أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - -بيكفي حرب-.. حراك كسر حاجز الخوف 1/2














المزيد.....

-بيكفي حرب-.. حراك كسر حاجز الخوف 1/2


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 8299 - 2025 / 4 / 1 - 02:00
المحور: القضية الفلسطينية
    


كان لابد أن تكون هناك لحظة تفيض فيها كأس الصبر لدى أهل غزة ممن يتعرضون لحرب إبادة موصوفة، وأن يتجاوزوا خوفهم، بأن يفيض غضبهم على واقع فرض عليهم دون إرادتهم، وصل حد الموت جوعا، وكان يمكن تحمُل ذلك قياسا بمرات الحروب العديدة السابقة، لكن اللامبالاة وغياب أي دور جدي لوقف الحرب لحماية الناس، من قبل حماس، فيما هي تعيش في الأنفاق، جعل أهل غزة يدفعون الثمن دون أي أفق لحل يضع حدا لحرب الإبادة، مع أن حماس هي من قررت بمفردها ووفق أجندتها، خطة ومبادرة تفجير التناقض مع الاحتلال، وبمعزل حتى عن القوى الأخرى، التي التحقت بطوفان حماس على طريقة "الفزعة"، بأن سلمت موضوعيا بأجندة حماس الخاصة، التي أدارت الحرب والتفاوض وفقا لرؤيتها تلك، وهي الرؤية التي لم تقم وزنا لحياة الناس من أهل غزة، بأن تركتهم يواجهون المحرقة بسقوط المزيد من الضحايا مع كل يوم إضافي في عمر تلك الحرب، فيما هي بحكم الواقع السلطة الحاكمة منذ سيطرتها على القطاع في يونيو 2007. في حين أن القاعدة تقول: إن تولي المسؤولية يقرر واجبا على من يتولاها، بصرف النظر؛ إن كان هذا التولي قد جاء بطريقة مشروعة من عدمها، فكان أن ظهر سلوك حماس على ضوء الوقائع الملموسة، وكأنها غير معنية، بوقف هذه الحرب التي تحصد المئات يوميا بين قتيل ومصاب بسبب توحش الكيان جراء عمليتها العسكرية في 7 أكتوبر 2023. حتى بدا وطوال عام ونصف من المحرقة، أن الوقت لم يكن يعني لها شيئا، مع أنه من دم وخراب، بدعوى أنها تعد "نفسها لحرب استنزاف طويلة"، وفق ما جاء في رسالة يحيى السنوار لزعيم الحوثيين في 16/9/2024، بمعنى أنها تستدرج الكيان إلى حرب مفتوحة، في حين أن ميزان قوى للأسف ليس لصالح حماس بالمطلق، وبعيدا عن المكابرة وتضخيم الذات، فإن حرب الاستنزاف هي من جانب آخر، وصفة لسقوط المزيد من الضحايا على مدار الساعة. لتأتي دعوات الاحتلال بإخلاء المناطق الشمالية من القطاع، بعد إطلاق قذائف باتجاه مستعمرات غلاف غزة، لتكون تلك القطرة التي أفاضت كأس صبرهم ليس لأنهم ضد المقاومة كما تدعي حماس، ولكن لسوء التقدير والخفة وغياب المسؤولية لدى من قام بذلك، ارتباطا باللحظة التي كان العدو يبحث فيها عن ذريعة، ذرا للرماد في عيون المجتمع الدولي، للتغطية على مخطط تهجير أهل المنطقة من جانب. ومن جانب آخر للادعاء أمام الرأي العام الدولي أن حماس تقصف المدنيين في مستعمرات الغلاف كمبرر لاستهداف المناطق التي انطلقت منها تلك القذائف التي باتت بلا معنى من الناحية العسكرية.
جملة هذه المعطيات أنتجت موضوعيا حراك "بيكفي حرب"، الذي تحدى فيه الناس كل المخاطر، سواء تلك التي قد تأتي من قبل العدو، أو من قبل حماس، التي تعتبر أن أي رأي، أو موقف شعبي ينتقدها، هو موقف عدائي يجب مواجهته، سواء باستخدام العنف المادي، أو اللفظي باتهام من يقوم به في وطنيته، وهو ما حصل فعلا عندما ربطت بعض وسائل إعلامهما الحراك بأنه بترتيب من الكيان الصهيوني، بما يعني أنهم ضد المقاومة التي هي حماس.
في حين أن هذا التوصيف هو فعل غير مسؤول لجماعة باتت مفصولة عن الواقع، وهو نتاج ذهنية لا ترى أو تسمع إلا صوتها، وأي رأي آخر يخالفها فهو مدنس، ولديها ترسانة من الاتهامات الجاهزة لإعدامه معنويا، قبل أن تقوم بذلك ماديا عبر القمع والحجز وتكسير العظام، وهو سلوك يعكس ثقافة الولاء والبراء، التي مارستها طوال سيطرتها على القطاع بشكل أو آخر، قبل حرب الإبادة التي يشنها العدو على أهل غزة، ردا على طوفان حماس، وللتذكير لا بأس من استحضار كيف تعاملت حماس مع حراك شعبي كان قد جرى قبل عدة أعوام، تحت شعار "بدنا نعيش"، كما وثقته الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، وهو "أن الأجهزة الأمنية في قطاع غزة قد ارتكبت أثناء فض التجمعات السلمية جملةً من الانتهاكات طالت العديد من الحقوق والحريات جراء عمليات الفض بالقوة التي تقوم بها الأجهزة الأمنية، وطالت الحق في الحرية والأمن الشخصي (الاحتجازات التعسفية)، علاوة على الاعتداء على النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان".
