|
كان التحالف مع الأكراد سبباً للنصر دائماً
عبد الله أوجلان
الحوار المتمدن-العدد: 1800 - 2007 / 1 / 19 - 11:22
المحور:
القضية الكردية
لقاء القائد أوجلان مع محاميه
كان التحالف مع الأكراد سبباً للنصر دائماً
أستمعتُ من المذياع إلى موجز تصريح مستشار تشكيلة المخابرات القومية(MİT). فـ (MİT) من إحدى أهم مؤسسات الدولة و أكثرها حساسية. هذه المؤسسة تقدم باستمرار تقارير و معلومات لهيئة أركان الجيش و رئاسة الوزراء و المراجع الرئيسية للقرار الأخرى. هنالك سيول من المعلومات التي تسيل بمئات القنوات من الكثير من مناطق العالم. هذا يعني بأن المستشار و نتيجة هذه المعلومات قد رأى الخطر، لذا فإنه يحذّر. و هو يفعل ذلك بدافع الوطنية. الآخرين لا يرون هذه الخطر، لذا فإنه يرى الحاجة إلى التحذير. لكن، يا ترى هل له اقتراح بشأن ما يجب عمله؟ لماذا مؤسسات الدولة لا تخطو أية خطوات.
لم يرى اليسار و لا اليمين الخطر الذي يتحدث عنه المستشار في تركيا و لم ينتجوا سياسات سليمة. يبدو و كأن حزب الطريق الصحيح (dyp) قد وعى قليلاً. بايكال و جماعته لا يعون و لا يعرفون ما يقومون به. فالطمع بالسلطة قد أعماهم تماماً. فهم لا يفكرون خارج السلطة بأي شيء آخر، فهدفهم الوحيد هو السلطة(الحكم). فكما هنالك أمثال هؤلاء في الجيش هنالك ذوي البصيرة الجيدة أيضاً. لا أقول بأن جميعهم كذلك. فقد كان هنالك بعض من المسئولين العسكريين الذين تواصلوا معي حينما كنتُ في دمشق. قالوا بأنه في حال انهيار الدولة فإننا جميعاً سنبقى تحت الأنقاض المنهارة. و أنا أيضاً كنتُ قد عبرتُ عن صدق ذلك. منذ تلك الفترة و لأجل إزاحة ذلك الخطر وأنا أنتهج سياسات سلمية. لا أريد أن أقوم بإجراء المقارنة التالية، و لا أرى ذلك أخلاقياً، أقرأ الآن كتاب تاريخ الجنسوية لـ ميشيل فوكلت، ففي هذا الكتاب يشبّه بعض الفلاسفة السلطة –حاشى- بالعاهرة. فإن تعودوا على كرسي السلطة فإنهم لا يحبذون التخلي عنه. فصدام و قبل ساعة من تسليمه للعراقيين و قبل إعدامه كان يأمل المساعدة من الولايات المتحدة. كان يثق حتى لحظته الأخيرة بالولايات المتحدة. فطمع السلطة كان قد أعماه إلى هذا الحد و لم يكن يرى أمامه. كان ما زال القرآن في يديه وهو ضمن مقومة تقليدية فظة. فقد كان موقفه موقف المدافعين عن الدولة القومية. كنتُ قد ذكرتُ أسبوع الماضي أيضاً، بأن الدولة القومية قد أعدمت في شخص صدام. مع إعدام الثورة الفرنسية لـ لويس السادس عشر بدأ عصر الدولة القومية. إعدام صدام أظهر للعيان الحالة التي آل إليها الدولة القومية. أعتقد بان المستشار أيضاً يشير إلى هذا الخطر. يرى أنه ليس للدولة القومية القوة التي تواجه بها العولمة. حقيقةً، حين اعتقالي أنهم كانوا يأملون مني مقاومة فظة على طراز صدام. بداية استقدامي إلى هنا، جاء ضابط يدعي بأنه ممثل لـ (كفرغ أوغلو) و قال لي" لنفشل هذه اللعبة" حينها رأيت موقفهم ايجابياً. بالنظر إلى المرحلة التي وصلناها فقد أصدقني التاريخ. لأنه كان يتأمل مني القيام بمقاومة