أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عقيل الفتلاوي - التكتلات الإعلامية والتحكم في تدفق المعلومات














المزيد.....

التكتلات الإعلامية والتحكم في تدفق المعلومات


عقيل الفتلاوي
صحفي وباحث

(Aqeel Al Fatlawy)


الحوار المتمدن-العدد: 8297 - 2025 / 3 / 30 - 03:08
المحور: الصحافة والاعلام
    


في عصر الثورة الرقمية، أصبحت التكتلات الإعلامية واحدة من أكثر القوى تأثيرًا في تشكيل الرأي العام وصياغة الوعي الجماعي. هذه التكتلات، التي تمتلك وتدير العديد من الوسائل الإعلامية المتنوعة، تلعب دورًا محوريًا في تحديد ما نراه ونسمعه يوميًا. ولكن مع هذا النفوذ الكبير تأتي تساؤلات حول طبيعة ملكية هذه التكتلات وتأثيرها على استقلالية الإعلام وتنوعه.
ما هي التكتلات الإعلامية؟
التكتلات الإعلامية هي شركات كبيرة تمتلك وتدير مجموعة واسعة من الوسائل الإعلامية، بما في ذلك القنوات التلفزيونية، والإذاعات، والصحف، ومواقع الإنترنت، ومنصات التواصل الاجتماعي. هذه الشركات تعمل على توحيد مصادر الإعلام تحت مظلة واحدة، مما يمكنها من تحقيق أرباح كبيرة عبر الإعلانات والمشاهدات. من أشهر الأمثلة على هذه التكتلات شركة "ديزني"، و"كومكاست"، و"نيوز كورب"، و"وارنر برذرز ديسكفري".
ملكية التكتلات الإعلامية
تتركز ملكية التكتلات الإعلامية في أيدي عدد قليل من الأفراد أو العائلات أو الشركات الكبرى. هذه التركيز في الملكية يثير مخاوف حول تأثيرها على حرية الإعلام واستقلاليته. فعندما تكون وسائل الإعلام الرئيسية مملوكة من قبل عدد محدود من الجهات، قد يتم توجيه المحتوى الإعلامي لخدمة مصالح تلك الجهات، سواء كانت سياسية أو اقتصادية.
على سبيل المثال، قد تفضل التكتلات الإعلامية تغطية أخبار معينة أو تجاهل أخرى بناءً على مصالح مالكيها. هذا يمكن أن يؤدي إلى تشويه الحقائق أو تضييق نطاق النقاش العام حول قضايا مهمة. بالإضافة إلى ذلك، قد يتم استخدام هذه الوسائل للتأثير على الرأي العام في اتجاهات معينة، سواء في الانتخابات أو في القضايا الاجتماعية والسياسية.
تأثير التكتلات الإعلامية على التنوع الإعلامي
أحد أكبر التحديات التي تواجهها التكتلات الإعلامية هو تأثيرها على تنوع المحتوى الإعلامي. عندما تكون معظم الوسائل الإعلامية مملوكة من قبل عدد قليل من الشركات، قد يصبح المحتوى متشابهًا ومتكررًا، مما يحد من فرص الجمهور في الوصول إلى وجهات نظر متنوعة وآراء مختلفة.
هذا النقص في التنوع يمكن أن يؤدي إلى تشكيل رأي عام متجانس، حيث يتم تعزيز وجهات نظر معينة وتهميش أخرى. في النهاية، هذا يمكن أن يقوض الديمقراطية، حيث يعتمد المواطنون على الإعلام للحصول على معلومات دقيقة ومتنوعة لاتخاذ قرارات مستنيرة.
التحديات القانونية والأخلاقية
في مواجهة هذه التحديات، تبرز الحاجة إلى تشريعات وقوانين تضمن تنوعًا إعلاميًا واستقلالية للوسائل الإعلامية. بعض الدول لديها قوانين تمنع تركيز ملكية الوسائل الإعلامية في أيدي عدد قليل من الشركات، بينما تفتقر دول أخرى إلى مثل هذه التشريعات.
بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة إلى تعزيز الشفافية في ملكية الوسائل الإعلامية، بحيث يعرف الجمهور من يملك هذه الوسائل وما هي مصالحهم. هذا يمكن أن يساعد في بناء ثقة الجمهور بالإعلام ويضمن أن تكون المعلومات المقدمة دقيقة ومحايدة.
الخاتمة
التكتلات الإعلامية تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل الرأي العام وتوجيه تدفق المعلومات. ومع ذلك، فإن تركيز الملكية في أيدي عدد قليل من الجهات يثير مخاوف حول استقلالية الإعلام وتنوعه. لضمان إعلام حر ومتنوع، يجب أن تكون هناك جهود لتشجيع التنوع الإعلامي وتعزيز الشفافية في ملكية الوسائل الإعلامية. فقط من خلال إعلام مستقل ومتنوع يمكننا ضمان أن يظل الرأي العام مستنيرًا وقادرًا على اتخاذ قرارات تعكس مصالحه الحقيقية.



