الطايع الهراغي
الحوار المتمدن-العدد: 8296 - 2025 / 3 / 29 - 04:47
المحور:
القضية الفلسطينية
"وكانت تلتمع في عينيْ أبيك كلّ أشجار البرتقال التي تركها لليهود...كلّ أشجار البرتقال النّظيف التي اشتراها شجرة شجرة، كلّها كانت ترتسم في وجهه..."
(غسّان كنفاني / أرض البرتقال الحزين)
"حنظلة وفيّ لفلسطين،وهو لن يسمح لي أن أكون غير ذلك.إنّه نقطة عرق من جبيني تلسعني إذا جال بخاطري أن أجبن أو أتراجع".
(ناجي العليّ)
" شعرت بأنّ السّوط قد رسم خارطة فلسطين على ظهري"
(معين بسيسو)
01 في مكر التّاريخ ومكابرته
لأمر ما، له صلة بما يرشح به تاريخ ملوكنا ورسلنا من استحمار واستغفال وملازمة الخيام مع حريم السّلطان زمن القرّ وزمن حمّارة القيظ، وثيق الارتباط بما يطبعه من شطحات والتباسات، حلّت بشيوخ قبائل العربان لعنة التّخاذل والارتداد والخروج من التّاريخ من أضيق باب وبات لهم باع مشهود في صناعة الهزائم ومراكمتها والتّبرّك بها ونصيب وافر من غريب الحكايا عمّا يسكنهم من علاقة مسترابة بالعروبة والعرب بما يرقى إلى مستوى السّافل من النّوادر،أوفياء في الاحتفال بها بشكل دوريّ في محفل جنائزيّ مأتميّ(وفي ذلك تحديدا تكمن وجاهة الحديث عمّا في التّاريخ من عبر واعتبار وإلاّ ما كان نظرا وتحقيقا كما أراده ابن خلدون)، لذات الأسباب كتِب على الفلسطينيّ منذ بات لزاما عليه أن يمتشق الرّحيل(ومتى كان وكانوا على غير سفر؟)،وما به إلى الرّحيل رغبة،أن يحمل بين ضلوعه مآسيه وعذاباته وعذبات وطنه وانتكاساته وأشجانه. وأنّى يجد مستقرّا يحطّ الرّحيل. ويظلّ يهزّه إلى وطن يرحل منه إليه كثير من الوجد والحنين.مسافات تتداخل، تنآى وتتباعد،ووطن كلّما زاد عنه بعادا زاد منه اقترابا وبه توحّد. فيكتسب المنفى بعض المعنى، ما به يتبدّد التباس الغموض وينزاح شبح الفناء والتّلاشي. لأسباب - من فرط فظاعتها وغرابتها كانت دوما وظلّت عصيّة على الفهم والتّمثل والإدراك- يبقى محكوما على الطّفل الفلسطينيّ، خلافا لأنداده في كلّ أصقاع الدّنيا،أن يدرك ساعةَ بعد لحظة الولادة ضرورة أن يكون على نفسه قاسيا ليتعلّم من محنه ومعاناته وفي مدرسة هزائم فرضت عليه وهزائم راكمناها بكثير من التّفنّن والإتقان والتّفاني معنى أن يجد طفل نفسه مجبرا على أن يلجم مشاعره حينا ويقمعها أحيانا ويتعسّف على عربدات الطّفولة وجنونها فلا يدري لها طعما ولا يعلم لها مذاقا. فيكون أن يعتصر طفولته ويطويها فتذبل الطّفولة ويكبر هو قبل الأوان. في زمن قياسيّ ،يتحتّم عليه أن يصبح بكلّ تفاصيل أيّامه عليما وبأسرارها ملمّا وخبيرا،بها يحتفظ ويعاهد نفسه أن لا ينسى ما ظلّ به نبض يسامره ويدغدغه ويشدّه إلى الحياة ويدفعه إلى أن يكون العناد له رفيقا وسبيلا للخلاص. فقد تعلّم ممّا ابتلي به من مآسي فرديّة وجماعيّة أنّ عذاباته ستكون له يوما ما ظلاّ يتبعه ويلازمه. وعليه يتكئ لكي لا يضطرّ إلى أن يستجدي من أحد - كائنا من كان- سؤالا أو مددا.فليس من حقّه أن ينسى حتّى تلك الأشياء التي يراها غيره خالية من كلّ معنى،إن لم تكن في نظرهم تافهة.قدره أن ينصهر في ذاكرته وبها يتوحّد.يلبسها فلا تملك إلاّ أن تلبسه ويعتصر التّذكّر ليمتلئ يقينا أنّه استوعب المطلوب وأمِن شرور آفة النّسيان.
