أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - أهالي السجناء السياسيين وسياسات امتلاك الصوت














المزيد.....

أهالي السجناء السياسيين وسياسات امتلاك الصوت


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 8296 - 2025 / 3 / 29 - 00:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



مثّلت مرحلة الانتقال الديمقراطي بالنسبة إلى المعتقلين السياسيين

فرصة ملائمة لتأليف الروايات التي تسرد جزءا من تاريخهم أو لتوثيق سيرهم الذاتية أو الإدلاء بشهاداتهم لمن يتكفّل بالكتابة نيابة عنهم. وقد كشف هذا الإنتاج الغزير عن خصوصية التجارب السجنية التي فضحت الممارسات التي كانت سائدة في تلك الفضاءات كالتحرّش والإذلال الجنسيّ والتعذيب... وأشكال الصمود المختلفة واستراتيجيات المقاومة الفردية والجماعية .وبالاطلاع على السير الذاتية للمعتقلين السياسيين السابقين والأدبيات التي رصدت تجارب سجناء الرأي ومختلف الناشطين الحقوقيين نتفطّن إلى أهميّة الروابط العائلية والاجتماعية والأدوار التي اضطلع بها أغلب الأولياء والاقارب والأصدقاء من أجل توفير الدعم المادي والمعنوي لهؤلاء المساجين. ويمكن القول إنّ رواية أحداث زيارة الأمهات والآباء والزوجات والأبناء احتلت مكانة هامّة في سرد التجارب السجنية، وهي حكايات توثّق ما يحدث قبل الزيارة من استعدادات من أجل إعداد القفّة كالتدقيق في قائمة الممنوعات... وتليها محنة التنقل من ولاية إلى أخرى التي تمتزج فيها مشاعر الشوق بالإحساس بالقهر ... ويستمر الحديث عن" القفة" بعد خضوعها للتفتيش الدقيق والحجر على أكثر محتوياتها فتوصف "الحسرة- الغصّة في القلب وتغدو سياسات الرقابة المفروضة على "القفة سياسات عقابية بامتياز لا تكتفي بحرمان السجين من متعة الأكل فقط بل إنّها تعاقب الأهل الذين تفننوا في إعداد قفة السجين .

وقد أثار هذا الإنتاج اهتمام التونسيين لأنّهم كانوا بحاجة ماسة إلى الاطلاع على جزء من تاريخهم ومعرفة علاقة الدولة بفئة من التونسيين الذين صمّموا على الدفاع عن آرائهم وتصوراتهم للعمل السياسيّ ومارسوا حقّهم في التعبير والتغيير. وظنّ المتابعون لهذه الكتابات أنّ الأدبيات السجنية ستتقلّص بعد انطلاق المسار الانتقاليّ. ولكن ها أنّهم يكتشفون اليوم، ديناميكية جديدة وفاعلين/ات جدد جعلوا نقل ما يجري في السجون متاحا للجمهور الذي أضحى تعلّقه بمواقع التواصل الاجتماعي يفوق اهتمامه بواجباته.

فنحن إزاء كهلات وكهول وشابّات وشبّان أحسنوا توظيف الأنترنت لصالح القضايا التي تبنّوها والتزموا بلعب دور الوساطة بين من يقبع في الداخل ومن هم في الخارج، وأصرّوا على ايصال أصوات أقربائهم الى عموم الناس ومختلف الهيئات والمنظمات ووسائل الإعلام. ولعلّ ما يسترعي الانتباه في هذا النشاط المدنيّ- السلمي- الدؤوب حضور الأبناء والأخوات (دليلة بن مبارك، مريم الزغيدي، الشواشي، الدهماني...) في مواقع التواصل من خلال نشر الفيديوهات وكتابة التدوينات وممارسة الحكي وتوثيق الوقفات والمسيرات ونقل وقائع المحاكمات وتفسير الإجراءات وشرح ما التبس فهمه وتوضيح "المغالطات وطرائق توظيف القوانين وبثّ الوعي بمعاناة المساجين (صحيّا ونفسيا ). يكفي أن نتابع تدوينات رملة الدهماني لنكتشف المعيش اليومي لسنية الدهماني: ما تكرهه وما يثير غضبها... هي "نشرات شبه يومية" وتواصل كثيف لا يتم من منطلق التعبير عن الحبّ ومتانة الروابط فقط بل إنّها أفعال تصدر من موقع النضال والالتزام بالقضايا السياسية وتحمّل أعباء الإخبار ومهمّة الإعلام ...لم يخضع هؤلاء لدورات تدريبية بتمويل أجنبيّ لاكتساب مهارة التواصل التكنلوجي ولم يطلعوا على تجارب النشاطية ...هي تجارب الحياة التي دفعت بهم إلى الركح ، هو مناخ التنشئة على المبادئ والقيم الذي يحرّكهم ...هو تاريخ النضال العائلي والمشترك ...هو الحسّ المواطني المسؤول.

