أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بارباروسا آكيم - دفاعا عن الرسول محمد و إنصافا للأستاذ رشيد ايلال















المزيد.....

دفاعا عن الرسول محمد و إنصافا للأستاذ رشيد ايلال


بارباروسا آكيم

الحوار المتمدن-العدد: 8296 - 2025 / 3 / 29 - 23:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خلال الأيام الماضية وأثناء بحثي في موضوع حديث القوم الزط في إطار تحضيري لرسالة الماجستير في الأدب الايروتيكي العربي

صادفت مقطع فيديو للباحث أبو عمر على قناة ( مكافح الشبهات ) حيث كان يرد على الأستاذ رشيد إيلال بشأن الادعاء القائل بوجود أفراد سودانيين من الجن .. عراة ..هنينا..كانوا يركبون  الناس ليلا في الهواء الطلق .

إلا أن ما أثار الاستغراب والأسف هو أن الشيخ أبو عمر الباحث بدلا من التركيز على مناقشة الادعاء بموضوعية منذ البداية وجّه انتقادات شخصية للأستاذ رشيد إيلال متهما إياه بأنه ينشغل بالتفكير في الجوانب الجنسية . ومع ذلك فقد واصل بعد ذاك تفنيد الشبهة بشكل منهجي متناولا الادعاءات المطروحة خطوة بخطوة.

في مستهل النقاش من الضروري أن نقوم بفصل النقاط التي أوردها الشيخ أبو عمر إذ يبدو أنه تجنّب التفسير الدقيق لبعض المصطلحات.

فعلى سبيل المثال : في الدقيقة 3:40
يصرّح الشيخ أبو عمر الباحث بأن معنى ( الركوب ) هو الازدحام.
وإن سلمنا جدلا بصحة هذا الادعاء ، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو : ما الذي كان مزدحما أو متلاصقا بشدة ( لبدا ) بصاحبكم آنذاك ؟ (مع الأخذ بعين الاعتبار تفسير الشيوخ أنفسهم لمعنى "يركبون").

والإجابة ببساطة: هنِينا .

إذن  يا شيخ أبو عمر ، ما معنى ( هنِيئًا ) في هذا السياق؟

لن أخوض في التفسير شخصيا فأنا غير مؤهل للخوض في هكذا مسائل لغوية تتعلق بقضايا جدلية  .

بل سأترك المجال للكتب التي قامت بشرح هذا الحديث ومن بينها  مسند أحمد بهامش العطار  وإليكم النص كما أورده الرجل:

(هنينا ): هنين : جمع هن : و هو عضو الرجل كنى به عن الرجل .
( يركبون ) : أي يقربون منه ، ويزحمونه . (١)

إذا عزيزي ما كان يزدحم على صاحبكم كان هنبنا

و نحن ندرك من المعلوم بالضرورة  إن وقوف هنين الناس شرط لا محيد عنه  للركوب ، و لذلك يقول بشار بن برد : (٢)

أيري له فضلٌ على آيارهم

و إذا أَشَظَّ سَجَدْن غير أَوابي

عَجِلُ الرُكوبِ إِذا اِعتَرَاهُ نافِضٌ

فَإِذا أَفاقَ فَلَيسَ بِالرَكّابِ

وَتَراهُ بَعدَ ثَلاثَ عَشرَةَ قائِماً

مِثلَ المُؤَذِّنَ شَكَّ يَومَ سَحابِ






وهذا يتسق مع باقي الحديث : وجاء ثقيلا وجعا مما ركبوه ، فأن كان الركوب لا يعني الركوب ، فما بال صاحبكم قد جاء ثقيلا وجعا ؟!

أما في الدقيقة 4:40 فيقول الشيخ ابو عمر الباحث أن ابن مسعود لم يرى سوآتهم ، وهو يزعم في هذا أن الجن ليسوا مثلنا إذا ليس لهم عورة .
و تعليقي : إتق الله يا شيخ  .
لأن النص لا يقول ليس لهم سوءة ! ، بل يقول : لا أرى سوآتهم على لسان ابن مسعود  .
لأن النص و كما ذكره الأستاذ رشيد إيلال ايضا يقول : إن المعني بالكلام خط لإبن مسعود خطة و قال له لا تبرح هذه ( اي ابقاه داخل الدائرة ) ثم مضى الرجل حذفة أو ابعد شيئا ( يعني مسافة رمية حصى او ابعد قليلا )
و كانت الحادثة كلها ليلا مع أشخاص سود البشرة
فهو لم يرى سوآتهم لأنه لايقدر على الرؤية للأسباب ألمذكورة أعلاه .