فظة و إعدامي. كان سينتج عن هذا الإعدام تخريبات تستمر على مدى مئات الأعوام نتيجة الحرب التي كانت ستندلع بين الأكراد و الأتراك. في هذا الوضع كان سيودي بتركيا إلى حالة اللوحة الموجودة في يوغسلافيا و العراق. فحالة العراق واضحة للعيان. فقد كانت هذه هي النقطة التي أرادوا سحب تركيا إليها من خلال تسليمي و إعدامي. ميشيل روبين أحد الأسماء البارزة في مؤسسة تينك ثانغ (think-thang) الأمريكية، كان قد حاول كثيراً لكي يتم إعدامي، لكنه لم ينجح، على أثرها أقترح استخدامي مثل (غوزمان) وما يزال يحاول ذلك. كل من (محمد علي قشلالي) و (آلتمور كلج) و أمثالهم يفكرون مثل روبين. فهدف هؤلاء هو أبقاء تركيا في حالة الصدام دائماً لخلق حالة الفوضى. لإسرائيل دور مهم جداً في المؤامرة. أعود بدايةً و أقول بأنني قطعياً لستُ معادياً للسامية، فاليهود شعب قديم جداً في الشرق الأوسط. يمكنهم العيش بشكلٍ يعبرون بها عن أنفسهم بسهولة في كردستان و كذلك في تركيا، و لكن من المستحيل القبول بالسياسات التي تمارسها اسرائيل في الشرق الأوسط. لا أصرح بهذا لأجل هذا أو ذاك. لكل من الولايات المتحدة و إسرائيل دوراً فظيعاً و تعقباً دون رحمة في مؤامرة تسليمي لتركيا. و أضيف قول هذا بكل صراحة: هنالك كوادر و مؤيدون لإسرائيل ذوي تأثير و أهمية ضمن المؤسسات الرئيسية و مراكز الحكم المهمة في تركيا. حوالي سنوات 1650 قام يهود تركيا بتغيير دينهم و الدخول للإسلام. و (السباتية) طاغية على هؤلاء. و يقال بأن عائلة برزان كانت حتى أعوام 1750 على الدين اليهودي. بعد ذلك دخلوا في الدين الإسلامي و في تلك المرحلة فضلوا الطريقة النقشبندية. و الطريقة النقشبندية مؤثرة في الحكومة أيضاً. و الآن فإن هؤلاء النقشبنديين يجمعون المجموعات السنية العراقية في اسطنبول و يستنفرون لحمايتهم. أنا لستُ ضد عقد التعاون مع العرب. أنا أيضاً حينما كنتُ في الشرق الاوسط كانت لي علاقات مع العرب. لكن مستقبل الدولة ليست بعقد العلاقة مع فصيلٍ سني، عكس ذلك، فمستقبلها في عقد العلاقة مع الأكراد الذين ضمن حدود الميثاق المللي. يجب التحالف مع الأكراد، فالتحالف مع الكرد يكسب دائماً. في مرحلة حرب ملاذ كرد سنة 1071 يقوم ألب أرسلان بزيارة (سيلفان) عاصمة إمارة المروانيين الكردية و يطلب منهم المساعدة. بمشاركة قرابة عشرة آلاف من المحاربين الكرد من الإمارة المروانية و الإمارات الكردية الأخرى المرتبطة بها يغلبون بيزنطة، و هكذا تنفتح أبواب الاناضول. و كذلك (ياووز)، قبل أن ينطلق إلى جالدران فإنه يتحالف مع الأمراء الكرد و على أثرها ينطلق إلى ايران و يغلبها. و منها ينتصر في معارك مرج الدابق و الريدانية و بهذا لشكل يحكم سيطرته من القوقاز حتى الشرق الأوسط و مصر. عبد الحميد أيضاً قد استند إلى الاكراد و تحالف معهم. و كذلك مصطفى كمال و قبل البدأ بحرب الاستقلال فإنه تحالف مع الأكراد و حصل على مساندتهم. و قد أنتصر بهذا الشكل. تحدثتُ عن هذه التحالفات في التاريخ مراراً. التحالف مع الأكراد شرط. و أقول دائماً بأن السبيل إلى ذلك هو الحوار. و هذا سيجلب السلام. لأجل ذلك أقول السلام و السلام و السلام. فلماذا لا تتحالف تركيا مع الأكراد كي تخرج من هذه الحالة الصعبة التي تمر بها؟ هذه ليست سياسة " أعطي واحدة و خذ ثلاثة" بل هي سياسة" أعطي واحدة و خذ عشرة". فلما لا تفعل الدولة ذلك. أ فليس للدولة حاجة إلى البترول؟ أ فليست تحت عبئاً ثقيلٍ من الديون الخارجية؟ فما يريده الكرد ليست إلا الذاتية الديمقراطية. و يجب ضمان حماية حقوق التركمان و كذلك الآشوريين و الكلدانيين. يمكن أن يكون تل عفر المركز الاوتونومي للتركمان.
لقد استمعت من المذياع إلى (ماهر كيناك). وهو أيضاً شخصية من عيار المستشار، أنه أيضاً يرى الخطر، و يستقبل تصريحاته بشكلٍ ايجابي. أنا أيضاً أرى تصريحات المستشار ايجابية وضرورية. هل قمتم بشر بطاقة رأس السنة؟ قمتُ بتصريحي الاسبوع الماضي حول الأربع أطروحات والوظائف الثلاث، كانت بهدف التحذير و تعريف الرأي العام في تركيا بها. حتى أنني اعتقد بأن تصريح المستشار كان بمثابة جواب على تصريحاتي تلك. كنتُ قد استخدمتُ جملة في لقاءاتنا الأسابيع الماضية، لا أدري هل قمتم بنشرها، كنتُ قد سألتُ مستفسراً أليس هنالك مسئول أو بيروقراطي جريء ضمن الدولة التركية. كنتُ قد قلتُ تركيا تتجه نحو الهاوية، أ ليس هنالك من وطني أبداً. و الآن سيقول أحدهم مجدداً " إن آبو يتطابق مع الميت". لكن أنا اعبر عن أفكاري هذه منذ عشر سنوات. أنا أيضاً كنتُ قد صرحتُ بأننا سنتقيد بالجمهورية. لكن تلك الجمهورية ليست هي هذه الجمهورية. كان قصدي هي الجمهورية الديمقراطية. و الآن فإن هؤلاء الدولة- الوطنيين لا يفهمون مصطفى كمال أيضاً. مصطفى كمال كان حتى 1925 استقلالياً. بعد سنة 1925 أضطر هو أيضاً للتقرب من الانجليز. معلومٌ اليوم بأنه صعبٌ جداً أن تكون دولة مستقلة. مصطفى كمال كان عاقلاً، عرف كيف يمارس السياسة، كان يتحرك بشكلٍ واقعي و عملي(براغماتي). بعد أن فقد موصل و كركوك تخلى عن ذلك. في تلك الحقبة كان هنالك الذين يطالبون بأخذ اراضي أكثر، حتى أنهم –كما قلت سابقاً- بأنه كان هنالك من يطالب حتى بأخذ سلانيك أيضاً. مصطفى كمال لم يستمع إلى أي من هؤلاء. و اليوم أيضاً هنالك من يجري خلف تلك الامور المجنونة. حتى أن الكبار الكبار من الأساتذة يفعلون ذلك، و يقولون ما لا يمكن فعله. قرأت قبل عدة سنوات أن (علامدار أوغلو) و (غوروز) يقولون: لنهاجم أثينا و نفتحها خلال ساعة واحدة. هل هذا ممكن في يومنا هذا يا ترى؟ ذوي هذه الأفكار يودون بتركيا نحو التجزئة و التفرق. هنالك أربعمائة مليار دولار ديون خارجية على تركيا. فإن أدخلت هذه السياسات الهجومية تركيا في حربٍ ما فإن هذه الديون الخارجية سترتفع إلى ترليون دولار. تركيا قد وصلت إلى حالة باتت مربوطة بسرتها بالبنك الدولي (İMF) و الولايات المتحدة. فإن سحبُ هذا الدعم فإن الاقتصاد سينهار في تركيا. مثلاً، في حالة لم تعطي أمريكا قطعة لطائرة حربية لتركيا، بعد فترة فإنه لن يكون من الممكن استخدام هذه الطائرة. صدام كان قد أنتهج سياسة هجومية عنيفة مثلما يريدها البعض في تركيا، و نزل للحرب ضد أمريكا، مع أنه كان قد حصل على الدعم الامريكي فيما مضى. كان صاحب جيش قوامه أربعمائة ألف جندي، و كانت طائراته الحربية التي حصل عليها من الاتحاد السوفياتي كانت أكثر بكثير من التي عند تركيا. أ هل تمكن من تحليق واحدة فقط منها؟ و الآن الحالة التي آل إليها ظاهرة للعيان. فليس هنالك لينين الذي كانت تركيا قد أسندت ظهرها به أثناء حرب الاستقلال. هنالك الولايات المتحدة فقط. باتت الولايات المتحدة قوة يمكنها التحكم على كل العالم. خصوصاً بعد موت مصطفى كمال كان هنالك من سعى دائماً إلى خلق حالة الصدام في تركيا بهدف إضعافها و ربطها بأنفسهم، و قد نجحوا في ذلك. وصلت تركيا إلى هذا اليوم بالصدامات الداخلية دائماً. في يومنا الراهن لهؤلاء تنظيمات مهمة ضمن الدولة. دائماً تم تقطب الدولة و المجتمع يسارياً و يمينياً و بأشكال أخرى. هذا ما يراد فعله اليوم. يعُمل على خلق مواجهة بين تركيا و الاكراد و إيصالها إلى التحارب فيما بينهما، هذا سيحول تركيا إلى عراقٍ آخر. نجحت اسرائيل و الولايات المتحدة في العراق في هذا الأمر. لا يجب أن تقع تركيا في هذه اللعبة و يجب أن يُعاق ذلك.
هنالك تقطب ضمن الدولة أيضاً. (عوني أوزغورل) يكتب بهذا الصدد، عليه إدامة مثل هذه الكتابات. أنها مفيدة جداً. كانت له كتابة قصيرة جداً، فهمت ما الذي يصبو إليه فيها. سنة 1960، كان (عصمت أينونو) قد قال في تصريحه بشأن محاولة الانقلاب التي قام بها (طلعت آيدمير)، قال، كنتُ قد ناضلتُ كثيراً ضد أحد هؤلاء أثناء حرب الاستقلال. بقراءتي لمقالة عوني أوزغورل القصيرة عرفتُ من يقصده بهذا الشخص. فهو يقصد بهذا الشخص (جركس أدهم). فقد كان سيستولي على أنقرة و يعدم مصطفى كمال. أ هذا ممكن؟ قام طلعت آيدمير بمحاولتي انقلاب للاستلاء على الدولة. فقد كان يظن أنه بالاستلاء على الدولة سيقوم ببعض الأمور. لكنه لم ينجح و لاقى إعدامه. نرى فيها طمع السلطة. يتطرق (طلعت تورهان) في مذكراته إلى هذه الناحية، فهو يسرد كيف واجهوا بعضهم البعض و كيف اُستُخدموا. عصابة (آتا بيلر) قد أنعكست في الإعلام. قرأت تصريحاً مثيراً لأحد الضباط الذين كانوا ضمن هذه العصابة. كانوا قد تسلحوا بكافة الاسلحة بهدف القيام بعمليات و تحميل (pkk) مسئولية ذلك. قال بأنه هنالك اثنان و أربعين عصابة على هذه الشاكلة. هذا أمر فظيع جداً. كما أردد القول دائماً بأنه هنالك من يحاول بكل السبل خلق ارضية للصدام بين الاكراد و الاتراك. يتم تطوير ثقافة السحق(linç) في المدن. هذا ليس حلاً ابداً. كانت المجزرة التي اُرتكبت في دياربكر أثناء إنقلاب الثاني عشر من أيلول كانت بمثابة رسالة. يجب تقيّم حادثة شمدينلي و التنظيمات الشبيهة ضمن هذا الإطار. أعتقد بأن كل من الحكومة و الـ ميت قد أدركوا هذه السياسات الخطيرة، لذا فإنهم عملوا على الحدّ منها نسبياً. يجب تقيّم تصريحات مستشار الـ ميت ضمن هذا الإطار أيضاً.
