادمة يغرق الولايات المتحدة(حلقة 1من3)
-
الأبارتهايد أصل الداء وتصفيته هي الدواء
-
مرتزقة امريكيون في ممر نبتساريم بغزة
-
إدارة ترامب تستثمر الليبرالية الجديدة فاشية جديدة
-
ترمب يرى غزة عقارا للاستثمار وليس ضحية إبادة جماعية
-
هذه فاتشية، يجب إيقافها
-
بالإرادة الصلبة المتماسكة تُفشل مخططات التهجير ويدحر الاحتلا
...
-
سياسات سوقية تنتهجها إدارة ترامب
-
ثقافة استسلمت لأسوأ غرائزها في مجتمع يعول على النسيان
المزيد.....
-
غيثا البراد- عضوة المجلس الجماعي بوجدة (عن الحزب الاشتراكي ا
...
-
فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب يدعو لجنة المالية والتن
...
-
الجبهة الشعبية تدعو إلى أوسع المشاركة يوم الغضب العارم والعص
...
-
أي مستقبل لحزب التجمع الوطني في حال إقصاء مارين لوبين من الر
...
-
صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 07 أبريل 2025
-
الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (إ.م.ش) تجدد التأكيد على الرف
...
-
تركيا: أوزغور أوزيل يواصل زعامته لحزب الشعب الجمهوري ويطالب
...
-
حزب الشعب الجمهوري التركي يعيد انتخاب زعيمه
-
حزب الشعب الجمهوري التركي يعيد انتخاب زعيمه
-
م.م.ن.ص// محاكمة الطلاء الأحمر
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|