أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - المنصور جعفر - اتفاق نيروبي















المزيد.....



اتفاق نيروبي


المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 8304 - 2025 / 4 / 6 - 09:53
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


يهتم هذا النص بتمحيص جزء صغير من الكلام عن (مع) أو (ضد) توافق "الحركة الشعبية" في منطقة جبال النوبا مع "قوات الدعم" على "ميثاق في نيروبي" هدفه إعادة تأسيس الدولة السودانية
ينبه هذا النص الى بضعة نقاط قد تفيد في التعامل مع ذلك الاتفاق وبعض اثاره في بلد عرف بنقض الاتفاقات والعهود.. أملا في وحدة وتنمية السودان.



■□■ في الكلام ضد توافق "الحركة" و"الدعم" أخطاء في المعلومات وفي التحليل وبالتالي تسبب أخطاء في تقدير طبيعة وجود أو إنقسام مجتمعات أو بلاد السودان. وتكونت هذه الملحوظة من الآتي:



1■ في موضوع "جنوب إفريقيا " خلط الكلام عفوا أو قصداً بين تراث فكري سياسي إسمه "الرابطة الإفريقية Panafricanismo" وهو تراث مجيد ابتدأ في العقد الأول من القرن العشرين خلطه الاعتراض مع حزب اخر بدأ تكونه في الفترة بين عام 1959 ومنتصف ستينيات القرن العشرين عبر تنظيم مشابه له في الاسم "مؤتمر حركة الرابطة الافريقية" ومنه اصبح اسم الحزب "مؤتمر شعب ازانيا" (PAC)


■□■ تجاهل الخلط ان الرابطة الأولى منذ العقد الأول من القرن العشرين كانت ؤابطة فكرية سياسية عمومية لها تجليات مختلفة، مثلها مثل "الرابطة الاسلامية" أو "رابطة القومية العربية" أما حركة الرابطة الإفريقية (Panafrcanism Movement) وحزبها "مؤتمر شعب ازانيا"
(PAC) فانتسبت للرابطة الأولى.

ولذلك قصة قصيرة فقد تجسدت خلاصة الرابطة بشكل ثوري في عام 1923 بتجمع ثلاثة أربعة منتظمات في منتظم أكبر هو "المؤتمر الوطني الإفريقي" (ANC) الذي غضباً من إتجاهه الثوري الرافض أتجاه اثننة السياسة وربطها بالتقسيمات القبيلية إنقسم رافضوه وإنشقوا عنه عام 1959 وشكلوا "مؤتمر حركة الرابطة الإفريقية" وحزبها (PAC) متلحفين بثوب "الأصالة الإفريقية" متهمين ثورية الشيوعيين وثوار "المؤتمر الوطني الإفريقي" بالتبعية للثقافة والأساليب الأوروبية! في نفس الوقت قام هذا "الحزب" بنسب نفسه لتاريخ نضالات أفذاذ الرابطة الإفريقية الأولى وابطالها الساطعين انذناك تامبو وسيسليو ونكروما وكينياتا ونايريري وموغابي، طيب الله ذكراهم.


■□■ كانت الرابطة الإفريقية الأولى (ست الإسم) واراثه وجاهه Panafrcanism حركة مناهضة للاستعمار أما الثانية فتعاونت معه عدداً من المرات.

■□■ الحركة الأولى كانت حركة أصيلة بينما كانت الثانية نسخة مسخ/،كاريكاتورية و ديكتاتورية من الحركة الجد ذات الطابع التثقيفي. خلط بينهما الاعلام المضلل خلطاً وقع فيه الكلام الرافض لتوافق "الحركة الشعبية لتحرير السودان" مع "الدعم السريع" حيث وضع الرابطة المزوفة كـ ((إتجاه ثوري)) مضاد لسياسة "المؤتمر الوطني الإفريقي" التي وصمها نفس الخلط بانها ((اصلاحية)) !


الغريب بان الكلام واشج هذه ((النزعة الإصلاحية)) بنلسون مانديلا المتوفي عام 2013 بينما واشج ((النزعة الثورية)) بروبرت سوكوي المتوفي عام 1975 متزعم جماعة "مؤتمر/حركة الرابطة الإفريقية وحزبها مؤتمر شعب ازانيا (PAC) المتأسس بين عام 1959 ومنتصف الستينيات بعصبية شائر"الخوسا" ضد الاتجاه الثوري ل"المؤتمر الوطني الإفريقي" (ANC) وسياسته الجامعة إثنيات جنوب إفريقيا والرافضة وضع نضال المساواة في محاصصة إثنيات وقبائل واعتقادات.