ثم عاد أبو عمر فرمى التهمة على الأستاذ رشيد إيلال بأنه لا ينفك يفكر في المعاني المريبة مع أن الأستاذ رشيد ولما تحلى بأدبه الرفيع واحترامه الكبير أعرض عن الخوض في تفسير معنى  ( هنينا ) على وجهه الصريح وفسره ( رجالا ) تهيبا من الوقوع في المحظور .

وفي الدقيقة 5:50
يزعم الشيخ أبو عمر الباحث أن ابن مسعود لم يكن في ليلة الجن مع الزط ، مستدلا بما ورد في صحيح مسلم إذ قال ابن مسعود : لم احضر ليلة الجن .
غير أن المدلِّس كان قبل برهة  يتلو من دلائل النبوة للبيهقي ، والبيهقي نفسه يصرح بأن للجن ليلتين : إحداهما شهدها ابن مسعود وهي ليلة الزط والأخرى غاب عنها.
فيكون الأمر ان ابن مسعود قد نفى واحدة و اثبت الأخرى

واليكم نص كلام البيهقي :

وَهَذَا الَّذِي حَكَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، إِنَّمَا هُوَ فِي أَوَّلِ مَا سَمِعَتِ الْجِنُّ قِرَاءَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، وَعَلِمَتْ بِحَالِهِ، وَفِي ذَلِكَ الْوَقْتِ لَمْ يَقْرَأْ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يَرَهُمْ، كَمَا حَكَاهُ، ثُمَّ أَتَاهُ دَاعِيَ الْجِنِّ مَرَّةً أُخْرَى فَذَهَبَ مَعَهُ وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، كَمَا حَكَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَرَأَى آثَارَهُمْ، وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ، وَاللهُ أَعْلَمُ.

وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ حَفِظَ الْقِصَّتَيْنِ جَمِيعًا فَرَوَاهُمَا:(٣)

إذا كانت هناك ليلتان للجن مع اصحاب الأمر ،  واحدة شهدها ابن مسعود و الأخرى لم يشهدها

أما في الدقيقة 8:30 فالشيخ أَبو عمر الباحث يطعن في سند الحديث زاعما أَن البكالي لم يسمع هذا الحديث من ابن مسعود على مارواه البخاري  ، علما أن احمد شاكر محقق المسند (٤) و معه عبد المعطي أمين قلعجي (5) في جامع المسانيد قد صححا الحديث ، لذلك لن أطيل في شرح سند الحديث
رغم إني قد شرحت سند الحديث باستفاضة في رسالة الماجستير و رددت على ما قيل في سند هذا الحديث  .

** علما أحبائي وهذه معلومة جانبية إن راوي حديث ليلة الزط الذي تفرد به ، نقل عنه  البخاري و أحمد ، و يقال إنه إختلط في آخر عمره ، فالقول أن البخاري نفى سماع البكالي عن بن مسعود لا حجة فيه ، لأن راوي الحديث ( عارم ) هو شيخ البخاري و أحمد أجمعين .
و لعل إختلاط الرجل قد جعله ينقل هذه الترهات الى كتب الحديث و منها حديث ليلة الزط .
فإذا كان عفان يقدم عارم على نفسه فليس بالبعيد ان يكون قد ختم على هذا الحديث البائس المسيء للرسول و الذي أعتقد إنه من الموضوعات التي وضعها أصحاب النوايا المريضة الذين استغلوا إختلاط عقل الرجل .

و لكن مشكلة أمثال ابو عمر و أقرانه من السلفيين إنهم لو فتحوا هذا الباب فسيسقطون أحاديث كثيرة لذلك هم يدفعون بالأدنى و هو نفي سماع البكالي لإبن مسعود رغم ان الأثنين كانوا في غزوة واحدة و كان بن مسعود على الغنائم و البكالي قطعت اصابعه في القتال فلقاء الرجلين ليس بالمستبعد .


راجع : سير أعلام النبلاء
شمس الدين الذهبي
ج ١٠ ، صفحة ٢٦٥ وما بعدها ، عارم
تحقيق : محمد نعيم العرقسوسي
الطبعة: الثالثة، ١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م
الناشر: مؤسسة الرسالة

_____________________________________________________________________

1 . مسند الإمام أبي عبد الله أحمد بن حنبل
المجلد الأول ، صفحة ٣٥٨ ، حديث رقم : ٣٧٨٨
مراجعة و ضبط وتعليق : محمد صدقي محمد جميل العطار
الطبعة الأولى _ ٢٠٠٩ م
دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع _ بيروت

2 .ديوان شِعر بشار بْن بُرد
صفحة ٣٧
جمعه و حققه : السيد بدر الدين العَلوي
١٩٨١
نشر و توزيع : دار الثقافة ، بيروت

