أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ثابت عكاوي - وصلت قائمة الإستحقاقات الى الحزب الفلسطيني -الحاكم-















المزيد.....


وصلت قائمة الإستحقاقات الى الحزب الفلسطيني -الحاكم-


ثابت عكاوي

الحوار المتمدن-العدد: 543 - 2003 / 7 / 17 - 16:04
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


وصلت قائمة الإستحقاقات الى الحزب الفلسطيني "الحاكم"

 

د. ثابت عكاوي

رام الله المحتلة

 

 

تشهد الاراضي المحتلة كتلة متعددة من التعقيدات والتوترات، منها التوترات بين السلطة الفلسطينية وزعامة الكيان الصهيوني، وبين السلطة الفلسطينية ورئيس وزرائها، وبين رئيس الوزراء الفلسطيني والحزب الحاكم الذي ينتمي اليه. وتزداد التوترات، وإن بقدر كبير من الكذب، بين الزعامة الصهيونية والشارع الصهيوني (مثلا الافراج عن اسرى فلسطينيين قاموا بعمليات قتل فيها يهوداً). كما تزداد التوترات بين المؤسسة الاميركية الحاكمة وبين زعامة الكيان الصهيوني حيث تصر المؤسسة الاميركية الحاكمة على الوصول الى تسوية ما في الاراضي المحتلة للاستفادة منها كرصيد في الدعاية الانتخابية للعام المقبل طالما انها لم تنجح في تحسين الوضع الاقتصادي الداخلي، وطالما ان المقاومة تشتد في العراق.

 

نحن اذن أمام سلسلة من التوترات التي تتناسل هندسياً لا حسابياً فيما يخص القضية الفلسطينية وتحديداً تطبيق درجة صغيرة من خريطة الطريق. وبتحديد اكثر الحلقة المتعلقة بتماسك الهدنة وتحرير الاسرى الفلسطينيين.

 

من جهته، فإن الكيان الصهيوني، وإن بدا انه يقدم "مرونات" فإنه في الحقيقة لا يقدم شيئاً، بل انه يُرسي عدواناً جديداً غير مرئي للكثيرين. فهو ممعن في خرق كافة الاتفاقات والاعراف وعدم التقيد باي تعهد حتى لو كتبه بخط يده، وهذا ليس بيت القصيد. ففي حين اعتاد الكيان الصهيوني على قبول العالم الرسمي وعلى رأسه الانظمة العربية والامم المتحدة ولاحقا السلطة الفلسطينية، اعتاد هذا العالم على القبول ب والتعايش مع الخرق الصهيوني لكافة الاعراف والاتفاقات، فإن هذا الكيان يحاول الآن تلبيس المنظمات الفلسطينية التي لا تعترف به بحيث تتعايش مع خرقه للاعراف، وبالتالي تكون قد غطست في مستنقع التطبيع دون ان تشعر. اذن يريد الكيان الصهيوني تعويد المقاومة على القبول "بنمرداته" كما عوَّد الانظمة الحاكمة!

 

لذلك يستمر الكيان الصهيوني في الاعتقال والاغتيال والقصف والاجتياح رغم الهدنة الشاملة التي اعلنتها كافة التنطيمات الفلسطينية، وهي هدنة لا مباشرة من التنظيمات وقبول لا مباشر من الكيان الذي يتفاوض عليها مع السلطة الفلسطينية. وحيث يخرق الاحتلال هذه الهدنة، فإنه يطالب التنظيمات الفلسطينية بالقبول بذلك. وهذا ما يخلق توتراً في اوساط المنظمات وبينها وبين السلطة الفلسطينية نفسها.

 

كما ان رفض الاحتلال الافراج عن أسرى تنظيمات فلسطينية معينة، إنما هي محاولة ليس للفصل او التمييز بين اسير وآخر، بل الاخطر انها محاولة لتطبيع التنظيمات الفلسطينية كي تقبل بأن يصنفها العدو كما يريد. وأن يتفاوض مع السلطة الفلسطينية في حين يمنعها من تمثيل اسرى شعبها بحيث يحدد هو، اي العدو، كيفية التمثيل.

