أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمود عباس - أسعد الزعبي صدى البعث المُتعفّن في زمنٍ يطلب الكرامة














المزيد.....

أسعد الزعبي صدى البعث المُتعفّن في زمنٍ يطلب الكرامة


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8298 - 2025 / 3 / 31 - 07:22
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


ليست الكارثة في أن يُعاد إنتاج رجالات النظام البائد بأسمائهم ورتبهم العسكرية، بل في أن يعودوا بعد كل هذا الركام، ويتحدثوا بلغة الثورة، بينما في قلوبهم لا زال ينبض قلب البعث، وفي ألسنتهم تفوح رائحة الحقد الطبقي والقومي والطائفي.
أسعد الزعبي، هذا "العميد" الذي لم يترقَّ يومًا في الأخلاق كما ترقّى في المناصب، لم يكن يومًا ثوريًا، ولا حتى معارضًا، بل مجرد صدًى لخطابٍ استبدادي أعاد تدويره ليبثه من جديد، وهذه المرة من على منابر يفترض بها أن تكون منارات للكرامة لا منصات للكراهية.
هو أحد أيتام البعث، بل أحد أذرعه التي لم تُبتر بعد، رجلٌ تشكّل وعيه في غرف الاستخبارات، وتربّى في مدرسة القومية العنصرية التي ترى في الكوردي مجرد "طارئ"، وفي غير العربي "عدوًا".
ولولا دماء الكورد التي سالت في دير الزور وكوباني والحسكة، لما تجرأ هذا "الأمعة" على فتح فمه، ولما تردد صوته على أي منبر.
لكنها لعنة الثورة السورية…
فبقدر ما يطمح الشعب الكوردي إلى بناء وطنٍ مشترك، وأخوّة صادقة مع من عبثوا يومًا بمقدراته،
يُقابَل مرارًا بالحقد، لا بالشراكة، وبالكراهية، لا بالتفاهم.
فكلما مدّ الكوردي يده نحو السلام والمصالحة، لا يُجابَه بالفكرة أو بالحوار، بل بالسيف، وبالخطاب القذر.
للأسف، الثورة السورية، التي كان يُفترض أن تكون بوابة للتحرر والكرامة،
فُتحت أيضًا للحثالة المتسلقة،
أولئك الذين كانوا بالأمس يُمجّدون بشار الأسد، ويسجدون على أعتاب الأجهزة،
واليوم يتقمّصون دور الوطنيين، ويتحدثون عن "الحرية"،
وهم في كل لحظةٍ يغتالون معناها…
بلغة الكراهية،
ومنابر الحقد،
وسيوف التاريخ المزيف.
رغم أن أسعد الزعبي ليس رجل دولة، ولا وطني، ولا حتى صاحب موقف.
إلا أن الفرصة كانت أمامه ليكون شيئًا آخر،
كان بإمكانه – إن شاء – أن يكون وطنيًا، صادقًا، وإنسانًا نزيهًا.
بل وربما كان يستطيع أن يكون صديقًا حقيقيًا للشعب الكوردي، ولسائر المكوّنات السورية غير العروبية،
أن يكون صوت العقل في لحظة الجنون،
ويد التفاهم في زمن التشظي،
وأن يرتقي إلى مقام الرجل الذي يُصادق، لا من يجلد،
لكنّه أبى.