في شهر آذار(مارس)،منذ اقتلعت الأرض الفلسطينيّة رهانها الأبديّ،عرسا به تحتفل، صار لزاما عليها أن تتزيّن بأجمل ما تهبها الطّبيعة من حلل ظلّت تدّخرها باستمرار ليوم الحساب فترتبك الأوهام. ترتجّ .يركبها الذّعر ويعتريها من نفسها الخجل، تنتكس وتتلاشى،تندثر وتتبدّد. تنتعش الأحلام ويركبها الزّهو، تزهر وتورق. ترسم في الأفق علامات ودوائر بها تستدلّ على ما بدا دوما خرقا لقوانين الطّبيعة ومنافيا للمنطق،ما ليس مألوفا ومعتادا. ذاك هو المستحيل الذي عليها أن تجرّبه : ما يجب أن تكون عليه خطوط الطّول وخطوط العرض من التّآلف والتّماسّ وما يجب أن يكون بين الضّدّ وضدّه من الحميميّة والتّآنس و بين النّقيض ونقيضه من الانسجام والألفة. وعلى أكفّ الموت يحلو للأحلام أن تقيم خيمتها وتشدّ الخيمة إلى أوتادها وتستريح إلى حين يقرّر الشّهداء ساعة الإعلان عن افتتاح موسم الاحتفال بالثّأر الجميل من الخيبات وتدشين عهد الفرح الدّامي وتدوين فعاليّاته.
في شهر أذار يعنّ للجرح أن يفاتح الجرحَ،إليه يبتسم وإيّاه يواسي. وفي أجمل المسامرات يجالسه وفي المنادمة يتلو عليه بعضا من آيات بيّنات، قرآنا فلسطينيّا بليغا مبينا يشهد أن الأرض كما كانت فلسطينيّة ستظلّ،يتواعد الشّهيد مع الشّهيد في متراس من المتاريس في مدخل من مداخل بوّابات المدينة بعيدا عن زوّار اللّيل من عسس الحاكم عيونه التي لا تنام،تبتهج الأرض وتستعيد نضارتها الأولى.يطيب لها أن تفتح على مهل دفتر الحساب وتبحر في ممارسة هواية دأبت عليها وليس منها فكاك:أن تستدلّ على هويّة من استشهد وهو بأظافره يحتضنها وبدمه يروي ترابها ليزيل عنه كلّ عطش،تستدلّ بما تبقّى ممّا تطاير الكثير من أشلائه وبعضه الآخر تناثر حتّى لا يترك للأعداء من الأغراب والأعراب إمكانيّة التّقليل من عدد شهدائها.شهداء كان عليهم أن يخاتلوا الموت أعواما ويراوغوه سبعا ويرقصوا على أنغامه عشرا فذعِر الموت واعتراه الخجل. الإثنين 30مارس 1976 الأرض المغتصبة،المصادرة بقانون خرافيّ[ قانون مصادرة أملاك الغائبين] تذكِّر أهلها في الدّاخل(في ما بات يُعرف بعرب 1948)أنّ عليهم أن يستولوا على أرض هي في الأصل أرضهم ويستردّوا هواء أراده الرّبّ هواءهم ويتدثرّوا بأحلام كانت دوما ذخيرتهم. فيكون أن يلتحم الدّاخل بالشّتات ويرحل الشّتات إلى الدّاخل.
02/الفلسطينيّ يتماوت لكي لا يموت
لكلّ فلسطينيّ مع الموت علاقة غريبة وألفة عجيبة منذ بات تلافي المنايا موكولا لمحظ الصّدفة والإفلات منها ليس ألاّ ضربة حظ. فكان على الفلسطينيّ أن يتربّص هو بالموت ويتدرّب على كلّ فنون معاشرته إلى أن يهتدي إلى سبل الاحتيال عليه بمغافلته ومخاتلته.وكلّ مراده وأقصى أمله أن ينجح فقط في تأجيل لحظة الغيب الأخير ما استطاع.ألم يقل شاعرهم: "يقولون موتك كان غريبا.. ووجه الغرابة /أنّك عشت"؟؟(سميح القاسم في رثاء محمود درويش).
