أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ويصا البنا - -حين يصمت القانون عن ازدراء المسيحية: من يردع معاذ عليان؟-














المزيد.....

-حين يصمت القانون عن ازدراء المسيحية: من يردع معاذ عليان؟-


ويصا البنا
مقدم برامج _ اعلامى _كاتب - مشير اسرى -قانوني

(Wisa Elbana)


الحوار المتمدن-العدد: 8304 - 2025 / 4 / 6 - 09:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في الوقت الذي تسعى فيه الدولة المصرية لإعادة ترميم النسيج الوطني الممزق بفعل عقود من التمييز والإقصاء، يخرج علينا شخص يُدعى معاذ عليان، يتخذ من "مقارنة الأديان" ستارًا لممارسة أبشع أشكال التحريض الطائفي، وإهانة العقيدة المسيحية، والتشكيك في ثوابتها، بأسلوب فج وعدواني لا يليق بمسلم حقيقي ولا بمواطن ينتمي لوطن يسعى إلى الاستقرار.

معاذ عليان لا يُخفي نواياه، بل يُعلنها في فيديوهات منتشرة على "يوتيوب" وصفحات "فيسبوك"، يتعرض فيها لشخص السيد المسيح، والسيدة العذراء، والإنجيل، ورموز الكنيسة، بلغة مليئة بالاستهزاء، والتهكم، والتحريض. ولسنا هنا أمام مناقشات علمية أو لاهوتية، بل أمام خطب تحريضية تُغذي الكراهية وتقوّض السلم المجتمعي.

فأين الدولة؟ وأين القانون؟

دعونا نعود إلى ما ينص عليه القانون المصري:

أولاً: المادة 98 (و) من قانون العقوبات المصري
تنص على أن:

> "يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تتجاوز خمس سنوات أو بغرامة لا تقل عن خمسمائة جنيه ولا تتجاوز ألف جنيه، كل من استغل الدين في الترويج ـ بالقول أو بالكتابة أو بأي وسيلة أخرى ـ لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة أو ازدراء أحد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها أو الإضرار بالوحدة الوطنية أو السلام الاجتماعي."



فهل ما يقوم به معاذ عليان من ازدراء مباشر وصريح للمسيحية لا ينطبق عليه هذا النص؟
هل الدولة تنتظر أن يتحول التحريض اللفظي إلى اعتداءات جسدية حتى تتحرك؟!

ثانياً: المادة 160 من قانون العقوبات المصري
تجرّم كل من:

> "استعمل القوة أو العنف أو التهديد أو التدابير غير المشروعة لمنع مواطن من ممارسة الشعائر الدينية أو التحقير من دينه".



عليان في مقاطعه، لا يكتفي بالازدراء، بل يدعو بشكل غير مباشر إلى التشكيك في وجود المسيحيين كمواطنين متساوين، ويهاجم الكنيسة، ويحرض على رفض الآخر المختلف دينيًا.

ثالثاً: الدستور المصري نفسه، في المادة 53

> "المواطنون لدى القانون سواء، وهم متساوون في الحقوق والحريات والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الدين أو العقيدة..."



أين هذه المساواة حين يُحاسب المواطن المسيحي على كلمة، ويُسجن بتهم فضفاضة، بينما يُترك عليان ليبث سمومه بحرية على المنصات الرقمية؟!

غياب العدالة أخطر من الجريمة نفسها

إن الخطر الحقيقي ليس في ما يفعله معاذ عليان فحسب، بل في هذا التجاهل المتعمد من مؤسسات الدولة، التي تنتهج صمتًا مشينًا أمام ازدراء دين معترف به رسميًا في الدستور، وأمام تحريض صريح يُهدد السلم الأهلي.
وهذا الصمت لا يمكن قراءته إلا كضوء أخضر للمزيد من التحريض، والمزيد من الكراهية، والمزيد من الشرخ المجتمعي الذي يدفع الوطن كله ثمنه.

إذا كان القانون لا يُطبّق على الجميع، فإنه لم يُخلق للعدل بل للتمييز.

إننا لا نطلب حماية طائفية، ولا امتيازات دينية، بل نطالب فقط بتطبيق القانون، بميزانه العادل، على الجميع دون انتقائية. فصمت الدولة على أمثال عليان يُفقدها مصداقيتها، ويهدم جهودها في ترسيخ المواطنة، ويحوّل الوطن إلى غابة يُستباح فيها كل مقدّس تحت شعارات زائفة.
آن الأوان أن نُسمي الأمور بمسمياتها. ما يفعله معاذ عليان ليس "دعوة"، بل تحريض. ليس "نقدًا"، بل ازدراء. ليس "حرية رأي"، بل خطاب كراهية مكتمل الأركان.
ونحن، كمواطنين، ننتظر من النيابة العامة فتح تحقيق عاجل في هذه الوقائع، وتطبيق نصوص القانون التي ما خُلقت إلا لحماية الوطن من أمثال هؤلاء.



#ويصا_البنا (هاشتاغ)       Wisa_Elbana#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جريمة حضارية مكتملة الأركان: حين تتحول الكنيسة إلى غنيمة.
- يا معالى وزير الصحة لا شكر على واجب
- -انتهاك مزدوج للدستور وقانون الطفل: طالبة تُعاقب على حريتها ...
- هل الرأي العام مرآة للحقيقة؟
- التسول وتأثيره السلبي على السياحة وسبل مكافحته وفقًا للقانون
- تركيا على مفترق طرق: احتجاجات تعصف بالشارع ونظام أردوغان يتر ...
- آن أوان الخلاص… أردوغان راعي الإرهاب وعدو الداخل والخارج
- إلى أمي الحبيبة في السماء،
- عالمنا الجميل: بين الفوضى والضحك-
- الشعب يريد… بس مين سامع؟
- حكاية قلوب منهكة وأرواح تبحث عن السكينة
- إعلان قانوني بشأن الجرائم التي يرتكبها أحمد الجولاني وجماعته ...
- -المجازر المنسية في سوريا: قتل ممنهج وصمت عالمي مخزٍ-
- اخى المواطن انتبه من اللصوص
- هى ماشية ازاى ؟
- سوق العقار المصرى
- ماذا لو كنت البابا لاقباط مصر
- - مَا أَشْبَهَ اللَّيْلَةَ بِالبَارِحَةِ - .
- كيف يتم خطف نساء الاقباط
- جبل الطير والداخلية


المزيد.....




- فرنسا: توقيف شابين بشبهة التحضير لهجوم إرهابي أحدهما أعلن مب ...
- -يديعوت أحرونوت- تنشر تقريرا عن ملياردير يهودي جعل العالم يق ...
- -يديعوت أحرونوت- تنشر تقريرا عن ملياردير يهودي جعل العالم يق ...
- محافظ السويداء يكشف كواليس لقائه مع شيوخ الطائفة الدرزية
- شاهد.. أول ظهور علني لـ ’بابا الفاتيكان’ بعد مغادرته المستشف ...
- تشريح جثة مراهق فلسطيني معتقل يكشف وفاته بسبب -سوء التغذية- ...
- دعوات سورية لفتوى تحرم القتل والتحريض الطائفي.. هل يتحرك مجل ...
- القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية: إضراب شامل غدا رفضا لحر ...
- البابا فرنسيس يظهر في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان (صور+فيديو ...
- السويداء.. وزير الدفاع السوري يلتقي وفودا والمحافظ يجول على ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ويصا البنا - -حين يصمت القانون عن ازدراء المسيحية: من يردع معاذ عليان؟-