تابع الكلام ضد اتفاق نيروبي بين"الحركة الشعبية لتحرير السودان" و الفصائل السودانية الأخرى واصما ذلك التوافق بـ"الاصلاحية" مكررا اتهام نضالات "المؤتمر الوطني الإفريقي" في جنوب افريقيا في مرحلة إنهاء نظام الفصل العنصري!!

■□■ الخطأ الكبير ان أفكار ثم أنشطة تلك الرابطة الإفريقية المزوفة وحزبها (PAC) وثيق عشائر "الخوسا" منذ عام 1959 وأنشطة "إنكاثا" حزب نخبة عشائر "زولو" المؤسس في منتصف السبعينيات لم تكن لا في السياسة ولا في الإقتصاد ولا في أمور المجتمع أفكار وأنشطة ذات سمات ثورية ماركسية-لينينية، بل أشهر ما في تينك الحزبين المحليين حالة غضب إثنوثقافي عام ضد الأوربة وضد وجود المستوطنين الأوروبيين أو تمددهم في مناطق معينة. حتى لو كان أجداد أجدادهم من مواليد ومواطني جنوب إفريقيا وحتى لو كانوا مناضلين ضد كل أشكال السيطرة الطبقية الأوروبيانية !!




2■ بحكم تحويل السياسة في جنوب افريقيا إلى حالة اثنوثقافية تفرقت أمورها منذ ستينيات إلى تسعينيات القرن العشرين خمسة تيارات عشائرية سياسية، بالامكان تمثيلها بشكل حزبي اثنوي أو اثنوي حزبي على النسق الاتي :


(أ) تيار إثنوتايخي محتفي ب"الماضي المجيد" نشأ أواخر السبعينيات وهو تيار يميل إلى استعادة تمكين إثنية/عشائر مملكة يزعمها لكل "الزولو" مملكة عشيرة/ قبيلة كانت تسيطر على بعض مناطق جنوب إفريقيا قبل غزو وتغلغل وتوطن الأوروبيين، تمكيناً يجعل كل بلاد و مجتمعات جنوب إفريقيا الحاضرة مجرد حاكورة لملك "الزولو" المجهول الديمقراطية!؟

(ب) تيار إثنوثقافي آخر يميل لتمييز ومساواة السواد الأعظم دون أي تمييز أو تقدير إثنوسياسي يفرق بين أفرادهم أو مجتمعاتهم لصالح أفراد أو مجتمع "الزولو" أو أي مجتمع آخر. لكنه يرفض الجنوب افارقة الاوروبيو الأصل وبعض أفكار وأساليب الحداثة باعتبارها ثقافة المتوطنين. وهو ما يشبه كثرة من التنظيمات الاثنوثقافية السياسة التي تشهر شعارات المساواة والديمقراطية في الخارج للآخرين وتتعامل باتوقراطية أو بأنساق بطرياركية مع مجتمعها.

(ت) تيار البراغماتية وتفضيل أسلوب التاكتيكات السياسية المتغيرة حسب ظروف وحالة نخبة كل مجتمع واثنية. وهو تيار وثيق الصلة جداً مع التيار الأول أو انهما وجهان لسباسة تعظيم وانفراد منتسبي "زولو" التيار (ا) وجه عمومي شعبوي وهذا وجه نخبوي يمثله حزب "انكاثا".

(ح) ثلاثة تيارات في مجتمعات الأوروبيين تيار الاستعماريين، وتيار المواطنية والتيار اليساري،

(ج) تيار "المؤتمر الوطني الإفريقي" قمين الماركسية-اللينينية و"الجبهة الشعبية/الوطنية" المعلي للمسألة الطبقية.