تلتقي هذه الأصوات على اختلاف مرجعياتها وتجاربها وانتماءاتها واختلاف أعمار أصحابها وجندرهم في التصميم على توثيق ما يحدث داخل السجن وخارجه، وفي بناء جسر بين السجين والجمهور وفي اكتساب سلطة تسمح لهم/نّ بالتحكّم في سردية تشكيل الرأي العامّ، وهي مقاومه تثبت التعالق بين السياسيّ والقضائي والقانونيّ واليوميّ والنضالي والانسانيّ.وعلى هذا الأساس لم يعد سجين الرأي من يمتلك الصوت والمكلّف الوحيد بالسرد والكتابة وتقديم الشهادة...استبقه من هم بالخارج فنقلوا الأخبار وحوّلوا المسموع إلى نصّ مكتوب أو نصّ مرئيّ...ووثّقوا التجارب وأرشفوا الأحداث والنصوص وحفظوا الذاكرة وساهموا في صناعتها فاشتغلوا بالتأريخ لمحطّة من محطات تونس.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء البهجة
- صمتُ النسويّة البيضاء المؤيّدة للاستعمار على إبادة الفلسطيني ...
- التحولات الهادئة واللامرئية : من النشطاء إلى الفاعلين العادي ...
- كيف تتحوّل النساء إلى أشياء؟
- تشكّلُ خطابات جديدة حول الأمومة
- الرجل لا يعيبه شيء!
- من الأدوار الجندرية إلى التشاركية.. هل ينجح الرجال؟
- اعتذار للفلسطينيات ....وهل ينفع الاعتذار؟
- النار في جسدهAaron Bushnellإضرام في التعاطي الإعلامي الأمريك ...
- المتقاعدون يحتجّون: -الحماية والرعاية من البداية للنهاية-
- المؤسسات الجامعية وإبادة الفلسطينيين
- موقع التونسيات في مسار الانتخابات 2023/2024
- الحرب على غزّة والمنعرج الجديد
- جنوب أفريقيا ودرس في إيطيقا المرافعة
- بعض من الأسئلة التي أثارتها حرب الإبادة على غزّة
- نداء إلى الحركات النسوية: -حياة الفلسطينيات مهمّة-
- المجتمع المدني والتعديل الذاتي
- ماذا بعد عنهجية الدولة المارقة وإبادة الفلسطينيين؟
- أزمة الرعاية المجتمعية
- قتل النساء وإشكالية التغطية الإعلامية


المزيد.....




- تراجع الأسهم الأوروبية، ارتفاع جنوني للذهب ..ترقب عالمي قبل- ...
- بريطانيا: ستارمر يوجه دعوة دولية للتعاون من أجل مكافحة مهربي ...
- مسيرة العودة 2018 .. حلم الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم
- -ردنا حاسم وفوري-.. ماذا قالت إيران بعد تهديدات ترامب بقصفها ...
- عيد مبارك بكل اللغات... شبكة يورونيوز تتقدم لكم بأسمى التهان ...
- بعد ثلاث سنوات... أوكرانيا تحيي ذكرى استعادة بوتشا
- رجل الأعمال الإيرلندي ديكلان غانلي: على أوكرانيا وروسيا الان ...
- المكتب الإعلامي الحكومي في غزة يدين استهداف إسرائيل للطواقم ...
- غزة.. تشييع قتلى الهلال الأحمر
- مظاهرة في العاصمة البلغارية صوفيا تنديدا بالعدوان الإسرائيلي ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - أهالي السجناء السياسيين وسياسات امتلاك الصوت