خديجة قاسم شواهنة (23سنة) من سخنين(الحيّ الحزين) ما كان لها أن تختار تاريخ ميلادها الأوّل ولا الحيّ الذي احتضن نشأتها وكان على عذابات طفولتها شاهدا وعلى تدفّق أحلامها شهيدا.ولكنّها اختارت يوم مولدها الثّانيّ بكثير من العناية والدقة وبأروع الأشكال وأحلاها احتفاليّة.في صبيحة يوم الغضب الفلسطينيّ الموعود(30مارس 1976) يخطر لها لمّا سكنها الحنين إلى رائحة الأرض أن تكون على موعد مع التّاريخ. وهل من سبيل إلى ذلك إلاّ أن تكون على موعد مع بوّابة التّاريخ= فلسطين؟؟. فكان ما كان. والتحقت خديجة بقوافل الشّهداء فباتت جزءا من إرث جميل وفصلا من سرديّة ملحميّة ليست أقل جمالا وعنوانا لقصائد ستظلّ تشهد بأنّ أجمل الشّعر ليس أكذبه كم يذهب إلى ذلك بعض القدامى بل ما رسمه الشّهداء على جداريّة الزّمن وما حفروه بأظافرهم على حيطان السّجون وما خلّفه سياط السّجّانين من خرائط على ظهور المناضلين:" خديجة! لا تغلقي الباب/ لا تدخلي في الغياب/ سنطردهم من إناء الزّهور وحبل الغسيل/ سنطردهم عن حجارة هذا الطّريق الطّويل/ سنطردهم من هواء الجليل"(محمود درويش).
غريب أمر أرض كنعان = نشاز يحكمه ويشدّ وحداته تآلف بديع،وصيّة الوصايا العشر منذ ما قبل النّحس الأوّل،آخر المنافي وأكثرها دراميّة،فيها يستحيل فصل المقال في ما بين البدء والمنتهى من أفانين الاتّصال وغريبه. وطن يقول عنه من احتضنتهم خيامه أنه حماهم أكثر ممّا حموه. هو قبلة من يخونه حزب، تتبرّأ منه قبيلة وتبيح دمه أو يغدر به من خالهم رفاقا، يلوذ به من استأسد الغرباء( بعضهم من بني جلدته)في حرمانه من أن يكون له وطن ينتشي وهو يسرد حكاياه ويغضب منه لمّا يعذّبه الحنين إليه،وإليه يأوي ساعة يشتدّ به الوجد وتلفظه الثّنايا ويخلعه شيوخ القبائل كما خلعوا صعاليكهم ،موّال فلسطينيّ ينفجر ساعة يتأكّد الفدائيّ أنّ مخاتلة الموت ومراوغته قد بات أمرا عصيّا فكُتِب عليه ما كُتِب على الشّهداء من قبلُ ومن بعدُ. فيكون لزاما أن يكتب بداية الوصيّة بما انهمر من دم رتق به الجرح وظلّ يسيل ويعلّق من الوصيّة بقيّة ما حال الموت دون استكماله إلى لحظة انبعاث هو على يقين أنّها لن تتأخّر. فلسطين قصيدة عشق دراميّ أخّاذ. كم من شاعر هـامَ بعروس المدائن وتمنّى أن يكتب فيها قصيدة عمره بأحرف تاجيّة فسبقته إلى كتابتها شهيدة لمّا بدمها توضّأت وصلّت صلوات العشق في محرابها؟؟. منذ البدء أرضا للسّلام كانت. ومهدا للحبّ والتّسامح كانت ويجب أن تظل. عليها في كل لحظات محنها لتعود كما كانت أن تستحمّ بالدّم مع مطلع كلّ فجر منذ أبدى ربّ الخليقة غضبه ممّن أرادها خير أمّة أخرِجت للنّاس ولم يعد عنها راضيا واختار أن يكون لاجئا في خيام الفدائيّيين.
أرض فلسطين عروس، والحلم في الغرام فارسها .صرخة لا تموت لأنّها باستمرار تعلن ميلادها اليوميّ في صلاة قدسيّة قبل أن ينبلج فجر اليوم الجديد. لمّا ينجح الفتى في أن يجعل من ذراعه مقلاعا ومن يده حجرا ساعتها يبتسم البرتقال في أرض يافا الفلسطينيّة وحيفا البهيّة أسوة باللّدّ والرّملة والجليل ويكفّ عن أن يكون حزينا.يحبّر المطر بيان المقاومة وترتّل زخّاته على أنغام الحجر نشيد الثّورة والثّوّار، مزيج مما حبّرته سناء المحيدلي ودلال المغربي في وصيّتيهما قبل استشهادهما :الغضب السّاطع آت وما لنا عنه محيد، شكرا للأعداء لم يتركوا لنا ما عليه نساوم فليس لنا إلاّ أن نقاوم. في الثورة لا جدال: القرار تحميه بنادق الأحرار والثوّار.