3■ مع كل الآلام والآمال التي ذخرت نضالات جنوب إفريقيا وزخمها من الصعب وفقاً لعيارات التأريخ الإجتماعي الإقتصادي والفلسفة الطبقية وضع جماعة الرابطة الإفريقية وحزبها PAC وكذا حزب "انكاثا" وتصنيفهم كتنظيمات ثورية لمجرد أنهم قد اتهموا حزباً آخر بإنه حزب اصلاحي! ومن الصعب وفقاً لعيارات وتقاليد الديمقراطية الليبرالية تصنيف هذه الجماعة أو أي من الحزبين العشائريين كأحزاب سياسية محددة المعالم لها برنامج وعضوية ومؤتمر وقيادة، بل الحزبان مزوفان وهما جماعتان اثنويتان في السياسة وسياسويتين في الأثننة.


■□■ في الصراع الطبقي تجد ان جماعة/ جماعات "حركة الرابطة الإفريقية" وحزبها (PAC) 1959 وحزب "انكاثا" المتأسس عام 1975 جماعات هرج قبيلي تنفر من النضال البروليتاري ذو التنظيم اللينيني قمين الصراع الطبقي والتثقيف المنظوم والاجتماعات المرتبة والأنشطة المنظومة والمخاطبات المتنوعة والإضرابات والتظاهرات ونالحرب الشعبية بل تميل نخب هذه الحركة والحزبين للتاكتيك النخبوي وسياسة القاءات الثنائية والترتيبات الخاصة والتمويل.

■□■ أما في الصراع السياسي البحت بينها كنخب حزبوية-قبيلية افروقية ازاء نخب المتوطنين الأوروبيين الحزبية العنصرية كانت كنخبة تميل إلى الطاعة والتفاهم مع النخب الأوروبانية على "الممكن". حيث تقبل صاغرة عطية نخبة أحفاد المستوطنين وكان هذا التفاهم النخبوي نقيضاً لتراث مقاومة بطولية قادتها في جنوب إفريقيا عشائر يحسبها الأوروبيون جزئاً من "الزولو".

■□■ لؤماً من "حركة/مؤتمر الرابطة الإفريقية" وحزبها (PAC) المتأسس في فترة عام 1959 وما بعده ومن حزب "انكاثا" المتأسس في فترة منتصف واواخر سبعينيات القرن العشرين ونكاية منهما في تقدم ونشاط ونفوذ "المؤتمر الوطني الإفريقي" (ANC) وإطفاءاً لما أججه من مقاومة ونضال السواد الأعظم ضد تحكم النخب الأوروبانية و النخب الأفروقانية المتوالية معهم من اثنيات "خوسا" و"زولو" و "الملونين" وأنصار الكنيسة إلخ.



4■ 4■ جدل الثلاثة أحزاب والسلطات العنصرية:
بعض الفروق التاريخية بين أحزاب السواد الاعظم في جنوب افريقيا:

بعد أكثر من30 إلى 40 عاماً من تجمع الشيوعيين والنقابيين والتحرريين وتأسيسهم في فترة 1912 1923 نضال "المؤتمر الوطني الافريقي" متعدد الإثنيات والثقافات. ونتيجة ظهور خلافات فكرية ضد الطبيعة الطبقية واللااثنية لذلك النضال وبدعم من السلطة العنصرية حدث ضده إنقسام في عام 1959 عبر عشيرة "خوسا حيث كون المنشقين حركة/مؤتمر الرابطة الإفريقية وحزبها العليل (PAC)، قبل ان تعتل صحة زعيمهم ويتوفى قبيل آواخر سبعينيات القرن العشرين كذلك بعد 50 إلى 60 عام من تأسيس نضال "المؤتمر الوطني الإفريقي" (ANC) تأسس عبر عشيرة "زولو" حزب "انكاثا" في الفترة بين منتصف و أواخر سبعينيات القرن العشرين وكان بقيادة زعيم أو متزعم نخبة زولو "مانغوثوسو بوتيليزي" خفت أو انطفا الأول وبقي المشهور معالم صراع نخبة "زولو" في حزب "انكاثا" مع ال ANC وهي فروق تمثلت في:

▪︎¤▪︎ التفاهم مع المنظومة العنصرية حين كانت تذيق الكادحين العذاب وكان المؤتمر يؤجج النضال.

▪︎¤▪︎ خلافات عميقة وعريضة مع التكوين الفكري والطبقي والاثنوثقافي و الآيديولوجي لجماهير وقيادة "المؤتمر الوطني الإفريقي".

▪︎¤▪︎ طبيعة عشائرية وذاتوية في التعامل.