3 . دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة
البيهقي
ج ٢ ، صفحة ٢٢٧
وثق أصوله وخرج حديثه وعلق عليه: د عبد المعطي قلعجي
الطبعة: الأولى، ١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م
الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان

4 . المُسْنَد
للإمام أحمد بن حنبل
جزء ٤ صفحة ٣٣
حديث رقم ٣٧٨٨
شرحه وصنع فهارسه: أحمد محمد شاكر
الطبعة: الأولى، ١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م
دار الحديث _ القاهرة

5 . جامع المسانيد و السنن الهادي لأقوم سنن
بن كثير الدمشقي
جزء ٢٧ ، صفحة ٣١٥ _ ٣١٦
حديث رقم ٨٢٣
مسند عبد الله بن مسعود / عمرو البكالي ، عن ابن مسعود
وثق أصوله و خرج حديثه و علق عليه : د. عبد المعطي أمين قلعجي
١٤١٥ هجرية _ ١٩٩٤ م
دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع _ بيروت

● أَما ما أورده أَبو عمر الباحث من ان بن كثير قد أَعَّل سند الحديث بقوله : ( وفيه غرابة شديدة  ) ، لكي يوحي للعوام ضعف سند الحديث ، فأحب القول بأن بن كثير ذاته قد شرح معنى الحديث الغريب و بين أن الغرابة تعني التفرد باللفظ وهو ما خَرَّجَ به سند هذا الحديث في كتابه جامع المسانيد و السنن بعد ان روى الحديث بطوله ، قال : ( تفرد به ) . راجع جامع المسانيد اعلاه ص ٣١٦

●● يقول بن كثير في صفحة ١٦٦ في كتابه الباعث :

أما الغرابة: فقد تكون في المتن، بأن يتفرد بروايته راو واحد، أو في بعضه، كما إذا زاد فيه واحد زيادة لم يقلها غيره. وقد تقدم الكلام في زيادة الثقة.

يقول كذلك في صفحة ١٦٧  :
وقد تكون الغرابة في الإسناد، كما إذا كان في أصل الحديث محفوظاً من وجه آخر أو وجوه، ولكنه بهذا الإسناد غريب.
فالغريب: ما تفرد به واحد، وقد يكون ثقة، وقد يكون ضعيفاً، ولكل حكمه.

راجع : كتاب الباعث الحثيث إلى اختصار علوم الحديث
بن كثير الدمشقي
صفحة ١٦٦ و ١٦٧
المحقق: أحمد محمد شاكر
الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان
الطبعة: الثانية


فيديو ابو عمر الباحث يرد على الأستاذ رشيد ايلال

https://youtu.be/OOL07p_4mHw?si=blNDDwwP39yv6zmN



#بارباروسا_آكيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسة نقدية حول تحقيق مخطوط
- الرد على عبد القادر جابر
- الرد على الشيخ محمود نصار
- حول معنى هنينا
- ليبرالية مستنقع ما بعد الحداثة
- هل شعوبنا بحاجة الى الديموقراطية ؟
- في مسألة صعوبة إصلاح الإسلام و شبح الحرب الأهلية في الغرب
- حول الأفكار المغلوطة عن العلمانية و أصول الحضارة الغربية
- حول مسألة زواج القاصرات و بلوغ عائشة
- الرد على استاذنا العزيز لبيب سلطان
- رسالة الى صديقي الليبرالي
- تأثير الخرافة الإيجابي
- حادثة بغديدا _ اسئلة حائرة
- نهاية التاريخ
- الحجاب و عاشوراء
- علوش البطل
- اخبار سريعة
- الشخصية السياسية العراقية _ موميكا نموذجا _
- الرواية الدينية
- الى الأحباء القرآنيين


المزيد.....




- بقائي: يوم الجمهورية الإسلامية رمز لإرادة الإيرانيين التاريخ ...
- الخارجية الايرانية: يوم الجمهورية الإسلامية تجسيد لعزيمة الش ...
- الملك المغربي يعفو عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة قيادة ش ...
- بكين: إعادة التوحيد مع تايوان أمر لا يمكن إيقافه
- العالم الاسلامي.. تقاليد وعادات متوارثة في عيد الفطر المبارك ...
- اتصالات هاتفية بين الرئيس الإيراني وقادة الدول الإسلامية
- سوريا: مقتل 12 مدنيا غالبيتهم من الطائفة العلوية على أيدي مس ...
- العيد في سوريا: فرحة مشوبة بمخاوف أمنية والشرع يصلي في قصر ا ...
- فيديو: تواصل الاحتفال بعيد الفطر في الدول الإسلامية وسط أجوا ...
- تثبيت تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي 2025 لمت ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بارباروسا آكيم - دفاعا عن الرسول محمد و إنصافا للأستاذ رشيد ايلال