كنتُ قد صرحتُ الأسبوع الماضي. أعتقد بأنه قد تم بثه، هل أوصلت بشكلٍ جيد للرأي العام في تركيا؟ أكرر ذلك هذا الأسبوع كتقييم لتصريحات مستشار الـ ميت. يجب أن يعرف الرأي العام في تركيا هذا الأمر. الفكرة الاولى: هي كيان ثلاثي في العراق. يفكرون بهذا على شكل الفدرسيون. يجب أن تتخلى تركيا عن السياسات السلبية تجاه الاكراد و كذلك التخلي عن تحريض التركمان هنالك ضد الاكراد، بل عليها صرف الجهود لترسيخ الاخوة الكردية التركمانية. كما قلتُ أعلاه بأن بجانب التركمان يجب أن يعبر الاشوريين و القوميات الأخرى ضمن الاوتونومية الديمقراطية و مرتبطاً بالسلطة الديمقراطية عن أنفسهم. فمصلحة التركمان تكمن في التحرك مع الاكراد. الفكرة الثانية: إن لم يتحقق نقاط الفكرة الأولى، و إن لم تدير تركيا بوجهها صوب الاكراد، حينها سيتقدم التحالف الكردي- الشيعي. هذا التحالف لن يبقى محدداً مع شيعة العراق فحسب، بل سينمي معه العلاقات بين الاكراد و الدولة الإيرانية. فـ لطالباني علاقات جيدة جداً مع ايران. الفكرة الثالثة: هي من أفكارنا، أي قيام تركيا بعقد تحالفٍ استراتيجي مع الأكراد. أي عقد العلاقة ضمن إطار الاوتونومية الديمقراطية مع الاكراد الذين كانوا ضمن حدود (الميثاق المللي) أثناء حرب الاستقلال وبقوا خارجها اليوم. هؤلاء ليسوا أكراد الموصل و كركوك فحسب، بل أكراد سوريا و باقي المناطق الأخرى أيضاً. أنا لا أقول بأن يقتطعوا هذه الأراضي و يضموها إلي تركيا. فهذا لا يعني الإلحاق. ما أقصده، على تركيا أن تسالم الاكراد الذين ضمن حدودها، و الاعتراف بديمقراطيتهم الذاتية. و إن تطلب الأمر، يجب فعلها رغماً عن الولايات المتحدة و انجلترا. يمكن أن يكون للأكراد حكومات خاصة ومجالس محلية. يوجد العديد من الأمثلة على ذلك في العالم. فهنالك اسبانيا و المانيا و انجلترا و ايطاليا و العديد من الامثلة المماثلة. ليس لدي القوت للإسهاب في هذا الامر. فأيطاليا تتكون من عشرين منطقة مختلفة. و هنالك مثال اسكتلندا في انجلترا. فحتى في دولة ذو قومية واحدة مثل المانيا يطبق فيها نظام ايالات المناطق. لا حاجة إلى التخوف من هذا الأمر. فليس لهذا الأمر أي خطر على الدولة القومية و وحدتها، عكس ذلك، ستقوي الوطن ووحدته أكثر. الغنى النفطي في المنطقة ستقوي الاقتصاد. يمكن استثمار هذا الغنى لأجل رفاهية