▪︎¤▪︎ كذلك كان جنود "انكاثا" عوناً للسلطة الحاكمة في بعض عمليات ((ضبط الأمن ومقاومة الارهاب)) وعيناً لها على ((أنشطة التخريب)) المواشجة ل"المؤتمر الوطني الإفريقي" و دوره الثوري في المناجم والمزارع وفي المعازل والأحياء الفقيرة، حيث كان "انكاثا" مضاداً لها.


كان تجمع "المؤتمر الوطني الافريقي"(African National Congress) قد تأسس برفق على مراحل بدأت في يناير 1912 وتجلت عام 1923 وأشتد عود هذا التجمع بالنضال اليومي السري والعلني منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية بنشاط متعدد المجتمعات والثقافات والتكوينات الإثنية في بلد صاخب بالتصنيفات المنسوبة إلى فكرة وجود خصائص ثابتة لكل إثنية بل من شدة تنوع "المؤتمر الوطني الإفريقي" ونشاطه ومهارته في تثبيط القبيلية والفرز الاثني كان بعض مزدريه يوصمون جماهيره وتنوع أساليبها وأساليبه بأنها "لحم راس".

■□■ بشكل عام كانت سمات "المؤتمر الإفريقي" تشبه في تعددها اختلاف السحنات في مجتمع جنوب إفريقيا أو في أي مجتمع آخر لكنه اختلف أكثر عن التقاليد الإثنوية القبيحة الثقافة باحترامه الوطني والأممي تعدد الثقافات وتعامله الطبقي والعملي مع نكء للتفاصيل الإثنوثقافية.

■□■ أيضاً يلاحظ وحود شبه واختلاف بين حزب PAC وحزب إنكاثا Inkatha Isizwe Labuntu الذين عارضا الشيوعية و"المؤتمر الوطني الإفريقي" اتنثل في الآتي:

▪︎¤▪︎ ان لهما علاقة عضوية بالروح العشائرية "خوسا" و""زولو".

▪︎¤▪︎ كان تأسيس الحزبين رفضاً للاتجاه الثوري الذي إتخذه "المؤتمر الوطني الإفريقي".

▪︎¤▪︎ الحزبان قدما نفسهما كشكل مجدد للتراث الافريقي حيث ركزت حركة/مؤتمر الرابطة الإفريقية على الرابطة التراثية القديمة في إفريقيا جنوب الصحراء. وسمعتها الجيدة في سيرة زعماء أفذاذ مثل نكروما وكينياتا وموغابي وتامبو وكاوندا ونايريري وسكوتوري، بينما ركز كلام "زولو" على جانب تحكمهم القديم كتراث لكل جنوب إفريقيا!

▪︎¤▪︎ تمتع الحوبان برضاء نسبي من السلطة العنصرية ومن حكومات غرب أوروبا .

▪︎¤▪︎ اشترك الحزبان مع السلطة العنصرية في كراهية "المؤتمر الوطني الإفريقي" وفي أنشطة تفشيل نضالاته.

▪︎¤▪︎ كانت السلطات العنصرية وجنودها الأفارقة تسمح بتمويل قادة الحزبين النخبويين بينما تصب الإضطهاد على الشيوعيين وتجمع "المؤتمر الوطني الإفريقي" وتسوم مناضليهم العذاب.

▪︎¤▪︎ لعل سبب هذا الاضطهاد وضوح ايديولوجيا الشيوعيين في عداوتها لأشكال الإستعمار والاستغلال. وان الحزبين الآخرين حزب عشائر "خوسا" (PAC) وحزب عشائر زولو "انكاثا" كانا بلا ايديولوجيا كفاحية ظاهرة، بل تصورات غامضة تقدم مجازاً كأفكار قومية إفريقية!؟ بزعم انها "الحكمة الإفريقية"!؟

كانت السلطة العنصرية تصنف حزبي التعامل معها كما تفعل كل سلطة نخبوية عندما تصنف الأحزاب الرجعية والحركات العميلة تعدهما في السجلات جماعة تراث إثنوثقافي وهو ما يوكد رسمياً انها لم ولا تشكل على النظام النخبوي العنصري أي خطر طبقي أو دولي أو حتى سياسي.



