احمد موكرياني
الحوار المتمدن-العدد: 8304 - 2025 / 4 / 6 - 15:23
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
يُثير قرار زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، بعدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة في العراق الكثير من التساؤلات داخل الأوساط السياسية والإعلامية.
فقد ارتبطت حياة الصدر السياسية بالصراع مع خصومه داخل البيت الشيعي، وتحديداً مع قوى "الإطار التنسيقي"، التي تمثل الامتداد السياسي للفصائل المسلحة الموالية لإيران.
1. جذور الانسحاب البرلماني عام 2022:
جاء قرار مقتدى الصدر بالانسحاب من البرلمان في تموز 2022 ليشكل صدمة لأنصاره وخصومه على حدّ سواء، فرغم امتلاكه الكتلة الأكبر بـ73 نائباً، اختار مغادرة المشهد البرلماني، مانحاً الفرصة لخصومه في الإطار التنسيقي لتشكيل الحكومة العراقية.
تشير التحليلات إلى أن هذا الانسحاب لم يكن وليد اللحظة بل جاء نتيجة:
• استشعار الصدر لتزايد الضغوط الإيرانية.
• عدم قدرته على فرض حكومة مستقلة عن الإطار الولائي.
• خشيته من انفجار صراع دموي داخل الطائفة الشيعية لو استمر في المواجهة.
2. أسباب قرار مقاطعة الانتخابات القادمة، يمكن تفسير قرار مقتدى الصدر بعدم الاشتراك في الانتخابات المقبلة من عدة زوايا:
• ضرب شرعية العملية السياسية: يسعى الصدر إلى إضعاف شرعية الانتخابات القادمة بوصفها "انتخابات بلا تمثيل شعبي حقيقي"، خاصة في ظل سيطرة الإطار التنسيقي على مؤسسات الدولة.
• إدارة معركة طويلة النفس: يخطط الصدر على المدى البعيد لإعادة بناء تياره بعيداً عن الاستنزاف البرلماني والحكومي، وربما التحضير لمواجهة مفصلية مستقبلية أكثر حسماً.
• تحييد مسؤولية الفشل الحكومي: بعد تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي في العراق، يفضّل الصدر الابتعاد عن المسؤولية المباشرة ليحافظ على صورته كمعارض نقي.
3. تحديات التيار الصدري مستقبلاً، رغم الانسحاب، يواجه مقتدى الصدر تحديات معقدة أبرزها:
• تصاعد نفوذ الفصائل المسلحة المنافسة.
• خطر الانشقاقات داخل تياره مع طول أمد الابتعاد عن السلطة.
• استمرار الاستهداف الإيراني لكل مصادر قوته المالية والتنظيمية.
يبقى قرار مقتدى الصدر بالانسحاب من الانتخابات المقبلة ورقة تكتيكية بانتظار تطورات إقليمية ودولية قد تفرض عليه العودة للواجهة، خاصة في حال حدوث تصعيد شعبي أو احتجاجات كبرى في العراق، ويظلّ المشهد السياسي العراقي مرشحاً لمزيد من التعقيد في ظل تنازع المصالح الإقليمية والدولية، واستمرار أزمة الثقة بين القوى السياسية والجمهور العراقي.
كلمة أخيرة:
• إنّ منطقتنا تمرّ بمنعطف خطير واستثنائي، ليس وليد الصدفة ولا عفوياً، بل جرى التخطيط له مسبقاً على يد المستشرق اليهودي البروفسور برنارد لويس، الذي عُرف بنظريته حول "الفوضى الخلّاقة (Creative Chaos)"، وقد كان مستشاراً لوزيري الدفاع الأمريكي، دونالد رامسفيلد وديك تشيني، ويقع العراق ضمن خريطة تقسيم برنارد لويس لتقسيمه الى ثلاث دوليات: كردية وشيعية وسنية.
• الأهداف خطة برنارد لويس:
o ضمان أمن إسرائيل وسط دول ضعيفة ومفككة.
o السيطرة الأمريكية الكاملة على موارد النفط والغاز.
o إنهاء فكرة الدولة الوطنية العربية الجامعة.
o استخدام الطائفية كأداة لإشغال الشعوب بحروب داخلية
#احمد_موكرياني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