أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خليل قانصوه - الطغمة الدينية !














المزيد.....

الطغمة الدينية !


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 8299 - 2025 / 4 / 1 - 23:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المقصود من "الطغمة الدينية " هو الفئة او بعض أتباع ديانة من الديانات المعروفة . يتناول موضوعنا هنا الديانة الإسلامية تحديدا ، في سياق مداورة الحدث السوري سياسيا ،في الذهن ، حيث تجري محاولة إرساء نوع من النظام السلطاني بين "الأصول و سنن الواقع " بحسب تعبير السوداني حسن الترابي ، من قبل " طغمة دينية " لا تمثل بالقطع جميع المتدينين بديانتها .
سنحاول إذن الإجابة ببساطة ،على سؤالين :
1ـ الطغمة الدينية و السلطة في الدولة الوطنية ، الدولة السورية نموذجا :
لا شك في أن نظام حكم حزب البعث السابق في سورية كان قد وقع في أزمة خانقة و كان يفتقد لآليات ووسائل للخروج منها ، حيث أن مؤسسات الدولة أو شبه الدولة التي أرسى دعائمها ، كانت خالية منها . تحسن الملاحظة هنا أن الصراع على السلطة في سورية بدأ قبل أن يتسلمها حزب البعث ، و مرد ذلك عائد لأسباب خارجية و داخلية و تواصل خلال حكمه ، بينه من جهة و بين جماعة الإخوان المسلمين بشكل خاص ، لكن هذه المسألة ليست جزءا من موضوع هذا البحث .
فما يهم الآن هو أن نظام البعث سقط ، أغلب الظن نتيجة لفقدانه القدرة على مقاومة أعدائه ، بعد أن تخلى عنه بعض حلفائه و ضعف بعضهم الأخر . مجمل القول ان عوامل ذاتية و داخلية و خارجية تضافرت لطي صفحة عهده ، وفتح صفحة جديدة لحكم " طغمة دينية " ، أتيَ بها إلى بلاد الشام ، بعد أن تم إعدادها في مناخات "إسلامية ـ جهادية" تحاكي تلك التي توافرت شروطها في أفغانستان و بلاد الشيشان (سنوات 1980 و 1990) حيث دارت أهم معارك الدول الغربية تحت قيادة الولايات المتحدة الأميركية ضد الإتحاد السوفياتي ثم ضد روسيا . يحسن التذكير بهذا الصدد أن كثيرين من قيادات " الطغمة الدينية " في سورية تعمدت في صفوف منظمات مثل القاعدة و داعش بالإضافة للسجون الأميركية في العراق ، و تطعمت بأعداد كبيرة كما يبدو ، من المرتزقة و"المهاجرين الإسلاميين " !
لا نجازف بالقول أن ما يجري في سورية هو سيرورة عبثية ، محيّرة . فما يخطر بالبال لأول و هلة هو التناقض بينها و بين مجتمع متعدد ، غني ، متحرك ، مضطرب ، ثقافيا و علميا و اقتصاديا ، إلى حد انه يخيل للمراقب أننا حيال فسيفساء ، او متحف يحتوي على عينات اجتماعية و حضارية من مختلف العصور . ينبني عليه أن الذين جاؤوا "بالطغمة الدينية " ، أنما جاؤوا بها " لحاجة في نفوسهم " ، بعد أن أغووا من "الوطنيين " من استطاعوا إغواءه ،و أحبطوا جهود آخرين من السذج . من البديهي أن هذه " الطغمة " لن تكون مقبولة من السوريين !
2 ـ السؤال الثاني عن الدين و السياسة و الحكم :
نقتضب بهذا الصدد فنقول ، استنادا إلى اطلاع متوسط على المسألة الدينية ، في بعض البلدان المشرقية العربية ، و في بلدان أوروبية يتوافد إليها المهاجرون من الأولى ، هو أن الرسالة الدينية ، لا تعدو كونها رسالة ، و بالتالي سواء تلقاها الفرد مصادفة ، أو فرضت عليه فرضا أو أختارها بملء إرادته ، فإنه يأخذ منها ما يسمح به مستواه العلمي و الفكري و النفسي و الأخلاقي ، أي بدرجة مختلفة عن غيره ، إدراكا و اقتناعا. ناهيك من أن ما نعلم به فرادى في كتاب او جماعة بمناسبة محاضرة ، لا تنسج بيننا علاقة وراثية تؤدي إلى تشابهنا كما لو صار كل منا نسخة للأخرين . لا سيما أن التوائم لا يكونون على درجة واحدة من الوعي و الذكاء . لقد تابعنا في مراحل تعليمنا على سبيل المثال ، مناهج في مختلف المواد ، فهل كانت علاماتنا في الامتحان متساوية في مادة تعلمناها معا على يد المعلم نفسه ؟
قصارى القول في الختام أن الديانة هي جزء من التراث الثقافي ، على عكس العمل السياسي و الدولة الوطنية و نظام الحكم ، فهذه مجالات لا تفرض الأمور فيها على الفرد ، فرضا أو " شرعا " إذا جاز التعبير . ليس من حاجة للدلالة على ذلك ، فأحوال العباد و البلاد شاهدة على ذلك .



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوائض بشرية
- موت جان كالاس
- كلنا علويون !
- عن الدين و السياسة ‍‍!
- الفلول و الحلول
- الهمُّ السوري
- التحول الطالباني !
- التعصب الطائفي و الإنتهازية السياسية !
- ثورة بدوية مغولية !
- حقائب الفرنسيين و احتجاجات اليهود ‍!
- الدين و رغيف الخبز !
- الضفة الغربية نموذجا !
- المسألة الشيعية
- حرب تلامذة جابوتنسكي
- الرجل المريض و الحملات الغربية
- الهزية و عقدة البيرق !
- الدولة المستحيلة
- الوطن للمواطنين !
- أنا شارلي ,, أنا ثوري
- جيوش بلا دول تتصدى لدول بلا جيوش ! !


المزيد.....




- كيف تنظر الشريعة إلى زينة المرأة؟
- مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا.. مهامه وأبرز أعضائه
- الرئيس بزشكيان: نرغب في تعزيز العلاقات مع الدول الاسلامية ود ...
- ضابط إسرائيلي سابق يقترح استراتيجية لمواجهة الإسلام السني
- المتطرف الصهيوني بن غفير يقتحم المسجد الأقصى
- اكتشافات مثيرة في موقع دفن المسيح تعيد كتابة الفهم التاريخي ...
- سياسات الترحيل في الولايات المتحدة تهدد المجتمعات المسيحية
- مفتي البراميل والإعدامات.. قصة أحمد حسون من الإفتاء إلى السج ...
- إسرائيل تكثف غاراتها على غزة وتقصف المسجد الإندونيسي
- استقبلها الآن بأعلى جودة .. تردد قناة طيور الجنة TOYOUR EL-J ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خليل قانصوه - الطغمة الدينية !