5■ في الثمانينيات وضح فشل المنظومة العنصرية في كل مجال سوى نهب الذهب والماس من بواطن جنوب إفريقيا وتلقت قوات جيشها وقوات شرطتها الهزائم، وكذلك انكشفت التضليلات في الاعلام واصبح عدد الموظفين والمسؤولين الأوروبيين المساندين لقضايا المساواة عدداً مؤثراً وعدا أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وبنتيها كندا واستراليا وبعض التوابع في أمريكا اللاتينية كان العالم في ثمانينيات القرن العشرين قد رفض استمرار وجود النظام العنصري.

■□■ تكونت مرحلة التسعينيات في حنوب لفريقيا كنتيجة من نجاح المقاومة التي قادتها التنظيمات الأربعة المكونة لنضال "المؤتمر الوطني الافريقي" وهي "الحزب الشيوعي في جنوب إفريقيا" و"اتحاد النقابات" و"اتحاد الشباب" و"جيش التحرير" ، حيث أثبت "المؤتمر" نجاح كل قدراتها النضالية على الفرز والتبيين الكلامي والعملي ضد كل أفكار وإجراءات نظم الانفراد النخبوية. لكن بتزامن مع ذروة النضال الثوري الوطني الإفريقي تجمعت ضده هذا النضال الذي ناهز ال70 عاماً عدد من الضغوط تمثلت في:

1- ضغط تفكيك الإتحاد الجمهوريات السوفييتية،

2-ضغط سلاح الإبادة بوباء الايدز ،

3- ضغط الكنيسة الانجيليكانية والكنيسة الكاثوليكية،

4- انقطاع المدد من الجيران والأصدقاء،

5- ضغط الانقسامات المجتمعية،

6- ضغط الرفاق الرومانسيين والرفاق البراغماتيين والرفاق الواقعيين،

7- ضغط المثقفين و الإعلام،

8- ضعف وحدة النقابات،

9- الوعود الأنجلوأمربكية،

10- استسلام قادة نخبة المستوطنين لفكرة تحويل الوضع السياسي والإداري.

■□■ بتأثير من انتصاراته وتأثير من هذه الضغوط إتجه نضال الشعب و"المؤتمر الوطني الإفريقي" (ANC) في جنوب إفريقيا إلى فصل قضية التمييز العنصري عن قضية التمييز الطبقي، مرحباً بنقل السلطات السياسية والإدارية والعسكرية والأمنية والقضائية إلى عموم الشعب وإرادته الإنتخابية بعيداً عن حالة إنفراد نخبة أحفاد المستوطنين الأوروبيين بها واحتكارهم الدموي مقاليدها.

■□■ مثل هذا الفصل بين القضيتين في تلك الظروف تخفيضاً لعناء المعركة الفاصلة في المستقبل بين الكادحين والرأسماليين. ومقابل هذا الفصل كان الثمن الباهظ للتوافق على الصيغة الديمقراطية الليبرالية سماحها بدخول كثرة من الأفارقة إلى مجال التجارة والأنشطة الرأسمالية وبالتالي دخول فساد التجارة في حياتهم الجديدة المعيشية والإدارية السياسية.




6■ لما جاءت مرحلة التسعينيات اصطفت كل جماعات الجنوب إفريقية بما فيها جماعة مؤتمر /حركة الرابطة الإفريقية" وحزبها PAC وحزب "انكاثا" و قامت مع جماهير الشعب ومنتظماته بدفع قيادة "المؤتمر الوطني الإفريقي" لتأجيل وفصل القضية الطبقية عن القضية الاثنوسياسية. بل ان "مانغثوسو بوتيليزي" زعيم الزولو و حزب "انكاثا" او صديق مؤتمر/حركة الرابطة الإفريقية" المواشجة عشائر "خوسا" أصبح وزيراً للداخلية في عهد انتخاب الشعب لنضال "المؤتمر الوطني الإفريقي".

أنذاك في تلك اللحظة كانت المسألة الوطنية الديمقراطية ذات طبيعة وجودية وليست تفاضلاً بين إتجاه "ثوري" وآخر "اصلاحي" بل توافقت جميع القوى على إنهاء الصيغة الإنفرادية العنصرية للحكم الليبرالي النخبوي وتبديلها بحكم ليبرالي عمومي تسود به كثرة من قيم المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات العامة كل مجتمعات واثنيات ومناطق جنوب إفريقيا وهي نفس المساواة التي كانت تتشدق ضدها أحزاب الرجعية القبيلية الإفريقية وتتهم المؤتمرالوطني الإفريقي بانه ((اصلاحي)) لأنه كان يرفض مبدأ اثننة السياسة وتفريق المساواة في الحقوق على أسس قبيلية.


■□■ يالنظر المنصف إلى بعض أو كل هذه النقاط يسهل تبين ان ميزان "الثورية" غير مناسب لوزن كل أفكار وأعمال "مؤتمر حركة الرابطة الإفريقية" و حزبها PAC أو لوزن الفتوة حزب "إنكاثا".





7■ نقاط في موضوع استنكار تحالف قوات الحركة الشعبية وقوات الدعم السريع:"

(●) إستنكر جزء من الكلام ضد توافق نيروبي اقرار تنظيم "الحركة الشعبية" ضمناً بسودانية حواضن الدعامة!

(●) رفض الكلام تعامل الحركة ذات الأصل النضالي والانفتاح العلماني مع نخبة الدعامة ذات الأصل السلطوي الاسلامي.


في هذين الاعتراضين يترادف مزج لموضوع "الجنسية" وموضوع "الوطنية" بخلط لهما معاً بموضوع "السلطة". تحليل هذين الإعتراضين تتبين بضعة نقاط تسهم في تنويع فهم التوافقات و الاختلات المحيطة بموضوع تحالف الحركة "الشعبية" و"الدعامة". وأهم هذه النقاط هي:


1(●) ان المزج والخلط بين موضوعات "الوطنية" و"السلطة" والجنسية" تم بصيغة تلازم تفترض إن الإنسان كلما أبتعد عن معالم الدولة القديمة الإثنوثقافية ومعالمها السياسية قبل أو بعد أي عهد فيها فان وطنيته ثم جنسيته وحقوق مواطنته تصير موضوع تساؤل أو استهجان!

2(●) هذا الربط بين الرأي السياسي لفرد أو مجتمع واعتبار"وطنية" و"جنسية" هذا الفرد أو المجتمع وأهليته لحقوق الإنسان وحقوق المواطنة ربط نخبوي وابتزازي يشبه حالة التقييم الفاشيستي أو النازي الآري لـ"الوطنية". واعتقاد نخبهم ان كلما كان الفرد قريباً إلى معالم الدولة وقراراتها العسكرية العليا كسب من الدولة وممثليها وجمهورها وسم "الوطنية" كمكافأة معنوية له، وكلما قام فرد أو مجتمع بمعارضة معالم الدولة خاصة معالمها العسكرية كلما أعتبر ضالاَ وخائناً وبدأ تجريده من "الوطنية" ومن "الانتماء" ومن "الجنسية" ومن الإنسانية!!

3(●) قيام نزعات التسلط بربط قيم الحق والحقيقة والفضيلة والدرجة الرفيعة في الدولة بخضوع الفرد فيها أو في أي مجتمع لأهم معالم الدولة أي عليه تقبل زيف تصويرها ك"آلة عسكرية" و ان يتجاهل تنوعاتها المجتمعية والفكرية وصراعاتها المدنية.

4(●) في فترة عشرينيات وأربعينيات القرن العشرين الفاشستية والنازية تطور العيار السياسي العسكري لـ"الوطنية" ثم أشتهر استعمال الراي السياسي كعبار للوطنية في فترة خمسينيات القرن العشرين بأعمال "لجنة ماكارثي" الأمريكية التي ابتكرت وصم "اللاأمريكي" بمعنى "اللاوطني" وفق قانون تحقيقات برلماني un-American Act كان ذلك ضمن أنشطة النظام الليبرالي الأمريكي لقمع ومنع آراء وأعمال رفض وانتقاد الاستغلال الرأسمالي والحروب الإمبريالية.


لكن ذلك القانون الذي بدأ كمنظم إجراءات برلمانية ترك أموررقابة الكونغرس على اداء هيئات الحكومة وانشغل بتناول آراء وأنشطة الكتاب والصحفيين والعمال! ولم يكتف بمعرفتها بل إتخذت تحقيقاته شكلاً يوحي بخيانة الفرد المحقق معه قبل محاكمته! وقد سمح هذا الشكل الاشتباهي لمسؤولي الهيئات العامة باضطهاد الإنسان المحقق معه بذريعة (تجنب خطره) حتى قبل محاكمته! وفي ختامه تم اغتيال الرئيس الأمريكي جون كيندي الذي سعى في وقف طغيان زبانيته.


5(●) في عدد من الدول نمت حالات معارضة لنظام الدولة معارضات شتى بعضها قانونية وأخرى غير قانونية وثالثة عنفية ومع نشاطها تتكاثر من مركز الدولة وكيانها العسكري اشتباهات وتخوينات مسبقة تشكك في وطنية المعارضين. ثم بالتكاثر يتحول الوضع من اشتباه في تفسير سلوك أفراد وتخوين لهم إلى اشتباه في مجموعات إلى إشتباه في مجتمعهم وبه يزيد ميل الحكام لتهميش ذلك المجتمع والتعسف في التعامل معه، من ثم تزيد فيه فورات الغضب والرفض والمعارضة وبها يزيد ظلم الحاكمين من ثم تصل الأمور حداً مأساوياً.

في مرات مختلفة البلاد ينتهي الأمر إلى قيام أيادي السلطة بتصنيف مجتمعات كاملة بكل ما فيها من أسر وعوائل وعشائر وقرى ومدن تصنيفاً سالباً يصمها بأنها "حاضنة تمرد". وتمارس السلطة العسكرية عليها إجراءات تهميش وأخرى احتراسية وتصيبها بضربات وعقوبات جمعية.


6(●) بنفس منطق طاعة او قبول فرد أو مجتمع لتصوير النزعة والسياسة العسكرية كمحور وحيد للدولة وأساس أو شكل أو إطار "الوطنية". اشتهرت في بلاد الشرق الأوسط حالات طرد الفلسطينيين، وحالات طرد أقارب الإيرانيين من العراق ابان حرب ايران، وبين التوتسي والهوتو، وفي السودان ظهرت في الكشات في الخرطوم، بل في غرب السودان في دارفور إذ كانت عناصر الحكومة توصم أهل الحركات الرافضة للتهميش بانهم تشاديين ومن إفريقيا الوسطى، وكذا في شرق السودان تم وصم بنوعامر بانهم وافدين من إريتريا بعدما رفضوا تهميش الحكم لهم في مسائل مصيرية بالنسبة لهم.


7(●) في صراعات الموارد وما فيها من عمليات تنزيح وإزاحة يأتي التشكيك في شرعية أو في صحة وثيقة "الجنسية" كمقدمة وتمهيد لإزاحة فرد أو مجموعة أو مجتمع كبير من قائمة حقوق المواطن والإنسان ثم لازاحة هذا الفرد أو المجتمع من سجل الحياة الإنسانية.


8 (●) مع إستحالة إتهام قومية "النوبا" باللاسودانية صار من السهل تهمهم بالإنفصالية ! ولأن من الصعب اتهام أصل أصيل وجذع كبير بالانفصال عن فرع منه اتجهت ميديا الكراهية لاتهامهم ب "اللاوطنية" لانهم رافضين سياسة وجبروت "دولة مثلث حمدي".

9(●) الواقع ان سمة "الوطنية" ليست منحة من الدولة ولا من المجتمع بل غالبيتها شعور وارتباط ذاتي لا يتأثر كثيراً ببعض التغيرات في الكيان السياسي للدولة وجيشها و معالم حكمها أو بتغير حدودها ومثال ذلك من إختلاف أمور الدولة ومعالمها حول حضارات دنقلا ومروي وسنار وسوبا آلاف السنين لكن شعور الانتماء أو الشعور بالظلم في أي من بنيها لم يتحرك ميكانيكاً مع تغير معلم سياسي أو مجتمعي من معالم الدولة، بل بقاء أو نموء الشعور بالانتماء إلى وطن نشأة أو وطن معيشة، أو اضمحلال هذا الشعور أو تغيره إلى وطن ثاني شعور فرد خاص في نفسه يواشج تغيره عواملاً كثيرة جداً لا يختزلها منصف في رأي سياسي أو في شكل رفض عنفي

