|
المحسوبية والرشاوى، ناقوس يدق في عالم النسيان!!؟
بشرى عائلي
الحوار المتمدن-العدد: 1800 - 2007 / 1 / 19 - 11:10
المحور:
الادارة و الاقتصاد
الفساد الاداري المتفشي في الانظمة القائمة الآن في العالم بصورة عامة، وفي ما يسمى بالبلدان النامية بصورة خاصة اصبح ظاهرة تنبئ بما لا يحمد عقباه ، هذه الآفة وصلت الى حد تدخل منظمة الامم المتحدة التي شكلت لجان لهذا الغرض ، تقوم وكأضعف الايمان، بتصنيف الدول على اساس هذه الظاهرة، وكان آخر تقرير لها هو تربع العراق في اعلى القائمة. هنا وفي هذا المقال المتواضع لا نريد الخوض في اسباب هذه الظاهرة ولا في نتائجها ولا في كيفية السبيل الى حلها بقدر ما نحاول ابراز بعض من هذه الشواهد المؤلمة التي تصادف المواطن العادي ومدى معاناته منها . ان بلدنا كسائر البلدان لم يسلم من هذه الآفة فحسب ، بل كلما اقتضى الامر بمواطن عادي الى اللجوء الى الدوائر الحكومية يرى وبأم عينيه ما لهذه الآفة من ابعاد ، ناهيك عن الروتين القاتل والمجمالات والتسيب وما الى ذلك . ان انجاز معاملة بسيطة يستوجب فتح ملف يبدأ بورقة وصولا الى عشرات الاوراق هذا بالاضافة الى عدد الدوائر الواجب مراجعتها وعدد الاختام الواجب الصاقها على كل ورقة وهلم جرا . هذا الروتين القاتل والممل ،هو باعتقادي يعتبر عاملا مساعدا وورقة بيد الموظف المرتشي كي يبرر رشوته ، وبحكم كوني مواطنة عادية لمست ذلك من المرتبات الدنيا لكون مقتضيات تعاملاتي لم تصل الى المراتب العليا ، ولكن، وطبقا للمثل القائل بان لا وجود لدخان من دون نار ، فالامر لا بد ان يمتد الى من هم اعلى رتبة . ان وجود هذا الفضاء من الفساد الاداري وقبض الرشاوى سوف يؤثر ، من دون شك ، حتى على النفسيات القليلة الباقية والصامدة ازاء هذا الوباء المتفشي . ربما الرشاوي و القهوة كما يسمونها بعض الموظفون تساعد المواطن في الحصول على ما يريده باسرع وقت ودون روتين ممل، ولكن هده التعاملات تدفع بالموظفين الى التعود على الاخد ومد اليد الى كل من يقصد ادارتهم وتصبح هده العادة قانونا واجبا وساري العمل به ومن لا يحترمه يعتبر مغضوبا عليه، ليس من الكل طبعا وانما فقط من الموظف الدي بيده ان يسهل او يعقد ما يطلبه المواطن فان كان هدا الاخير سخيا قضيت حاجته دون تماطل وان رفض الخضوع لقانون الرشاوي بحثوا له على الف عقدة وعقدة الى ان يستسلم ويرفع بدل الراية البيضاء ورقة نقدية وينهي مشواره بجملة : -اللهم الفلوس اولا هاد سير واجي- وحتى ان صادفهم احد المواطنين الدي يرفض الخضوع والاستسلام امام هدا الفساد الاداري لاسباب مختلفة منها احترام مبادئه او فقره المادي - تجده يعاني من التهميش والاحتقار والمساس بكرامته وتجد البواب وهو اول من تصادف في باب اي ادارة تقصدها يرفع يده ويقول لك عند اي استفسار او اعتراض على احترام الطابور يجيبك : اسيدي سير اعطيني التساع فان جادلته وطالبت بحقك كمواطن يجيبك : - اسيدي سير ادعيني او لا راه المدير سير شكيني عندو - . وطبعا بعد كل هدا، كرامة المواطن لا تسمح له بالاستسلام لدى فانه يصر على رايه ويدخل للمدير بعد انتظار طويل ليجد نفسه شيئا زائدا وغير مرغوب فيه وحتى كلمة تفضل لا يسمعها فيطول انتظاره، ولا يحس احد بوجوده فيضطر لفرض وجوده بالكلام عن شكوته وعند هنا يكون رد فعل المدير مختلف من مدير لاخر وكلنا نعرف نتيجة الاعتراض على نظام ادارة يكون مديرها مستبدا كيف ستكون .... فتخرج و نار غضبك لم تخمد لتجد نفسك غاضبا على كل من حولك، على البواب والمدير والنظام وحتى على نفسك... فترى كيف عوملت وكيف عومل غيرك وغيرك فهناك الافضل منك والدي طبعا يعامل احسن معاملة ، كما يوجد من هم اسوا منك و هؤلاء هم من تبكي على حالهم لان لا دنب لهم سوى فقرهم او كونهم بدوييون لا علم لهم بحقوقهم...... تحاور نفسك محاولا ايجاد تفسير لما هو حولك ولكن دون جدوى فتكتفي بالنظر والسكوت، لانك ان صرخت وطالبت بحقك كمواطن مغربي دخلت لعالم من المتاهات لن تخرج منه وان سكت ورضيت يداس على كرامتك. فتتاسف على وضع وحال البلد وترأف لحال الناس الدين مظهرهم يدل على فقرهم والدين من الباب طبعا يطردون وكانهم كلاب على باب مطعم يزعجون زبناءه. ادا وقفت ساعة في ادارة حكومة ما لتشاهد ما يحدت بداخلها، تركتها وانت غابة من الالم، فهدا موظف يطرد امراة عجوزة بدوية ويقول لها – اللالة سيري اعطيني التساع – فترد عليه هي بكل ادب (وان صح التعبير بكل خوف فهي مع نفسها لا ترى انه من الواجب عليها احترام رجل لا يحترم شيخوختها، وكما قالت هي،(ان كان لك عند الكلب شئ قل له يا سيدي):آش ندير اسيدي راني معرفاش فين نمشي؟ الموظف: الله واعلم اعطيونا شوية التساع هده راها ادارة ماشي محطة كيران، فرقوا علينا هاد الجوقة. وطبعا بعد هدا الكلام هناك من لا تسمح له كرامته بالوقوف ولا للحظة فينسحب وهو غير قادر على اظهار تدمره وهناك من يتوسل اكتر او يبتعد بخطوة واحدة او خطوتين لا اكتر، لترى الموظف بعد دلك يزداد استبدادا وتسلطا ليبدا بالصراخ دون ان يوجه كلامه لاحد معين: اسيدي راه احنا عينا الله يلعن بو هاد الخدمة وما يجي منها. ويستمر : واش منرتحوش؟ حتى احنا راه بشر.....فيتدخل رجال كبار السن قائلين : الله يكون في العون اسيدي غير اصبر. صحيح هم يتعبون (مع العلم ان من ينتظر دوره يتعب اكتر ) لكنهم ياخدون مرتب على التعب هل العامل يقول انه متعب؟؟ طبعا لا حق له، كما لا حق له في اخد الراحة اتناء فترات عمله الا الساعات المخصصة للراحة او الغداء متلا، ولا تجده يطالب بالراحة لانه يعرف انه ياخد مرتبه على ساعات عمله وليس متل الموظف الدي واتق من أخد مرتبه كاملا في نهاية الشهر سواء اشتغل ساعة او اربع ساعات، فلا احد يعرف كم اشتغل وكم اخر خدماته على المواطنين لهدا تجده لا يهتم لما يحصل في المكتب من تاخير وتعطيل مصالح الناس، فياتي متاخرا للمكتب ويجلس وبجانبه كاس القهوة ربما يفطر او يكمل فطوره ، وادا دخل عليه احد المواطنين اتهمه بقلة الادب وصاح في وجهه : صبحنا على الله، الصباح هدا احنا الله بدينا وقف برى حتى نعيط عليك. تم يبدا العمل لتبدا معه الاهانات والمساس بحقوق الانسان والطرد والتعسف واستغلال المناصب، نهيك عن الوقت الضائع اتناء الحوارات في الهواتف النقالة التي لا تتوقف عن الرن ، اما ادا تعب الموظف فقد يبدا بطرد الناس خارج مكتبه ليدخن سيجارة ولا احد يستطيع ان يحكي او يرفض رغم علمنا بان لا حق له بالراحة او التدخين اتناء العمل وانما يجب عليه مزاولة عمله وتقديم خدماته للناس الى ان ينتهي دوامه و بعد دلك هو حر في وقت راحته فليفعل ما يشاء، يدخن، يحكي بالموبايل او يصرخ يشتم هو حر انداك.... هدا الاسلوب الدي لا يتضرر منه سوى المواطن وكدلك لا ننسى اقتصاد البلاد فهو يتضرر بشكل كبير، موجود في جل اداراتنا الحكومية المغربية ابتداءا من المقاطعات والبلديات مرورا بالمحاكم والمستشفيات ومراكز الامن وصولا الى وزارة العدل... وحتى لا اكون ظالمة بحكمي فهدا القانون الدي اولده الموطفون لا يحترمه جلهم ولا يعمل به كل موظف فهناك من يحترم وظيفته والكرسي الدي يجلس عليه وله غيرة على البلد الدي ينتمي اليه.... وبالنهاية اتمنى من كل قلبي ان تكون هده الغيرة بداخل كل مواطن مغربي سواء موظف او غير موظف ولنفكر في ابنائنا ونحاول اصلاح اداراتنا وكما يبني كل اب بيتا يحمي به ابناءه فان باحترام القانون واحترام حقوق الاخرين نبني لكل ابنانا وطنا يحمينا ويحمي حقوقنا. ان هذه الآفة سرطان ينخر في الجسم رويدا رويدا الى ان يتآكل ويسقط ، فكما ان تفشي الآفة وتآكلها للبدن يستغرق زمنا ليس بالقصير ، كذلك معالجتها يستغرق زمنا ، ولكن طريق الالف ميل يبدأ بخطوة ، الم يحن الوقت للبدء بها ؟ سؤال اترك اجابته لذوي الشأن ! بشرى عائلي
#بشرى_عائلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحديث لحظي..سعر الذهب اليوم في مصر وأسعار سبائك BTC
-
بلومبيرغ: رسوم ترامب الجمركية ستحدث ألما كبيرا لشركات السيار
...
-
بوينغ تستأنف إنتاج الطائرات عريضة البدن 767 و777 بعد إضراب
-
تحقيق أوروبي يستهدف -تيك توك- بسبب انتخابات رومانيا
-
الكونغرس الأميركي يكشف عن تشريع مؤقت لتجنب الإغلاق الحكومي
-
رويترز: هوندا ونيسان تجريان محادثات لتأسيس شركة قابضة
-
بريطانيا تفرض عقوبات على 20 ناقلة نفط روسية
-
المركزي الإسباني يرفع توقعاته للنمو للعام 2024 رغم الفيضانات
...
-
صادرات اليابان ترتفع بوتيرة أسرع من المتوقع في نوفمبر
-
البنك الدولي: إسرائيل دمرت 93% من فروع البنوك في غزة
المزيد.....
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ د. جاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|