أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وليد عبد الرحمن - نحو خطاب فلسطيني عقلاني ومسؤول: مقاربة واقعية للوحدة والشراكة العربية














المزيد.....

نحو خطاب فلسطيني عقلاني ومسؤول: مقاربة واقعية للوحدة والشراكة العربية


وليد عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 8304 - 2025 / 4 / 6 - 09:56
المحور: القضية الفلسطينية
    


مقدمة
في ظل التحديات المتفاقمة التي تواجه القضية الفلسطينية، من تسارع وتيرة التطبيع إلى محاولات تصفية الحقوق التاريخية، تبرز ضرورة مراجعة الخطاب السياسي والإعلامي الفلسطيني بما يحقق أهدافه بفاعلية أكبر. فبينما تشكل العاطفة جزءًا لا يتجزأ من الوعي الجمعي الفلسطيني، فإن التعامل مع المعادلات الإقليمية والدولية المعقدة يستدعي استراتيجية أكثر عقلانية وتوازناً، تعيد ترتيب الأولويات، وتعزز التحالفات، وتؤسس لخطاب يرتكز على الحوار البناء بدلاً من التوتر والصدام.
أولًا: تفكيك إشكالية الخطاب الانفعالي
1. السياق التاريخي والراهن
لطالما اعتمد الفلسطينيون على الخطاب العاطفي في حشد الرأي العام العربي والدولي، إلا أن استمراره كنهج رئيسي دون مراجعة نقدية قد يحدّ من فعاليته في ظل التحولات السياسية المتسارعة. فالقضية الفلسطينية ليست مجرد قضية وجدانية، بل هي قضية حقوقية وسياسية تحتاج إلى خطاب يُترجم إلى سياسات عملية تدعم الصمود الفلسطيني على الأرض.
من ناحية أخرى، فإن الخطاب الفلسطيني تجاه الدول العربية يعاني من التناقض؛ فبينما تواجه هذه الدول ضغوطًا هائلة لتمرير مشاريع تطبيعية، يتم توجيه خطاب تصعيدي ضدها، ما قد يُضعف قدرتها على المناورة لصالح القضية الفلسطينية ويؤدي إلى مزيد من العزلة.
2. من المستفيد من استمرار الانقسام والخطاب التصعيدي؟
من اللافت أن بعض القوى الدولية والإقليمية تُشجع ضمنيًا على استمرار الخطاب العاطفي والانفعالي، إذ إنه يسهم في خلق فجوة بين الفلسطينيين وحلفائهم المحتملين. فالتصعيد اللفظي تجاه الدول العربية، لا سيما فيما يتعلق بقضايا حساسة كالتطبيع والدعم المالي، قد يُبعد هذه الدول عن القضية الفلسطينية بدلًا من تعزيز ارتباطها بها.
وبالتالي، فإن المطلوب هو خطاب فلسطيني عقلاني يأخذ في الاعتبار تعقيدات المشهد العربي والدولي، ويسعى إلى بناء شراكات استراتيجية بدلاً من تعزيز القطيعة.
ثانيًا: الشراكة العربية من منظور واقعي
1. فهم مواقف الدول العربية في سياقها السياسي
ليست المواقف الرسمية للدول العربية نتاج ضعف أو تهاون، بل هي انعكاس لتعقيدات سياسية وأمنية داخلية وإقليمية. فعلى سبيل المثال، يرتبط الموقف الأردني من القضية الفلسطينية بمخاوف أمنية حقيقية تتعلق بالتهويد الممنهج للقدس، فيما يرتبط الموقف المصري باعتبارات أمنية متعلقة بسيناء وغزة، بينما تنطلق السياسات السعودية من استراتيجيات أوسع تتعلق بالاستقرار الإقليمي والتحديات الاقتصادية.
فهم هذه الديناميكيات يساعد في بناء خطاب فلسطيني أكثر واقعية، قادر على استثمار نقاط التقاطع بدلاً من التركيز على نقاط الخلاف.
2. من منطق الوصاية إلى منطق الشراكة
بدلًا من المطالبة بدعم عربي غير مشروط، ينبغي للفلسطينيين تبني مقاربة جديدة قائمة على مبدأ الشراكة الاستراتيجية، بحيث تصبح القضية الفلسطينية جزءًا من رؤية عربية أوسع للأمن والاستقرار، وليس عبئًا سياسيًا تتجنبه الحكومات.
يتطلب ذلك حوارًا فلسطينيًا-عربيًا مؤسسيًا يضع أسسًا واضحة لدعم سياسي واقتصادي مستدام، قائم على المصالح المشتركة وضمانات متبادلة تحفظ كرامة جميع الأطراف.
ثالثًا: الأولوية لإصلاح البيت الداخلي الفلسطيني
1. إنهاء الانقسام كشرط لاستعادة المصداقية
لا يمكن للفلسطينيين المطالبة بدعم عربي ودولي فاعل بينما يستمر الانقسام الداخلي. فالتشرذم السياسي والمؤسساتي أضعف القضية الفلسطينية، وحوّلها من رمز للتحرر إلى نموذج للفشل في إدارة الذات.
إن إعادة توحيد الصف الفلسطيني ليست مجرد ضرورة وطنية، بل شرط أساسي لاستعادة ثقة الحلفاء، إذ يصعب على الشعوب العربية دعم قضية منقسمة على ذاتها، فضلاً عن أن الانقسام يوفر ذريعة للخصوم للادعاء بأن الفلسطينيين غير قادرين على إدارة دولتهم المستقبلية.
2. بناء نموذج فلسطيني قادر على الصمود
لا ينبغي أن يكون الاحتلال عائقًا أمام بناء مؤسسات فلسطينية قوية، بل يجب أن يكون دافعًا لتعزيز الصمود عبر التركيز على التنمية الذاتية. فبدلاً من الاعتماد المفرط على المساعدات الخارجية، يمكن الاستثمار في القطاعات التعليمية والصحية والاقتصادية، بما يعزز قدرة الفلسطينيين على إدارة شؤونهم بأنفسهم.
هذا النموذج سيخلق شريكًا فلسطينيًا موثوقًا، قادرًا على بناء تحالفات سياسية واقتصادية قائمة على الإنجاز وليس فقط على الحاجة للدعم.
رابعًا: نحو خطاب فلسطيني أكثر توازنًا
1. إلى الفلسطينيين:
العالم يتغير، ومعه تتغير قواعد الصراع. وحدتكم ليست ترفًا، بل ضرورة استراتيجية. بدلاً من انتظار دعم غير مشروط، اعملوا على إصلاح الداخل، وابحثوا عن شراكات قائمة على المصالح المشتركة.
2. إلى الشعوب العربية:
القضية الفلسطينية ليست مجرد عبء، بل هي امتداد لنضالكم من أجل العدالة. دعمكم ضروري، لكن الأهم هو أن يكون هذا الدعم في إطار رؤية استراتيجية تُترجم إلى سياسات فعلية.
3. إلى الحكومات العربية:
دعمكم للقضية الفلسطينية ليس فقط التزامًا أخلاقيًا، بل هو استثمار في استقرار المنطقة. فحل القضية الفلسطينية بطريقة عادلة هو الضامن الأساسي لأمن إقليمي مستدام، والتجاهل أو التهميش لن يؤدي إلا إلى تعقيد الأزمات.
خاتمة
القضية الفلسطينية ليست مجرد مسألة عربية، بل هي قضية إنسانية تتطلب خطابًا عقلانيًا قادرًا على استقطاب الدعم الفاعل بدلًا من استنزافه في جدالات عقيمة. إن بناء مستقبل أفضل للفلسطينيين يبدأ بإصلاح الداخل، وتعزيز الشراكات العربية، وتقديم نموذج فلسطيني قادر على تحقيق إنجازات ملموسة رغم التحديات. فالمعارك الكبرى تُحسم بالحكمة والتخطيط الاستراتيجي، لا بالصراخ والشعارات.



#وليد_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإبادة والخطاب: فجوة اللغة والواقع في زمن الدمار
- -غزة تباد وانت تحلل: رسالة الى صديقي الشعبوي العزيز-
- “الهوية المزدوجة: التطور التاريخي والتوترات المعاصرة بين الم ...
- غزة: مقاومة الوجود في وجه الإبادة
- العنوان: مسلسل معاوية: تزييف الوعي عبر دراما تاريخية مُعلّبة
- العنوان : الوحدة الفلسطينية: مفتاح الصمود أم وهم الانتصارات ...


المزيد.....




- بعد عزل الرئيس.. كوريا الجنوبية تحدد موعد الانتخابات الرئاسي ...
- مواصفات الهاتف المنافس الجديد من Xiaomi
- الجزائر وفرنسا: كيف يفتتح البلدان -المرحلة الجديدة- بعد أزمة ...
- جماعة أنصار الله: غارات أمريكية قتلت شخصين على الأقل في صعدة ...
- مالي والنيجر وبوركينا فاسو تستدعي سفراءها من الجزائر بعد اته ...
- ما قصة اشتعال السباق النووي بين الصين والهند وباكستان؟
- نتنياهو يصل واشنطن لمناقشة -ملفين رئيسيين- مع ترامب
- بدنيا ونفسيا.. إسرائيل تعلن عدد جنودها المصابين في حرب غزة
- الجيش الروسي يسيطر على بلدة في سومي ويدمر 100 مسيرة أوكرانية ...
- -لا يتذكر-.. أردني أن حاول فتح أبواب طائرة متجهة إلى سيدني


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وليد عبد الرحمن - نحو خطاب فلسطيني عقلاني ومسؤول: مقاربة واقعية للوحدة والشراكة العربية