#عقيل_الفتلاوي (هاشتاغ)       Aqeel_Al_Fatlawy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الملعب إلى البرلمان.. هتافات غير لائقة تعيد النفط إلى واج ...
- ثقافة الاستقالة معدومة في العراق: اتحاد اكرة القدم نموذجًا..
- من سيملأ الفراغ السياسي في العراق؟ السيد مقتدى الصدر ينسحب م ...
- بين الإنقاذ والتراجع
- الرقابة الأبوية على المراهقين بين حرية المقاهي وسلطة الأهل
- التحديات الأمنية والاقتصادية لتهريب النفط في الخليج العراق و ...
- كيف يتحكم الإعلام في عقولنا؟ صناعة الموافقة الخفية
- هل دخلت أميركا وكر الأفعى بضربها اليمن وصدامها مع أتباع الحو ...
- صناعة الأصنام والطواغيت: مجتمع بين عبادة الماضي واستغلال الح ...
- برمجة الأطفال والإعلان: كيف نصنع جيلًا واعيًا رقميًا؟
- العنف التلفزيوني: متعة بصرية أم خطر يهدد المجتمع؟
- النزاهة والشفافية: ركيزتان لإعادة بناء الثقة في الحكومة العر ...
- صناعة الوهم في عصر السوشيال ميديا
- فتوى الدفاع الكفائي.. هل كانت الحل الأمثل لدرء فتنة انهيار ا ...
- وداعًا يا أبا حمزة صوت العزة الذي لن يصمت
- هل العالم على أعتاب حرب عالمية ثالثة الشرق الأوسط ساحة الصرا ...
- هل تصبح إسرائيل جارة للعراق
- التحركات العسكرية الأمريكية بين التمويه والإستراتيجية الخفية
- إغلاق قناة -الحرة : قراءة في الدوافع والتداعيات
- التطهير العرقي في سوريا


المزيد.....




- الكويت.. حادثة خطف واعتداء جنسي على طفل والداخلية تكشف تفاصي ...
- وصول طائرتي إنقاذ روسيتين إضافيتين إلى ميانمار
- كيف يؤثر منع مارين لوبان من الترشح على انتخابات الرئاسة الفر ...
- مقتل 3 أشخاص وإصابة 7 آخرين في حصيلة أولية جراء الغارة الإسر ...
- انفجار أنبوب للغاز في ماليزيا يتسبب بحريق ضخم وإخلاء المنازل ...
- البرازيل تعترف بالتجسس على باراغواي في عهد بولسونارو
- الصين تعلمت الدرس من اليابان.. كيف تهزم البحرية الأميركية؟
- أبرز محطات الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع
- راجي صهيون أحد مؤسسي إذاعة فلسطين في القاهرة
- دير مار إلياس.. معبد حصين قرب القدس سمي على نبي


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عقيل الفتلاوي - التكتلات الإعلامية والتحكم في تدفق المعلومات