أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خالد محمود خدر - بمناسبة احتفال ابناء المكون الآشوري الكلداني السرياني بعيد اكيتو في الاول من نيسان 2025 في مدينة دهوك















المزيد.....

بمناسبة احتفال ابناء المكون الآشوري الكلداني السرياني بعيد اكيتو في الاول من نيسان 2025 في مدينة دهوك


خالد محمود خدر

الحوار المتمدن-العدد: 8304 - 2025 / 4 / 6 - 23:31
المحور: المجتمع المدني
    


بداية التهنئة الحارة لابناء المكون الآشوري الكلداني السرياني بعيد اكيتو واقول لهم :
عيد اكيتو سعيد
عيد رأس سنة سعيد عليكم وكل عام وأنتم بألف خير وسلام ومحبة.
وكل عام وكل أطياف الشعب العراقي بالف خير وسلام ومحبة

ان عيد اكيتو ، عيد رأس السنة بالتقوبم الرافديني، لا يرمز لبداية سنة و زمن جديد فحسب، بل هو إعلان حياة، وتجديد أمل فيها ، وتجذر في عمق تاريخ حضارة وادي الرافدين التي نظمت وفقه حسابات فلكها وزراعتها وتجارتها وتربية أبنائها ومختلف جوانب حضاراتها العريقة التي كانت ولا تزال محط اعتزاز البشرية.

كان وسيبقى المكون الآشوري الكلداني السرياني مكون عراقي اصيل ، وسيبقى الربيع الذي يمنح للربيع عنوانه، ويغني ألوانه، ويطيل امتداده في الذاكرة والوجدان. وهم الذين منحوا الأرض ارض الرافدين قيمتها بعطائهم، ومعناها بوجودهم، ومكانتها بين الأمم بسلامة أفكارهم ونقاوة قلوبهم، و بوئام أرواحهم، و بمحبتهم العميقة للناس والحياة.

ما أبهى مشهد احتفالهم، وهم يحتفلوا بعيد اكيتو ، و يواصلون الفرح لأيام في احتفالهم المركزي في مدينة دهوك في الاول من نيسان ٢٠٢٥ يوم رأس السنة الجديدة ، حيث تجمعوا بعد أن قدموا من مختلف مناطق تواجدهم في اقليم كردستان وبقية العراق ، رغم محاولات نفر ضال ، وهو ارهابي لاجئ من سوريا إلى إقليم كردستان منذ فترة ، إطفاء نور العيد عندما هجم بفأس يدوي على المحتفلين ، وتمكن في لحظة غدر من إصابة ثلاثة بجروح متفاوتة الأثر ، ادخلوا إثرها للمستشفى. وسرعان ما تمكنت القوات الأمنية التي تحمي الاحتفال من إلقاء القبض على الإرهابي ، ليتم التحقيق معه واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقه.

أما المحتفلين بعيد اكيتو ، فقد انتصروا على ضلاله ومكر هذا الارهابي الجبان أضعافا ، مرة بمواصلة فرحهم ، ومرة بتمسكهم بمعاني عيدهم ورموزه، وأخرى بإحياء تقاليد آبائهم وأجدادهم الذين عبروا التاريخ بثبات وإيمان.

أما ذلك النفر الإرهابي الضال ، الذي حاول تعكير صفو الاحتفال بفعلته الجبانة، فليخجل من نفسه، إن كان في قلبه حياء، وليحاسبها إن بقي فيه شيء من ضمير أو إنسانية. و ليعلم جيداً أنه أساء لا إلى أناس عزل يحتفلون ، بل إلى كل مواطني كردستان و العراقيين جميعاً، وأنه خان وانكر فضل إقليم كردستان ، الذي احتضنه لاجئاً مكرّماً، ليبان بفعلته الجبانه تطرفه الفكري ونكرانه للجميل ليرهب بها مواطنين مسالمين من مكون عمقه في ارض الرافدين عمق حضاراته التي عرفت بهم .

وإذا كان ناكر الجميل، كما وصفه جبران خليل جبران، من أشرّ المخلوقات فسادًا على وجه الأرض، فكيف بنا مع من تجاوز هذا الفساد ليضيف إليه عدوانا إرهابيا يقوده فكرا متطرفا مشبعا بالكراهية ، بقيامه بعمل إرهابي مورس ضد من يحتفلون بمحبة الحياة وبقدوم ربيعها الجديد. لقد كشف هذا الكائن عن حقيقته، كأشدّ الكائنات دمارا للإنسان، وخرابا للأرض ، وهدْما للعمران. لا يتردد لحظة في تحويل ربيع الحياة إلى نيران مستعرة، يحرق بها كل ما يراه الناس رمزا للجمال، والأمل، والبدايات المتجددة.

