يوم الأرض و جمعة القدس الصارخة

عصام محمد جميل مروة

الحوار المتمدن-العدد: 8297 - 2025 / 3 / 30 - 13:23
المحور: القضية الفلسطينية
    

كان الشعب الفلسطيني على مدار عقود ماضية تعرض للعديد من الارهاصات والتحولات المستمرة والمجازر والتدمير للحجر وللبشر ولمعظم كافة شئون مختلف الحياة العامة داخل الاراضي العربية المحتلة . وكانت مناسبة عملية اقتلاع الاشجار المعمرة للزيتون وجرفها ومحو اثارها غداة المظاهرات التي دعت اليها الحركات الشبابية الطلابية الفلسطينية ربيع عام 1976 يوم ارتكاب افظع التعديات على الحقوق المدنية والاجتماعية والثقافية والتراثية لكل ادوات الحياة . فكانت قوات الاحتلال تُطلقُ الرصاص العشوائي على تجمعات الشباب الذين جائوا تلبية لدعوة المواجهة ضد جنود وعربات ودبابات اسرائيلية تحركت لقمع النشاط للطلاب واهاليهم وللناس من كافة الطبقات الاجتماعية التي تحولت الى مظاهرات عامة رافضة للقمع وللإقتلاع لأكثر من رمز وصولاً الى ارتكاب العدو عدم السماح لتشييع الشهداء وتفرقة وابعاد الناس عن المساجد والكنائس ومناطق مختلفة داخل القرى التي حاصرتها قوات الاحتلال.كما قال الشاعر الثوري اليساري الهوى والعروبي النظرة والمقاوم الدؤوب معن بسيسو .. نعم قد تموت ولكننا سنقتلع الموت من ارضنا !؟.
اذاً نحن اليوم بعد نصف قرن من اعلان يوم الارض الفلسطيني واستعادة فكرة تعويم الاحتفالات واقامة المهرجانات سواء كان داخل الاراضي المحتلة او في غزة وقطاعها الاشرس ، والبهي بكل ما تحمل الكلمات من اوصاف للبطولات المجيدة التي سُجلت منذ طوفان الاقصى ، العملية التي لم تكن بعيدة عن فكرة إحياء يوم الارض كما كانت الضفة الغربية وما زالت البوصلة المُشرفة لمنظمة التحرير الفلسطينية رغم محاولات عديدة لشق الصف الوطني الفلسطيني . خصوصاً بعد الحرب المدمرة الاخيرة التي وصلت الى مداها في ارغام اهالي الضفة والقطاع على ترك الارض والذهاب بعيداً حسب املاءات دونالد ترامب الحاقد الذي اوصى في تحويل قطاع غزة والضفة الى مناطق سياحية على غِرار الريفيرا كما قال منذ اشهر قليلة ان القضية الفلسطينية وتصفيتها !؟. اصبح ما بين قاب قوسين ، و ترك التنفيذ للعصابات السياسية الصهيونية التي لها تغطية كاملة فيما تراه لقتل وتهجير وطرد ألشعب الفلسطيني من وطنه وابعاده الى ما وراء الاردن و سيناء وطمس قضية حق العودة .
كما كانت الجمعة الاخيرة من شهر رمضان من كل عام دعى اليها الإمام الخميني في احتفالات عامة وجعل الجمعة اليتيمة او الحزينة والاخيرة من كل عام في شهر رمضان خدمة انسانية حقيقية ورفع صوت الجهاد الاسلامي المقدس اتجاه قضية المسجد الاقصى المبارك .
وربما كانت الاحتفالات في اليومين الاخيرين قد استعادا تعويم الاشارات الايجابية إتجاه القضية الفلسطينية التي تتعرض اليوم الى ابشع اشكال الإلغاء المتدوال حتى لوجود مشروع الدولتين الصهيونية العنصرية الإسرائيلية ، والفلسطينية التي اصبحت في ادرجها على بساط الريح وتطييَّرها الى آماد غير محددة عبر الاعلام الخاص لبرامج دونالد ترامب الذي وَقَّعْ اخيراً على مشروع إسرائيل الكبرى من النهر الى البحر رغم انف جيران إسرائيل ، واعتبارها رائدة في محيطها وجعلها الدولة الفريدة في الزمن القادم قادرة على امتلاك السلاح النووي المتقدم ، والتوسع وقضم معظم الآراضي و تجاوز الحدود المجاورة ، عبر لبنان ، وسوريا ، والاردن ، ومصر ، والعراق ، وصولاً الى تطبيق ارادة نظريات التوراة والتلمود والعودة لإمتلاك الثروات الطبيعية داخل العالم العربي المحيط بفلسطين المحتلة . تتجدد البيعة اليوم وإن كانت شعاراتها فضفاضة ومتداولة رغم النكسة التي اصابت محور الممانعة والمقاومة ، وسقوط قوافل الشهداء والقادة الافذاذ الذين رسموا بدمائهم الزكية مسيرة حمل الشعلات المضيئة على درب القدس .
يوم الارض وجمعة القدس الصارخة سوف تبقى الى ابد الآبدين ما دامت إسرائيل تفتعل وترتكب ابشع المجازر ومحو الاثارات التاريخية ومعالم الوجود الاسلامي والعربي عبر الحضارات والثقافات منذ مباشرة منح الاضواء للكيان الصهيونى المتغطرس و المُغتصب .
كل يوم عيد الارض ، والدماء للشهداء التي إنسالت شاهدة على مشروع المقاومة رغم التمزق والتشرذم الذي حصل بعد عملية طوفان الاقصى في السابع من شهر اكتوبر 2023 حيثُ برزت القضية الفلسطينية صاحبة ارفع مساهمات مستويات المطالبة في تحريرها واستعادة الحرية والسيادة الوطنية.
كل الوثائق والاوراق والمسودات التي فرضتها إسرائيل على الشعب الفلسطيني تبقى قيد الدرس وتبقى مرفوضة مهما تعهد العالم الغربي والولايات المتحدة الامريكية لمنح إسرائيل الفرصة الكافية في إمحاء معالم المقاومة وحقها المشروع في المواجهة .
قرار الصهاينة المصادرة للاراضي واضح ومدروس و مدروك .
وقرار المقاومة اوضح وانصع ولا يزال البوصلة الوحيدة في عدم التراجع عن حق العودة للاجئين الذين تم ارغامهم على ترك التراب الفلسطيني منذ مطلع القرن الماضي.
عاش يوم الأرض الفلسطيني . عاشت قوافل الشهداء .وتحية اكبار واجلال للأرواح التي غادرتنا وما تزال الى اللحظة هناك دماء زكية تُسال على مذبح حرية فلسطين من المحيط الهادر الى الخليج الثائر .
عاش يوم القدس العالمي . عاش التضامن الاممي مع احياء الدور المقاوم لإستعادة حرية فلسطين وفك اسرها من براثن الارهاب والتطرف العنصري الصهيوني الغاشم.

عصام محمد جميل مروة..
الضاحية الجنوبية..
في 30 اذار مارس - 2025 ..

#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات