أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد السعدي - رحيل فاضل الربيعي !.














المزيد.....

رحيل فاضل الربيعي !.


محمد السعدي

الحوار المتمدن-العدد: 8304 - 2025 / 4 / 6 - 09:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


رحيل فاضل الربيعي !

رحل عن دنيانا المفكر والاديب والسياسي العراقي فاضل الربيعي ”أبو نورس” أثر مرض لم يمهله طويلاً في منفاه القسري في هولندا بعمر ٧٣ عاما ، بعد أن ترك أرثاً تاريخياً وفكرياً في بحوثه العلمية والأدبية ، أثارت العديد من السجالات والدراسات على مستوى مؤسسات ثقافية ودول وشخصيات ومنابر علمية ودراسات جامعية وقنوات تلفزيونية ، سيبقى هذا الأرث مناراً لأجيال قادمة في البحث والمعرفة .
لقد أوجعني رحيله المبكر ، وفي بعض الاماكن ذرفت الدموع على رحيله لحق االعلاقة التي تمتد بيننا منذ عام ١٩٨٨ ، في العاصمة دمشق .

كان لقائي الأول معه ، وقد سبق هذا اللقاء معرفة من خلال متابعتي لانجازته الفكرية والصحفية ومواقفه السياسية ، الذي ظل يعتد بها إلى يومه الاخير ، وقد تعرفت عليه في المرة الأولى وجهاً لوجه في بيت أبنة خالتي أمال داود السعدي ” أم تراث ” في بيتها الكائن في مساكن برزة في العاصمة دمشق لغرض توديعها في السفر إلى قبرص للالتحاق بزوجها ، الذي يمتلك دار نشر هناك ، ودار بيننا حديث قصير حول مجمل قضايا ، بعد أن عرفته عن نفسي وتجربة الجبل ووصولي إلى دمشق بعد تجربة قاسية ومريرة . وبعد أن ودعنا أبنة خالتي ”أم تراث” في مطار دمشق ، عدنا سوية في سيارة تاكسي وأخذنا الحديث طويلاً حول سياسات ومواقف وشخصيات !.

بعد فترة ليس طويلة دعاني إلى بيته للتشاور حول قضايانا السياسية ، وذهبت أنا وخضر جعفر السعدي ، وقد سبقنا إلى بيته جمع من السياسيين والمثقفين منهم ، طلال شاكر ، وموسى السيد ، وآخرون . ودارت نقاشات ساخنة ، وقدمت بها بانوروما سياسية حول تطورات الوضع السياسي في العراق ومستجداته بإعتباري قادم تواً من الداخل العراقي والجبل . من تلك الأيام بقيت علاقتنا ممتدة ولم تنقطع عبر الرسائل والاتصالات ، رغم تباعدات المنفى ، وفي عام ٢٠٠٢ ، زارني في بيتي في مدينة مالمو السويدية ، وكان يعتبر ويكرر دائماً بأن زوجتي واحدة من بناته لاعتزازه بها ، وفي تلك الفترة الحرجة ولعدة أيام من وجوده ببيتنا ، كان ينوي الذهاب إلى العاصمة بغداد ضمن الوفد المعروف والمعلن آنذاك ، إعتقاداً وإيمانا منه في محاولة لانقاذ الوضع في العراق ودرء العدوان عنه ، بعد أن جيشت أمريكيا والدوائر المشبوهة في غزوه وإحتلاله ، ولعدة ليالي خضنا عدة نقاشات في الأفاق والاحتمالات ، في الختام ذهب مع الوفد إلى العاصمة بغداد ، وألتقى بأرفع مسؤولي الدولة وحزب البعث ، وخرج بأستنتاج خطير من خلال مقابلة منشورة في الصحف العراقية حول قصر نظر النظام العراقي حول التغيرات والتحولات في الشأن السياسي العراقي والوضع الدولي وتمسكه بسياسته الاستبدادية تجاه قوى المعارضة الوطنية ، التي جلبت الويلات إلى شعبنا . وفي العام ٢٠٠١ ، زرته في العاصمة لندن ، كان مقيم بها ، وألتقينا بالمرحومين موفق فتوحي ونوري عبد الرزاق .

