ابراهيم ابراش
الحوار المتمدن-العدد: 8297 - 2025 / 3 / 30 - 22:12
المحور:
القضية الفلسطينية
هذا عنوان مقال نشرناه في يوليو الماضي ،وفيه قلنا حرفياً ( إن لم يتوافق الفلسطينيون على من يحكم غزة بعد وقف الحرب فمؤشرات الحرب الأهلية تلوح في الأفق).
قلنا ذلك بعد أن رفضت كل الفصائل الفلسطينية تواجد قوات عربية ودولية في قطاع غزة كأحد المقترحات لوضع غزة بعد الحرب،
ومحذرين في نفس الوقت من فشل حوارات المصالحة في بكين التي كان مقرراً أن تنعقد في نفس الشهر.
بررت الفصائل وخصوصاً حركة حماس رفضها بأن غزة بعد الحرب شأن فلسطيني داخلي ولن نسمح لأحد أن يتدخل فيه ! وكرر القول حديثاً أسامه حمدان بأن حماس ستتعامل مع أي تواجد عربي أو أجنبي كما تتعامل مع الاحتلال!
وتواصلت حرب الإبادة وواصلت حماس إصدار بيانات النصر وأن أهالي غزة مشاريع شهادة وحاضنة المقاومة وأنهم سيقاتلون حتى آخر طفل الخ،وكان اتفاق الدوحة والتهدئة وتبادل أسرى والاستعراضات العسكرية التهريجية للقسام ثم عودة العدو للحرب بشكل أكثر قوة واجراماً.
وتبخرت آمال سكان غزة بوقف الحرب ودخول مساعدات ووضع حد للجوع والأمراض وأصبحت معاناتهم لا تطاق مع توقف مفاوضات الدوحة والقاهرة ، فماذا هم فاعلون ؟؟؟
خرج الناس عفوياً مطالبين بوقف الحرب وبالسلام ولا أحد يلومهم وخصوصاً أن المظاهرات بدأت في بيت لاهيا في الشمال ،ثم انتشرت في بقية مناطق القطاع تطالب بوقف الحرب وإنهاء سلطة حماس عندما شعروا بأن استمرار سلطة حماس ومسلحيها لن يوقف الحرب ولن يكون إعمار وهو ما يقول به كل العالم،كما يعرفون محدودية قدرة ما تبقى من مسلحي حماس على تحقيق أي انتصار أو مجرد إدارة غزة ومنع الفلتان والسرقات.
لم يكن في الوارد عند المتظاهرين أن يتسببوا بأي حرب أهلية بل كان تحركهم لمنع وقوع هذه الحرب التي يريدها العدو. كان على حركة حماس قبل أن ترفض التواجد الدولي تجهيز البديل الوطني، وهو ما لم يحدث،كما كان من المشين والعار أن يتم اتهام المتظاهرين بالخيانة والتعامل مع العدو،ولو كانت التهمة موجهة لشخص أو أشخاص معدودين لكان من الممكن تصديق ذلك ،ولكن أن يتم اتهام بالخيانة لعشرات الآلاف من المتظاهرين وممن كانت تعتبرهم حماس مشاريع شهادة وحاضنة المقاومة فهذا ليس فقط خطأ بل تحريكاً لحرب أهلية وخصوصاً مع تضارب مواقف قادة حماس مما يجري كتصريح خالد مشعل وتصريح أسامة حمدان.
بيد حركة حماس وحدها أن تمنع تدهور الأمور لحالة حرب أهلية، أو تواصل المكابرة والمعاندة حتى لو تدهورت الأمور لحرب أهلية لا سمح الله.
#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