ولكن لو تمكن من اطفاء اضواء العالم كلها في وجوه المحتفلين ، فإنه لن يضرهم مادام النور متوهجا في قلوبهم ، وما دامت المحبة تجمعهم و تنير ساحات احتفالاتهم ، وما داموا ينتمون بعمق ومحبة لأرض الرافدين ولعبق تراثها وحضارتها القديمة ، وهي التي عرفت بهم وعرفوا بها بناة كبارا لحضارتها عبر التاريخ.

لقد انتصر المحتفلين، بتكاتفهم ومحبتهم لبعضهم البعض، ولكل أبناء وطنهم في الإقليم ومختلف مناطق عراقهم. فحب الوطن، كما عرفوه ، ليس في رفع الشعارات والرايات ، ولا في صخب الساحات ، ولا في اشهار الفؤوس وغيرها إرهابا للناس ، بل في العمل الصامت والدؤوب ، من أجل إصلاح الأرض وبناء الوطن ، وبعث القيم التي تجعل من كل المواطنين بشراً نافعين و مواطنين صالحين وبناة حضارة تليق بالإنسان.

وانتصر المحتفلين ، بمواجهتهم الأذى بالصبر لا بالرد، وبتجاوزهم الأذى مستمرين باحتفالهم عندما أراد لهم هذا نفر الارهابي الضال السوء وإيقاف فرحهم . وكأنهم جسدوا بهذا قول المناضل الأيرلندي تيرينس ماكسويني:
ليس أولئك الذين يُلحقون الأذى أكثر، بل أولئك الذين يستطيعون تحمّله أكثر، هم من ينتصرون.

وانتصاركم الكبير كان ، كما عبر عنه الدكتور جيمس حسدوا هيدو النائب في مجلس برلمان إقليم كردستان / العراق عن المكون الآشوري الكلداني السرياني بالقول :
في اللحظة التي ارتكب فيها المجرم جريمته الشنيعة، كانت هناك أيادٍ أخرى من شركائنا في الوطن تلقي الحلوى على المحتفلين وتهلهل، مجسدةً روح الفرح والتآخي. وردُّنا على كل من يحاول تشويه صورة التعايش وتقويض هذه الفرحة.

سلاماً لمن يملكون جمال الروح، وصفاء النية، ولا تعرف قلوبهم سوى الوفاء لأرضهم، ووطنهم، ولكل أبناء وطنهم أجمعين.

سلاماً لمن يحملون في قلوبهم عناوين المحبة لوطنهم، ويعيشون بروح التآلف، ويتجاوزون الجراح، ويكتبون صفحات جديدة من التعايش والنهوض والتقدم.

سلاماً للقلوب الطيبة، التي تنسى، وتغضّ الطرف عن الحوادث التي أُريد بها السوء، لتفتح الطريق أمام يد الخيرين وقبلهم السماء لتمتدّ إليهم، فتنقذهم، وتنقذ كل من يسعى، ولو بأبسط الإمكانيات، ليكون سعيداً، بقدر ما يستطيع ويتمكن.

سلاما لأولئك الذين لا يترددون في البحث عن النور، حتى وسط العتمة، الذين يمكن القول عنهم إنهم يرون الله، ويتعرفون عليه من خلال إبداعاته في الكون، التي لا يلمسونها بحواسهم الخمس فحسب، بل ببصيرتهم أيضاً؛ تلك التي ترى وتحس ما تعجز عنه الحواس الظاهرة.

ولأنهم كذلك، فقد تعمّقوا في تأمل الجمال المحيط بهم، وفهموه فهماً جعلهم ينطلقون في رحلة سفر داخلية للتعارف على بعض وهم القادمين من مختلف مدن العراق و كردستان للترفيه عن النفس بالمناسبة في مدينة دهوك وقسم من أطرافها القريبة ، لأن ذلك ببساطة سفرة و رحلة معرفة وطمأنينة ووجود،. ففي تلك السفرة ، يرون الله في جمال كونه ودقه إبداعه دون حاجة إلى التفاصيل، ليفيض اسمه على ألسنتهم، ويبقون موقنين بالخير ومحبين السلام ، متفائلين به، ممسكين بخيوطه ولو كانت خافتة.

‏‎هكذا تعلموا انه كي يعيشوا يجب أن يكونوا أقوياء ، والقوة هنا ليست قوة الجسد بل قوة التحمل لكل أمر سيء ، وقوة الإكتفاء بالذات وقوة الصبر على المصائب وقوة الإيمان بأرضهم وانتمائهم لوطنهم ، ومن امتلك كل هذا الإيمان كانت حياته سعيدة أينما كان.