 

وهذا يطرح سؤالا كبيرا حول جوهر التفاوض والتسوية نفسها. فإما سلام بين الانداد، وإما أن يُعلن انه "سلام" الرضوخ والاذعان وعندها فليقبل به من يريد.

 

ان الذرائع التي يسوقها الاحتلال عن عدم الافراج عن معتقلين قاموا بعمليات قتل فيها يهوداً، إنما هي مزاعم كاذبة يحاول العدو تثبيتها، في ذاكرة الرأس العام العالمي،  كحقائق وقيم لا تُخرق. وذلك للاسباب التالية:

أولاً: محاولة تثبيت كذبة عنصرية تزعم افضلية دمٍ على آخر.

ثانياً: الزعم بالتمسك "بقداسة" الدم اليهودي بينما  حيث افرجت سلطات الكيان في تبادل الاسرى مع القيادة العامة عن فلسطينيين قاموا بعمليات قتل فيها يهوداً.

ثالثاً: لقد اثبتت بحوث كثيرة ان القيادات الصهيونية كانت قد عقدت صفقات مع النازية ساومت فيها على ارواح يهود كثيرين. (انظر مسرحية الكاب البريطاني جون ألن "الهلاك" The Perdition by John Allen).

 

توتر في الحزب الفلسطيني الحاكم

 

صحيح ان حركة فتح هي كبرى المنظمات الفلسطينية، ولكنها لم تستلم السلطة لأنها الحركة الاكبر ولكن لأن قيادتها قبلت بمفاوضات مدريد ومن ثم وليد هذه المفاوضات، اي اتفاق أوسلو. كما انها لم تتسلم السلطة بانتخابات عامة اوصلتها ديمقراطياً الى سلطة الحكم الذاتي. لقد وصلت حركة فتح الى السلطة باتفاق اوسلو  حيث سلمتها سلطات الاحتلال هذه السلطة. ولم تفعل سلطة الاحتلال هذا دون الرضى والاشراف الاميركي. وخلال الفترة ما بين 1993 وحتى انتخابات تشريعي أوسلو، حكمت حركة فتح دون تفويض شعي. وهذه الفترة بالتحديد كانت فترة ثبتت هذه الحركة نفسها في جميع مواقع السلطة من حارس المدرسة وحتى الوزير، وخلقت اطيافا طبقية متعددة من المستفيدين من كون حزبهم في السلطة. فكل من حصل على وظيفة، واحيانا اكثر من وظيفة، تصبح له مصلحة في بقاء هذه الحركة في السلطة، وهذا ما خدمها حيث صوت لها في انتخابات التشريعي كل مستفيد من القطاع الفلسطيني الذي لم يقاطع الانتخابات. وهو امر طبيعي ان ينتخب المواطن من قدم له خدمات. حيث يمكن ان يقول المواطن لطرف ثوري يساري شيوعي قومي...الخ : اطروحاتك جميلة، ولكن اين الوظيفة لإبني!

 

اذن تعرف عناصر حركة فتح انها حصلت على سلطة من خلال التسوية، وبالتالي، فإن عليها تقديم استحقاقات لهذه التسوية ومنها القبول بخريطة الطريق. ولعل الملفت للنظر، انه ليس حركة فتح وحدها القابلة بهذه الخريطة بل معظم فصائل م.ت.ف. وحتى الفصائل الرافضة للتسوية بما فيها خريطة الطريق فهي حين تعلن الهدنة، إنما تتساوق بدرجة او اخرى مع خريطة الطريق، ومن جانب آخر تحاول تجنب الاقتتال الفلسطيني الداخلي، وربما حماية راسها من هجمة التسوية الخطيرة. أما ما هو موقفها الحقيقي، فهو ما ستبينه التطورات لاحقاً.

 

امام هذه الصورة المعقدة، وجدت مختلف التنظيمات الفلسطينية فرصتها في التشدد إزء مسألة الاسرى لأن هذا التشدد يغطي على الجوانب الاخرى التي ساومت فيها.  وعليه، نلاحظ ان الخلاف متمحور حول قضية الاسرى رغم اهميتها، ولكنها ليست كل شيء!

