أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - كاظم فنجان الحمامي - وزراء عراقيون بين الفقر والاستهداف














المزيد.....

وزراء عراقيون بين الفقر والاستهداف


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 8298 - 2025 / 3 / 31 - 12:39
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


سنتحدث هنا عن اثنين من الوزراء العراقيين. احدهما من القرن الماضي، والآخر من المرحلة الراهنة، جمعتهما قواسم مشتركة بما يمتلكانه من مشاعر وطنية وتوجهات علمية وإدارية، لكنهما تعرضا لظروف قاهرة ومعاملة سيئة. سوف نذكر الاول باسمه الصريح وهو الوزير (بهاء الدين نوري الشرواني)، ونتجنب ذكر أسم الوزير الثاني حتى لا تثار ضده الهجمات الكيدية، وحتى لا تتوسع من حوله دائرة المضايقات، التي ظلت متفجرة حتى يومنا هذا. .
ولد الوزير الاول في العراق لأسرة كردية عام 1897 وانتقل إلى رحمة الله عام 1960. عاش ومات فقيرا متعففا يستحق الصدقة. كان لا يملك ثمن الدواء لعلاج أمراضه الناجمة عن سوء التغذية. .
كان مثقفا واعيا يتقن خمس لغات: العربية والتركية والفارسية والكردية والإنجليزية. درس القانون في جامعة الاستانة، ودرس العلوم الحربية في جامعة كمبرلي البريطانية. يعود له الفضل في تأسيس كلية الأركان عام 1937، وعين عميدا لها برتبة لواء ركن. ثم شغل منصب محافظ السليمانية بدرجة (متصرف)، وسفيرا في الأردن وايران وتركيا، ووزيرا في كابينة نوري السعيد عام 1945. .
يقول الطبيب عبد الجبار البحراني: ((انه في عام 1949 إتصل به الوزير بهاء الدين نوري الشرواني يطلب معاينته في داره بسبب تدهور حالته الصحية. فذهبت إليه وأجريت المعاينة والفحص، فتبين انه يعاني من الإرهاق وسوء التغذية نتيجة العمل المتواصل، عندئذ كتبت له قائمة فيها العلاج والمكملات الغذائية. . فقال لي: كم ثمن الدواء ؟. وكم أجرك يا دكتور ؟. قلت له: الكشف على حسابي، وثمن الدواء عشرة دنانير فقط. لكنني اكتشفت انه لا يملك ثمن الدواء، فأعطيته عشرة دنانير مني لكي يتغذى ويأكل)). .
كانت تلك حكاية الوزير الزاهد في القرن الماضي. أما في المرحلة الراهنة فلدينا وزير مستقل بلغ من العمر عتيا، اشتركت معظم الاحزاب السياسية في النيل منه، وقطعت شوطا كبيرا في تشويه صورته بكل الأساليب والطرق التي لا تخطر على البال، فلفقوا له عشرات التهم، وحركوا ضده عشرات الدعاوى الكيدية، وحرموه من راتبه التقاعدي، ولم يتركوا شاردة أو واردة إلا حولوها إلى وسيلة للتنكيل والتعذيب والانتقام. وعلى الرغم من تقدمه بالسن، وعلى الرغم من دوره الريادي في تنفيذ المشاريع الوطنية، ظلت كوابيس الترهيب تطارده في المنافي البعيدة. .
ختاما: مات الوزير الاول فقيرا معدما بلا راتب تقاعدي، وعاش الوزير الثاني فقيرا تحت وطأة التهميش والاستبعاد وبلا راتب تقاعدي. .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قفزة نوعية في عالم الإنقاذ البحري
- عادت براقش فجنت على نفسها
- حديث واحد يهدد الإسلام
- أطلال مطار البصرة القديم
- آخر ابتكارات الأمة: زواج النفحة
- ملاحون عرب لم تسمعوا بهم
- كتاب: تاريخ البعثات الدبلوماسية
- ليموريا: حضارة اخرى مفقودة
- اطول رحلة بحرية عراقية داخلية
- البحث عن جدي الخامس والعشرين
- رب الناس. إله الناس. ملك الناس
- امة المليار تحميها قطة
- سقوط قرصان من سفينة التضليل
- حرب وشيكة ضد الشيعة
- إنزال افتراضي على سواحل اليمن
- مقابلات الفاشنستة ( X )
- لا ترتجي خيراً من الهَملان
- المنعطف الأمريكي الرابع
- كتاب: العودة إلى مكة
- جهاد النفاق والشقاق


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف حاملة الطائرات الأمريكية ترومان وقطع ...
- الضفة الغربية.. توسع استيطاني إسرائيلي غير مسبوق
- الرسوم الجمركية.. سلاح ترامب ضد كندا
- إسرائيل تلغي جميع الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية قبي ...
- -البنتاغون- لـCNN: إرسال طائرات إضافية إلى الشرق الأوسط
- موسكو لواشنطن.. قوات كييف تقصف محطات الطاقة الروسية
- الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء جديدة في رفح
- تصعيد روسي في خاركيف: هجمات جديدة تخلّف إصابات ودمارًا واسعً ...
- -صدمة الأربعاء-.. ترقب عالمي لرسوم ترامب الجمركية
- بيليفيلد يطيح بباير ليفركوزن من نصف نهائي كأس ألمانيا


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - كاظم فنجان الحمامي - وزراء عراقيون بين الفقر والاستهداف