طوبى للذين يريدون و يجعلون الحياة هيّنة، و لا يضخّمون الأمور أكبر من حجمها، يأخذونها من الباب الأسهل، عُذرًا وتقديرا ومراعاة، ومن كانت عناوينه المحبة والسلام والفرح لا وقت لديه ليبحث عن خصومات ومعارك فارغة.

طوبى لمن يريدون ان يعيشوا الحياة بفرح وعطاء وسلام ، ليستمتعوا بأوقاتهم و يصنعوا مواقف مشرفة بناءة لهم ولوطنهم و ذكريات جميلة تمتلى قلوبهم بها ، ويحرصوا معها على أن لا يكون بقلوبهم إلا البياض ، بياض الأعمال والنيات والمواقف والذكريات ، ولا ينعكس على محياهم الا جمال ارواحهم المغذّاة بقيم الانتماء للأرض وللوطن و كل القيم الانسانيه النبيله ، كي يثيروا بمعاني كل ذلك البعد الانساني في اعماق الجميع.

عيد اكيتو سعيد
عيد رأس السنة سعيد
كل عام وابناء المكون الآشوري الكلداني السرياني في العراق والعالم بخير وعافية ومحبة
كل عام وانتم وكل العراقيين بمحبة وعطاء وانتماء.



#خالد_محمود_خدر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوجه التشابه بين تاملات جبران خليل جبران وعبدالرزاق الجبران ...
- موقع الانسان وتأملاته بين صورتين لمركبه فويجر ١ سنه &# ...
- موقع الانسان وتأملاته بين صورتين لمركبه فويجر ١------- ...
- تأملات في الكون ومسيرة الانسان فيه:
- جانب من حياة الرحاله العراقي يونس بحري ومذكراته في سجن ابو غ ...
- جانب من حياة الرحاله العراقي يونس بحري ومذكراته في سجن ابو غ ...
- جانب من حياة الرحاله العراقي يونس بحري ومذكراته في سجن ابو غ ...
- جانب من حياة الرحاله العراقي يونس بحري ومذكراته في سجن ابو غ ...
- تشييع دفعة جديدة من رفات شهداء حملة إبادة إيزيديي سنجار على ...
- لا تتناول خصوصيات الناس وتلمس جراحاتهم إن لم يكن قصدك فيها ن ...
- للحوار لغة على منصات التواصل الاجتماعي كما في واقع الحياة
- طوبى للطفولة عندما تستشهد كالكبار تحديا للدواعش في حملة اباد ...
- نسبية الزمن في تقييم وقائع حياة الناس الإجتماعية
- وقفة حوارية ثانية مع افكار الدكتور ابراهيم الفقي في كتابه ال ...
- وقفة سريعة مع افكار الدكتور ابراهيم الفقي في كتابه البرمجة ا ...
- قراءة وملاحظات على ديوان شعري الموسوم بعنوان : نرجسه في حقل ...
- تبقى تبعات نزوح وهجرة الأقليات ، بعد جرائم داعش بحقهم دون قص ...
- خواطر صباحية في محطات دروب الحياة
- حوار افتراضي مع نخبة من قادة الفكر الادبي والإنساني
- لم يعد عند الكثير ذلك الاهتمام المفروض في قراءة الكتب الثقاف ...


المزيد.....




- السوداني: العراق بات قريبا من إغلاق مخيمات اللاجئين
- مفوض الأونروا: الإمدادات الطبية والأساسية في قطاع غزة تنفد
- محامون يقدمون شكوى ضد 10 عسكريين بريطانيين بتهمة ارتكاب جرائ ...
- داخلية السعودية تعلن إعدام أردني -تعزيرًا- وتكشف تهمته
- حماس ترد على تصريحات واشنطن حول جريمة -إعدام المسعفين- برفح ...
- للمرة الأولى.. فرنسا وإسبانيا تتقدمان على ألمانيا بعدد طالبي ...
- “نحن أطفال فلسطين… نحلم فقط بحياة آمنة، نكبر بلا خوف، ونرسم ...
- مقتل صحفي وإصابة 9 آخرين، أحدهم احترق داخل خيمته في استهداف ...
- الضفة الغربية.. تهجير وتدمير وحملات دهم واعتقال (فيديوهات) ...
- الفاشر.. معارك طاحنة واتهامات باستخدام النازحين دروعا بشرية ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خالد محمود خدر - بمناسبة احتفال ابناء المكون الآشوري الكلداني السرياني بعيد اكيتو في الاول من نيسان 2025 في مدينة دهوك