الشعوب. صدام لم يستثمر الغنى العظيم الناتج عن النفط لأجل الشعوب، بل استثمرها دائماً في التسلح، و النتيجة أمام الانظار الآن. لأجل ذلك يجب على تركيا عقد التحالف الاستراتيجي مع الاكراد. في حال عدم حدوث ذلك، ستظهر اللوحة التي عملتُ على ذكرها في الطرح أو الفكرة الرابعة. في حال قيام تركيا و الدول المعنية الأخرى بالهجوم على الأكراد، و في حال فرض ما تحدثتُ قبل قليل عن ثقافة التهجم و الإبادة على الأكراد، فإن الاكراد و كخيار أخير سيتوجهون مضطرين نحو الدولة القومية و يلتفون حولها. هذا ليس طراز الحل الذي نريده. ستفتح الطريق أمام الصدامات و الفواجع. أنا لست صاحب مفهوم الدولة القومية، كررتُ هذا مراراً. فتكويني الطبقي و شخصيتي الاجتماعية لا تساعد على ذلك. فالذين يدافعون بأسم الاكراد عن الدولة القومية هو البارزاني، و بالطبع طالباني معروف. في حال بقاء الاكراد أمام الخيار الأخير فأنهم سيتوحدون حول الدولة القومية. إن رؤية ذلك ليس بالأمر الصعب. في هذا الحال فإن (pkk) ايضاً سيشارك في الإعلان عن هذه الدولة. لأنه لن يبقى أي أمر آخر أمام الاكراد لفعله. في مثل هذا الحال سيبدأ حرب تمتد لمائة عام بين الاتراك و الاكراد. في هذا الوضع سيضطر الاكراد لاتخاذ تدابيرهم و الدفاع عن أنفسهم. كنتُ قد تحدثتُ عن ثلاثة وظائف في مواجهة هذه المخاطر. بداية لأجل الدفاع عن أنفسهم سيقوم الاكراد بتقوية قواتهم العسكرية و توحيدها. استطيع التخمين بأنه هنالك انضمام ضخم جداً للكريلا. و أخمن بأن الانضمام الأكثر من ايران خاصة. سوف يزيدون من أعدادهم. سوف يطورون أنفسهم من نواحي الآلات و العتاد و السلاح. أساساً، الولايات المتحدة تقوم بتسليح الاكراد في العراق، وستسلحهم أيضاً. أعرف بأن لـ (pkk) مثل هذه الامكانيات أيضاً. ليس من الممكن القضاء على (pkk) هكذا بالهجوم عليه. بإمكان (pkk) القيام بحرب أنصارية مدهشة جداً. لا تنظروا إلى الذين ينقطعون و يذهبون، فواحد يذهب يأتي عشرة غيره. بعد أن ذهب أولائك المخربين فقد بات الرفاق المتبقين أكثر قوة و تكملاً. ويملكون التجربة و الخبرة التي بها سيتمكنون من توسيع نطاق الحرب و تعميقها. أحذر في هذه الناحية. مجدداً سيقول القضاة بأن آبو يهدد و يقوم بالدعاية للتنظيم. لكنني أحذر و أقول ذلك كوني أعرف هذه الامور و اسعى إلى منع حدوثه.
