أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جواد الديوان - من السودان الى ليبيا عبر الصحراء














المزيد.....

من السودان الى ليبيا عبر الصحراء


جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 8296 - 2025 / 3 / 29 - 12:23
المحور: سيرة ذاتية
    


بعد نهاية حرب طرد جيش صدام من الكويت (1991)، والتعتيم على مفاوضات خييمة صفوان، ووصفوها بمفاوضات لترتيب اطلاق النار، ولكنها على ارض عراقية. فأطلق الاعلام العالمي على ضرورة العراق اسم مستر يس Mr. Yes للتهكم على مصطلح أكبر لا! أعلنت الحكومة العراقية السماح بالسفر. وحين قرر د. هلال واحد (أبو دينا) ان يسافر، وانطلق الى ليبيا، ورفضت السفر بالقول صدام سيترك العراق! وركنت الى احتمال نجاح الانتفاضة. وكانت جولة خسرتها مع أبو دينا، حيث كانت إجراءات السفر بسيطة جدا.
استمعت لصوت أبو دينا عبر الهاتف وبعد سنوات، يسال اتعرف صاحب الصوت؟ والجواب هلال. قضيت معه ستة سنوات في كلية طب البصرة، وتعرفه العائلة بالكامل (الوالد والوالدة والاخوة).
الخطوة الأولى الوقوف في الطابور على الحاسبة في الجوازات العامة في غربلة امنية (تدقيق الاسم للتأكد من عدم المنع)، وأوضح لي الموظف او العنصر الأمني بان هناك شخصين باسمك، ولست أحدهما. طلب مني مراجعة الدليل! غرفة يحتلها عميد بملابس مدنية وامامه سجلات كبيرة وضخمة. وبحث فيها فاستنتج انه لا منع أمنى علي، وهم بالتوقيع الا انه تراجع وطلب دفتر الخدمة العسكرية. أبلغني انه لا يجوز ان اسافر وأضاف اسمي لسجلاته الضخمة.
وفشلت كل محاولاتي مع الوساطات ودفع الرشاوي للحصول على موافقة. واستلم وزارة الدفاع شخص من ذوي الدم الازرق، فسمح بالسفر للمجندين. ودفعت ضريبة السفر (15 ألف دينار) وحصلت على موافقة للسفر.
لا طيران من العراق، ولا طيران الى ليبيا، والخط الأفضل من تونس الى ليبيا برا بعد الوصول الى تونس من الأردن بالطائرة وصعبت الفيزا. والطريق الممكن في الوصول الى ليبيا من السودان، ومن الأردن الى السودان بالطائرة.
وفي الطائرة للخرطوم هناك من يخطط للسفر الى ليبيا من السودان. وتعارف البعض. وتم جمع للمعلومات، السيارات الى ليبيا تنطلق يوم الثلاثاء من سوق ليبيا. مع احد العراقيين اتجهت الى سوق ليبيا بتكسي فورا.
قالوا النقل من الخرطوم الى دنقلا ومنها الى ليبيا. عشرات مكاتب النقل في سوق ليبيا خالية من سيارات النقل. انتبهت لعائلة عراقية وصلت في نفس الطائرة وكانت وجهتهم ليبيا، امام أحد مكاتب النقل. يوفر لهم سيارة لاندكروزر تنقلهم الى دنقلا. الا انهم اشتكوا من ارتفاع الاجرة فتقاسمناها.
وصلنا مع الشباب معنا لمكتب النقل، والمفاجأة ان السيارة لنقلنا بيك اب هاي لوكس. ولم تنفع الاعتراضات فقد أصر المكتب بانها لاندكروزر.
المسافة من الخرطوم الى دنقلا تزيد عن 600 كيلومتر. في طريق صحراوي غير مبلط بالكامل ولا اثار عليه كدليل لكي تسلكه السيارة البيك اب. وضعنا الحقائب حاجز في منتصف جزء الحمل فاصبح قسمين، رجال العائلة والشباب في القسمين متقابلين. وبذلك لم يبقى للجلوس سوى حافات محيط جزء الحمل، وهو لا يتجاوز 10 سم عرضا. اما المرأة وطفليها فاستقروا قرب السائق وما نسميه بالعامية "الصدر".
ومدينة دنقلا مسقط راس الامام محمد احمد المهدي زعيم الثورة المهدية (1844 الى 1996)، وبعد مقتل المهدي تولى عبد الله التعايشي الزعامة، حتى مقتله على يد الجنرال كتشنر (الانجليز). وقف الجنرال على جثة عبد الله التعايشي وأدى التحية العسكرية وقال كلمته المشهورة "ما هزمناهم ولكن قتلناهم". وينتمي التعايشي الى قبائل في دارفور، ومن هناك مررنا في رحلتنا من دنقلا.
انطلقت البيك اب بدايات الليل، ووجدنا السيارة تسير على الرمل (صحراء)، ولا يستطيع أحد من ركابها الاستسلام للنعاس، فالجلوس كان قلقا جدا. وفي الظلام الحالك لاحت من بعيد أضواء نيران يتحرك لهبها في الهواء، وتوقع الجميع انها ضوء دنقلا! ومع الحماس للمعرفة توقف البيك اب، ليرتمى السائق على الرمل وغط في نوم عميق. في الطريق رملي موحش مظلم قاد السيارة للرابعة فجرا! ومن مقعد القيادة الى الرمل مباشرة



#جواد_الديوان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى والدي العزيز - علاء
- الى والدي العزيز 3
- الى والدي العزيز 2
- الى والدي العزيز 1
- الصحة العقلية للشباب العراقي: ملاحظات خاصة
- مناقشة سياسة صحية للرئيس ترامب 1 داء السكر 2
- الشرق الاوسط الجديد
- نشر البحوث الطبية
- علم الاحياء المصنع (الاسلحة البيولوجية الحديثة) 3
- علم الاحياء المصنع (الاسلحة البايولوجية الحديثة) 2
- علم الاحياء المصنع (الاسلحة البايولوجية الحديثة) 1
- تكريم اساتذة اطباء
- د. فوتشي وجائحة كورونا 2
- الدكتور فوتشي وجائحة كورونا 1
- الكابتاكون في الشرق الاوسط
- وحرب اسقاط صدام 1
- في ذكرى بدايات حرب اسقاط صدام حسين
- ممارسة النشاط البدني (الرياضة) اثناء الحمل
- وتفسيرات لزيادة نسب الاصابة بالادمان وامراض القلب وداء السكر ...
- الى والدي مع الحب


المزيد.....




- ترامب يوضح ما يريده من بوتين بشأن الحرب في أوكرانيا
- ترامب: قد أزور السعودية و قطر والإمارات ودولا أخرى الشهر الم ...
- عسكريون أوكرانيون يعترفون بتفضيلهم الأسر في روسيا على الخدمة ...
- السلطات السورية تعلن مقتل عنصرين وإصابة آخرين من -فلول النظا ...
- وزير الخارجية الصيني: مواقف أطراف الصراع الأوكراني لا تزال م ...
- ستارمر يعلن الاستعداد لعقد اجتماع بين قيادات بريطانيا وفرنسا ...
- بن زايد يتفق مع تبون على لقاء يجمعهما في -أقرب الآجال-
- وزير الدفاع الإسرائيلي يبحث تداعيات -خرق- مصر للاتفاق العسكر ...
- خطط إسرائيل الخفيّة في السويداء
- زلزال ميانمار يخلف دمارا واسعا وخسائر بشرية


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جواد الديوان - من السودان الى ليبيا عبر الصحراء