10(●) بدلاً للبحث في تناقضات تاريخ كل فئة مسلحة مثل الحركة الشعبية لتحرير السودان أو الجيش أو قوات الدعم السريع أو كركة تحرير السودان (مناوي) ثم الغرق في المفاضلة بين مواقفها المتذبذبة، وبدلاً لتقاتل هذه القوى العسكرية بالسلاح الأسلم لعموم الناس تقدير اجتهادهم للتوافق على مشروع سياسي أو إداري ودلاً للغرق في تخمين نوايا وأهداف كل قوة عسكرية من إجراء أو قبول هذا الاتفاق أو ذاك الأفيد للساسة وللثوريين التركيز على فحص أهم أمرين في أي اتفاق سياسي، وهما:
1- نوع الديمقراطية ونظام إدارة البلاد،
2- نوع الاقتصاد وإدارة الموارد.

■□■ بحكم كل هذا الإشارات المضادة لربط الشعور الوطني لفرد أو مجتمع بخضوع لمظالم السلطة، يصح استنتاج الآتي:

1■□■ جزافية ربط الوطنية واللاوطنية في مواقف "الحركة الشعبية" في جبال النوبا برشوة تلقتها! فهي حركة تسيطر على موارد هائلة تجعل أي محاولة لرشوتها حالة مضحكة عبثية.

2■□■ كذلك بحكم التاريخ يبدو من الخطل ربط توافق "الحركة الشعبية" مع "الدعامة" بخوف فيها من الحرب!! بينما المعلوم ان كثرة من الحركيين قاتل جيوش و ميليشيات "مثلث حمدي"، ومنهم من انتظم أو قاد الجيش الحكومي الشكل، وان من أهلها المسيرية مقاتلين في صفوف الجيش الحكومي الشكل وآخرين في صفوف الدعامة وآخرين مقاتلين في صفوف الحركة نفسها، من ثم فهم جعافر لا يخشون الوغى والقتال.

3■□■ الحركيون في جنوب كردفان مترعين في خيرات طبيعتهم السخية من ثم من الصعب أن تأخذهم مطامع.

4■□■ ان ماضي النوبا وحاضرهم ومستقبلهم ثري وقوي بجبال وأودية من الدخن والصمغ والذهب والمعادن النفيسة وأنهرعسل ولبن، وطبول رقصات جمعية فيها مع موسيقى الجسم زي بجمع الحلى الملونة و القرون.
□■□■□■□■□■□■□■□■



#المنصور_جعفر (هاشتاغ)       Al-mansour_Jaafar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في المسائل الكوردية
- الذكاء الاصطناعي في الأحزاب وإسهامه في بناء المستقبل
- إنهاء الطبقية يخفض العنصرية
- إعدام المنظومة المولدة للنخب
- في إصطلاح الوطنية
- الإنفراد الاثني سياسة نازية
- بعض كينونات المعرفة
- ثورات الصين الكمومية الضوئية وعواملها الآيديولوجية
- النخب واصطلاح الوطنية
- خطأ إستراتيجي روسي تتجنبه الصين
- التغيير في سوريا
- محمد المرتضى مصطفى
- معالم نهاية المرحلة الإمبريالية
- حسابات الحرب وباب السلام
- إصطلاحان
- تأثيل بعض الفيديوهات
- لا للتلتيق لا للتلفيق
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
- نهاية الليبرالية
- تأثيل السلام


المزيد.....




- القوات الإسرائيلية تقتل فتى أمريكي - فلسطيني وتجرح اثنين في ...
- وزير الخارجية الإماراتي يلتقي نظيره الإسرائيلي للمرة الثانية ...
- 3 دول أفريقية تستدعي سفراءها من الجزائر
- مقتل رجل أعمال مصري.. قطعت جثته وخبئت في -مجمد-
- احتجزتهما إسرائيل.. نائبتان بريطانيتان تعودان إلى لندن
- فيديو.. حماس تعلن قصف أسدود في إسرائيل برشقة صاروخية
- -حصلتم على الرد الليلة-.. سموتريتش يعلق على هجوم حماس
- أوامر إخلاء جديدة في غزة.. ونتنياهو يتوعد بعد إطلاق الصواريخ ...
- قتلى ومصابون في صنعاء بعد غارات أميركية جديدة
- فيديو.. السيسي وماكرون يتجولان في خان الخليلي


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - المنصور جعفر - اتفاق نيروبي