و الوظيفة الثانية، كنتُ قد تحدثتُ عن مؤتمرٍ وطنياً يشارك فيه جميع الاكراد. يجتمع مؤتمر الشعب كل سنة مرة واحدة، أظن بأنهم سيجتمعون خلال الاشهر المقبلة. يجب أن تجتمع كل الفصائل الكردية و مناقشة هذه الأطروحات التي سعيت إلى أيجازها هاهنا، وتطوير سياسات مشتركة والتصريح بها. الوظيفة الثالثة، كنتُ قد تحدثتُ عن (kck) "komarya Civakên Kurdistan". أقولها بالخط العريض بأن هذا ليس تكوينة دولة. إنها تعني السلطة و الإدارة الديمقراطية. أدعو كل جماهيرنا للنضال ضمن هذا الإطار. الخامس عشر من شباط يقترب أيضاً. يمكن تحرير بيان قوي بالاستفادة من تصريحاتي هذه و تصريحاتي الأخرى و نشرها.
(ملك فرات) و (شرف الدين ألجي)، هؤلاء و أحزابهم يريدون الفدرسيون. الفدرسيون لن يجلب الحل، فالنتيجة النهائية لها هي الدولة القومية. و هذا يعني صدامات و إنسدادات جديدة. فأمر هؤلاء ليس سبيلاً للحل. و كأنهم لا يعرفون ذلك، أ فلا يعرفون بأنهم لن يؤسسوا الفدرسيون و بأن قواهم لا تكفي لهذا الامر؟ بالطبع يعرفون ذلك، فرغم من معرفتهم لذلك فإن طلبهم هذا مقلق و يدعو المرء للتفكير. فكيف سيستطيع هؤلاء القيام بما لم يقم به (pkk). فليس لهؤلاء قوة كافية وافية أيضاً. أحذر هؤلاء. ليأتوا للمشاركة سوياً في النضال الديمقراطي، و إلا فأنني أحذرهم.
طبيعياً أنهم في حال الحملات العسكرية سيحمون أنفسهم. أخمن القرارات التي سيتخذونها في المؤتمر القادم ضد مثل هذه الهجمات. سيتخذون القرار بصدد زيادة قوات الانصار و توسيع الدفاع المشروع و تعميقه. نحنُ لا نريد حدوث مثل هذه الحالة. يُمكن أن يحشر خمسمائة ألف جندي في جبال كردستان كما فعها انور باشا. و لكنهم لن يحققوا نجاحاً في تلك الجبال. لا أقول بأن الاكراد فوراً سيحققون النصر، لكنني أعرف و متأكد بأنهم أصحاب خبرة و مقدرة على القيام بحرب أنصارية مؤثرة و فعالة. كنتُ قد قلت بأنه في حال فُرضت الحرب على الاكراد سيتحقق ما قلته في الطرح الرابع. سيتحد الاكراد حول الدولة القومية. معروفٌ بأن القوى الجنوبية قد ازدادت قواتهم و قد باتوا يملكون الاسلحة الحديثة. و قد قلتُ بأن (pkk) ايضاً يملك هذه الامكانيات. سيحدث حرب سيئة جداً.
كيف تسير أعمال حزب المجتمع الديمقراطي(dtp)؟ يمكنهم تطوير سياسات اكثر تأثيراً و فعاليةٌ لأجل خلق التحالف التركي-الكردي الاستراتيجي و الحل الديمقراطي للمسألة الكردية. كما كنتُ قد قلتُ سابقاً أنه بإمكان (dtp) ان تكون القدوة للإئتلاف الديمقراطي. حيث يجتمع كافة القوى اليسارية و الاشتراكية و الحركات الكادحة تحت هذا السقف. و في حال رؤوا عدم الجدوى من ذلك، يمكنهم الدخول في الانتخابات عبر مرشحين مستقلين. يجب الالتقاء بالفصائل الكردية و الاحزاب الجديدة كـ(حزب المشاركة الديمقراطية) و غيرها. يجب أن يتخذ هؤلاء مكاناً لهم ضمن الحلف الديمقراطي.