وأورد تقرير الهيئة أنه"منذ سيطرتها على قطاع غزة عام 2007، واجهت الحركة، مسيرات مختلفة الكثافة وبعضها كان تحت مسمى «حراك بدنا نعيش» في أعوام 2016 و2019 و2022، لكن في كل مرة كانت تستخدم القوة لقمعها، وتتهمهم بأنهم يعملون لأجندات سياسية إما مرتبطة بحركة «فتح»، أو "إسرائيل"، وتعتقل من يقف خلفها.
الشاهد أن القمع والتخوين هي سياسية مرتبطة بذهن حماس، لكن الفارق هذه المرة مقارنة بحراك "بدنا نعيش" في مضمونه الإنساني الاقتصادي، أن أهل غزة يعيشون نكبة بفعل العدوان المباشر من قبل العدو الصهيوني، الذي هو رد فعل، كان يجب أن يكون متوقعا ممن تسبب في تفجير التناقض مع الاحتلال، دون الاستعداد لرد فعله أو حتى توقع أبعاده، ويمكن القول إن غياب هذا التوقع عبر عن قصور معرفي وذهني، لمن قرر أن يقوم بهجوم 7 أكتوبر، في غياب أي رؤية لحماية الناس، أو مقاربة موضوعية بين الهدف من الهجوم، ونتائجه، التي كانت كارثية بكل المقاييس ليس على أهل غزة فقط، وإنما على الضفة الغربية، بما فعله ويفعله في مدنها ومخيماتها، وشروعه في ضمها للكيان، وفي والمناطق المحتلة عام 1948، بل وطالت الإٌقليم في لبنان وسوريا والعراق وإيران واليمن، وجعلت الكيان الصهيوني يتبجح بأنه غير خريطة الشرق الأوسط بالمعنى الجيوسياسي لصالح رؤيته، بعد أنهى ظاهرة ما يسمى بمحور المقاومة ووحدة الساحات، وبات يعربد دون رادع في لبنان وسوريا، وتراجع فصائل العراق ، وانكماش إيران.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى لا تصبح غزة.. بيئة طاردة
- بعد تهديدها بمصير الحوثيين.. هل ضاقت مساحة مناورة حماس؟
- تغيرت أساليب التهجير.. والهدف واحد.. الاقتلاع
- حتى لا يبقى بيان قمة القاهرة حبرا على ورق
- بين الضفة وغزة. ودعم موقف حماس
- أبو مرزوق.. يجرد طوفان حماس من قدسيته
- كي الوعي.. وذاكرة اللقطة الأخيرة
- كما وصفته عائلته..-أحمق-..-مهرج-..-بلطجي-..-نرجسي-
- نوايا ترامب تجاه غزة.. جريمة موصوفة
- إرادة الفلسطينيين والأمة العربية.. وتحدي هذيان ترامب
- ترامب.. يكافئ مرتكبي محرقة غزة.. بمشروع تطهير عرقي للناجين
- قراءه في أهداف أبو مرزوق لطوفان حماس
- نعم للتهجير من قطاع غزة.. ولكن..
- وعد السنوار للأسرى.. أي ثمن؟!
- اتفاق وقف إطلاق.. وأوهام النصر التاريخي
- اتفاق وقف إطلاق النار.. والمفهوم الواسع للضمانات الأمنية
- عون الثاني.. يتوعد حزب الله وسلاحه
- هل يمثل وعيد ترامب لحماس .. النار التي تنضج الصفقة
- شكرا.. استريحوا وأريحوا.. ودعونا نرى غيركم
- في بؤس مقولة.. -هذا مش وقته-


المزيد.....




- -ويسكي- على الفطور..أمريكي يصف صدمته الأولى مع المطبخ المصري ...
- هجمات روسية بطائرات مسيرة على أوكرانيا تخلف قتيلا وعدة جرحى ...
- إسرائيل تعلن توسيع عمليتها العسكرية في قطاع غزة
- حطم الرقم القياسي: سيناتور ديمقراطي يخطب 25 ساعة ضد ترامب
- -شينخوا-: ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال ميانمار إلى 2886 قتيلا و4 ...
- 7 أرقام قياسية .. طائرة -تو-104- رمز تفوق الطيران المدني الس ...
- مصدر لـRT: لبنان تلقى إشارات تفيد بأن تل أبيب ماضية بسياسة ا ...
- -واشنطن تراقب بنفسها-.. زاخاروفا تحذر زيلينسكي من الاستخفاف ...
- من مصر وسوريا والسعودية؟ أبرز -كذبات العرب- في أبريل عام 202 ...
- -واشنطن بوست-: والتز استخدم بريده الخاص لأعمال حساسة


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - -بيكفي حرب-.. حراك كسر حاجز الخوف 1/2