 

الضربة الاميركية...ضربة معلم

 

معروف ان للولايات المتحدة حساباتها وخطتها في الاراضي الفلسطينية المحتلة. فهي تنتقل على ما يبدو من مرحلة حكومة م.ت.ف ممثلة في حركة فتح، الى تشكيل حكومة جديدة من فلسطينيين اميركا ( اي مدراء المنظمات غير الحكومية الممولة من اميركا والغرب الراسمالي والاكاديميين والمثقفين المتغربنين...الخ). في هذا الصدد، فإن هدف الولايات المتحدة هو امتصاص اكبر عدد ممكن من عناصر م.ت.ف ليصبحوا جزءا من معسكر فلسطينيي اميركي ولا شك ان اميركا تحاول شق صف الحرس القديم لحركة فتح كي تقوي معسكر فلسطينييها الذي هو بلا قاعدة شعبية بالطبع.

 

لذلك، فإن من مصلحة الولايات المتحدة ان تقوي معسكر رئيس الوزراء الفلسطيني، والافضل لها ان يصبح رئيس الوزراء خارج نطاق اللجنة المركزية لحركة فتح كي يصبح في معسكر امريكا كلياً. وقد تغلف اميركا هذا بالزعم انها تعمل على فصل الدولة وتحديداً الحكومة،  عن حركة المقاومة. وهذا الامر بالتحديد هو الذي يكبِّل ايدي العناصر الراديكالية في حركة فتح التي تضغط على رئيس الوزراء كي يتخذ مواقف متصلبة بوجه الكيان الصهيوني. هنا تجد حركة فتح نفسها بين وجوب الموازنة بين الاحتفاظ برئيس الوزراء في صفوفها، وبين التفريط به وبالتالي بدء تقوية معسكر فلسطينيي اميركا. وباعتقادنا، فإن ما يحسم الامر في النهاية هو ان حركة فتح قابلة بخريطة الطريق، وهي لن تدفع محمود عباس للخروج كليا من أوساطها بحيث تصبح الحكومة مستقلة ذاتياً عن حركة فتح. ولذلك، قد تكتفي حركة فتح بتشجيع التنظيمات الاخرى على الضغط على محمود عباس اكثر مما تضغط هي نفسها، وهذا ايضا يفقدها بعض المصداقية الشعبية. باختصار، هذا هو استحقاق الحصول على السلطة والتمسك بها.

 

في هذه الاثناء، تلبس الحكومة المصرية ثوب الحريص "العربي" على التنظيمات الفلسطينية وتحاول بكل الخبث المخابراتي الممكن توريط كافة الفصائل الفلسطينية في التمسك بالهدنة وبالتعايش مع الخروقات والعدوانات الصهيونية. وفي هذا الصدد، نعتقد ان الحكومة المصرية إنما تبغي من وراء ذلك كسب الرضى الاميركي لتحسين وضعها في الاوساط لاميركية الحاكمة عبر "خصي" المقاومة الفلسطينية وتمرير خريطة الطريق على خطورتها الواضحة.

 

بقي ان نقول، بأن التسوية بصورة خريطة الطريق التي ليست سوى إملاءات من النظام العالمي على المستعمرة الفلسطينية سوف تستمر، وأن حلاً رديئاً يُرسى على الارض. وعليه، كيف ستتعامل القوى الرافضة لهذه الخريطة، كيف سترسم تكتيكها الحساس جدا والمتمثل في: استمرار المقاومة مع الاخذ بالاعتبار ضرورات الحياة اليومية للناس. هذه المعادلة التي يجب ان تستمر عليها الامور، لا توقف للمقاومة، ولا إنهاك للناس. وهي معادلة على تواضعها، لن يقبل بها أهل التسوية عرباً أو صهاينة أو امريكان.

 

 



#ثابت_عكاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في العراق: مقاومون وأُسلويون!
- إعادة انتشار الاحتلال الاميركي في السعودية!
- الترانسفير المالي- أعدوانٌ بتمويلٍ عربي!
- ترانسفير سياسي
- دعم حزب العمل والايقاع بفلسطينيي 48


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ثابت عكاوي - وصلت قائمة الإستحقاقات الى الحزب الفلسطيني -الحاكم-