أبى إلا أن يكون الصوت المدمر،
صوت الكراهية المزمنة،
والعداء المجاني الذي لا يستند إلى تاريخ ولا إلى أخلاق.
أبى إلا أن يختار موقعه في الصف الأول من جوقة الخراب،
ينفخ في نيران الفرقة، ويقضم ما تبقّى من العلاقات الإنسانية بين أبناء الوطن الواحد.
فكم هو مؤلم أن تكون أمامك فرصة أن تكون إنسانًا…
ثم تختار أن تكون أداة.
هو رجل يعاني من وباء الكراهية، وحقد دفين على كل ما لا يشبهه، وعلى رأسهم الشعب الكوردي.
الشعب الذي صمد، وقاتل، وواجه داعش، لم يفعل ذلك ليطلب معروفًا من أمثال أسعد الزعبي، بل ليحمي الأرض التي وُلد عليها، قبل أن تولد "سوريا" نفسها ككيان مُفبرك على طاولة سايكس–بيكو.
أسعد الزعبي لا يعرف من الجغرافيا سوى الخرائط التي رسمها المستعمر، ولا من التاريخ إلا ما دوّنه العسكر بأوامر السلطة.
يتناسى أن الشعب الكوردي، يسكن أرضه التاريخية، أرض الآلهة والأنبياء، والجبال التي لم تركع يومًا لغازٍ أو سلطة.
ومهما طال زمن التعريب، والتهجير القسري، والاستيلاء المنهجي على الممتلكات، ومهما تم العبث بالديموغرافيا، فالمعادلة لن تتغيّر.
الكوردي الذي يأتي من أي بقعة في العالم إلى غربي كوردستان، لا يدخلها كغريب، بل كابنٍ عائد إلى حضن الجغرافيا التي أنجبته.
وكما يحق للسوري أن يتحرك في كل بقاع سوريا، وللعراقي في كل أنحاء العراق،
فمن حق الكوردي أن يتحرك في كوردستان، كلها، لأنها وطنه الممزّق بالخناجر، لا بالخريطة.
فالحدود مصطنعة، وستزول… شاء الزعبي أم أبى.
ستُمحى ذات يوم، رغمًا عنه، ورغمًا عن كل من يحمله الحقد على ظهره كهوية.
أسعد الزعبي وأمثاله، لا يرون الكورد إلا كخطر، لأن الكورد لا يقبلون أن يكونوا توابع، ولا عبيدًا لمركز السلطة.
والأدهى من ذلك، أن هذا الرجل، الذي يتقيّأ الكراهية باسم "الوحدة"،
يُصدَّر من منابر تُنسب إلى المملكة العربية السعودية،
الموطن الأصيل للعروبة الحقيقية، لا للعنصرية الملفقة.
من المؤسف أن يُترك منبر من منابر الخليج العربي – الذي من المفترض أن يكون رافدًا للاستقرار – لِـ أمثال هذا المتعفّن، الذي يحمل بين أضلعه قلبًا ميتًا لا ينبض بشيء إلا الخوف من التعدد والحرية.
لذا، نطلب من قيادة المملكة العربية السعودية الحكيمة، التي طالما عُرفت بحرصها على شرف الكلمة ونظافة المنبر، أن تُنهي مهزلة هذا الرجل المدعو أسعد الزعبي، وتطرده من أي منبر يُنسب إلى أرضها، لأنه لا يعبّر عنها، ولا عن عمقها العربي الأصيل، ولا عن أخلاقها السياسية.
إن بقاء هذا الصوت النشاز، المتخم بالكراهية والتحريض، على منابر تُبث من داخل المملكة أو تحت ظلها، هو إساءة مباشرة لسمعتها، وتلويث لمكانتها، لا في سوريا وحدها، بل في نظر الأحرار في كل المنطقة.
أسعد الزعبي وباءٌ لغوي وأخلاقي، لا يهدد فقط مستقبل سوريا بوصفه أداة من أدوات الانقسام والتطرف، بل يُسيء – دون وجه حق – إلى بلدٍ كريمٍ مثل السعودية، التي احتضنت قضايا العرب والمسلمين، لا لتتحوّل إلى مكبر صوت لحقده وانحطاطه.
إن التخلّص من هذا الخطاب لا يصب فقط في صالح الشعب الكوردي الذي يستهدفه الزعبي، بل في صالح مشروعٍ سعودي أوسع، يُراد له أن يكون عادلًا، جامعًا، لا ملوثًا بألسنة المخابرات البعثية القديمة.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
29/3/2025م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة الشرع إلى إسطنبول رسائل مشفّرة من واشنطن عبر أنقرة
- تسليم الساحل السوري لقوات قسد خطوة إنقاذ لسوريا من التقسيم
- في حضرة الغياب الإلهي مجازر شنكال وسوريا بين التكفير ورايات ...
- الكورد والثورة السورية تحذير من تكرار الخطيئة الإيرانية
- نوروژ بين الدين والقومية، بين الثورة والطمس
- إلى أي درك كارثي تتهاوى سوريا؟
- حين يتقيأ الحقد، العروبة المشوهة في مواجهة الحقيقة الكوردية
- إعادة قولبة سوريا
- سوريا نحو الاستبداد الدستوري
- صناعة الشعوب المشوهة
- قراءة سياسية في اتفاقية مظلوم عبدي وأحمد الشرع
- سوريا على طريق التقسيم بين إرهاب الدولة واستبداد الإسلام الس ...
- سوريا بين المركزية القاتلة والفيدرالية المنقذة
- بين ضرورة الإصلاح ومخاوف التفكك في سوريا
- القضية الفلسطينية بين واقع التاريخ وخطاب الأنظمة العروبية
- أردوغان في قبضة ترامب هل يواجه مصير زيلينسكي أم يراوغ بذكاء؟
- تحليل واستنتاج خطاب القائد عبد الله أوجلان (دعوة السلام والم ...
- تحليل واستنتاج خطاب القائد عبد الله أوجلان (دعوة السلام والم ...
- ترامب وبينس إهانة للبيت الأبيض باسم السلام
- تحليل واستنتاج خطاب القائد عبد الله أوجلان (دعوة السلام والم ...


المزيد.....




- ترامب يكشف إن كان يستحدث مع إيلون ماسك بعد تفجر خلافاتهما
- جدل كبير في سوريا بسبب سجادة الشرع خلال صلاة العيد.. ما القص ...
- بعد سنوات من الانتظار.. ديفيد بيكهام على مشارف نيل لقب -فارس ...
- نتنياهو يقرّ بتسليح جماعات معارضة لحماس اتُّهمت بنهب المساعد ...
- مسيرة إسرائيلية تلقي قنبلة صوتية على منزل في كفركلا في جنوب ...
- روسيا ووكالة الطاقة الذرية يعقدان اجتماعا طارئا حول سلامة مح ...
- لقطات من RT تفضح جرائم نظام كييف بحضور مصر ودول أوروبية
- الشرع يزور درعا وسط استقبال شعبي ورسمي واستنفار أمني (صور + ...
- سيناتور روسي يقدم عرضا لماسك على غرار ما حدث مع سنودن
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية: إعادة تشغيل محطة زابوروجيه ال ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمود عباس - أسعد الزعبي صدى البعث المُتعفّن في زمنٍ يطلب الكرامة