حصلتُ على كتب (يالجين كوجوك) التي كنتم قد جلبتموه ليّ، لكن يمكنكم جلب كتبه التي كتبها بعد خروجه من السجن أيضاً. يبدو أن الجزء الثاني من كتاب (فالرشتاين) الترجمة التركية لم تُنشر بعد. إن كانت له كتب أخرى أجلبوها لي. هل جلبتم كتب (زيمونت بامان)؟ أعمل في الفترة الأخيرة حول التحديث(modernite). يمكنكم جلب كتب حول هذا الموضوع. يمكنكم جلب كتب حول التاريخ الأرمني و اورارتو، الصادرة عن منشورات الفن و علم الحفريات(Arkeoloji). هنالك مجلة جديدة باسم (هارمان) يكتب فيها أمثال مهري بللي، أريدها أيضاً. وصل عدد من مجلة التحول(Dönüşüm) إليّ، أ لا يعطونها يا ترى؟
الرفيق (سعاد غوك آلب) يبدو أنه رفيقٌ موهوب و عاقل. أ كتبتم الجواب لرسالة الرفيق حيدر التي ارسلها من سجن آديمان؟ كانت هنالك رسائل للرفيقات البنات أيضاً، أكتبوا أجوبة في الإطار الذي أوضحته الاسبوع الماضي لهم. أ هنالك مشاكل أخرى تعانيها رفيقاتنا البنات؟ المهم هو أن يسعوا في سبيل الحرية. تطرقت لذلك الاسبوع الماضي. كنتُ قد تحدثتُ عن البنات المنقطعات. أكانت (بيمان) أحداهن؟ كنتُ قد قلتُ بأنه غير مهم، تذهب واحدة و تأتي عشرة. ما الذي تفعله (آيفر) التي كانت في أثينا؟ أ ما تزال باقية بيننا؟
دعوة اثينا القضائية مهمة، لا أعرف إن كان هنالك مستجدات بشأنها، لكن أعملوا عليها. أوصلوا تحياتي إلى الرفاق في السجون. يمكنهم القيام بتأليف الروايات. ليأتي محمد أو حواء الاسبوع القادم. إذا ما ذهبت أوصل تحياتي إلى جماهيرنا هناك. تحياتي و احتراماتي
10-01-2007
ديغور: مدينة كردية في ولاية قارص شمالي كردستان.
كفرغ أوغلو: الرئيس السابق لهيئة أركان الجيش التركي.
تينك ثانغ: مؤسسة ومركز فكري استراتيجي حساس في الولايات المتحدة الامريكية.
غوزمان: أباميل غوزمان، رئيس حزب الدرب المضيء الشيوعي في بيرو. أعتقل عبر مؤامرة، و داخل السجن ساوم مع السلطات و قدم الكثير من التنازلات لقاء بعض التحسينات لوضعه الشخصي في المعتقل. و بهذا الشكل تفكك حزب الثوري المحارب.
عوني أوزغورل: كاتب تركي كمالي.
فالرشتاين: كاتب و مفكر تقدمي، يكتب في مجال الايكولوجيا و الديمقراطية و ينتقد بشدة السياسات الامريكية و الامبريالية في كتاباته.
#عبد_الله_أوجلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشعب الكردي سيتخذ القرار بنفسه
-
المرأة بين الواقع وحقيقة الثامن من آذار
المزيد.....
-
المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا
...
-
المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا
...
-
إعلام إسرائيلي: مخاوف من أوامر اعتقال أخرى بعد نتنياهو وغالا
...
-
إمكانية اعتقال نتنياهو.. خبير شؤون جرائم حرب لـCNN: أتصور حد
...
-
مخاوف للكيان المحتل من أوامر اعتقال سرية دولية ضد قادته
-
مقررة أممية لحقوق الانسان:ستضغط واشنطن لمنع تنفيذ قرار المحك
...
-
اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر
...
-
ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا
...
-
بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
-
مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|