في صيف ٢٠٠٩ ، كان لقائي الآخير معه في العاصمة دمشق ، وقد عرفني بها على الروائي العراقي سعد سعيد ، وأهداني مجموعة من كتبه ، وأيضا عرفني على الشخصية الوطنية العراقية والفنان مؤيد البصام !.
وظلت علاقتنا بنفس الروحية والتوهج ، ولم تفتر يوماً ولا غيرها الزمن ولا أثرت بها المواقف ووجهات النظر المختلفة ، وكنت من متابعيه نشاطه العلمي والفكري ، والذي قدم له قراءة جديدة على ضوء معطيات وسرديات تاريخية نالت أهتمام قطاع كبير على مستوى العالم ، وفي السنوات الآخيرة أشتغل على تأسيس مؤسسة فكرية مع نخبة مميزة من المفكرين العرب ، لكن المرض اللعين غافله على حين غرة ولم يمهله طويلاً ، وقبل عدة شهور فاجأني بأتصال من هولندا ليخبرني بمرضه اللعين مما أوجعني وبقيت لعدة أيام حزين وخائف على رحيله المبكر ، وبقيت أتواصل معه للاطمئنان على صحته متمنياً له الشفاء وتجاوز محنته ، وقبل أسبوعين من رحيله الأبدي أتصلت به وكان معي القاضي زهير كاظم عبود ، ومن نبرات صوته واضح إنه قربت أيامه !.
شكلت مواقفه السياسية الجريئة تجاه قضايا فكرية ووطنية أمر هام مما تعرض إلى حملة كبيرة من الاجحاف والتشهير فاقت في بعض صورها الضمير والشرف والغيرة ولم تثنيه على تبني مواقفه بل أزداد أصرارا للتمسك بها ، وهذا يدل على قوة قناعاته وعمق وعيه وإيمانه بحركة التاريخ وصلب مواقفه !.
أرثيك يا صديقي بحزن .
ولترقد روحك بسلام .
وخالص التعازي إلى عائلته ورفاقه ومحبيه .
مالمو / ٢٠٢٥



#محمد_السعدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار صريح مع د.حميد عبدالله !.
- مسلسلات ودراما عراقية باهتة !.
- ساعة الصفر !.
- إلى الرجل مكرم الطالباني !.
- قراءة .. في كتاب -حوار صريح مع صدام حسين -.
- نص الحوار الذي أجرته معي الكاتبة الروائية والصحفية المصرية س ...
- يوميات من الماضي البعيد !.
- حضوة الزعيم قاسم في حضرة الشيوعيين !.
- نعي حزين … خسارة مفجعة !.
- الشاعر المغدور أبن مدينة بعقوبة ” خليل المعاضيدي”.
- الراحل نعمان علوان سهيل التميمي ”أبو عايد ” ملازم خضر !.
- بشتاشان بين الضحية والجلاد !.
- كتابي الجديد !.
- بعضاً من مساراته !.
- الى الراحل أبو خولة !.
- صورة الاستاذ محمد يونس جبر الساعدي!.
- أنا والأدب الروسي حكايات …!
- وقفة مع حسن أوبك !.
- ألكساندر بوشكين بين الأمس واليوم !.
- أحمد الجلبي … مراوغ بغداد الماكر !.


المزيد.....




- القوات الإسرائيلية تقتل فتى أمريكي - فلسطيني وتجرح اثنين في ...
- وزير الخارجية الإماراتي يلتقي نظيره الإسرائيلي للمرة الثانية ...
- 3 دول أفريقية تستدعي سفراءها من الجزائر
- مقتل رجل أعمال مصري.. قطعت جثته وخبئت في -مجمد-
- احتجزتهما إسرائيل.. نائبتان بريطانيتان تعودان إلى لندن
- فيديو.. حماس تعلن قصف أسدود في إسرائيل برشقة صاروخية
- -حصلتم على الرد الليلة-.. سموتريتش يعلق على هجوم حماس
- أوامر إخلاء جديدة في غزة.. ونتنياهو يتوعد بعد إطلاق الصواريخ ...
- قتلى ومصابون في صنعاء بعد غارات أميركية جديدة
- فيديو.. السيسي وماكرون يتجولان في خان الخليلي


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد السعدي - رحيل فاضل الربيعي !.