يوم الأرض تغريدة فلسطينيّة خالصة موغلة في التّفرّد تفرّدَ زهرة المدائن في عذاباتها وعذوبة أشجانها وعصافير الجليل في شدوها وأزجالها ويافا في حزن برتقالها.أرادت أن تكون في تفرّدها نسيج وحدها حتى تكون أهلا للثّار من جنون التّاريخ وصلفه وانحرافاته.ثأر لمن لم يمهله الحظّ فرصة أن يشهد كيف من رحم الهزائم يصنع الطّفل لعبته المفضّلة:مقلاعا ورصيفا للجروح وأفقا.قد تكون نشازا.ولكنّه ذلك النّشاز الأخاذ الذي يعي جيّدا أنّه لا يملك غير خيار واحد أوحد:أن يصوّب ما كان يوما ما اعوجاجا في مسارات التّاريخ.
يوم الأرض حدث يحتفل به سنويّا كلّ الأحرار والثّوّار. لعلّه أن يكون بعضا من تكفير عن ذنب ارتكِبه العالم في حقّ شعب فوّضه القدر أن يكون مسيح العصر ويعيش عوضا عن البشرية المتألمة مأساة القرن:أن يكون في وضع الأقلّيّة في وطن هو وطنه.
ويبقى عليه أن يتمرّغ في كلّ الأوحال والعذابات ويخرق كلّ الصّفقات ليثبت أنّه وطنه.وأن يتسلّل خلسة إلى أرض كان لا بدّ للطفل فيها أن يتدثّر بعباءة الموت حينا ويسامرها أحيانا ليشهد أنّها فلسطينية كانت ولم تزل. ولكنّه في السّرديّة الفلسطينيّة اكتسب دوما بعدا دراميّا منذ زالت الفروق بين عربان الهانة والقبائل الوافدة من ظلمات العصور البائدة ومن الكتب القديمة منذ تمّ الاعتداء بالفاحشة على المفاهيم وتقنّن سحل القيم في بورصة المبادلات التّجاريّة فاختلط الباطل بالباطل وبات لا موجب للتّفريق بين سلام واستسلام وطبع وتطبيع وأصيل وغريب .
لأسباب يحتاج حسمها كم عقلا للتّفجير وعقلا واحدا للتّفكير وبعض عقل للتّدبير كان الاحتفال بيوم الأرض حفرا في الذاكرة بأكثر الأشكال إيلاما لترسخ في الذّاكرة رغبة الانتقام من عذابات التّشرّد ومحنة اللّجوء، ذلّ المنافي وغربة الشّتات، تشعّب السّبل وكثرة المزالق. ذاك هو قانون العصر في طبعته الفلسطينيّة المحيّنة في ظلّ غيبوبة ملازمة لأنظمة الهانة والمهاتة. ماركة أمريكيّة بامتياز.أنظمة ثبت للمولعين بالتّمحيص عمّا يزخر به التّاريخ من المهازل المأساويّة أنّه لئن كان من المسلّم به أنّها عربيّة المولد فقد ثبت أيضا أنّها هجينة التّنشئة عبر يّة الميول والأهواء،
03/ وآخـر الكـلام.
++"لم أعد أشكّ في أنّ الله الذي عرفناه في فلسطين قد خرج منها هو الآخر،وأنّه لاجئ في حيث لا أدري".
(غسّان كنفاني/ أرض البرتقال الحزين)
++"تعبت من الرّحيل إلى الرّحيل ومن وطن يموت بلا وطن" /(سميح القاسم).
++ ذات يوم، هو يوم السّابع من أكتوبر، في ساعة من ساعاته - هي تحديدا ساعة الفجر الأولى- خطر لحنظلة في لحظات مجونه الجنونيّ وتنطّعه الذي لا ينتهي فكرة ملتبسة مجنونة داهمته فما استطاع لها صدّا ولا لمروقها ردّا= أن يجرّب لعبة الموت،أن يفلت من حصار رفيق عمره وتوأم روحه الرّسّام ناجي العليّ،أن يطلّق أحزانه وأحزان فلسطينه ويتسربل بالعناد ويتسلّل إلى أنفاق غزّة عبر أنفاق غزّة بحثا عن بعض من الكرامة وشيئا من العزّة ليعيش ما يُروى عن روعة الابتسام من المسافة الصّفر. مسافة كُتب عليها أن لا تتّسع للضّدّين.تتّسع فقط لمن كان مسكونا برغبة جموح تترجّاه أن يحتلّ شبرا من أرض هي في الأصل محرّرة فقط ليتفنّن في تذوّق طعم الإحساس باستعادة تحريرها. فكان ما كان من عجيب الاكتشاف= خرافة الجيش الذي لم يُهزم وعليه أن لا ينهزم.
++ "وصيّتي تسميّتي عروس الجنوب"/ الشّهيدة سناء المحيدلي (1968/ 1985)
#الطايع_الهراغي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